لى الأمريكيّين أن يُدركوا وجود معادلة جديدة في الشرق الأوسط إسمها إيران وحلفائها ومعهم روسيا والصين، هذه المعادلة فهمتها إسرائيل جيداً وخصوصاً بعدما لُقّنت درساً لن تنساه في تموز سنة 2006م
رأى عضو المجلس المركزي في حزب الله سماحة الشيخ حسن بغدادي أنّ ما يجري على الساحة العراقية والسورية هي مهزلة تقودها أمريكا وحلفائها ضد (داعش) التي هي صنيعتهم، وتحولت معها أمريكا إلى مسخرة العالم، وجاءت هذه الحملة لتختم بها أمريكا هزيمتها في المنطقة ولِتُثبِتْ غبائها مجدداً.
وأضاف الشيخ بغدادي: على الأمريكيّين أن يُدركوا وجود معادلة جديدة في الشرق الأوسط إسمها إيران وحلفائها ومعهم روسيا والصين، هذه المعادلة فهمتها إسرائيل جيداً وخصوصاً بعدما لُقّنت درساً لن تنساه في تموز سنة 2006م، فعادت تستنجد العالم للوقوف بوجه إيران وعدم التفاهم على الملف النووي، من دون أن تُدرك بأن للغرب مصالح تفرض عليها معادلة التوازن وعدم اللعب بالنار، وإيران اليوم هي حاجة لإرساء الإستقرار في الشرق الأوسط.
جاء كلام الشيخ حسن بغدادي في الندوة الفكرية العاشورائية التي نظّمتها جمعية الإمام الصادق(ع) لإحياء التراث العلمائي- في بلدة (جنّاتا) الجنوبية. والتي كانت تحت عنوان لماذا لم ينصر بنو هاشم العباسيّين في حربهم ضد بني أميّة؟ وهذا العنوان من كتاب(من وحي الثورة الحسينية) لسماحة العلامة السيد هاشم معروف الحسني(قده) والذي لم يكن مجرّد ناقل للأحداث التاريخية، وإنما كان يُقدم أفكاراً ويُحلّل الأحداث، ثم يستشهد لها من الحوادث التاريخية المنسجمة مع التحليل المنطقي.
وبما أنّ الأئمة(ع) كانوا في مرحلة التشريع وهم يُؤسَّسون لإقامة دعائم هذا الدين والسير بالأمّة نحو النُبل والكمالات، لذا عمد الإمام الصادق(ع) إلى تشيّيد مدرسة ضمّت أكثر من أربعة آلاف عالم وطالب كلٌّ يقول حدّثني جعفر بن محمد الصادق(ع) والتي صارت معياراً للحق والباطل، وفتحت باب الإجتهاد الذي وضع الفقه على السكة الصحيحة القادر على الإستمرار بعد مرحلة التشريع وغياب المعصوم(ع)، كما كان من بركات هذه المدرسة ولادة المذاهب الإسلامية المبنيّة على الإجتهاد المرتبطة بالإسلام وإلّا لكان التكفير هو البديل في كل هذه المراحل.
كما شارك في الندوة سماحة الشيخ حسن الحريري أستاذ في المدرسة الدينية في مدينة صور، من خلال محور تحت عنوان: "كيف نعمل على المحافظة وتطوير المآتم الحسينية"، مستفيدا من كتاب من وحي الثورة الحسينية، لسماحة العلامة السيد هاشم معروف الحسني قدس سره.
ومما قاله: في أجواء التضحية والإصلاح والنهضة بالأمة من سباتها وإنجرافها مع سلاطين الجور والطغاة وانحرافها مع أهل الضلال عن مسارها الذي رسمه الله و رسوله، في هذه الأجواء نعقد هذه الندوة الفكرية المباركة للإطلالة والتزود من فكر أحد علمائنا الأعلام و نظرته وفهمه للأهداف السامية و الأحداث المؤلمة و العبر العديدة من هذه النهضة المباركة.
أما على صعيد الجهاد والمقاومة فإنك تشعر أن النهضة مازالت حيَة تولد الهمم العالية و العزائم الصلبة وكأنه (ع) هو الحاضر.
حضر الندوة علماء دين والنائب عبد المجيد صالح و النائب السابق أحمد عجمي والسفير أحمد ابراهيم وفعاليات بلدية إجتماعية من القرى المجاورة، مضافا لأهالي البلدة وعائلة العلامة السيد هاشم معروف الحسني(قده).