تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 15-11-2014 الحديث حول ملفات عدة كان ابرزها ملف العسكريين المخطوفين حيث كشفت صحيفة "الاخبار"
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 15-11-2014 الحديث حول ملفات عدة كان ابرزها ملف العسكريين المخطوفين حيث كشفت صحيفة "الاخبار" عن اجتماع سري جمع المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم بجبهة النصرة، كما تحدثت الصحف ايضا في صفقة السلاح السعودية- الفرنسية لتسليح الجيش اللبناني واخر التطورات في هذا الملف وايضا اخر مستجدات ملف الفساد الغذائي.
اقليميا، تحدثت الصحف عن التطورات السياسية والعسكرية في الساحة السورية.
وأتت افتتاحيات الصحف على الشكل التالي:
السفير
الموفد القطري يختفي.. والخاطفون «ينظمون» رحلات للأهالي
«حروب العمولات» تحرم الجيش من «الدبابات الذهبية»!
نبدأ جولتنا مع صحيفة "السفير" التي كتبت تقول "لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الخامس والسبعين بعد المئة على التوالي.
كل الحراك الرئاسي الداخلي، لا مكان يُصرف فيه إلا نفق الفراغ الرئاسي، وكل المآدب أو الزيارات البعيدة عن الأضواء، التي يقوم بها هذا المرشح أو ذاك، لا تفيد إلا بزيادة منسوب الثقة بأن الرئاسة آتية على طبق من ذهب إلى من قرر أن يلبس البدلة ويتمرن على خطاب القسم منذ الآن.
إنه لبنان. إنه موسم الرئاسة. وها هو وزير الصحة وائل أبو فاعور يمضي قدماً في حملة سلامة الغذاء، وهو قال لـ«السفير» رداً على الحملات المنظمة التي يتعرض لها إن محكمة الرأي العام «تحكم بيني وبينهم»، مؤكداً أنه لن يتراجع، وأن الملفات التي فتحت لن تقفل وأن الموعد في الأسبوع المقبل سيكون مع ملف المياه، مشيراً في الوقت نفسه الى تجريد حملة على مراكز التجميل غير المرخصة، قائلا إنه تم إقفال أكثر من 15 مركزاً منها حتى الآن.
أما الأمن، فإنه يبقى على موعد يومي مع جبهته المفتوحة في عرسال، وجديدها، أمس، نجاة المؤسسة العسكرية من كمين ثلاثي محكم، كان يستهدف إسقاط أكبر عدد من الضحايا بدوريات الجيش في تخوم عرسال، فيما كانت تداعيات الكمين المزدوج الذي نصب لـ«النصرة» في منطقة القلمون، وأدى الى مقتل وجرح عدد كبير من قادتها، يعيد المخاوف من ردود فعل انتقامية، خصوصاً في ظل فرضية «الخلايا النائمة» ووجود مطلوبين متوارين عن الأنظار، أبرزهم شادي المولوي وأسامة منصور، اللذان تمكنا من مغادرة منطقة التبانة في طرابلس، «بفضل الغطاء الذي يتمتعان به من رجال دين ودنيا» على حد تعبير مرجع أمني لبناني.
ووسط زحمة التحديات الأمنية، كشفت مصادر سياسية واسعة الاطلاع لـ«السفير» أن الولايات المتحدة احتجت رسمياً لدى الحكومة اللبنانية، وخصوصاً لدى قيادة الجيش اللبناني، على محاولة إبرام صفقة دبابات «تي 72» مع الحكومة الروسية (حوالي 60 دبابة يعاد تأهيلها وتوفير قطع غيارها).
وقالت المصادر إن الجانب الأميركي استغرب إصرار رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري على تنويع مصادر الأسلحة، حيث تبين أن الوفر بين الدبابة الروسية المذكورة (تي 72 المستعملة) وبين الدبابة الأميركية الخارجة من المصنع «يصل الى نحو مليون دولار لمصلحة الأميركيين»، وسأل الأميركيون «هل صحيح أن الجيش اللبناني يريد شراء دبابات «تي 72 مذهبة» حتى تصل أرقامها الى ما وصلت إليه»؟
وأوضحت المصادر اللبنانية أن الأميركيين قدموا للجانب اللبناني معلومات موثقة حول «الوسطاء اللبنانيين والروس» الذين سينالون «عمولات توازي سعر الصفقة برمتها»، رافضة تحديد المبلغ الاجمالي، واكتفت بالقول «نحن نتحدث عن مبلغ يتجاوز الـ100 مليون دولار أميركي»(من أصل هبة المليار دولار السعودية للجيش وباقي المؤسسات الأمنية في لبنان).
وكشفت المصادر أن كوريا الجنوبية «عبَّرت أيضاً عن رغبتها بالانضمام الى لائحة الدول المشاركة في التسليح، وعرضت على قيادة الجيش (اللبناني) شمولها بشراء معدات عسكرية كورية، على أن تبادر الى تقديم هبة عبارة عن فرقاطة حربية حديثة»، كما عرضت الحكومة الصينية بيع أسلحة بأسعار مخفضة، وأُرسل وفد عسكري لبناني الى بكين لهذه الغاية، وفي السياق ذاته اتصل رئيس الاركان الاردني بقيادة الجيش اللبناني وعرض تقديم هبة عسكرية، على أن ترسل وفداً عسكرياً الى عمان لتحديدها.
وفي موازاة ذلك، كان لافتاً للانتباه عدم إتيان الجواب الذي ينتظره المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم من الوسيط القطري في قضية العسكريين المخطوفين أحمد الخطيب الموجود في الدوحة منذ نحو اسبوعين، علماً أنه كان قد طلب مهلة أيام قليلة، وهو الأمر الذي وُضع في خانة عدم جهوزيّة الخاطفين للتفاوض الجدّي، وفي الوقت نفسه، عدم استعداد القطريين لممارسة الضغوط على الخاطفين، وتحديداً «جبهة النصرة» التي كانت اشترطت في أول اتصال جرى بينها وبين اللواء ابراهيم مباشرة (عبر «السكايب») منذ حوالي الشهر، أن يبقى التواصل محصوراً بالقناة القطرية!.
