15-11-2024 08:19 PM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 09-09-2011: التصعيد الخطابي الداخلي

الصحافة اليوم 09-09-2011: التصعيد الخطابي الداخلي

أمَا وقد اقرت خطة الكهرباء التي كانت تشكل اهتماما مشتركا في اهتمامات الصحف على الصعيد المحلي خلال الايام بل الاسابيع الماضية، فقد ركزت معظم الصحف على التصعيد الكلامي الداخلي

أمَا وقد اقرت خطة الكهرباء التي كانت تشكل اهتماما مشتركا في اهتمامات الصحف على الصعيد المحلي خلال الايام بل الاسابيع الماضية، فقد ركزت معظم الصحف على التصعيد الكلامي الداخلي -الذي تسببت به حملة "المستقبل" على الرئيس نبيه بري- وعلى تباين المواقف المسيحية اللبنانية ازاء احداث سورية. على الصعيد الاقليمي توزعت الاهتمامات بين موضوع الدولة الفلسطينية حيث لوحت واشنطن بالفيتو بوجهها وبين الموضوع السوري وأزمة العلاقات التركية السورية.

السفير

بعد الإنجاز الكهربائي الذي تحقق في مجلس الوزراء، دخلت الحكومة عمليا في مرحلة استثمار هذا الإنجاز ورسم الخطوات التالية لوضع الخطة الكهربائية على سكة التنفيذ، فيما تصاعد التوتر السياسي الى مستواه الاعلى بين رئيس مجلس النواب نبيه بري وتيار «المستقبل» على خلفية الحملة العنيفة التي يشنها التيار على رئيس المجلس. هكذا اعتبرت صحيفة السفير في صفحتها الاولى.

الراعي: إنهاء الاحتلال الإسرائيلي قبل سلاح «حزب الله» 

 تحت هذا العنوان الرئيسي كتبت الصحيفة: تبدو ساحة المواجهة السياسية بين بري و«المستقبل» مفتوحة على مصراعيها، خاصة أن أجواء الطرفين تنذر بمزيد من التصعيد. فيما لفت التفاف قوى الأكثرية حول بري، بالتوازي مع موقف مماثل للمجلس الاسلامي الشيعي الأعلى. وبرز في هذا السياق، الدخول المباشر لـ«حزب الله» على الخط، في واحدة من أعنف حملاته السياسية على سعد الحريري وتياره، حيث اتهم رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد اعلام «المستقبل» وقياداته ونوابه بمجافاة «منطق الرئيس رفيق الحريري وأسلوبه وأخلاقه». ورأى أن ابتعاد تيار «المستقبل» عن السلطة أفقده صوابه فلم يعد يريد دولة، ولا دستورا ولا قوانين.

من جهة ثانية، صدر بالامس موقف لافت للانتباه للبطريرك الراعي، اعرب فيه عن تأييده للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، «ولكن شرط الا تكون مسيسة او مزورة».
وقارب البطريرك الراعي الذي كان يتحدث في مقابلة مع قناة «العربية»، سلاح «حزب الله» بموقف لافت ايضا، اشار فيه الى ان السلاح مرتبط بشؤون عديدة، وهذا ما قلناه للسلطة في فرنسا، فالكل يقول لماذا يحمل «حزب الله» سلاحاً، وأجبنا أن الأسرة الدولية لم تضغط على إسرائيل للخروج من الأراضي اللبنانية، وطالما هناك أراضٍ لبنانية محتلة فـ«حزب الله» سيستمر في القول إنَّه يريد أن يحمل السلاح دفاعاً عن أرضه، فماذا نقول له حينذاك؟ ليس معك حق؟ .
اضاف: أيضاً هناك فلسطينيون على الأراضي اللبنانية يملكون سلاحاً ويريدون حق العودة، و«حزب الله» يريد أن يساعدهم على العودة إلى أراضيهم ، ويجب أن يضغط المجتمع الدولي على إسرائيل لإعادتهم إلى أراضيهم وعندها نقول لـ«حزب الله» سلم سلاحك فلا حاجة لك به منذ الآن.

