02-11-2024 05:28 PM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 21-11-2014: تفاهم رئاسي ماروني.. يمهد لاستئناف حوار عون والحريري!

الصحافة اليوم 21-11-2014: تفاهم رئاسي ماروني.. يمهد لاستئناف حوار عون والحريري!

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 21-11-2014 الحديث عن الحراك السياسي الاخير في الملف الانتخابي الرئاسي وتدثت الصحف ايضا في جديد ملف التلوث الغذائي

 

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 21-11-2014 الحراك السياسي الاخير في الملف الانتخابي الرئاسي  وتحدثت الصحف ايضا في جديد ملف التلوث الغذائي.

اقليميا، تحدثت الصحف عن جديد المحادثات النووية بين ايران ومجموعة الـ 5 +1 حيث يبدو أن سباقاً مع الزمن بدأ في العاصمة النمساوية للوصول الى اتفاق.

وأتت افتتاحيات الصحف على الشكل التالي:

 

السفير

 

«جدول أعمال لبناني» تناقشه باريس مع طهران

تفاهم رئاسي ماروني.. يمهد لاستئناف حوار عون والحريري!

 

نبدأ جولتنا مع صحيفة "السفير" التي كتبت تقول "لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الحادي والثمانين بعد المئة على التوالي.

لبنان بلا رئيس وبلا احتفال رسمي بعيد استقلاله الحادي والسبعين.

لبنان بلا مناعة وطنية ولا اجتماعية.. وها هي «ميشا» اليونانية تعدنا بعاصفة تبدأ اليوم وتستمر أسبوعا، ومعها تأتي وعود الفيضانات على امتداد جهات الجمهورية وبحورها وأنهارها وطرقاتها ووديانها.

لبنان بلا مناعة غذائية، ولولا أن اللحوم، النيئة منها أو المشوية، على حد سواء، هي جزء من الهوية التراثية، لكنا صرنا أول بلد يتحول إلى النظام الغذائي النباتي.

لبنان مشرع على مواجهة الإرهاب، وجديده بالأمس، رسالة صاروخية من أحد مراكز المجموعات السورية المسلحة في المقلب الشرقي لجبل الشيخ، باتجاه إحدى نقاط الجيش اللبناني في شبعا، بالتزامن مع احتدام المعارك مع الجيش النظامي السوري على طول تلك الجبهة، من دون أن يخفي الإسرائيليون دعمهم الميداني لـ«النصرة» و»الجيش الحر».

وفي عز الحراك الإقليمي ـ الدولي لمحاصرة «داعش»، وبالتزامن مع مفاوضات ربع الساعة الأخير لإبرام اتفاق ـ إطار بين إيران و»مجموعة 5+1»، كان لافتا للانتباه انتقال الملف الرئاسي اللبناني للمرة الأولى منذ ستة أشهر، إلى طاولة المفاوضين المعنيين به في أكثر من عاصمة إقليمية ودولية.

ووفق مصدر ديبلوماسي أوروبي، فان مواقف العماد ميشال عون الأخيرة، بشأن استعداده للنزول إلى مجلس النواب على قاعدة حصر المنافسة بينه وبين سمير جعجع، شكلت محاولة لاستباق الأخذ والرد الحاصلين خارجيا، خصوصا في ضوء إصرار رئيس مجلس النواب نبيه بري على الحديث عن «الإشارات الايجابية» من دون أن يحدد طبيعتها.

كما أن المواقف التي أطلقها وزير الخارجية جبران باسيل من عمق البقاع، أمس الاول، بدت أيضا محاولة لتحصين الموقف الرئاسي لـ«الجنرال»، في ضوء «الإشارات» التي بلغته من أكثر من عاصمة إقليمية ودولية، حتى وصل به الأمر إلى القول إننا نرفض التسوية «التي يطالبوننا بها بان نختار ليس الثالث أو الرابع إنما يراد لنا أن نوافق على الإتيان بمن يحمل الرقم مئة الذي يعادل صفرا في التمثيل (الماروني)».

وقال باسيل «عندما يختار الأقوى شيعيا وتحديدا من يسميه «الثنائي الشيعي» رئيسا لمجلس النواب وعندما يختار الأقوى سنيا لرئاسة الحكومة، نحن نريد الأقوى مسيحيا لرئاسة الجمهورية أيضا».

من أين أتت «الإشارات»؟

من الواضح أن الأميركيين فوضوا الفرنسيين بإدارة الملف الرئاسي اللبناني، وعلى هذا الأساس، زار مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية جان فرنسوا جيرو، العاصمة الإيرانية، في الأسبوع الماضي وعقد على مدى يومين محادثات مع مسؤولين إيرانيين أبرزهم مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان، تمحورت حول الملفات ذات الاهتمام المشترك.

وهذه الزيارة هي الثالثة من نوعها لجيرو إلى طهران، وربما تمهد لزيارة رابعة في الأسابيع المقبلة، خصوصا وان الجانبين اتفقا على «جدول أعمال لبناني»، عنوانه الأول رئاسة الجمهورية.

فقد نقل الفرنسيون إلى الإيرانيين مناخا أوروبيا وأميركيا يدعو إلى المحافظة على الاستقرار في لبنان، من خلال التسريع بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وأنه ليس هناك ما يبرر التأخير في انجاز هذا الاستحقاق الدستوري، وأشار جيرو إلى تخوف بلاده من أن التأخير قد ينعكس سلبا على الاستقرار اللبناني.

ووفق الديبلوماسي الأوروبي نفسه، فان الفرنسيين نقلوا رسالة واضحة باسم حلفائهم اللبنانيين، وخصوصا الرئيس سعد الحريري، تطلب من الإيرانيين المساعدة في «اجتراح» مخرج للفراغ الرئاسي، وأن بداية الحل تكون باقدام «14 آذار» على سحب ترشيح سمير جعجع مقابل سحب ترشيح عون من جانب «8 آذار».

غير أن الايرانيين شددوا على جعل التوافق المسيحي ـ المسيحي ركيزة التفاهم الرئاسي (أي بين ميشال عون وامين الجميل وسليمان فرنجية وسمير جعجع)، وأكدوا أنهم سيدعمون أي توافق بين المسيحيين حتى لو كان على قاعدة سحب ترشيح كل من عون وجعجع لمصلحة مرشحين آخرين.