وكشفت مصادر سياسية معنية بقضية العسكريين لـ«السفير» أن تنظيمي «داعش» و«النصرة» وافقا مؤخراً على استقبال ذوي جميع العسكريين المخطوفين، لكن بصورة دورية، وحصراً عن طريق أحد الوسطاء المحليين في بلدة عرسال.
ولو صحت فرضية وزير الداخلية نهاد المشنوق بأن الأسبوع المقبل، الذي سيتم خلاله سماع شهادات في المحكمة الدولية (في لاهاي) سيكون «من أصعب ما يمكن سماعه ونتمنى أن نتمكن من احتوائها في الداخل من دون أن تسبب أزمات جديدة»، فإن مناخات التوتير السياسي ستطل هذه المرة من نافذة المحكمة، التي أعادت توجيه الاتهام، من خلال الادّعاء، الى سوريا، عبر القول (أدلة الادّعاء) أن الرئيس بشار الأسد «كان خطه المباشر على اتصال مع أرقام المتهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري»!
ومن غير المعروف حتى الآن، ما اذا كان هذا الاتهام السياسي المتجدد سيرتد أيضاً بصورة سلبية على ملف العسكريين، حيث سيكون صعباً على أي وسيط لبناني التوجه الى دمشق لطلب مساعدة رسمية سورية، أقله في ما يخص المقايضة (السجينات في السجون السورية)، بينما يصر «فريق المحكمة» على رفع راية الاتهام السياسي لسوريا مجدداً.
النهار
أول الشهود السياسيّين أمام المحكمة الاثنين
حروب الحكومة: "ميثاقية فساد" إلى اتساع
ومن جهتها، كتبت صحيفة "النهار" تقول "وسط المراوحة التي تطبع الواقع السياسي الداخلي، والغموض الذي يكتنف بعض التحركات التي عادت تنشط على خط أزمة الفراغ الرئاسي في الايام الاخيرة، بدأت مجريات جلسات الغرفة الاولى لدى المحكمة الخاصة بلبنان في لاهاي تشد الانظار والاهتمامات، نظرا الى اقتراب هذه الجلسات من مرحلة مفصلية سيفتح معها ملف الدوافع السياسية التي أحاطت بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه في 14 شباط 2005. واذ شكل فتح فريق الادعاء قبل يومين مسألة الملابسات التي اكتنفت علاقة الرئيس الحريري بالرئيس السوري بشار
الاسد في المرحلة الشديدة التوتر التي سادت تلك العلاقة قبيل جريمة الاغتيال، انطلاقا من الضغوط التي مارسها الاسد على الحريري، حسمت المحكمة امس مسألة الاستماع الى أول الشهود السياسيين الاساسيين في هذا الملف، وهو النائب مروان حماده وقررت الشروع في الاستماع الى شهادته ابتداء من الاثنين المقبل على رغم الاعتراضات التي أبداها فريق الدفاع. واذ يتوقع ان يستمر الاستماع الى حماده ثلاثة او أربعة أيام متعاقبة فان من شأن هذا التطور ان ينقل مسار المحاكمة الى مرحلة مهمة، اذ انه يعكس بوضوح تركيز المحكمة على الدوافع السياسية للجريمة من خلال اصرارها على الاستماع الى شهود ملمين بالوقائع التي أحاطت بظروف الاغتيال، وبالوضع اللبناني كلا في حينه، الامر الذي سيمهد لاستكمال الملف والاعداد للمرافعات والحكم لاحقا. وتستدل الاوساط المواكبة للمحاكمة على أهمية بلوغها هذه المرحلة المتقدمة من خلال ممانعة فريق الدفاع في أن يتقدم النائب حماده بشهادته باعتبار ان هذا التطور سيفتح الباب لسلسلة شهود سياسيين بارزين آخرين. ولم تنجح امس محاولة الدفاع في اقناع المحكمة بالتخلي عن هذه الشهادة بحجة الحصول على وثائق واوراق، اذ تبين ان الدفاع حصل عليها منذ أكثر من سنتين.
مجلس الوزراء
أما في الشأن السياسي الداخلي، فعلمت "النهار" امس ان الاجواء الصاخبة التي سادت جلسة مجلس الوزراء الاخيرة استدعت من رئيس الوزراء تمام سلام القيام بجولة اتصالات مع عدد من الوزراء تحضيرا لجولة أخرى من الاتصالات مع المرجعيات السياسية في الايام المقبلة. وأتت هذه الاتصالات تحت عنوان انه لا يمكن الحكومة أن تواصل عملها وسط التشنجات الراهنة. ووصفت مصادر وزارية ما جرى في الجلسة الاخيرة بأنه "القشة التي قصمت ظهر الحكومة". وكشفت النقاب عن ان التشنج لم ينحصر بمناقصة الخليوي، بل تعداها الى مناقصات في وزارتي الداخلية والدفاع ولكن ارتؤي عدم الحديث عنها حفاظا على معنويات المؤسسات الامنية في هذه المرحلة. ولاحظت أن توقيع الوزراء الـ 24 القرارات لم يعد من باب الحرص على الميثاقية الوطنية بقدر ما صار انزلاقا الى "ميثاقية الفساد" خصوصا في ما يتعلق بالصفقات التي تفتح بازار تقاسم المغانم. وأشارت الى ان الرئيس سلام لا يستطيع تحمل مسؤولية حروب الاطراف السياسييين داخل الحكومة، وهو يتجه لهذه الغاية صوب المرجعيات السياسية ليضعها امام مسؤولياتها ولإخراج القضايا التي تهم الناس من عنق الفساد.
بكركي والسفراء
وسط هذه الاجواء، استرعت حركة سفراء الدول ذات العضوية الدائمة في مجلس الامن الى بكركي في الايام الاخيرة انتباه الاوساط الداخلية، اذ بدت ترجمة لما كان لمح اليه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبيل عودته من جولته الاوسترالية عن اعتزامه الطلب من الدول المؤثرة التحرك في سبيل حل أزمة الفراغ الرئاسي المتمادية.