أردوغـان: لـن نسـمح لإسـرائيـل باستغلال موارد المتوسط بمفردها 

مهد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، أمس، للمجموعة «ج» من الإجراءات التي تنوي بلاده فرضها كإجراء عقابي على إسرائيل، بسبب رفضها الاعتذار عن مجزرة «أسطول الحرية»، وأعلن أن سفناً حربية سترافق أي سفن مساعدات تركية الى قطاع غزة، مشدداً على أن أنقرة ستمنع إسرائيل من استغلال موارد البحر المتوسط بشكل منفرد.
وقال أردوغان إن «سفنا حربية من البحرية التركية سترافق أي سفن مساعدات تركية إلى الفلسطينيين في قطاع غزة»، مشدداً على أن تركيا اتخذت خطوات لمنع إسرائيل من الاستغلال المنفرد للموارد الطبيعية في شرق البحر المتوسط، في اشارة الى حقول الغاز الممتدة الى مياه لبنان وسوريا وقبرص التركية.
وطالب أردوغان باسترجاع طائرات من دون طيار من إسرائيل، بعدما اتهمها بالافتقار إلى «مبادئ الأخلاق التجارية» في المعاهدات العسكرية.
وقال أردوغان، خلال مؤتمر صحافي مشترك في أنقرة مع رئيس وزراء اللوكسمبورغ جان كلود يونكر «لم تتم إعادة الطائرات من دون طيار إلينا في الموعد المحدد. على حد علمي، هناك ست طائرات من دون طيار. تم دفع الأموال وننتظر أن تسلمنا إياها إسرائيل بعد إصلاحها».

واشــنطن: سنســتخدم «الفيتــو» ضــد التوجه الفلسطيني الى الامم المتحدة

أعلنت واشنطن رسميا وصراحة، امس، انها ستستخدم حق النقض (الفيتو) ضد محاولة الفلسطينيين الحصول على الاعتراف بدولتهم في مجلس الامن الدولي، وذلك بعد ساعات من تأكيد القيادة الفلسطينية، عقب اجتماعها في رام الله برئاسة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أمس، أنها ماضية في توجهها الى الأمم المتحدة لطلب عضوية كاملة لدولة فلسطين على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند «يجب الا يكون مفاجئا قيام الولايات المتحدة بمعارضة مسعى للفلسطينيين في نيويورك لمحاولة اقامة دولة لا يمكن التوصل اليها الا عبر التفاوض. لذلك نعم، اذا تم التصويت على شيء في مجلس الامن، ستستخدم الولايات المتحدة حق النقض». واشارت الى ان إدارة الرئيس باراك اوباما اعربت باستمرار عن معارضتها هذا المسعى. واعتبرت ان تقديم الطلب الفلسطيني يبقى غير مؤكد.


الاخبار

صحيفة الاخبار أبرزت اختلاف المواقف بين الساسة المسيحيين ازاء التطورات السورية كما اشارت الى تبني 14 اذار لمشروع الكهرباء.

خلافات مسيحيي لبنان حول الموقف من سوريا

لم يكد مجلس الوزراء ينتهي من علاج قضية الكهرباء، حتى تبنّت قوى 14 آذار المشروع بصيغته النهائية. أما البطريرك بشارة الراعي، فتشارك مع العماد ميشال عون في الإعلان أن «تأزم الوضع في سوريا سيوصل السوريين إلى حكم أشد من الحكم الحالي كحكم الإخوان المسلمين»