وطلب الايرانيون من الفرنسيين الضغط على الرئيس الحريري من أجل اعادة استئناف الحوار الذي كان قد بدأه منذ نحو سنة مع العماد عون، واعتبروا أن ذلك الحوار سيكون له مردود ايجابي على الصعيد الداخلي اللبناني.

وقد غادر جيرو طهران على قاعدة أن يتكرر الاتصال بينه وبين المسؤولين في وزارة الخارجية الايرانية في الشأن الرئاسي اللبناني قبل مطلع العام 2015، على ان تكون قد تبلورت قبل ذلك التاريخ صورة ما ستؤول اليه مفاوضات الملف النووي بين طهران و»مجموعة 5+1».

وعلى أساس هذه المعطيات، بدأ يسري انطباع في أكثر من عاصمة أوروبية بان حظوظ إجراء الانتخابات الرئاسية في لبنان «باتت اكبر بكثير مما كانت عليه قبل شهر من الآن»، وأن حظوظ كل من عون وجعجع «باتت شبه معدومة».

هذه الأجواء نقلها الى بكركي مؤخرا السفير الأميركي ديفيد هيل، مؤكدا للبطريرك الماروني بشارة الراعي أن بلاده تضغط في أكثر من اتجاه بالتنسيق مع السعوديين والفرنسيين لانتخاب رئيس لبناني جديد قبل نهاية العام الحالي.

في هذا السياق، نفى رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط أن يكون قد التقط اشارات ما في الشأن الرئاسي، وقال لـ»السفير»: «انني اضع ثقتي الكاملة بالرئيس نبيه بري وافوضه في كل شيء، خصوصا في الامور الوطنية، ذلك أنني اعلم انه اكثر الحريصين على البلد وانتظام عمل المؤسسات». واضاف: «الرئيس بري وأنا نحرص على الوصول بالاستحقاق الرئاسي الى بر الامان وانتخاب رئيس جديد للجمهورية في اقرب وقت ممكن».

 

تعقُّد ملفات التخصيب و«آراك» والعقوبات لا تطيح خيار التمديد

المفاوضات النووية: غيوم الابتزاز الأخير في سماء فيينا


محمد بلوط


محاولات الساعات الأخيرة للحصول على تنازلات من إيران قبل نفاد صلاحية الاتفاق المرحلي صبيحة الاثنين المقبل. ويبدو أن سباقاً مع الزمن، بدأ في العاصمة النمساوية للحصول على أكبر قدر ممكن من الضمانات المتبادلة إيرانياً وأميركياً، في ميدان رفع العقوبات، واستمرار القاعدة التكنولوجية النووية الإيرانية مع «تقليم» بعض عناصرها.

وفيما تعكس التصريحات الأميركية تمسكاً بالتوصل إلى اتفاق قبل انتهاء مهلة المفاوضات الاثنين المقبل، يقول ديبلوماسي روسي في فيينا إنه من الأفضل التوصل إلى إطار جديد مؤقت يضم العناوين المتفق عليها، لنواصل بعدها البحث في التفاصيل.

وكالعادة، عندما تصل المفاوضات إلى نقطة حرجة، تبدأ مواكب وزراء الخارجية بالوصول إلى فيينا، لتصويب العروض، واتخاذ القرارات التي لا يملك مدراء وزارات خارجية الست صلاحيات اتخاذها.

وخلال الليل وصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري، وبدأ اجتماعاً ثلاثياً إلى جانب نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، وممثلة الاتحاد الأوروبي كاترين آشتون، على أن يلتحق بهم وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وروسيا وبريطانيا، إذا ما تحقق تقدم فعلي في الساعات المقبلة.

وقفزاً فوق البعد الدرامي والضجيج الإعلامي الذي يلازم التكنهات بوصول الوزراء إلى ساحة التفاوض مع ظريف ورئيس الوكالة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي، إلا أن ارتفاع التوقعات بالتوصل إلى اتفاق في الساعات المقبلة يأتي بشكل خاص من الجانب الأميركي.

وذهب كيري إلى نفي احتمال تمديد المفاوضات بالقول «نحن لا نناقش التمديد، نحن نناقش التوصل إلى اتفاق». فيما يقف الفرنسيون، كعادتهم على مسافة كبيرة من التفاؤل الأميركي المعلن، بتغريد سفيرهم في واشنطن جيرار آرو أن «عدم التوصل إلى اتفاق يبقى أفضل من اتفاق سيئ».

وعلى الإيقاع نفسه، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس «نريد التوصل إلى اتفاق، ولكن ليس أي اتفاق، ونقاط الاختلاف الرئيسة مع طهران لا تزال قائمة»، مثبتاً أن لا حاجة للضغط على فرنسا من قبل أي طرف كي تقوم الديبلوماسية الفرنسية بدور المتشدد، لا سيما السعودية التي أوفدت وزير خارجيتها سعود الفيصل للقاء فابيوس في باريس، قبل التحاقة بمفاوضات فيينا.

ونقلت وكالة «رويترز» عن ديبلوماسي غربي أنه «من المرجح إبرام نوع من الاتفاق المؤقت في هذه المرحلة أو ربما اتفاق إطار كأفضل احتمال بحلول يوم الاثنين، على أن تصاغ التفاصيل في الأسابيع والأشهر المقبلة».

كما أفادت عن لسان مسؤول إيراني كبير قوله «نحتاج مزيداً من الوقت لحل المسائل الفنية، ولا تنسوا أن الإطار الزمني لرفع العقوبات ما زال موضع خلاف هائل»، مضيفاً أنه من الممكن تمديد المفاوضات حتى آذار المقبل. وأشار مسؤولون غربيون أيضاً إلى آذار كخيار مطروح مع استئناف المحادثات في كانون الثاني المقبل.

وغني عن القول إن المفاوضات، الإيرانية الأميركية في الجوهر، لا تبدأ من نقطة الصفر، كما أن عناصر أي اتفاق نهائي على البرنامج النووي الإيراني متوفرة في الاتفاق المرحلي، الذي ناقش كل القضايا الخلافية، ولكن في عناوينها العريضة.

ويشرح مصدر في الوفد الأميركي في فيينا التباعد ما بين مفاوضات المرحلي والنهائي بالقول إن «التوصل إلى اتفاق ممكن، ولكنه صعب. وتكمن الصعوبة في ضرورة الاتفاق على كل التفاصيل كي تكون الرزمة نهائية، وليس مجرد اتفاق مرحلي على العناوين الكبيرة».