وتزامن هذا التحرك مع معلومات لـ"النهار" مفادها أن المراجع الرسمية تلقت رسائل من مراجع دولية فحواها أن التطورات في المنطقة تحتم الاسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية. وفي هذه الرسائل ان القوى النافذة في المنطقة لديها صراعات لن تتوقف ولا يمكن لبنان أن ينتظر نتائج هذه الصراعات التي قد تطول، لذا فان في امكان القيادات اللبنانية أن تقرر ما تشاء وستجد المراجع الخارجية داعمة لها. وفيما بدت هذه الرسائل بمثابة تطور جديد فسّر مرجع حكومي الامر بأنه ينقل المسؤولية من الجهات الدولية الى الداخل اللبناني.
وعلى صعيد متصل، يصل الى بيروت في 11 كانون الاول المقبل مساعد الامين العام للامم المتحدة اليان الياسون حيث يمضي يومين في لبنان لإجراء اتصالات تتعلق بالملف الرئاسي وقضية اللاجئين السوريين.
وبدا لافتا في هذا السياق كلام للسفير الاميركي ديفيد هيل شدد فيه على "ان المطلوب في هذه المرحلة التعويل على مكامن القوة في الدستور اللبناني لا هدمه"، مبرزا "ضرورة ان يتخذ اللبنانيون قرار انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت". واذ أكد ان "أكبر خطر يهدد الاستقرار اليوم هو تنظيم داعش، ولكنه ليس عصيا على الهزيمة"، اعتبر ان "التغلب على داعش لن يعيد وحده الاستقرار الى لبنان". ورأى ان "على رأس المخاطر التي سيبقى لبنان معرضا لها استمرار تنظيم مسلح هو حزب الله في حمل السلاح والتصرف منفردا من دون اي محاسبة".
أما السفير الفرنسي باتريس باؤلي، فأكد من جانبه ان فرنسا "لا ترغب في التدخل في الانتخابات الرئاسية، وان هذا يقع على عاتق اللبنانيين وحدهم". وتمنى على جميع الاحزاب والسياسيين "إيجاد وسيلة تمكنهم من انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع ما يمكن".
عبوات في عرسال
الى ذلك، برزت على الصعيد الامني امس محاولات استهداف جديدة للجيش، تمثلت اولا في تفجير عبوة ناسفة بآلية للجيش لدى انتقالها في محيط عرسال مما أدى الى اصابة ثلاثة عسكريين بينهم ضابط بجروح. ولدى توجه دورية اخرى مع خبير عسكري للكشف على مكان الانفجار، تعرضت لاطلاق نار من مسلحين في جرود البلدة وتولت الدورية مطاردتهم.
وبعد الظهر فكك الجيش عبوتين ناسفتين معدتين للتفجير قرب المكان الذي زرعت فيه العبوة الاولى.
وفي سياق آخر، تعطلت حركة المرور بعض الوقت امس على طريق ضهر البيدر بعدما قطع أصحاب الشاحنات العاملين على هذا الخط الطريق مطالبين بتعديل المواعيد التي حددتها وزارة الداخلية لسير الشاحنات.
الائتلاف استهدف "مجموعة خراسان"
"داعش" سيلاحَق بجرائم ضد الإنسانية
أصدرت القيادة المركزية الأميركية أمس بياناً جاء فيه أن الغارات الجوية التي يشنها الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة استهدفت عشر وحدات لمقاتلي تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) في الأيام الاخيرة، فضلا عن مسلحين من "مجموعة خراسان" التابعة لتنظيم "القاعدة".
وقالت إن 17 غارة جوية قرب مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) الحدودية مع تركيا دمرت أيضا عشرة مواقع قتالية ومبنى عربات عدة، الى ضرب وحدات المتشددين. وأضافت أن غارة قرب الرقة دمرت أيضا معسكر تدريب لـ"الدولة الاسلامية". واوضحت ان غارة جوية أخرى استهدفت مقاتلين مرتبطين بـ"مجموعة خراسان" قرب مدينة حلب السورية والتي قال مسؤولون أميركيون انها تتآمر لشن هجمات على الولايات المتحدة وفي أماكن أخرى.
وأفاد بيان القيادة المركزية أن أحدث الغارات الجوية التي شنت من الأربعاء الى الجمعة شملت 19 غارة على "داعش" في سوريا و16 غارة على التنظيم في العراق، الى الغارة التي استهدفت "مجموعة خراسان" في سوريا.
وبثت قناة "روسيا اليوم" إن مقاتلي "وحدات حماية الشعب" الكردية استطاعت صد هجوم شنه مقاتلو "داعش"على الجهة الجنوبية من مدينة كوباني الحدود مع تركيا.
وأضافت أن هذه الوحدات استطاعت قتل نحو 40 من مقاتلي "الدولة الإسلامية" في مواجهات دارت شرق وجنوب عين العرب خلال الساعات الاخيرة.
كذلك تقدمت "وحدات حماية الشعب" الكردية شرق عين العرب وجنوبها وجنوبها، كما خاضت معارك مع التنظيم المتطرف غرب المدينة.
وحققت "وحدات حماية الشعب" الكردية افضلية في القتال بعد دخول قوات البشمركة العراقية عين العرب حيث بدأ المقاتلون الأكراد يحرزون تقدماً على الأرض، وبات جزء من تلة مشتى نور الاستراتيجية وطريق حلنج، الشريان الرئيسي لإمداد مسلحي "الدولة الإسلامية"، تحت سيطرتهم. أما مسلحو "داعش"، فأمطروا المنطقتين الغربية والشمالية الحدودية بوابل من قذائف الهاون.
في غضون ذلك، قال محققون تابعون للأمم المتحدة إن قادة "داعش" عرضة للملاحقة القضائية لارتكابهم جرائم ضد الانسانية على "نطاق هائل" في شمال شرق سوريا حيث بثوا الرعب بعمليات الإعدام والرجم وإطلاق النار على المدنيين والمقاتلين الأسرى.