منتصراً، أطل وزير الطاقة جبران باسيل في مؤتمره الصحافي هذه المرة، وزع «مليار ومئتي ألف مبروك» للبنانيين على إنجاز الخطة، متمنياً « ألا يكون أحد زعلان، لا خصماً ولا حليفاً»، الأمر الذي دفع خصوم باسيل، ولا سيما البترونيين منهم، إلى الترحيب بالخطة، معتبرين أن لهم الفضل في إقرارها بصيغتها النهائية. فأكد النائب بطرس حرب أن «القرار الحكومي انتصار للمعارضة لتبنّيه الملاحظات والتحفّظات التي سجلتها قوى 14 آذار، بهدف منع هدر الأموال العامة والحؤول دون تكرار تجارب الماضي المتعلقة بمشاريع الكهرباء». أما نائب القوات اللبنانية أنطوان زهرا فاستفاض في الشرح عن إقرار الحكومة المشروع، وفق الضوابط التي طالبت قوى 14 آذار بها، وبالتالي فإن مجيء الكهرباء سيكون بفضل الجدول الزمني الذي أصرّت قوى 14 آذار على إلزام الوزير به.

عون والراعي وسوريا

في هذه الأثناء، رأى البطريرك بشارة الراعي أن «تأزم الوضع في سوريا أكثر مما هو عليه سيوصل إلى حكم أشد من الحكم الحالي كحكم الإخوان المسلمين». وسيدفع المسيحيون الثمن، بحسب الراعي، كما حصل في العراق. ورأى الراعي أن «تغير الحكم في سوريا ومجيء حكم للسنة سيؤدي إلى تحالفهم مع إخوانهم السنة في لبنان، ما سيؤدي إلى تأزم الوضع أكثر بين الشيعة والسنة». وشدد على وجوب أن تحل «قضايا الشرق بعقلية أهل الشرق».
وفي رد شبه مباشر على الراعي، رأى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أمس أن «ربط مصير المسيحيين في الشرق بأنظمة توتاليتارية هو تزوير للتاريخ ولهويتنا». وتوقعات جعجع التي لم يسبق أن صحّت، تشير إلى حسم المجتمع الدولي أمره بالنسبة إلى سوريا وتدفعه إلى توقع سقوط النظام قريباً.
في المقابل، دافع العماد عون بقوة عن موقف الراعي وأثنى عليه، معتبراً أن «بديل النظام الحالي في سوريا سيكون الإخوان المسلمين الذين يؤمنون بأن الديموقراطية هي ضد الشريعة».
بدوره، رأى نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي، بعد لقائه المفتي محمد رشيد قباني، أن البطريرك الراعي ينطلق في موقفه مما يحصل في سوريا «من أن الذهاب من المعلوم إلى المجهول لا يجوز في مصير الشعوب، وخصوصاً عندما تكون اليد الأجنبية والتدخلات الأجنبية تلعب لعبتها على أكمل وأوسع مدى».

السلطة ترفض الضغوط الأميركيّة وتصرّ على نيل «الدولة»

رغم كل الضغوط والتهديدات لثنيهم عن الذهاب إلى الأمم المتحدة ونيل الاعتراف بالدولة، إلا إن الفلسطينيين مصرّون على المضيّ قدماً، لكن هذا لا يعني أن الطريق أصبحت سالكة.
بحثت القيادة الفلسطينية في رام الله، أمس، الاستحقاق الفلسطيني المرتقب هذا الشهر، مع إعلان الدولة في الأمم المتحدة، وقد أكدت تصميمها وإصرارها على نيل الاعتراف بالدولة، على الرغم من الضغوط الأميركية.
وقال أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عبد ربه، بعد الاجتماع في بيان، «تؤكد القيادة الفلسطينية ضرورة استمرار التوجه نحو الأمم المتحدة في دورتها الـ 66 من أجل الحصول على الاعتراف بدولة فلسطين على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية». وأضاف «سوف تواصل القيادة الفلسطينية جهودها مع دول العالم لتحقيق هذا الهدف، وهي تعتبر أن تحقيق هذا الإنجاز سوف يساعد على إطلاق عملية سياسية جادة ويسهم في مفاوضات ذات هدف واضح بإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967».
واستهجن البيان «ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية واليمين الإسرائيلي من تخويف وتضليل للشعب الإسرائيلي من الاعتراف بدولة فلسطين». وطمأن الشعب الإسرائيلي الى «أن هذا التحرك لا يمس شرعية دولة اسرائيل، بل إنه السبيل الوحيد لضمان أمنها وأمن شعوب المنطقة».
وأكدت القيادة الفلسطينية، في بيانها، أن «الوصول الى قرار الأمم المتحدة بشأن الاعتراف بدولة فلسطين وحدودها يعزز مكانة منظمة التحرير، ويؤكد إنجاز أهدافها الشامله بتحقيق العودة».