ويفصح الأميركيون عن أن المفاوضات لم تتغير في عناوينها الأساسية منذ انطلاقها. ويقول ديبلوماسي أميركي إن «لا أفكار جديدة في ما يتم تداوله، ولكنها أفكار قديمة تعمقنا في بحثها».

ويحاول الغربيون في منتهى المفاوضات مع الإيرانيين، إبطاء المشروع النووي الإيراني بكل أبعاده، وكائناً ما كانت طبيعته، مدنية أم عسكرية. إذ تشكل العروض الأميركية التي لا يزال الإيرانيون يرفضونها، دفعاً إلى الوراء لمجمل النشاطات العلمية والتكنولوجية التي راكمها العلماء الإيرانيون منذ عقدين على الأقل.

على ماذا تدور المفاوضات، وما هي الشروط الأميركية للتوصل إلى اتفاق، وما هي الردود الإيرانية؟

يركز المفاوض الأميركي على انتزاع تنازلات من إيران في ميدان تكنولوجيا تخصيب اليورانيوم الأكثر تقدماً، وبالتحديد في منشأة آراك للمياه الثقيلة، وهي التقنية نفسها التي اتبعتها الولايات المتحدة لبناء قنبلتها النووية. وبرغم أن المنشأة التي يواصل الإيرانيون بناءها منذ خمسة أعوام، لا تزال قيد التجهيز، إلا أن إتمامها سيسمح للإيرانيين بالحصول على البلوتونيوم المخصّب مباشرة، وعبر تكنولوجيا معقدة، ولكن أكثر أماناً وتقدماً وسرعة من تقنيات الطاردات المركزية التي تتعرض للتحطيم بسرعة، فضلاً عن كونها تقنية بدائية وبطيئة. والأهم أن اكتساب هذه التكنولوجيا والقاعدة الصناعية التي ترافقها، تمنح طهران موقعاً أفضل في ميزان القوى الإقليمية.

ويشترط الأميركيون بصدد «آراك» تحويله عند بدء العمل به إلى المياه الخفيفة، وهو ما يرفضه المفاوضون الإيرانيون. وكان كبير المفاوضين علي أكبر صالحي قد حدد أبعد نقطة يمكن أن يقبل بها الإيرانيون في آراك، وقال «إننا مستعدون لتصميمه بشكل يبدد القلق، لقد تمّ حل هذه المسألة وصولاً إلى نقطة معينة حول الجانب التقني، ولم يعد هناك من مجال لإجراء مفاوضات إضافية».

ويقول الإيرانيون في المفاوضات إنهم سيحدون من قدرة «آراك» على إنتاج البلوتونيوم، كي لا يتجاوز الكيلوغرام الواحد في العام، في مقابل ثمانية كيلوغرامات كانت مرتقبة أساساً. وتحتاج القنبلة النووية إلى عشرة كيلوغرامات من البلوتونيوم.

ويسمح الإبقاء على «آراك» لإيران، التي تتمسك به لتطويره، بهامش أكبر للتفاوض حول عدد الطاردات المركزية الموضوعة في الخدمة، بعدما طوّرت جيلين جديدين من هذه الطاردات التي حصلت على تصاميمها الأولى من العالم النووي الباكستاني عبد القدير خان.

وتمتلك طهران في منشأتي نتانز وفوردو 19 ألف جهاز طرد مركزي، يعمل تسعة آلاف منها على إنتاج يوارنيوم مخصب بنسبة تتراوح ما بين خمسة إلى 20 في المئة.

وفيما يطالب الأميركيون بخفضها إلى أربعة آلاف، يتمسك الإيرانيون بالعدد الحالي، مع عدم استبعاد المرونة في التوصل إلى رقم مقبول من الطرفين. كما يسمح آراك والعمل في منشآته، ولو على وتيرة منخفضة، بتجاوز الإضرار التي يمكن أن تصيب البرنامج النووي الإيراني من شرط تجميده الذي يطالب الغربيون أن يمتد من 15 إلى 20 عاماً، كافية لإبطائه جدياً، فيما يعرض الإيرانيون مهلة لا تتجاوز خمسة أعوام.

ومن أجل التوصل إلى اتفاق قبل حلول ساعة النهاية، ينبغي ردم الهوة الكبيرة بين الطرفين، حول تلازم رفع العقوبات الاقتصادية الأحادية الجانب التي تفرضها دول الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة والعقوبات في مجلس الامن، مع بدء العمل بالاتفاق النهائي.

وتشكل هذه المسألة عقدة العقد، خصوصاً أن المفاوضين الأميركيين يطلعون اللجان المختصة في مجلسي الشيوخ والنواب الأميركيين، أولاً بأول على مسيرة التفاوض، بالإضافة إلى إطلاع إسرائيل على المجريات نفسها، ما يعقد آليات اتخاذ القرار.

ويطالب الإيرانيون للقبول بكل تلك الشروط، رفعاً فورياً للحظرين الاقتصادي والنووي والنفطي بشكل خاص. والأرجح أن يوافقوا على رفع متدرج للحظر، شريطة التوقيع على جدول زمني واضح، فيما يرفض الأميركيون فكرة أي جدول زمني، ويشترطون العودة بعد عامين إلى رفع العقوبات، ولكن بعد التأكد من تجميد طهران لبرنامجها النووي، وتنفيذها لبنود الاتفاق… المنتظر."

 

النهار


تراجع كبير في حركة المرور الحدودية

الجميّل يحمل على "حرب الإلغاء" الرئاسية

 

ومن جهتها، كتبت صحيفة "النهار" تقول "اذا كانت الملفات المثيرة للتباينات والخلافات بين الوزراء تركت أمس لعناية اللجان الوزارية أو للمعالجات الهادئة تجنباً لظهور مجلس الوزراء مظهراً سلبياً عشية احياء الذكرى الـ71 للاستقلال غداً، فان الكلمة التي وجهها رئيس الوزراء تمام سلام باسمه وباسم المجلس الى اللبنانيين في هذه المناسبة تضمنت ما يكفي من رسم لم يخل من قتامة للواقع السياسي الداخلي. ذلك ان سلام لم يجد حرجاً في ابراز الواقع على حقيقته واصفاً الذكرى الاستقلالية هذه السنة بأنها "لحظة حزينة لأن جوهرة اسمها لبنان وضعها آباء الاستقلال بين أيدينا براقة خلابة صارت جسماً عليلاً لا نريد ان نصدق ان نهوضه ضرب من المستحيل". وشدّد تبعاً لذلك على "ان نعمد بعد التمديد النيابي تفادياً للفراغ التشريعي الى انتخاب رئيس للجمهورية"، محذراً من ان "التمترس خلف المواقف المتشددة لم ولن يوصل الا الى طريق مسدود".