من جهة اخرى، يعرض وفد أميركي مؤلف من خبراء عسكريين في تركيا ترتيبات بدء تدريب "المعارضة المعتدلة" في سوريا وتجهيزها. ومن المقرر أن تكون زيارة الوفد هي الأخيرة لتركيا لهذا الغرض.
ونقلت صحيفة "ميلييت" التركية عن الناطق الرسمي باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم بشير أتالاي أن "المعارضة السورية المعتدلة" ستتلقى تدريباتها وتجهيزاتها العسكرية من أجل مكافحة تنظيم داعش في سوريا. وأضاف أن أنقرة ستقدم المزيد من المعلومات التفصيلية في الفترة المقبلة عن هذا الأمر."
الاخبار
لقاءات سرّية بين عباس إبراهيم و«جبهة النصرة»
وبدورها، كتبت صحيفة "الاخبار" أنه "بين حافتي استقرار الأمن والاستحقاقات المتدحرجة كالدومينو، تعبر المتاعب قطعة تلو أخرى. ما يُطمئن مرجعاً أمنياً وهو يقرأ التطورات الأخيرة، في لقاء مع إعلاميين، أن لا قرار بإحداث الفوضى في لبنان. ما عداه قابل للحل الآني أو الموقت
أجرى مسؤول أمني رفيع المستوى مراجعة للوضع الداخلي، واستخلص منه حدين: أدنى استقرار أمني، وأقصى تعذّر انتخاب رئيس للجمهورية في مدى قريب. بينهما قلّل من موجة التفاؤل المفرطة حيال المتوقع من مفاوضات الغرب مع إيران حول برنامجها النووي. في أحسن الأحوال يتطلب نجاح التفاوض وقتاً طويلاً للتوصل إليه ووضعه موضع التنفيذ. إلا أن لبنان قد لا يكون بالضرورة في رأس سلم أولويات التفاهم على استقرار المنطقة، نظراً إلى أهمية دول أخرى مجاورة أكثر سخونة وإلحاحاً للتوافق على مصيرها في سياق المفاوضات تلك، أو ما قد ينبثق منها من تفاهم إيراني ــ سعودي.
وإلى أوان سلسلة تفاهمات إقليمية ودولية في المنطقة، يرى المسؤول الأمني أن الأجندة اللبنانية الفعلية تتركز على ثبات الأمن الداخلي كمدخل إلى تعزيز الاستقرار من خلال ملفات، أبرزها تعقب الخلايا الإرهابية ومفتعلي الاضطرابات واستعادة العسكريين المخطوفين من تنظيم داعش وجبهة النصرة. يحدوه عاملان إلى استبعاد انتخاب وشيك للرئيس، وقد يستغرق الشغور وقتاً أطول مما يشاع: أولهما عجز لبناني واضح عن التوافق على الرئيس. وثانيهما التوافق الإقليمي المؤجل والضروري لإتمام الانتخاب، بيد أنه لا يزال غير ناضج حتى الآن.
الجيش دخل للمرة الأولى إلى باب التبانة التي ظلت لعقود طويلة عصيّة عليه
يتطرق المسؤول الأمني إلى المعطيات المتوافرة عن استمرار خطف العسكريين، بتأكيده أن لبنان وجد أن التفاوض مع الخاطفين هو أفضل الخيارات، ويتقدم ما عداه. مرّ حتى الآن في مراحل أتاحت استمرار التواصل المباشر وغير المباشر مع الخاطفين، وخصوصاً جبهة النصرة. وكشف أن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، المفاوض اللبناني، التقى قبل شهر سراً للمرة الأولى مسؤولين في جبهة النصرة، إلا أنهم لم يزودوه شروطهم، واكتفوا بالقول إنهم ينتظرون الوسيط أحمد الخطيب.
استشم إبراهيم من الخاطفين ثقتهم بالوسيط، في معرض رفضهم التعاون المباشر مع المفاوض اللبناني، وأخطروه بأنهم يسلمون شروطهم للخطيب الذي اختارته الدوحة للتنقل بين الخاطفين والسلطات اللبنانية من دون أن يُعطى حق الاجتهاد والتأثير في الوساطة، أو أن يكون معنياً بإطار التفاوض. ليس مفاوضاً شريكاً، بل هو في نظر المفاوض اللبناني أقرب إلى صندوق بريد، يكتفي بنقل الرسائل والمطالب المتبادلة، فيما تحمّله جبهة النصرة دوراً أكبر، وتوجّه من خلاله رسائلها.
أظهر الخاطفون يومذاك عدم استعدادهم للخوض في الملف، وبدوا غير جاهزين تماماً له. لأسبوعين خليا، لم يطرأ أي تطور عليه، منذ آخر زيارة للوسيط القطري لبيروت لم يعد بعدها. منذ المراحل الأولى للاتصالات التي أعدّت للتفاوض، تمسك المفاوض اللبناني بشرط رئيسي، هو أنه لا يتلقى الطلبات والشروط عبر وسائل الإعلام، بل مكتوبة وموثقة ومختومة حتى، بغية إقفال بازار التكهنات والشائعات والأقاويل حيال التفاوض. أصرّ على وضع إطار محدد يشكل قاعدة للانطلاق منه، فيعرف كل فريق ما يريده الآخر. في وقت لاحق تسلم إبراهيم من الخاطفين عبر الوسيط لائحة خيارات ثلاثة، رد عليها لبنان بخيار رابع لا يزال ينتظر الجواب عنه. بيد أن ذلك يعني أساساً أن باب التفاوض بات مذ ذاك مفتوحاً.
