25-11-2024 05:05 AM بتوقيت القدس المحتلة

صُوَر غيفارا الضائعة بعد إعدامه

صُوَر غيفارا الضائعة بعد إعدامه

ويبدو أن مصور الوكالة رسم هذه الخطة وأوكل أمرها إلى المبشّر، لأنه كان الوحيد الذي استطاع توثيق تلك اللحظة التاريخية، ولم يشأ أن يضيع ذلك.

صُوَر غيفارا الضائعة بعد إعدامهبعد نحو خمسين سنة على رحيل الثائر الشيوعي أرنستو تشي غيفارا، الذي أصبح رمزاً للثوار في العالم، كشف مسؤول إسباني صوراً فريدة له، عَثَر عليها لدى مبشّر توفي عام 2012.

وهذه الصور التي التقطها مراسل وكالة «فرانس برس» في بوليفيا مارك هوتان، تظهر تشي غيفارا جثة هامدة بزي عسكري، بعد إعدامه في تشرين الأول (أكتوبر) 1967. وحصل على هذه الصور المبشّر لويس سوارتيرو لاييزا، ونقلها إلى إسبانيا، وظلت لديه إلى أن عثر عليها ابن شقيقته ايمانول ارتياغا المسؤول في إحدى قرى أراغون شمال شرقي إسبانيا.

وقال ارتياغا لوكالة «فرانس برس»: أحضر خالي هذه الصور حين أتى لحضور زفاف والدي، وكان ذلك عام 1967». وذكر أن خاله المبشّر عاش نحو 12 سنة في بوليفيا.وأضاف: «روت لي أمي وخالتي أنه حصل على هذه الصور من صحافي فرنسي، ويبدو أن الأخير أوكل إليه مهمة نقل الصور، في حال عَجِزَ هو عن إخراجها من بوليفيا، لأنه ربما كان الشخص الأوروبي الوحيد إلى جواره القادر على المغادرة قريباً».

ويبدو أن مصور الوكالة رسم هذه الخطة وأوكل أمرها إلى المبشّر، لأنه كان الوحيد الذي استطاع توثيق تلك اللحظة التاريخية، ولم يشأ أن يضيع ذلك.

وتشي غيفارا طبيب أرجنتيني أصبح ثائراً شيوعياً، وكان قريباً جداً من الزعيم الكوبي فيديل كاسترو، وظل يعمل على رأس مجموعات مسلحة يسارية إلى أن اعتقلته السلطات البوليفية في الثامن من تشرين الأول عام 1967.

وفي اليوم التالي، أُعدم غيفارا ثم دُفن بعد أيام في المدافن العسكرية البوليفية. وما زال مقتله، الذي اضطلعت به الاستخبارات الأميركية، يثير جدلاً إلى اليوم.وبين الصور الثماني التي التقطها مارك هوتان، اثنتان تُظهِران رفيقته تامارا بونكي المعروفة باسم تانيا، وهي قُتِلت أيضاً ووضِعت جثتها إلى جانب جثته في النعش.

وعثر ارتياغا على هذه الصور في علبة تحتوي عشرات الصور الملتقطة في بوليفيا، وكان سمع مراراً من خاله عن وجود صور مهمة لتشي غيفارا في حوزته.

ولما كان أفراد العائلة يتحدثون عن أن صحافياً فرنسياً هو الذي التقط الصور، راح ارتياغا يبحث عبر الإنترنت إلى أن عثر على اسمه وصوره المتطابقة مع ما في جعبة خاله الراحل. ولجأ إلى خبير في الصور أكد له صحتها، إذ إن الورق الذي طُبِعَت عليه يعود إلى تلك الحقبة ولم يعد مستخدماً اليوم. ومن أشهر الصُّوَر التي التقطها مارك هوتان، تلك التي يظهر فيها تشي غيفارا بعد إعدامه ممدداً بزيه العسكري، وعيناه مفتوحتان.

بعد ذلك، انتقل مارك هوتان إلى بوينس أيرس وواشنطن وهونغ كونغ وباريس، ثم إلى مكاتب «فرانس برس» في كاراكاس ومنها إلى مدريد وجوهانسبورغ فتونس، وتوفي عام 2012. وكان هذا المصور ليفرح كثيراً لو علم أن صوره ما زالت محفوظة في مكان ما، لأن جزءاً من نسخه التي أرسلها للنشر، ضاع ولم يُعرَف السر.