في غضون ذلك، انتهى أمس القسم الاول من شهادة النائب مروان حماده أمام المحكمة الخاصة بلبنان في لاهاي، بعدما علقت رئاسة المحكمة جلسات الاستماع الى حماده على ان تعاود مطلع كانون الاول المقبل ليتسنى للادعاء العام استكمال استجوابه، ثم يشرع في الاستجواب المضاد من محامي الدفاع. وتميزت جلسة البارحة بالتركيز على المرحلة التي اعقبت التمديد للرئيس السابق اميل لحود في أيلول ٢٠٠٤. وقدم حماده سرداً مفصلا للمرحلة التي شهدت تطوراً كبيراً للمواجهة السياسية بين الرئيس رفيق الحريري والقيادة السورية وحلفائها في لبنان. وعرض للمشاورات التي كانت تدور بين الحلفاء المعارضين للتمديد وللوصاية السورية من اجل العمل على توسيع المعارضة وتفعيلها تمهيداً لاستيعاب صدمة التمديد والتحضير للانتخابات النيابية التي كانت مقررة في ربيع ٢٠٠٥ من أجل تغيير الاكثرية في مجلس النواب.

كما رسم صورة لتطور موقف الرئيس الحريري في المعركة مع الوصاية السورية وتعميقه التدريجي التنسيق مع مختلف القوى المعارضة، ولا سيما منها المسيحية. وقد تجلى ذلك في اتخاذ الحريري قراراً قضى بالتخلي العلني عما كان يعتبر "وديعة" سورية في لوائحه الانتخابية، واطلق حماده على النواب الودائع تسمية "الغواصات"، ملمحاً الى انهم كانوا يتجسسون على الحريري لحساب المخابرات السورية.

مسعى برّي

وسط هذه الاجواء، علم ان رئيس مجلس النواب نبيه بري يواصل تجهيز ارضية الحوار بين "تيار المستقبل" و"حزب الله" وهو في صدد وضع جدول الاعمال.

وردد بري أمام زواره ان "لا شروط مسبقة على هذا الحوار المنتظر بين الطرفين وثمة اتفاق على مبدأ حصوله ومن غير الضروري ان أكون انا ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في هذا الاجتماع لان المطلوب والمقصود هو توصل الجهتين الى تفاهم. ومن المبكر القول ان اللقاء سيتم خلال أيام. ويحدد الموعد على ضوء انجاز جدول الاعمال، عندما نعرف متى يبدأ يمكننا التكهن بموعد انتهائه".

الجميل: هرطقة

على الصعيد السياسي المتصل بأزمة الفراغ الرئاسي، حمل الرئيس أمين الجميل بشدة في حديث الى برنامج "كلام الناس" من المؤسسة اللبنانية للارسال مساء أمس على طرح العماد ميشال عون حول حصر الترشيحات الرئاسية به وبرئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ووصفه بأنه "بدعة وهرطقة جديدة وإلغاء للديموقراطية ومن شأنه ان يلغي كل الآخرين ثم يلغي احدهما الآخر". وإذ أكد رفضه فرض منطق كهذا على اللبنانيين قال: "هذه حرب إلغاء مستمرة للديموقراطية وعلينا أولاً ان نفك اسر مجلس النواب الذي بات رهينة من يعطل النصاب وكل الحياة الديموقرطية". وعن ترشحه للرئاسة قال الجميل: "أنا ترشحي مطروح والرئيس المقبل مفروض ان يحصن ويجمع في الداخل وان يكون محاوراً في الخارج". ولاحظ ان التجربة أثبتت ان أي مرشح لم يتمكن من توفير النصف زائد واحد، لافتاً الى ان اجتماعاً أخيراً لقيادات 14 آذار رشحه "وابلغوني ذلك". وخلص الى ان "الكرة ليست في مرمى الدكتور جعجع بل لدى من يعطل النصاب".

مجلس الوزراء

الى ذلك، علمت "النهار" ان الرئيس سلام يعتزم زيارة بروكسيل مطلع كانون الاول المقبل لاجراء محادثات مع الاتحاد الاوروبي تتناول المساعدات وملف اللاجئين السوريين في لبنان. وفي الوقت نفسه من المقرر أن يزور وزيرا الدفاع والداخلية سمير مقبل ونهاد المشنوق دولة الامارات العربية المتحدة للبحث في سبل الدعم العسكري للجيش والقوى الامنية.

وخلال طرح بنود جدول الاعمال في مجلس الوزراء، حصل نقاش حول بندين يتعلقان بالتربية والنفط. وقد أظهرت معارضة إقرارهما ان ثمة أسبابا سياسية وراء الاعتراض. ففي البند المتعلق بالنفط لجهة إستدراج عروض استيراد مشتقات نفطية اعترض وزير الاشغال غازي زعيتر على إقراره. وعند عرض بند إنشاء جامعات وكليات إعترض وزير من "حزب الله" عليه. فتقرر عندئذ إرجاء المشروعين. وفي مداخلة لوزير العمل سجعان قزي، طالب بتعاون بين الوزراء وإحترام فصل السلطات ومحاذرة إطلاق تصريحات من شأنها إثارة ذعر أمني وتساؤلات. ودعا الحكومة الى العمل بأسلوب مختلف فلا يبقى العمل الحكومي منطلقا من اقتناع بأن الحكومة ضرورة ولا يمكن الاستغناء عنها مما يؤدي الى إتخاذ مواقف تسيء الى وحدة العمل الحكومي وأمن الناس. وعندما حاول بعض الوزراء التطرق الى ملف سلامة الغذاء، بادر الرئيس سلام الى القول ان البحث في الملف سيكون في الاجتماع الوزاري الذي عقد بعد الجلسة. ولوحظ ان الوزير مقبل عمد تكرارا الى تأجيل طرح موضوع هبة السلاح الايراني.

اللاجئون والحملة الغذائية

بعد الجلسة، رأس الرئيس سلام إجتماع اللجنة الوزارية لمتابعة ملف اللاجئين السوريين، فجرى عرض لمراحل تنفيذ ورقة العمل المتعلقة بسياسة الحكومة على هذا الصعيد فتبين الآتي:

- أدت التدابير المتخذة على المعابر الحدودية الى تراجع كبير في حركة الدخول والخروج. فبعدما كانت الحركة الشهر الماضي قد بلغت 700 ألف تراجعت هذا الشهر الى 380 ألفاً.