بحسب المطلعين على ملف العسكريين، يُعزى تباطؤ تفاوض الأشهر الأخيرة إلى الاعتقاد السائد في أوساط الخاطفين بأن الظروف التي يعيشونها في جرود عرسال ليست بالصعوبة والسوء الذي يجري تصويره في لبنان. يقيمون في مغاور محصنة صارت أشبه ببيوت. لديهم وسائل اتصالات وشبكة تواصل عبر الإنترنت، وفي وسعهم التحرك في نطاقهم في الجرود بسهولة. يحتفظون بكمّ كبير من المؤن والمحروقات ومقومات التدفئة والأسلحة، فضلاً عن أن سبل الوصول إليهم ليست سهلة، ما يجعلهم في واقع مريح يُسهم في إبطاء سعيهم إلى التفاوض المستعجل.
إلا أن الملف، تبعاً للمسؤول الأمني، بدأ يتحرك أخيراً. لا يزال لبنان ينتظر الوسيط القطري حاملاً أجوبة جبهة النصرة. خيار التفاوض حمل الحكومة اللبنانية على تحديد مقاربتها هذا الملف الشائك، من خلال طلب مساعدة كل مَن يسعه التدخل لإطلاق العسكريين وإعادتهم سالمين. لقطر تأثير في جبهة النصرة، بينما لتركيا تأثير في تنظيم داعش، إلا أن لا دور لأنقرة في الملف في الوقت الحاضر، وليست طرفاً في التفاوض.
في الجانب الأمني، يشير المرجع الأمني إلى أن الأحداث الأخيرة في طرابلس انتهت بتقويض مشروع تدميري كان يُعدّ للمدينة، نجح الجيش في إسقاط نواته التي توخت الانتشار في طرابلس ومن ثم التوسع إلى مناطق أخرى.
يقول: المؤشر الأكثر دلالة على ضرب النواة تلك، أن الجيش دخل للمرة الأولى إلى باب التبانة التي ظلت لعقود طويلة عصية عليه. اليوم دخلها الجيش وانتشر في أحيائها تحت غطاء أبناء المدينة ودعمهم، وكذلك قياداتها من رجال دين ودنيا، سوى أولئك تحت الشبهة أو المطلوبين. ضُربت النواة، صحيح. لكن استكمال ذلك بتوقيف أسامة منصور وشادي مولوي، لما يمثلانه من رمزية هذا المشروع وارتباطهما بجبهة النصرة والمشايخ المتطرفين والتكفيريين في القلمون السوري، يتعاونون معهم ويرتبطون بهم. طبعاً هذان الشخصان لا يعملان لحسابهما، ولا دكان مستقلاً لهما، بل هم جزء من آخرين. سيستغرق وقت طويل كي يستطيعا إعادة إحياء هذا المشروع. إلا أن وجود الجيش في باب التبانة قطع الطريق على محاولات كهذه.
أقفلت ثغرة طرابلس. بيد أن ثغرة عرسال لا تزال مفتوحة. في اعتقاد المسؤول الأمني أن الإجماع المحلي والإقليمي الذي حتّم إنهاء ما حدث في طرابلس لا يزال غير متاح للحدود الشرقية انطلاقاً من عرسال، وقد يتوخى السبب ــ في رأيه ــ استمرار استنزاف النظام السوري وحزب الله عبر ترك المنطقة عرضة للنزاعات والاشتباكات.
يضيف: الخلايا الإرهابية النائمة موجودة في أكثر من منطقة. في طرابلس وعكار والبقاع وفي عين الحلوة. نحن جزء من المنطقة، وترتدّ علينا تداعيات ما يجري فيها، خصوصاً أن التكوين الديموغرافي في لبنان مشابه للتكوين الديموغرافي في دول المنطقة، ما يجعل التأثر حتمياً، وكذلك ارتداداته."
المستقبل
جنبلاط إلى «المسلخ» الأسبوع المقبل
الداخلية تفرض «الأمن الغذائي»
ومن جهتها كتبت صحيفة "المستقبل" تقول "انتقلت الحملة الوطنية لتطهير لقمة اللبنانيين من فيروسات الغش المعششة في ضمير غائب من هنا وآخر منفصل من هناك على مستوى قطاع التغذية في البلد، إلى مرحلة فرض «الأمن الغذائي» من قبل وزارة الداخلية بموجب طلبات وزارة الصحة على قاعدة «التحالف بين الوزارتين لإسقاط الفساد» وفق ما شدد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق لـ«المستقبل»، كاشفاً في هذا السياق أنّه أعطى «أوامر للجهات المعنية في وزارة الداخلية بتنفيذ كل الطلبات الواردة من وزير الصحة وائل أبو فاعور في هذا الصدد، وجرى إبلاغ كل قطعات الأمن الداخلي بالأمر». وفي الغضون، برزت على صعيد المظلة السياسية التي يؤمّنها رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط لحملة أبو فاعور الغذائية، تغريدة بالإنكليزية لجنبلاط عبر «تويتر» أعلن فيها أنه سيذهب بنفسه إلى المسلخ «الأسبوع المقبل، مع صديقي رياض الأسعد وأكرم شهيب ووائل (أبو فاعور) والإعلام».
وكان أبو فاعور، بالتوازي مع إحالته جميع الملفات المتعلقة بنتائج فحوص سلامة الغذاء إلى النيابة العامة، قد طلب أمس من المشنوق «الإيعاز لمن يلزم اتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنع بيع اللحوم التي ثبت أنها تحتوي بكتيريا ضارة في ملحمة «الناطور» في رأس بيروت ووضع اليد على ماكينات التصنيع والفرم والخلاطة فيها استناداً إلى تقرير المراقبة الصحية التي تشير إلى أنّ هذه الملحمة لا تستوفي جميع الشروط المتعلقة بسلامة الغذاء والنظافة».
كما طلب أبو فاعور إقفال مطعم «ملك البطاطا» في الحمرا لمدة خمسة أيام ريثما يتم تسوية وضعه وإجراء كشف آخر على عيّناته، بالإضافة إلى تلف المنتوجات في محل «فروج عبود» في الصفير وإقفاله ريثما يتم أخذ عينات جديدة منه.
