22-11-2024 08:40 PM بتوقيت القدس المحتلة

"الفيلم السوري البطل" فيلم وليس حقيقة

وقال منتج الفيلم لـ"بي بي سي" إنّه ناقش المخاطر الأخلاقيّة في صناعة فيلم مماثل، مع مموّليه، مؤكداً إنّ الهدف من العمل كان لفت النظر، وليس خداع المتفرّجين.

"الفيلم السوري البطل" فيلم وليس حقيقةبعدما حظي فيديو "الطفل السوري البطل"، بملايين المشاهدات على "يوتيوب"، كشفت "بي بي سي" أمس، أنّ الشريط تصويره في مالطا من قبل مجموعة مخرجين نروجيين، بتمويل من "المعهد النرويجي للفيلم".

وكانت وسائل إعلام عالميّة وعربيّة ولبنانيّة عرضت الشريط، قائلةً إنّه يظهر طفلاً سورياً ينقذ طفلة قد تكون أخته، من نيران القنص، في منطقة سوريّة لم يتمّ تحديدها. لكنّ المخرج لارس كليفبرغ (34 عاماً) أكّد لـ"بي بي سي" أنّ الشريط من تأليفه، وأنّه قام بتصويره في أيّار/ مايو الماضي، داخل موقع استخدم سابقاً لتصوير فيلمي "تروي"، و"غلاديياتور".

وأوضح كليفبرغ إنّه تعمّد نشر الفيديو على أنّه حقيقي، بهدف فتح النقاش حول حقوق الأطفال في مناطق النزاع.
الطفل والطفلة اللذين يظهران في الشريط، ممثلان محترفان من مالطا، في حين أنّ الأصوات التي تظهر في خلفيّة الفيديو هي للاجئين سوريين إلى الجزيرة.

وقال منتج الفيلم لـ"بي بي سي" إنّه ناقش المخاطر الأخلاقيّة في صناعة فيلم مماثل، مع مموّليه، مؤكداً إنّ الهدف من العمل كان لفت النظر، وليس خداع المتفرّجين.

كما قالت متحدثة باسم "المعهد النرويجي للفيلم" للهيئة إنّ الطفل يتحرّك بالرغم من إصابته، ولا تظهر على قميصه دماء، وتلك كانت أدلّة كافية كي يدرك المشاهدون الحيلة. وأكّدت أنّها طلبت من المخرج الكشف عن حقيقة الشريط، فور اتساع الضجّة حوله.

أراد مخرج العمل لارس كليفبرغ لفت النظر إلى مآسي الأطفال في الحروب، إلا أنّه سلّط الضوء على قضيّة خطيرة أخرى، وهي سهولة خداع وسائل الإعلام والمشاهدين، بالمواد المنتشرة على مواقع التواصل، إلى جانب صعوبة تدقيق الفيديوهات مجهولة المصدر على "يوتيوب"، خصوصاً تلك المنشورة على أنّها أخذت في سوريا.

هذه ليست المرّة الأولى التي تواجه وسائل الإعلام تحدياً مماثلاً حول خبر من سوريا، ومنها مثلاً صورة الطفل اللاجئ الذي قيل إنّه عبر البادية وحيداً.