- تبين ان اجراءات حصر إجازات العمل أدت الى إكتشاف 1870 إجازة تعود الى أشخاص مسجلين على لوائح اللاجئين مما عرّضها للابطال.

- على مستوى المساعدات لوزارة الشؤون، وبعدما كانت موجّهة الى اللاجئين فقط، صارت تشمل حاليا وللمرة الاولى البيئة المضيفة في البلدات والقرى اللبنانية.

أما في الاجتماع الوزاري الثاني الذي انعقد لتداول ملف سلامة الغذاء في اطار الحملة التي يقوم بها وزير الصحة وائل ابو فاعور، فأكد المجتمعون دعم الحكومة لهذه الحملة وتم اتخاذ بعض القرارات المتعلقة بها وبتحقيق التعاون بين الوزاراتفي تطبيق معايير السلامة الغذائية والصحة وضبطها.


كيري انضم إلى مفاوضات فيينا

موسكو ترى "من الصعب جداً" الاتفاق

 

موسى عاصي


مع وصول وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى العاصمة فيينا، انتقلت المفاوضات بين ايران ومجموعة 5+1 حول البرنامج النووي الايراني الى مربع جديد ومفصلي خصوصاً أن كيري يحمل نتائج لقاءات جولته الأخيرة بين لندن وباريس. وانتقل الوزير الاميركي فور وصوله الى فيينا الى قصر كوبورغ حيث عُقد لقاء ثلاثي ضمه ووزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف والممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية كاثرين أشتون، وسط أجواء توحي بتشاؤم يخيم على المسار التفاوضي وتحديداً في ما يتعلق بالتفاصيل التقنية.

وكان الاهتمام بالملف النووي قد انتقل أمس من فيينا الى باريس حيث التقى كيري نظيريه السعودي الامير سعود الفيصل والفرنسي لوران فابيوس. وقالت أوساط فرنسية لـ"النهار" إن كيري زار باريس لشرح ما توصلت اليه المفاوضات خلال جولة مسقط وخلال الفترة الفاصلة بين محطتي عمان والنمسا و"لاقناع الجانبين السعودي والفرنسي بأهمية التوصل الى اتفاق مع ايران ضمن حدود معينة". وبعد اللقاءين عقد كيري وفابيوس مؤتمراً صحافياً مقتضباً أعلنا فيه عن بيان مشترك وموحد عن المفاوضات مع ايران. وجاء في البيان المشترك أن الطريق لا يزال طويلا قبل التوصل الى اتفاق مع ايران، وأن هناك نقاطاً لا تزال مختلفاً عليها، وشدد على تمني الطرفين تضييق الخلافات خلال الايام المقبلة "لكن هذا يتعلق بموقف الايرانيين"، على حد قول لوران فابيوس، بينما قال كيري أنه يشاطر نظيره الفرنسي وجهة نظره، موضحاً أن القوى الأخرى التي تشارك في المفاوضات مع ايران تملك الرؤية عينها.

وصدر الموقف الفرنسي – الاميركي بعد معلومات لـ"النهار" عن ضغط سعودي مارسه الامير سعود الفيصل خلال زيارته لباريس، اذ قالت مصادر فرنسية إن وزير الخارجية السعودي حض الفرنسيين على عدم توقيع اتفاق يمنح ايران القدرة على امتلاك برنامج نووي متطور. وتحدثت عن وجود رؤية مشتركة وموقف متقارب جداً بين السعودية وفرنسا حيال الملف النووي الايراني، لكن فرنسا "باتت اليوم في وضع حرج نظراً الى موقفها المتقاطع مع موقف السعودية في شأن الملف النووي الايراني من جهة، وعدم قدرتها على الوقوف طويلاً في مواجهة ارادة الاميركيين اذا ما ارادوا المضي في سبيل التوصل الى اتفاق مع ايران".

وأبلغت أوساط ديبلوماسية فرنسية لـ"النهار" أن فرنسا غير متحمسة لتوقيع اتفاق مع ايران بأي ثمن، وأن الشرط الفرنسي هو فتح كل المنشآت الايرانية أمام التفتيش الدولي التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهذا يعني أن على ايران توقيع البروتوكول الاضافي للوكالة والذي ينص على تفتيش مفاجئ لأي منشأة تشتبه الوكالة في وجود نشاط نووي فيها، الامر الذي ترفضه ايران وتربط الموافقه عليه بتوقيع الاتفاق النهائي بينها وبين مجموعة 5+1.

وعلى مستوى جلسات أمس في مفاوضات فيينا، استمرت اللقاءات الثنائية بين الجانب الايراني وأعضاء المجموعة الدولية. وعلمت "النهار" أن أي تقدم في موضوع رفع العقوبات التي فرضها مجلس الامن لم يحرز وان الولايات المتحدة مصرة على موقفها من عدم رفع هذه العقوبات قبل اختبار لمدى احترام الجانب الايراني التزاماته خلال فترة التوقف عن تطوير برنامجه بعد توقيع الاتفاق. وقالت أوساط متقاطعة في فيينا إن ايران مستعدة للقبول برفع تدريجي شرط تحديد ذلك في جدول زمني يتفق عليه.

وفي المقابل، لا يزال التفاؤل باحراز تقدم في البند المتعلق بعدد أجهزة الطرد المركزي من خلال تسوية "وسط الطريق" بين الاقتراح الغربي (4500 جهاز) والمطلب الايراني (8000).

واعلن المفاوض الروسي سيرغي ريابكوف ان المفاوضات تجري في "جو من التوتر" الامر الذي يجعل من "الصعب جداً" التوصل الى اتفاق، على ما نقلت عنه وكالة "ريا – نوفوستي"."

 

الاخبار


الرياض تفجّر حوار حزب الله والمستقبل


وفيق قانصوه


وبدورها، كتبت صحيفة "الاخبار" أنه "فجّرت الرياض الحوار العتيد بين حزب الله وتيار المستقبل حتى من قبل أن يبدأ فعلياً. الدعوة السعودية لوضع الحزب على لائحة الارهاب تهدّد بعودة التوتر بين الطرفين بعد تهدئة إعلامية غير معلنة لم تدم أكثر من أيام.