.. في المختبر
أبو فاعور قام ظهر أمس بزيارة تفقدية لمختبر الجراثيم في مركز مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية في الفنار حيث جال على أقسام المختبر واطلع على آليات عمله ثم عقد مؤتمراً صحافياً دافع فيه بلهجة سياسية حادة عن جودة ونزاهة نتائج العيّنات المخبرية، قائلاً: «هذا كلام العلم الذي يُردّ به على أصوات الفجور (...) وأتمنى أن يتوقف العهر السياسي والتجاري». وكشف في سياق مواكبة نتائج العيّنات المأخوذة من مزارع الدجاج عن «كارثة كبيرة» في هذا القطاع، معرباً في الوقت عينه عن عزم وزارة الصحة اتخاذ إجراءات ضد الشركات التي تبيع المياه بشكل غير صحي.
بدوره، أكد مدير مصلحة الأبحاث الزراعية الدكتور ميشال افرام أنّ مختبر المصلحة «يعمل بأحدث الطرق العلمية المعتمدة عالمياً، وهو مستقل تماماً عن أي سلطة حفاظاً على سلامة نتائجه ودقّتها»، مشدداً في هذا الإطار على أنّ «كل عينة لا تتوافر فيها شروط الفحص من حرارة ووقت يتم استبعادها من الفحص».
«الثروة» الحيوانية
تزامناً، برز تراشق إعلامي على خط وزارة الزراعة ورئيس «الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد» جان داغر على خلفية إصدار الأخير عبر الوكالة الوطنية للإعلام بياناً تحدث فيه عن «معلومات من داخل وزارة الزراعة تشير إلى فضائح ورشاوى أبطالها مسؤولون في مديرية الثروة الحيوانية»، معلناً في هذا السياق عن «شركة هندية تدعى ميرها ايكسبورت يجري العمل على مساعدة مالكها في سبيل إدخال شحنات من اللحوم المصابة بجرثومة السالمونيلا من مرفأ بيروت من خلال التلاعب بإرسال العينات الى المختبر مقابل رشاوى تم دفعها نقداً من قبل صاحب الشركة الى مديرية الثروة الحيوانية».
وعلى الأثر، أصدر وزير الزراعة أكرم شهيب بياناً أكد فيه أنّ شركة «ميرها» الهندية تم شطبها من لائحة الشركات المسموح لها التصدير إلى لبنان بعدما رفضت الوزارة «ثلاث إرساليات متتالية لها من اللحوم واردة إلى مرفأ بيروت ومصابة بالسلمونيلا».
وإذ وصف بيان داغر بـ«البيان المجهول العنوان والمعلوم المصدر»، أضاف بيان شهيب: «إننا وبعد محاولاتنا اليائسة لمعرفة الاسم الحقيقي لموقّع البيان أو عنوانه ورقم هاتفه لكي نتواصل معه من أجل الوقوف منه على مصدر المعلومات التي أوردها، وبعد أن تأكدنا من عدم وجود هيئة تدعى «الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد»، نعلن أننا سنحيل الموضوع إلى القضاء المختص».
إصابة 3 عسكريين
أما على صعيد الأمن العسكري عند الحدود، فقد تعرضت أمس آلية تابعة للجيش لانفجار عبوة ناسفة كانت مزروعة إلى جانب الطريق في محيط بلدة عرسال، ما أدى إلى إصابة ثلاثة عسكريين بينهم ضابط بجروج طفيفة، ثم ما لبث أن تعرضت دورية أخرى أثناء توجّهها مع الخبير العسكري إلى مكان الانفجار لإطلاق نار من مسلحين في الجرود فردت عناصر الدورية على مصادر النيران وأجبرت المسلحين على الفرار باتجاه التلال والمرتفعات.
ولاحقاً، أعلنت المؤسسة العسكرية عن ضبط عبوتين ناسفتين أخريين في مكان الانفجار زنة كل منهما 15 كلغ من المواد المتفجرة، فعمد الخبير العسكري إلى تفجير إحداهما وتفكيك الأخرى.
في سياق آخر، أُعلن أمس الإفراج عن خالد الحجيري الذي كان قد خُطف منذ حوالى الشهر في البقاع على خلفية ثأرية متصلة بملف العسكريين المخطوفين."
اللواء
إهتمام لبناني ودولي بملاحقة «رموز التطرُّف» في عين الحلوة
إبراهيم ينتظر أجوبة على «إطاره التفاوضي».. وتطمينات لعون إذا انطلق حوار المستقبل - حزب الله
وكتبت صحيفة اللواء تقول "الوزير أبو فاعور داخل مختبر الفنار للفحوص المخبرية
عملاً بالمثل السائر: «ما حك جلدك مثل ظفر»، تتركز المعالجات الداخلية، حتى لا يسقط الهيكل على مَن فيه، على:
1 - معالجة الأمن الغذائي للمواطن بجهود وزير الصحة وائل أبو فاعور، مع تسجيل خضات داخل المؤسسات المعنية، وبين الوزراء الذين اعتبروا حملة ابو فاعور على الفساد في صناعة الغذاء، مسألة تؤثر سلباً على الاقتصاد والسياحة.
2 - تدوير الزوايا للحؤول دون تصدّع الحكومة على خلفية الخلاف على تلزيم الخليوي، أو بت عقود «سوكلين»، أو توريد الفيول اويل لمؤسسة كهرباء لبنان.
3 - تنشيط الماكينة السياسية بوضع «النيات المصرّح» لها من قبل تيّار «المستقبل» و«حزب الله» على النار، بحيث ينتقل الطرفان إلى طاولة الحوار على مستوى ممثلين، وإن كان من غير الممكن الان عقد لقاء بين الرئيس سعد الحريري والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في وقت تروج فيه وسائل إعلام الطرفين أجواء تتخطى التحالف إلى ما يشبه الاندماج، وإن كان على قاعدة «التكامل الوحدوي» أو «وحدة الحال».
وحسب مصادر إعلامية في «حزب الله» فان الحاج حسين الخليل معاون الأمين العام للحزب، أبلغ النائب ميشال عون خلال لقائه له أمس الاول، أن ترشيحه للرئاسة لن يكون على طاولة الحوار مع «المستقبل» للمساومة، وأن لا تبديل لمواقف الحزب من دعم عون مهما تبدّلت الظروف، و«المستقبل» لن يأخذ توقيع «حزب الله» على التراجع عن دعمه.
