توجهت مجموعات إضافية من الثوار الليبيين نحو المنطقة القريبة من بني وليد. وتعبر حشود عسكرية بشكل متواصل الطريق المؤدي الى بني وليد مدججة بالسلاح والذخائر
توجهت مجموعات إضافية من الثوار الليبيين نحو المنطقة القريبة من بني وليد. وتعبر حشود عسكرية بشكل متواصل الطريق المؤدي الى بني وليد مدججة بالسلاح والذخائر والعناصر المقاتلة، فيما تتوجه سيارات الإسعاف الى مناطق قريبة من المدينة. وأكد رئيس المجلس العسكري للمنطقة المحيطة ببني وليد العقيد ضو الصالحين الجدك أن "قوات القذافي قامت بقصفنا مساء الأربعاء بالصواريخ والقنابل"، مشيراً إلى أن الثوار "ملتزمون بالمهلة المحددة للمدينة، لكننا نرد على مصادر النيران ونتعامل معها بالطريقة المناسبة، وقد اشتبكنا مع تلك القوات وسيطرنا على مناطق جديدة".
وكان رئيس هيئة الإسناد والدعم لثوار بني وليد عبدالله الحكيم أكد لفرانس برس في وقت سابق أن "قوات القذافي تستهدفنا بالصواريخ لمنع تقدمنا نحو المدينة، وكان بالإمكان رؤية الدخان يتصاعد من مواقع قال الثوار أنها استهدفت بصواريخ غراد". وأكد الجدك العائد من المواقع التي دارت فيها الاشتباكات أن الثوار "قاموا بأسر مجموعة من مقاتلي القذافي في منطقة وادي دينار على تخوم بني وليد". وأكد الجدك وقوع قتلى في صفوف القوات المواجهة خلال عملية الأسر قائلا "لم نحص عدد القتلى من الجانب الآخر". ويؤكد قادة الثوار في المناطق القريبة من بني وليد التي تعتبر ممراً استراتيجياً مهماً نحو المعاقل الأخرى المتبقية للقذافي، أنهم سيتحركون بعيد منتصف الليل باتجاه المدينة، في حال لم يصدر قرار بتمديد المهلة الممنوحة لبني وليد للاستسلام.
وفي سياق متصل، دمر الحلف الأطلسي صاروخي سكود كانا موضوعين في مرأب قريب من بني وليد. وقال المتحدث باسم العملية الكولونيل الكندي رولان لافوا إن وجود هذين الصاروخين البالستيين القصيري المدى قد كشفته أجهزة استخبارات الحلف الأطلسي "في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة. وأوضح المتحدث أن الصواريخ من نوع سكود وهي"أسلحة غير دقيقة ولا تستخدم للتصويب على أهداف محددة، لذلك تشكل تهديداً جدياً للمدنيين في ليبيا".
من جهة ثانية، أكد مصدر رفيع المستوى من الطوارق أن قادة عسكريين مقربين من العقيد معمر القذافي موجودون في بوركينا فاسو بعدما عبروا النيجر. وأضاف المصدر "قبل ثلاثة الى أربعة اسابيع، دخلت مجموعة من القادة العسكريين وكبار الكوادر المقربين من القذافي الى النيجر عبر أغاديز (شمال النيجر)". وأوضح المصدر "بعدما توقفوا في منطقة تاهوا المجاورة لأغاديز، تابعوا سيرهم الى نيامي، عاصمة النيجر حيث قاموا بعمليات مصرفية كبيرة في مصرف ليبي قبل أن يتابعوا الى بوركينا فاسو". وزار رئيس وزراء النيجر بريغي رافيني بوركينا فاسو لإجراء محادثات مع الرئيس بليز كومباوري. ونفى رافيني الشائعات التي تقول إن العقيد معمر القذافي متواجد في النيجر، إلا أنه لم يستبعد منحه اللجوء رغم أنه مطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية.
وفي وقت سابق،أكد رئيس المكتب التنفيذي في المجلس الوطني الإنتقالي الليبي محمود جبريل أن المعركة ضد معمر القذافي لم تنته بعد وأن المهلة الأخيرة لتسليم قوات الرئيس السابق أنفسهم تنتهي السبت. وعلى الطريق الى سرت, مسقط رأس القذافي، سيطر الثوار على الوادي الأحمر الذي يشكل أحد خطوط الدفاع الرئيسية لأنصار العقيد القذافي في تلك المنطقة. ويسعى الثوار الى التمركز في أقرب نقاط ممكنة من سرت بانتظار شنّ هجوم محتمل عليها.
وقام القذافي قبل تواريه عن الانظار. ببيع اكثر من 20% من احتياطي الذهب في البلاد، أي ما يعادل أكثر من مليار دولار في آخر أيام حكمه. ومع تضييق الخناق على معاقله الأخيرة، لم يعد أمام القذافي الذي قام ببيع أكثر من عشرين بالمئة من احتياطي الذهب سوى خيارين: الإختباء في الصحراء الليبية أو الفرار الى بلد مجاور.
ومن المقرر أن يمثل اللواء الليبي خويلدي الحميدي المقرب من القذافي والذي منع من مغادرة تونس الأربعاء أمام القضاء في 13 أيلول/سبتمبر بتهمة دخول الأراضي التونسية بطريقة غير مشروعة، حيث تمّت مصادرة جواز سفره، بحسب مصدر قضائي. وطلب مدعي المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو-اوكامبو من الانتربول إصدار "مذكرة حمراء" بحق العقيد معمر القذافي الذي صدرت بحقه مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية "بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية".
وأعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن في لشبونة أن عمليات الحلف في ليبيا ستستمر "طالما هناك خطر" محتمل من قوات القذافي. في سياق متصل، اعتبر السفير الأميركي في الحلف الأطلسي أن فرنسا وبريطانيا اضطلعتا بدور "استثنائي" في النزاع الليبي" الذي لم يكن من الممكن تحقيق ما تمّ التوصل اليه فيه من دون المشاركة الفعالة للولايات المتحدة".
وفي طرابلس، حذر جبريل من الخلافات السياسية المبكرة، قائلاً في مؤتمر صحافي إن "بعض مدن الجنوب لا تزال محاصرة من قبل القوات الموالية للقذافي والحسم لم ينته في بني وليد وسرت بعد". وحذر بعض الليبيين من "الشروع في محاولات لبدء اللعبة السياسية رغم أنه لم يتم التوصل الى توافق حولها باعتبار أن المعركة لم تنته بعد". وفي بني وليد، توقفت المفاوضات من أجل استسلام سلمي للمدينة "لأنها لم تسفر عن أي نتيجة"، كما أعلن القائد العسكري عبدالله بو عصارة، الذي أوضح أنه ينتظر تعليمات حول تحرك محتمل.