هل هناك سياسة سعودية، وتالياً خليجية، ثابتة حيال لبنان؟ وهل هذه الدول حريصة فعلاً على استقرار هذا البلد، كما تعلن، في وقت لا تترك مناسبة من دون أن تزيد في انقساماته؟ تطرح هذه الأسئلة وغيرها بعد التصعيد السعودي الجديد ضد حزب الله، والذي يرجّح أن يزيد في تعقيدات الوضع في لبنان والمنطقة. فقد دعا مندوب السعودية لدى الأمم المتحدة عبدالله المعلمي مجلس الأمن الدولي، أول من أمس، إلى إدراج الحزب على «قائمة المنظمات الإرهابية».

وفي جلسة خاصة لمناقشة الإرهاب، طالب المعلمي بمعاقبة حزب الله وتنظيمات عدة من بينها «لواء أبي الفضل العباس» و«عصائب أهل الحق» وغيرها من «التنظيمات الإرهابية التي تقاتل في سوريا».

وفيما علمت «الأخبار» انه نتيجة الموقف السعودي الجديد، يتوقع حصول اتصالات مع الرياض في غضون الايام المقبلة لاحتواء ردود الفعل، حذّرت مصادر مطلعة من انعكاسات سلبية لهذا الموقف على «مقدّمات الحوار» الذي يجري الحديث عنه بين حزب الله وتيار المستقبل. وأعربت عن خشيتها من أن يعني هذا الموقف انتهاء التهدئة التي بدأت منذ اعلان الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله في عاشوراء ترحيبه بالحوار مع التيار. وقالت المصادر لـ «الأخبار» إن الدعوة السعودية هذه، معطوفة على تحريك المحكمة الدولية، بعد طول سبات، عبر استدعاء شهود سياسيين بما يوتّر الأجواء في البلد، يشيران الى رفض سعودي لمثل هذا الحوار، وربما يشكّلان ضوءاً أحمر أمام مضي التيار في أي حوار مع الحزب. وسألت المصادر: «كيف يفسّر السعوديون موقفهم هذا فيما لم يمض شهران على احتفال سفيرهم في بيروت علي عواض العسيري بالعيد الوطني لبلاده محاطاً بنواب من حزب الله. ولماذا تأتي هذه الدعوة بعد يومين من اجتماع دول مجلس التعاون الخليجي، وإدراج الامارات العربية المتحدة التي تتأثر الى حد كبير بموقف الرياض منظمات على لائحة الارهاب لم يكن حزب الله من بينها؟».

وخلصت الى انه يبدو أن السياسة السعودية ليست جاهزة بعد لاستعادة توازنها في لبنان والمنطقة. كما تساءلت عن «التقاطع» السعودي ـــ الاسرائيلي في محاولة تشويه صورة الحزب كحركة مقاومة وربطه بالارهاب، وهو ما سعت اليه تل أبيب طويلاً.

ووصفت المصادر خطاب المعلمي بأنه «فقاعة صوتية» لن يكون لها أي نتائج، مذكّرة بإعلان نصرالله بـ «اننا سنكون حيث يجب أن نكون» في سوريا. وقالت إن الدعوة «تظهر خيبة أمل حقيقية لدى القيادة السعودية من فشل مشروعها في سوريا، ما جعلها في موقع المتخبط الذي يُطلق الاتهامات يُمنةً ويُسرة». ولفتت الى أن المندوب السعودي أعطى في كلمته تبريرات لظهور تنظيمات ارهابية كـ «داعش» وغيرها، إذ قرن ظهورها بـ «ممارسات النظام السوري» و«السياسات الطائفية لبعض الدول»، وليس بالدعم السعودي والخليجي لهذا التنظيم وغيره. «علماً أن السعودية هي من أولى الدول الداعمة للحركات التكفيرية الإرهابية في سوريا وأكثرها تأثيراً في هذا المجال، ولذلك فإن حديثها عن مكافحة الإرهاب لا يحمل أي مستوى من الجدية». وربطت الموقف السعودي بـ «قلق متنام لدى القيادة السعودية من المفاوضات الدائرة حول الملف النووي الإيراني، وبخوف حقيقي من إمكان الوصول إلى اتفاق في المفاوضات يحطم آمال هذه القيادة في تشديد الحصار على إيران».

واستبعدت المصادر أي تأثير عملي للموقف السعودي في ظلّ موازين القوى الحالي في الساحة الدولية، وفي ضوء الردود التي سمعها المندوب السعودي على دعوته.

وكان مندوب ايران في الأمم المتحدة غلام حسين دهقاني ردّ على المعلمي بالدعوة إلى التمييز بين المقاومة المشروعة والإرهاب مؤكداً ضرورة دعم المقاومة. وانتقد «تقاعس الدول الإقليمية عن تطبيق أقوالها»، ورأى أن «حكومات قليلة في المنطقة تأخذ هذا الخطر على محمل الجد، وهي لم تضبط حدودها ولم توقف التجنيد في داعش أو تمنع الدعم المالي عن هذه المجموعات الإجرامية».

ومن جهته اتهم مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري الرياض بالوقوف وراء الإرهاب في المنطقة، مستهجناً التضارب في تشخيص أصول الإرهاب. واعتبر «أن تنظيم القاعدة وأخواته ومشتقاته كلها نمت بفضل رعاية السعودية للإرهاب في أفغانستان» مضيفاً أن «من يقوم بالذبح الآن في سوريا وراءه السعودية وقطر». ولفت المندوب السوري إلى توجيه 72 شيخاً سعودياً نداء للذهاب إلى سوريا من أجل «الجهاد»، متسائلاً «ما إذا كانت الحكومة السعودية جادة في محاربة الإرهاب»."

 

اللواء


سلام للخروج من الشلل .. والجميّل يرفض اقتراح عون

وزارات «الأمن الغذائي» تجتمع الإثنين .. ومواصفات النازحين إلى مؤتمر جنيف

 

وكتبت صحيفة اللواء تقول "احاطة الرئيس تمام بوصف الوضع السياسي بأنه «يشهد جموداً» في العمل التشريعي وابطاءً في الأداء الحكومي، وضغطاً على الوضع الاقتصادي، ومأزقاً في الشغور الرئاسي، وذلك في معرض الكلمة التي ألقاها في مجلس الوزراء عشية ذكرى الاستقلال 71 للبنان، اختصرت المشهد السياسي في البلاد، وكأنه لسان حال كل اللبنانيين، في وقت خطفت فيه تصريحات المفاوض الروسي حول الملف النووي الإيراني، سيرغي رايابكوف ان مفاوضات فيينا تتم « في جو من التوتر»، الأمر الذي يجعل من الصعب جداً التوصّل إلى اتفاق الاثنين المقبل، الأجواء التفاؤلية وانتظار نتائجها الإيجابية فيما لو وقع الاتفاق، حيث عادت الرهانات إلى المربع الأوّل، لجهة إبقاء الوضع اللبناني بكل حيثياته واوصافه رهينة الخلافات الاقليمية والدولية، أو الخلافات المتصاعدة حول آليات حل الأزمة في سوريا.