وتذهب المصادر الإعلامية عينها إلى الحديث عن أن الدور الذي يلعبه الرئيس نبيه برّي والنائب وليد جنبلاط يُركّز على وضع جدول أعمال لطاولة حوار تتناول القضايا الخلافية بصرف النظر عن مستوى التمثيل: معاونين سياسيين أو نواباً.
وذكر مصدر مقرّب من عين التينة أن وزير المال علي حسن خليل ومدير مكتب الرئيس الحريري السيّد نادر الحريري على تشاور مستمر للتفاهم على عقد طاولة الحوار وتوقيت ذلك.
ويشاطر مصدر اشتراكي المصدر المقرّب من برّي قناعته بأن فرصة الحوار لا يجوز أن تضيع، ولا سيما ان التفاهم على قانون انتخاب جديد لا يمكن إنجازه من دون إعادة وصل ما انقطع بين الطرفين، والأمر نفسه مسحوب على رئاسة الجمهورية، التي وإن كانت تنتظر الدخان الأبيض من محادثات مسقط بعد 24 تشرين الحالي، فإن تطوراً بين الكتلتين الكبريين سياسياً وشعبياً (المستقبل وحزب الله) من شأنه ان يوفّر الفرصة لالتقاطها عندما تسنح دولياً واقليمياً.
غير أن مصدراً في كتلة «المستقبل» أكّد لـ «اللواء» أن أي جديد على صعيد الحوار المحكي عنه لم يطرأ، كاشفاً بأن زيارة الرئيس فؤاد السنيورة والسيّد نادر الحريري للرئيس برّي، ليست جديدة، بل حصلت بالفعل يوم الجمعة الماضي، وكانت مجرد جولة أفق عامة، ولا نستطيع أن نقول ان الدور الذي يقوم به رئيس المجلس لتقريب المسافات بين «المستقبل» و«حزب الله» قد نجح فيه حتى الآن، استناداً إلى التجارب الحوارية السابقة، حيث لم يف الحزب بالتزاماته السابقة، لا على صعيد تورطه في الحرب السورية، ولا بالنسبة لسلاحه في الداخل، ورفضه التجاوب مع مقتضيات المحكمة الدولية.
وأشار إلى أن بوابة الحلول هي التوافق على انتخاب رئيس الجمهورية، لكن «حزب الله» لم يقدم حتى الآن أي شيء إيجابي من أجل توليد عامل ثقة مع الفريق الآخر، بالنسبة الى هذه النقطة، لا بل على العكس، عمد الى تطوير علاقته مع النائب ميشال عون، لكي يبعث برسالة مؤداها أن هذا الرجل ما يزال مرشحه الوحيد، ولا يريد التخلي عنه لمصلحة مرشح ثالث.
ولاحظ المصدر أن المديح الذي كاله وفد حزب الله لعون أمس الأول كان مبالغاً فيه، من أجل تغطية الهزة التي أصابت العلاقة بين الطرفين من موضوع التمديد للمجلس.
ورداً على سؤال عما إذا كان موقف حزب الله من عون معناه أنه لا يريد انتخابات رئاسية، أجاب: «هيك هيك ما في انتخابات».
هيل
في السياق ذاته، كان لافتاً للانتباه المواقف الجديدة التي أطلقها السفير الأميركي في لبنان ديفيد هيل، سواء من بكركي، حيث شدد على اللبنانيين ضرورة اتخاذ قرار لانتخاب رئيس الجمهورية في أقرب وقت ممكن، وبما يتوافق مع الدستور اللبناني، أو في خلال اللقاء الحواري الذي أقامته غرفة التجارة اللبنانية - الأميركية، في حضور الهيئات الاقتصادية، حيث دافع مجدداً عن الدستور، عبر التعويل على مكامن القوة فيه لا هدمه، إضافة الى أنه وضع «حزب الله» في قائمة المخاطر التي تتهدد لبنان، إذ قال «إن على رأس المخاطر استمرار تنظيم مسلح هو حزب الله في حمل السلاح والتصرف منفرداً من دون أي محاسبة»، مشيراً الى أنه «ما دام الوضع على هذا النحو، سيبقى الاستقرار والنمو معدومين»، مشدداً على «ضرورة أن يكون الدفاع عن الأراضي اللبنانية محصوراً بالمؤسسات الأمنية الرسمية، إذ هي وحدها خاضعة لمحاسبة الشعب، في حين أن أي تنظم مسلح لا يخضع لهذه المحاسبة».
ومضى هيل في «رسالته» الى التحذير من أن «قرارات الحرب والسلم والحياة والموت يجب أن تكون لحكومة مشكّلة وفق الدستور، وقابلة للمحاسبة أمام الشعب اللبناني لا لميليشيا تخضع للمحاسبة أمام دولة أجنبية»، في إشارة الى إيران، خاتماً بأن «انتخاب رئيس قرار يعود الى اللبنانيين وحدهم، ولكن يجب عليهم أن يتخذوه».
ملاحقة الخلايا النائمة
3- الأمن: ولا تشغل المسائل السياسية الناضجة أو العالقة القيادات الأمنية من البقاء على حالة جهوزية تامة، سواء لجهة ملاحقة الخلايا المكشوفة أو النائمة بعد الان الانجاز الأمني النوعي في طرابلس والشمال، والذي قطع دابر الفتنة في تلك المنطقة، أو تركيز الاهتمام على مناطق أخرى يتعذر على الجيش اللبناني التحرك فيها بحرية، مثل مخيم عين الحلوة، أو مناطق حدودية بعيدة في الشمال والحدود الشرقية، بالإضافة الى الجهوزية الكاملة لمنع العناصر السورية المسلحة المندسة في خيم النازحين من تنفيذ عمليات إرهابية أو أمنية داخل لبنان.