النهار

صحيفة النهار رأت في صفحتها الاولى ان تطورا سلبيا أثيرت حوله شكوك وتساؤلات من شأنها ان تزيد التعقيدات في الاستحقاق الحكومي المقبل المتصل بتمويل المحكمة الخاصة بلبنان.

حملة شيعية واسعة "دفاعاً" عن رئيس المجلس و"المستقبل" يردّ محذّراً من "قمة الترهيب"

وقالت الصحيفة ان هذا التطور تمثل  في احتدام الحرب الاعلامية والكلامية بين "تيار المستقبل" والمراجع الشيعية، التي بادرت امس دفعة واحدة الى الدفاع عن رئيس مجلس النواب نبيه بري على خلفية وثائق موقع ويكيليكس التي تنشرها صحيفة "المستقبل" الناطقة باسم التيار، في ما عُدَّ تعبئة شيعية تجاوزت الاطار الاعلامي الى الاطار السياسي الاشمل.
واعربت مصادر معنية بالامر لـ"النهار" عن اعتقادها ان التصعيد السياسي والكلامي الذي برز في الساعات الاخيرة قد لا تبقى محاذيره محصورة في اطار زيادة التوتر بين الجانبين، وخصوصاً بعدما بلغ حدود اقحام مراجع دينية في السجال، وان هذا التطور قد يشكل تعقيداً اضافياً لدى طرح موضوع تمويل المحكمة رسمياً وجدياً امام اولويات الحكومة.
وتزامن ذلك مع الخطوة العملية الاولى التي تمهد لانطلاق المحاكمة في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، اذ اصدر رئيس المحكمة الخاصة بلبنان القاضي انطونيو كاسيزي قراراً امس بعقد الاجتماع الاول لغرفة الدرجة الاولى في المحكمة "لتناول مسائل متنوعة، مثل عقد جلسة لمثول المتهم امامها للمرة الاولى اذا كان قيد الاحتجاز، وبت ما اذا كانت المحاكمة الغيابية صحيحة، والفصل في الطلبات الاولية". وكشف تأليف غرفة الدرجة الاولى من خمسة قضاة سويسري واوسترالي وجامايكي وقاضيين لبنانيين هما ميشلين بريدي ووليد عاكوم. وتردد ان موعد انعقاد الجلسة الاولى حدد في 20 أيلول.

اما حملة الدفاع عن بري، فأخذت بُعدها الاوسع مع تناول المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى في بيان امس ما وصفه "بانحدار الخطاب الاعلامي وتوسله التضليل والتشويه والقدح والذم الذي طاول المقامات الوطنية والسياسية والروحية، ولا سيما التعرّض لمقام رئيس مجلس النواب ودوره الوطني ومحاولة تشويه الحقائق والدس الرخيص قصد اثارة الفتن".
وفي هجوم غير مسبوق على "تيار المستقبل"، اتهم رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد مسؤولي التيار ونوابه ووسائل اعلامه باعتماد "خطاب تفوح منه رائحة الاسن ونتانة الفتن وعسس الاهتراء". وقال "إن فجور خطابهم السياسي ساقهم اليوم الى تعمد هدم جسر التواصل المتبقي مع الوطنيين اللبنانيين عبر استهداف الرئيس بري الذي طالما تحمّل عبء فتح قنوات الحوار بين الخصوم السياسيين حرصاً على استقرار الوطن"، معتبراً ان "خطاب "المستقبل" يقطع الطريق على اي مسعى وفاقي محتمل".
وصرح عضو كتلة التنمية والتحرير النائب عبد اللطيف الزين لـ"النهار": "أتمنى على الزملاء المحترمين الذين يحاولون التهجّم على دولة الرئيس نبيه بري ان يخافوا الله وان يعترفوا بما لهذا الرجل من مواقف وطنية كريمة وعزيزة على صعيد لبنان وعلى الصعيد الوطني بكل معنى الكلمة. آمل من الجميع احترام المقامات السياسية في هذا البلد وإلا ستكون النتائج وخيمة على الجميع".