واستوقفت كلمة الرئيس سلام الوزراء، ان في بعدها الوجداني أو ابعادها السياسية، أو لجهة الدعوة إلى «التقاط أية إشارة انفتاح أو مبادرة طيبة تصدر عن أي طرف في الوقت الراهن والتعامل معها بايجابية»، في إشارة لما أعلنه النائب ميشال عون من استعداد لتأمين النصاب في جلسة الانتخاب إذا ترشح فقط في وجهه رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع.

كما توقف هؤلاء الوزراء عند استذكار الرئيس سلام كبار رجالات الاستقلال الذين «نسجوا بحنكة وبصيرة ثابتة وحب غزير ثوب هذا الوطن قبل 71 عاماً»، داعياً إلى «عدم الاستسلام للهلاك، فلبنان لا تليق به الا الحياة».

مجلس الوزراء

اما على صعيد المداولات التي جرت في مجلس الوزراء فقد وصفت مصادر وزارية الجلسة بانها كانت عادية وانتهت بسرعة قياسية غير مسبوقة، مشيرة إلى انه بعد ان تلا الرئيس سلام رسالة الاستقلال إلى اللبنانيين امام الوزراء، رغب في اطلاعهم على موضوع المفاوضات الجارية في شأن تحرير العسكريين المخطوفين، مشيراً إلى ان هذه المفاوضات ما زالت تراوح، وأن خلية الأزمة اجتمعت أمس الأوّل لمتابعة معالجة هذا الموضوع الدقيق والمعقد، آملاً ان تؤدي هذه المعالجة إلى النتيجة المرجوة.

وقالت انه قبل ان ينتقل مجلس الوزراء إلى بحث جدول أعماله المؤلف من 43 بنداً، عرض وزير الاشغال غازي زعيتر الأسباب التي أدّت إلى إغلاق نفق المطار بسبب الأمطار التي هطلت في الأسبوع الماضي، لافتاً إلى ان المياه تدفقت إلى النفق من مكان آخر، وأبلغ الوزراء انه ارسل تقريراً بهذا الموضوع إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء، محدداً المسؤوليات، متحدثاً بصراحة على تعديات على مجرى نهر الغدير.

وابلغت المصادر الوزارية «اللواء» انه لا يجوز تحميل مسؤولية التقصير لأحد بسبب هذه التعديات كاشفة انه من الصعوبة بمكان معالجة الأمر بسرعة لا سيما إذا كانت هناك عاصفة جديدة ستحل على لبنان في نهاية الأسبوع.

وعلمت «اللواء» ان تقرير زعيتر وزّع لاحقاً على الوزراء.

وكشفت المعلومات ان تشنجاً رافق الجلسة، بسبب انتقاد وزراء التيار العوني لأداء وزارة الاشغال، الذين انتقدوا ما اسموه عدم توازن المشاريع التي تنفذها الوزارة، الأمر الذي أدى إلى عودة السجال بينهم وبين الوزير زعيتر، وبالتالي إلى تأجيل البت بهذا الملف الذي اعده وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب.

اما ملف الفيول اويل المدرج على جدول الأعمال، فكشفت المصادر انه تقرر تأجيل البحث فيه ريثما ينتهي بعض الوزراء من وضع ملاحظاتهم على دفتر الشروط، مع تأكيدها ان المسألة تقنية بحتة.

وقالت انه لا يمكن الحديث منذ الآن عن مناقصة قبل الانتهاء من دفتر الشروط، مع التركيز على ان ملف الفيول اويل من صلاحية وزارة الطاقة، وهذه نقطة خلافية لم يجر بتها.

وعلمت «اللواء» ان بند الترخيص لكليات في جامعات لبنانية استحوذ على نقاش دام ساعة ونصف الساعة، وتركز على الآلية الواجب اتباعها في هذا المجال، وما إذا كان الأمر يتصل بتراخيص كليات أم فروع جديدة في الجامعات، كذلك فتح نقاش حول المستوى العلمي المنشود للتعليم الجامعي في لبنان.

وكشفت المصادر ان هناك أفكاراً طرحت لكن لم يُصرّ إلى البحث بتفاصيل معينة، وارتأى تأجيله للمزيد من الدراسة.

الأمن الغذائي

اما ملف الأمن الغذائي فلم يناقش داخل الجلسة، وحضر فقط لبضع ثوان من خلال كلمة الرئيس سلام اعلن فيها ان هناك اجتماعاً تنسيقياً للجنة الوزارية الخاصة بالأمن الغذائي ستنعقد بعد انتهاء الجلسة، وهكذا كان.

وأعلن وزير الاقتصاد والتجارة آلان حكيم لـ «اللواء» أن اجتماع سلامة الغذاء خرج بتأكيد على أهمية التضامن ضمن إطار عمل الحكومة في هذا الملف وملاحقته حتى النهاية، فضلاً عن قيام تعاون وتكامل بين الوزارات المعنية.

وقال أن لا تراجع في ما خص القرارات التي اتخذت، كاشفاً عن اجتماع ستعقده لجنة سلامة الغذاء يوم الاثنين المقبل بحضور وزراء الاختصاص لمتابعة الملف، ووضع خطة نهائية له.

وأشار إلى أن دعوة الرئيس نبيه برّي لعقد جلسة للجان المشتركة للبحث في قانون سلامة الغذاء يوم الثلاثاء المقبل خطوة جيدة ينبغي استثمارها والبناء عليها.

ولفت إلى أن كلاماً برز على أن المستثمرين والتجار هم في النهاية مواطنون، وأن الوزير وائل أبو فاعور أبدى استعداده لتناول الطعام في المؤسسات المخالفة والتي عمدت إلى معالجة وضعها، وقامت بتصحيح مسار عملها.

وأكد حكيم رفض وزراء حزب الكتائب لإعادة تأهيل مسلخ الكرنتينا، أو إعادة فتحه في المنطقة المذكورة.

