24-11-2024 12:12 PM بتوقيت القدس المحتلة

اسبوع على الوداع الأخير

اسبوع على الوداع الأخير

والد الفقيد الحاج علي أحمد اكتفى بترك الحديث عن ابنه للزملاء في مجلس العزاء الذي أقيم اليوم في دمشق تكريما لروحه، وأضاف "نسيم ابني شاب مناضل اختار قناة المنار للعمل وهو مقاوم بالكلمة، وترك اليوم المنبر لكم لتكونوا كلكم نسي

خليل موسى – دمشق

"زميلي خليل أرسل خبراً عاجلاً بأن نسيم أحمد سيصل دمشق خلال ساعتين".. هي العبارة المرحة التي كان دائما يبلغني بها نسيم أحمد كلما كان قادما من المنطقة الجنوبية مكان عمله كمراسل لقناة المنار، ولم يكن ينسى أن يوصيني على القهوة التي اعتدنا احتساءها في كل زيارة له إلى المكتب مع حديث حول العمل، وعن اشتياقه لأولاده وأسرته التي أودعها في محافظته اللاذقية، حيث مسقط رأسه.

زميلي نسيم أحمد تحياتي لروحك وها قد ودعتنا منذ أسبوع، لن أقول أنني أبكيك كي لا تتأثرَ على رحيلك عنا، أما باقي الزملاء الذين احتشدوا اليوم في مجلس عزائك فكانوا أخوتك، ووالدك كان أباً لنا جميعا ونحن إلى جانبه، كان يشبه السنديان.

من عرف نسيم أحمد كإنسان لا يمكن أن ينساه، له سمات الشاب البسيط والكادح، حين رأيته أول مرة كان طالبا يدرس في دبلوم الشؤون السياسية، أول ما عرفته فيه حبه لسورية  وطنه وما كان يفرغ من الحديث عن فلسطين المحتلة، شاب وطني وقومي بكل ما في الكلمة من معنى، سألني ذات يوم "كيف أستطيع ان أعمل معكم في قناة المنار؟". فكانت فاتحة لصداقة وزمالة. حينها قال أريد أن "أكون مراسلا أشارك في الدفاع عن الحقيقة"، فكان مكانه مراسلاً في مناطق من سورية هي الأشد سخونة وخطورة، لكن الشجاع لا يهاب صوت المعركة ولا يسمع إلا صوت الحقيقة لينقلها.

وكم كنت نسيم أحمد الشجاع والنبيل، والمندفع للدفاع عن وطنك واخترت طريقتك التي وجدتها الأنسب لك كما قلت سابقا. أما من رأى جدية نسيم أحمد من بعيد أثناء انشغاله في دراسة أو قراءة لا بد من الاقتراب منه أكثر ليعرف روحه الطيبة والمرحة، واسمح لي صديقي أن أكتفي بهذا القدر من الكلام عنك وانت الغائب الحاضر، توفيت يا صديقي بحادث سير أليم ولطالما تمنيتَ الشهادة فداء للحقيقة وسورية.

والد الفقيد الحاج علي أحمد اكتفى بترك الحديث عن ابنه للزملاء في مجلس العزاء الذي أقيم اليوم في دمشق تكريما لروحه، وأضاف "نسيم ابني شاب مناضل اختار قناة المنار للعمل وهو مقاوم بالكلمة، وترك اليوم المنبر لكم لتكونوا كلكم نسيم أحمد".

أما السيد ابراهيم الموسوي مدير الأخبار في قناة المنار كان الى جانب والد الزميل الفقيد على رأس الاسرة المكونة من الزملاء، وقال كلمات مؤثرة بدأها بأنه لم يعرف نسيم شخصيا إنما كان يتابعه، ويكفي أن نسيم اختار الدفاع والبحث عن الحقيقة، فكان مقاوما حقيقيا"، وفي ختام كلامه عن الفقيد، وعد الأسرة أن نكون كلنا نسيم. ليسلم الوالدَ تذكارا رمزيا عليه شعار القناة.

مدير مكتب المنار في سورية الزميل وائل المولى، تحدث أيضاً عن شجاعة ونشاط نسيم أحمد في العمل وإقدامه واندفاعه، ولم يسعه إلا بوصفه بالبطل.

الزميل محمد عيد مراسل المنار في دمشق، لم يكن كلامه عن نسيم أقل من كلام أخ وزميل، فقال "لا يجد المرء كبير عناء في توثيق علاقته بالزميل الراحل نسيم احمد سواء وقفت هذه العلاقة عند حدود الزمالة أم تجاوزتها إلى ما هو  أبعد من ذلك، فالأريحية سمة الكريم والنبيل وقد كان نسيم فياض البشر ينضح وجهه بالابتسامة كأن فراسة المؤمن فيه جعلته يدرك أنه ليس في العمر ما يستحق أن يغضب لأجله، إلا أن يكون حقاً مغصوباً أو وطناً مضيعاً، عندها فقط كان نسيم يستحضر مفردات القهر في نفسه لينال بها من حولوا الوطن الآمن إلى جحيم وقوده الأبرياء فيه، وقديما قالوا إن الذكر للإنسان عمر ثاني، ونسيم الذي فارقنا شابا لا شك أن ما سينشر من صفحاته المنطوية على سيرة عطرة سيجعله من المعمرين في حساب حسن الثناء وطيب الذكر".

شهادات كثيرة لزملاء وأصدقاء نسيم أحمد، لو جمعت كلها لكانت بملء كل الوقت للحديث عن الإنسان الطيب والوطني المندفع.

اما العزاء الذي أقيم في دمشق فقد حضره العديد من الشخصيات الإعلامية ووفد من مجلس الشعب السوري إضافة لضباط ومسؤولين في الدولة السورية كما حضر وفد من الفصائل الفلسطينية، وعدد من الزملاء والأصدقاء، إضافة لأقاربه.

نسيم أحمد لن أختم كلامي هنا، ولكن سأتوقف عن الكتابة قليلا، لأنني أرى أنك صديق لا تكفيك كلمات ولا جمل تصطف لترثيك أو تفخر بك، لروحك الطاهرة السلام ولك أن ترتاح وسنكمل نحن زملاؤك ما كنت بدأت به وتنوي إكماله.