ردَّ "المستقبل"

في المقابل، وصف مصدر بارز في "تيار المستقبل" ما صدر عن المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى والنائب محمد رعد الذي "تميز كلامه بعنف كلامي غير مسبوق" بانه "قمة الارهاب السياسي والفكري ويدعو الى الاستغراب والاستهجان". وقال المصدر لـ"النهار": "ما فعلته جريدة "المستقبل" هو انها دخلت متأخرة على نشر برقيات موقع ويكيليكس، فيما نحن نعيش منذ سنة تقريبا على وقع ما تنشره صحف 8 آذار ووسائل اعلامها من برقيات لهذا الموقع تستهدف تيارات 14 آذار وتيار المستقبل. وكل ما فعلته الصحيفة انها قلدت صحف 8 آذار ووسائل اعلام "حزب الله" بنشر البرقيات، فلماذا هذا التوتر ولماذا هذه الضجة؟ ولماذا يسمح لوسائل اعلام 8 آذار بالنشر ثم تقوم الدنيا ولا تقعد ان نشرت "المستقبل" هذه البرقيات؟".
واضاف: "ان هدف رد الفعل العنيف وغير المقبول لـ"حزب الله" والمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى هو ترهيب وسائل الاعلام وطمس الحقائق وممارسة الارهاب السياسي وهذا دليل على ان هؤلاء لا يقبلون بمنطق المساواة بل يريدون فرض الحقائق حسب وجهة نظرهم وهذا اخطر ما تعيشه البلاد الآن". ولاحظ ان "الخطير في هذا الموضوع ان هذا العنف الكلامي قد يبرر اللجوء الى وسائل اخرى سبق لحزب الله ان لجأ اليها".


المستقبل

صحيفة المستقبل ركزت على ما بعد خطة الكهرباء وعلى ما وصفته هجوم حزب الله على "المستقبل"، وكالعادة على الصعيد الاقليمي إبراز للتطورات السورية والمواقف منها، وفي هذا السياق برّزت الصحيفة ما نقل عن رئيس الوزراء التركي بشأن سورية.

"الكهرباء" الى المجلس النيابي.. والكلّ يرى في إقرارها "انتصاراً" له.."
 
غداة إقرار مجلس الوزراء خطة الكهرباء، وفي طريقها إلى المناقشة داخل المجلس النيابي، بقيت الخطة وما سبقها وتلاها في دائرة الاهتمام السياسي الداخلي، ومحور مواقف طرفي المعادلة السياسية في البلاد. وفيما رأى جزء من فريق الأكثرية الجديدة في إقرارها "إنجازاً لتكتل التغيير والإصلاح ولرئيسه النائب ميشال عون"، رأت المعارضة في إنجازه بالصيغة التي أقرّ بها مع الضوابط "انتصاراً لموضوع إنمائي وهزيمة سياسية لوزير الطاقة جبران باسيل وعمه العماد عون"، مؤكدةً أنها ستتعامل مع المشروع في مجلس النواب بموضوعية باعتباره شأناً حياتياً وحيوياً يهم جميع المواطنين.
وأوضحت أوساط رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لـ"المستقبل" أنها لا توافق على فكرة الكلام حول من ربح ومن خسر من جراء إقرار خطة الكهرباء "لأن المسألة ليست مسألة ربح أو خسارة بقدر ما هي نظرة للمصلحة العامة، لأن المشروع جاء لمصلحة اللبنانيين في تأمين التيار الكهربائي بكلفة مقبولة وشفافية".