درباس: ملف النازحين

وكشف وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ «اللواء» أن اللجنة الوزارية المكلفة متابعة ملف النازحين السوريين، ناقشت في اجتماعها أمس برئاسة الرئيس سلام أربعة مواضيع أساسية في سياق متابعة هذا الملف، أبرزها ضرورة تغيير الاستهدافات لجهة المنح التي تأتي إلى النازحين من الأمم المتحدة، لكي يكون للدولة اللبنانية حصتها، باعتبارها الدولة المضيفة اسوة بما تفعله دول أخرى، مشيراً إلى ان هذه المسألة لا تزال قيد الدرس مع المؤسسات المانحة.

ولفت إلى أن وزير الداخلية نهاد المشنوق وضع اللجنة في المعايير التي وضعتها وزارته بالنسبة لمنع دخول النازحين السوريين والسماح فقط لمن له مبررات جدية للدخول، مثل أن يكون مثلاً من أجل الدراسة أو من أجل العمل شرط إبراز إجازة عمل أو للسياحة في حال كان لديه حجز في فندق.

وقال انه من جهته عرض للجنة المعايير الإنسانية لاستثناء النازحين، عندما يطلب أحد السوريين النزوح لدواع إنسانية، لافتاً النظر إلى أن هذه المعايير ضيقة إلى ابعد حدود.

وأضاف انه حرص على أن يطرح توجهات الحكومة في ما سيدلي به من مواقف امام مؤتمر جنيف الذي سيعقد في التاسع من الشهر المقبل حول مشروع تمويل إعادة اسكان النازحين وتوطينهم في دول أخرى، مشيراً إلى ان عنوان هذا التوجه هو تحذير المؤتمر من مغبة اختيار النخب السورية وتشجيع المسيحيين منهم على الهجوة، وأن يكون العدد في أضيق نطاق ضيّق.

الرئاسة: ملف يتحرك

سياسياً، ومهما يكن من أمر ردود الفعل على الاقتراح الذي أعلنه النائب عون، فان ملف رئاسة الجمهورية وضع على مسار مختلف عمّا دأب عليه في الجلسات الـ15 الماضية، وإن بدا أن قراءة الموقف العوني وما يترتب عليه متعددة ومتباينة مما يجعل الطريق امامه غير معبدة:

1 - «القوات اللبنانية» سارعت إلى الترحيب بالاقتراح واعتباره استجابة لما كان يطالب به جعجع، لكنها لاحظت انه جاء متأخراً.

2 - النائب وليد جنبلاط الذي يحتفظ بورقة مرشحه النائب هنري حلو لصرفها في الوقت المناسب، ترددت معلومات انه سيلتقي مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في مناسبة اجتماعية من دون ان تستبعد مصادر المعلومات أن يحضر الاستحقاق الرئاسي بينهما، مع انه اعتبر الاقتراح خطوة غير ديمقراطية.

3 - النائب في كتلة «المستقبل» أحمد فتفت اعتبر لـ «اللواء» أن ما جاء على لسان عون يُشكّل اعلناً غير ديمقراطي وغير دستوري، ومحاولة للتهرب من المسؤولية وإلقاء التبعة على الآخرين، والأهم من كل ذلك انه لا يريد البحث بانتخاب رئيس توافقي.

4 - الرئيس أمين الجميل وصف اقتراح عون بأنه «حرب إلغاء مركبة»، مؤكداً انه لا يمكن اختزال كل اللبنانيين بشخصين، معلناً رفضه بأن يفرض على اللبنانيين هكذا منطق، متسائلاً: أين الديمقراطية من الاقتراح؟

ودعا الجميل، في مقابلة مع برنامج «كلام الناس» في المؤسسة اللبنانية للارسال L.B.C، إلى فك أسر مجلس النواب لأنه محتجز تماماً مثل الرهائن في عرسال، معتبراً ان الفريق الآخر يعطل النظام الديموقراطي ويعرقل كل شيء، مؤكداً ان ترشيحه للرئاسة مطروح وقائم في بكركي، مشيراً إلى ان قوى 14 آذار رشحته رسمياً، وهي قالت ان لديها مرشحي آخر في حال عدم توفيق جعجع بالرئاسة، كاشفاً انه أبلغ بذلك من قبل الرئيس فؤاد السنيورة، وانه تداول مع الرئيس سعد الحريري في الواقع البرلماني، الا انه اعتبر ان «كرة الرئاسة ليست في مرمى جعجع وإنما في مرمى من يعطل النصاب.

قانون الانتخاب

تزامناً، لم يوح الاجتماع الأول للجنة قانون الإنتخاب بجدية ما في بحث المهمة المكلفة بها، رغم ان المهلة المعطاة لها لا تتجاوز الشهر، وقد تجلى ذلك في قصر مُـدّة الاجتماع، وفي الصمت الذي أحاط بمداولات اللجنة، ثم وهذا الأهم غياب ممثلي الكتائب والحزب التقدمي الاشتراكي، وانصراف النواب الآخرين إلى الخروج باكراً لالتزامهم بمواعيد، أبرزهم صاحب اقتراح القانون المختلط مناصفة بين الأكثري والنسبي، أي النائب علي بزي.

وهكذا أرجئ الاجتاع إلى الثلاثاء المقبل، علماً ان التيار العوني لا يبدو انه يمكن أن يوافق على صيغة القانون المختلط مناصفة، وانه ما زال مصراً على جلسة تفسير المادة 24 من الدستور بقصد الوصول إلى الاقتراح الأرثوذكسي الذي دفن في مداولات المجلس التي سبقت انتهاء ولاية رئيس الجمهورية.

تجدر الإشارة إلى ان المجلس دخل مع منتصف الليل في ولايته الممددة، والذي يصادف مع بدء المجلس الدستوري اليوم النظر في الطعن المقدم من التيار العوني ضد قانون التمديد.

وفي رأي أكثر من خبير في الشؤون الدستورية ان اختيار الدستوري بهذا اليوم موعداً لاجتماع أعضائه يحمل في طيّاته بعض الإيحاءات بتوجه المجلس إلى ردّ مراجعة الطعن، مكرساً قانونية التمديد، تماماً كما حصل مع التمديد الأول، حين لم يصدر عنه أي قرار بفعل تعطيل نصاب الجلسات."

 

الموضوعات المدرجة تعرض أبرز ما جاء في الصحف، وموقع المنار لا يتبنى مضمونها