وقال مصدر أمني واسع الاطلاع لـ«اللواء» أن القوى العسكرية اللبنانية الملتزمة بقرار السلطة السياسية هي في حالة جهوزية تامة للتصدي لأي محاولة تسلل، سواء من جرود عرسال أو منطقة راشيا أو الشمال، وقد تمكن الجيش اللبناني منذ 12 آب إلى اليوم من مواجهة محاولات التسلل التي نفذتها مجموعات مسلحة تنتمي إلى «النصرة» أو «داعش».
وكان أمس، اصيب ثلاثة عسكريين بجروح من جرّاء انفجار عبوة قرب عرسال، فضلاً عن تبادل إطلاق نار مع مسلحين في جرود البلدة.
وأكّد المصدر أن القوى الأمنية متيقظة برصد ومتابعة الخلايا التي هربت وتجمعت في مخيم عين الحلوة، حيث أن هذه المنطقة لا يدخلها الجيش أو القوى الأمنية.
ويعتقد المصدر أن تجدد محاولات التطرف لتشكيل نواة على الأرض في أي منطقة ما تزال قائمة، وأن ما حدث في باب التبانة في طرابلس، وهي المنطقة التي دخلها الجيش لأول مرّة منذ سنوات، وجه ضربة قوية للمتطرفين، الا أن الوضع في عين الحلوة يختلف عن التبانة، وأن كانت الفصائل الفلسطينية تبذل جهدها، بالتنسيق مع الدولة اللبنانية، بعدم السماح بتوليد بيئة حاضنة للمتطرفين.
ومع ذلك، يضيف المصدر، فان عين القوة الأمنية ساهرة على متابعة ما يجري داخل المخيم خشية تكرار ما حدث في الشمال.
وأكّد المصدر انه بعد طرابلس قطع لبنان مرحلة أمنية خطيرة، لكن تثبيت هذا الإنجاز لا يكون الا بتوقيف رؤوس التطرف الذين ما زالوا فارين من وجه العدالة، لا سيما أن لا تغطية لهؤلاء من أي جهة سياسية في لبنان وخارج لبنان، والاهتمام وفقاً للمصدر، يشمل عواصم عربية وإقليمية ودولية في سياق خطة لتبادل المعلومات مكملة للحملة ضد التطرف والإرهاب في عموم المنطقة.
التفاوض لتحرير العسكريين
وعلى هذا الصعيد، علمت «اللواء» من مصادر معنية أن المفاوض اللبناني ينتظر عودة الوسيط القطري أحمد الخطيب الذي غادر لبنان منذ 15 يوماً، للاطلاع منه على جواب خاطفي العسكريين اللبنانيين في جرود عرسال على الاقتراح اللبناني المتعلق بالتفاوض والذي يعتبر خارج الاقتراحات الثلاثة التي قدمتها «النصرة» والتي لم تنقل رسمياً إلى المفاوض اللبناني، بل إعلامياً حتى تتقرر الخطوة التالية.
وأبدت المصادر تفاؤلها بالتوصل إلى نتائج على صعيد تحرير العسكريين، معتبرة أن لا طريقة أخرى سوى التفاوض لاطلاق سراح هؤلاء من قبضة الخاطفين، مشيرة إلى أن التفويض باجراء ما يلزم من اتصالات سواء مع الطرف السوري أو مع أي جهات أخرى اعطي للمفاوض اللبناني ولا مشكلة في ذلك، وأن الهم الأساسي الآن حصر التفاوض بالقناة اللبنانية المكلفة، لأن «كثرة الطباخين» تكثر من المزايدات وتعقد الموقف.
وأكدت المصادر عينها أن الملف بدأ بداية جدية وصحيحة، وانه يتابع بكل مسؤولية وعناية رغم التعقيدات والصعوبات، وأن المفاوض اللبناني لا يترك فرصة للتواصل وجمع ما يلزم من معطيات الا وينتهزها ضناً بحياة العسكريين وعائلاتهم.
وكشفت المصادر أن المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم أجرى اتصالات مباشرة مع جبهة «النصرة» للوقوف على مطالبها.
الأمن الغذائي
في هذه الأثناء مضى الوزير أبو فاعور في حملة «الأمن الغذائي» للمواطن اللبناني، موسّعاً إياها من نطاق المطاعم والمواد الغذائية الملوثة أو الفاسدة الى اللحوم والدواجن، «حيث نتائج الفحوصات على مزارع الدجاج كارثية». بالإضافة الى شركات بيع المياه، وهو طلب أمس من وزير الداخلية نهاد المشنوق اتخاذ الاجراءات الكفيلة بمنع بيع اللحوم التي ثبت أنها تحتوي بكتيريا ضارة في ملحمة الناطور في رأس بيرت، وكذلك إقفال مطعم «ملك البطاطا» في الحمراء لمدة خمسة أيام استناداً الى تقرير المراقبة الصحية في الوزارة، وكذلك بإتلاف منتوجات محل فروج عبود في صفير وإقفاله، كما أحال الى النيابة العامة جميع الملفات المتعلقة بنتائج فحوصات سلامة الغذاء للنظر فيها واتخاذ الاجراءات القانونية والقضائية المناسبة.
وتفقد أبو فاعور أمس مصلحة الابحاث العلمية الزراعية في الفنار، ورد من هناك على المشككين بحملته، متمنياً أن يتوقف ما أسماه «بالعهر السياسي والفجور التجاري»، موضحاً أنه لا يستهدف أحداً من المؤسسات، وأن معركته ليست سياسية، وأنها تطال جميع المناطق اللبنانية، ودعا من تظهر لديه نتائج غير مرضية أن يراجع الوزارة، وأنه مستعد عند انتفاء أي مشكلة للظهور على الإعلام والإشادة بعمله ونوعية أنتاجه.
ومن جهته شدد مدير المصلحة ميشال افرام على أن مختبراته تعمل بأحدث الطرق العملية المعتمدة عالمياً، نافياً من شكك بأنها غير كفوءة، مؤكداً أن نتائجها دائماً هي الصحيحة.
الموضوعات المدرجة تعرض أبرز ما جاء في الصحف، وموقع المنار لا يتبنى مضمونها