حزب الله  يهاجم "المستقبل" وفتفت يذكّره بطبيعته الميليشيوية

وسط هذه الصورة، خرج صوت النائب محمد رعد للدفاع عن رئيس مجلس النواب نبيه بري ضدّ ما أظهرته وثائق "ويكيليكس" التي تنشرها "المستقبل" وتتعلق بالفترة التي رافقت وتلت حرب تموز 2006، لكن الدفاع في مضمونه لم يكن الا هجوماً على من اعتبره رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" "الخطاب السياسي الذي يتبناه حزب المستقبل وكتلته النيابية ووسائله الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية"، معتبراً أن هذا الخطاب "تفوح منه رائحة الأسن، ونتانة الفتن، وعسس الاهتراء".
رعد، قال "وكأن القوم قد خولطوا، (...) وراهنوا على الدعم من المتصهينين الجدد ومن يدور في فلك سياساتهم العدوانية"، ورأى أن "التمادي وصل حدّ تجاوز الخطوط الحمر في طعن المقاومة والتطاول على المقامات والرموز الدينية والوطنية والتحريض ضد الجيش اللبناني الضامن لأمن البلاد واستقرارها". وأشار رعد الى أن "فجور خطابهم السياسي ساقهم اليوم إلى تعمد هدم جسر التواصل المتبقي مع الوطنيين اللبنانيين عبر استهداف دولة الرئيس نبيه بري، الذي طالما تحمل عبء فتح قنوات الحوار بين الخصوم السياسيين حرصًا على استقرار الوطن ومصالحه الكبرى، ولئن أوهمت أحداث المنطقة والرهانات الخاطئة أقزام الفتنة بإمكانية التطاول على كبار رجالات الوحدة الوطنية، فإن غدا لناظره قريب حيث يذهب الزبد جفاء ويمكث في الأرض ما ينفع الناس".
فتفت
عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت قال لـ "المستقبل" إن "كلام رعد ذو طبيعة مليشيوية واضحة"، ورأى أنه "يعبّر عن انحدار أخلاقي وسياسي يندرج في سياق أولويات المرحلة الراهنة لخطاب حزب الله"، لكنه أيضاً "يعكس حرجاً على المستويين المحلي والإقليمي".
وإذ استغرب فتفت "دفاع رعد وحزبه عن الرئيس بري، كونه يتأسس على ما كشفته وثائق "ويكيليكس" التي سبق أن أعلن الأمين العام للحزب حسن نصر الله ثقته بها"، رأى أن هذا الموقف "يندرج في نفس الخانة التي فرضت على الحزب الصمت حيال عمالة القيادي في "التيار الوطني الحر" العميد فايز كرم"، مضيفاً بأن الحزب "محرجٌ في كِلا الحالتين مع حلفائه، إضافة إلى مأزقه الإقليمي الواضح.

أردوغان يحذّر الأسد: من يبنون حكمهم بالدم يذهبون بالدم
    
"لا مخرج للأسد والذين حوله من الطريق الذي أدخلوا أنفسهم فيه"، بهذه العبارات ختم رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان رسالته التحذيرية الشديدة والمباشرة إلى الرئيس السوري بشار الأسد منبهاً إلى أن "الذين يبنون حكمهم على الدم يذهبون بالدم"، وخاطب إردوغان الأسد مباشرة قائلاً "يا سيد أسد عندما كنت تقصف اللاذقية من البحر وتصيب أهدافاً مدنية، كيف تقول إنك تقتل إرهابيين بهذا القصف؟".
وفي موازاة حملة دموية عنيفة على حمص حيث سقط أول من أمس أكثر من عشرين قتيلاً، باشرت القوات الأمنية السورية أمس ما تسميه "عملية نوعية" في قرية أبلين في جبل الزاوية التابع لمحافظة إدلب القريبة من الحدود مع تركيا، وناشدت هيئة سرية للمعارضة السورية المجتمع الدولي إرسال مراقبين في مجال حقوق الانسان للمساعدة في وقف الهجمات العسكرية على المدنيين المطالبين بإسقاط نظام الرئيس السوري.
ففي مقابلة خاصة مع قناة "الجزيرة" الفضائية مساء أمس، قال رئيس الوزراء التركي إن ظلالاً تخيم على شرعية الرئيس السوري ونظامه، مؤكدا أنه ليس على اتصال بالأسد ولا يعتزم الاتصال به بعد الآن.
وأضاف موجهاً حديثه إلى الأسد: "تصف شعبك بالإرهابيين وتقول إنك تحارب إرهابيين مسلحين.. يا سيد أسد عندما كنت تقصف اللاذقية من البحر وتصيب أهدافا مدنية، كيف تقول إنك تقتل إرهابيين بهذا القصف؟".
وأضاف "على القادة السياسيين أن يؤسسوا حكمهم على أساس العدل وليس الظلم، فلا يمكن بناء الحكم على الدم لأن الذين يبنون حكمهم على الدم يذهبون بالدم.. نحن الآن نتحرك بصبر وحذر ولكن بعد الاستشارات سنقول كلمتنا الأخيرة التي ستظهر مخرجاً من النفق لأننا لسنا نحن من أدخل الأسد في هذا الطريق المغلق، إنما هو ومن حوله هم من دخلوا طريقاً لا مخرج منه".


البناء

بعد الكهرباء... الموازنة والتعيينات وملفّات معيشية قريباً

مع إقرار الحكومة خطة الكهرباء يفترض أن تسير المرحلة الثانية من المشروع في الأسابيع الثلاثة المقبلة من خلال موافقة مجلس النواب عليها بعد أن يحدد رئيس المجلس نبيه بري جلسة عامة لبحث وإقرار المشروع، وإن كان فريق المعارضة سيعمل على عرقلته في المجلس من خلال اللجوء إلى إثارة الغبار السياسي حوله، حتى أن بعض المصادر المتابعة لا يستبعد أن يذهب هذا الفريق إلى حدود تطيير نصاب الجلسة العامة في سبيل منع إقرار الخطة سعياً وراء عرقلة عمل الحكومة وإبقاء البلاد في العتمة.
لكن مصادر نيابية في الأكثرية قالت إنه مهما تكن نوايا فريق "14 آذار" ومحاولة اللجوء إلى الكيدية في التعاطي مع المشروع، فإن إقراره في الجلسة العامة المتوقعة نهاية الشهر الحالي أو مطلع الشهر المقبل هو مسألة شبه محسومة.
وفي هذا السياق، يقول مصدر وزاري بارز إن نجاح الحكومة في تجاوز "قطوع" الخلافات حول تفاصيل خطة الكهرباء أظهر حرص جميع مكونات الحكومة على إنجاح عملها، وبالتالي، فإقرار الخطة سيعزز رصيد الحكومة ليس فقط من خلال تعزيز وحدتها وتضامنها، بل أيضاً من خلال الحرص على تنفيذ بيانها الوزاري وبالدرجة الأولى ما له علاقة بقضايا المواطن والأزمات المتراكمة من الحكومات السابقة.
ويوضح المصدر أن الحكومة ستندفع في المرحلة القريبة المقبلة نحو معالجة الكثير من الملفات المتراكمة، بدءاً من العمل على تخفيف الضائقة الحياتية والمعيشية التي يعاني منها المواطن، وهو ما ستبدأ ترجمته بفتح الملف الاجتماعي من خلال عدة عناوين أبرزها قضايا الأجور وضمان الشيخوخة. كما أشار المصدر إلى أن موضوع المياه لا يقل أهمية عن قضية الكهرباء حيث من المرجح أن يصار إلى بحثه قريباً في ضوء الخطة التي وضعها وزير الطاقة جبران باسيل لهذه الغاية وبالأساس منها إقامة السدود.