23-11-2024 11:07 PM بتوقيت القدس المحتلة

أسكتوا أمثال "صالح الفوزان" تسكت الفتنة

أسكتوا أمثال

لم نجد إجراء جادا من السلطات السعودية للقضاء على ظاهرة "الطائفية" التي تستشري في المجتمع السعودي، والتي تعتبر خطرا مميتا لهذا المجتمع، وكل ما نراه ونسمعه هو إجراءات شكلية

قبل أيام أعلن اللواء منصور التركي المتحدث الأمني باسم وزارة الداخلية السعودية ، إن تشديد الأمن في المملكة زاد من صعوبة استهداف تنظيم "داعش" للحكومة ولذلك يحاول المتشددون التحريض على صراع طائفي عن طريق مهاجمة الشيعة في السعودية.

منيب السائح/ موقع شفقنا

أسكتوا أمثال وأضاف التركي أن "داعش" والقاعدة تبذلان قصارى جهدهما للقيام بأعمال أو جرائم إرهابية داخل السعودية .. وهم يحاولون استهداف النسيج الإجتماعي وخلق صراع طائفي داخل البلاد ..وهذا يظهر الطبيعة الطائفية المتزايدة للعقيدة الجهادية.

المعروف أن تصريحات المسؤول الأمني السعودي جاءت بعد أسبوع من كلمة زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي المسجلة والتي دعا فيها لشن هجمات على الشيعة في السعودية أولا ، ومن ثم على النظام ،  وفي الأخير على الصليبيين !!.

كما تأتي تصريحات التركي بعد الهجوم الارهابي التكفيري الذي شنه مسلحون في الأحساء في المنطقة الشرقية في الثالث من نوفمبر تشرين الثاني الجاري وأسفر عن مقتل ثمانية أشخاص من المسلمين الشيعة أثناء مراسم عاشوراء الامام الحسين (عليه السلام).

هناك عبارة قالها اللواء التركي ضمن تصريحاته يجب ألا نمرّ أامامها مرور الكرام، وهو يصف الممارسات الإجرامية للتكفيريين حيث يقول :"وهذا يظهر الطبيعة الطائفية المتزايدة للعقيدة الجهادية". لا ندري هل اللواء التركي واقف حقا على خطورة "الطائفية" ؟، وهل يعتقد حقا أن الدعوة إلى "الطائفية" جريمة يجب أن يحاسب عليها لأنها تهدد النسيج الاجتماعي وتثير الفوضى وتهدد الأمن والأستقرار في البلاد؟.

اللواء التركي بوصفه رجل أمن، يشعر أكثر من غيره بأهمية الأمن في أي مجتمع لاسيما مجتمعه، فلولا وجود الأمن لا يمكن وضع حجر على حجر ولا تستقيم الحياة، بل تتحول المجتمعات إلى غابة يأكل الناس بعضهم بعضا. ومن أهم أسباب إنهيار المجتمعات هو انعدام الأمن، والانهيارات المجتمعية تبدأ مع شيوع ثقافة الحقد والكراهية بين أبناء المجتمع الواحد، حيث ينظر كل مواطن إلى الأخر على أنه عدو يجب التخلص منه في أقرب فرصة وبأي شكل من الأشكال. هذه الثقافة البغيضة هي التي تحاربها الحكومات عادة في أي بلد من البلدان ، فمن مصلحة الحكومة قبل كل شيء أن يسود الأمن والأستقرار، لكي يكون بإمكانها ان تحكم وتمارس أعمالها، ففي ظل الفوضى لن تبقى أية هيبة للحكومة.

للأسف الشديد، ورغم أن المتحدث الأمني بوزارة الداخلية السعودية قد وضع أصبعه على الجرح النازف في بلاده ، وهو جرح الطائفية، الذي لو ترك هكذا مفتوحا فانه سيتعفن ويصيب الجسد كله بالشلل، إلا أننا وعلى الصعيد العملي لم نجد إجراء جادا من السلطات السعودية للقضاء على ظاهرة "الطائفية" التي تستشري في المجتمع السعودي، والتي تعتبر خطرا مميتا لهذا المجتمع، وكل ما نراه ونسمعه هو إجراءات شكلية لا تتعامل مع القضية الطائفية بشكل جذري وحقيقي يمكن أن يخلص المجتمع من هذه الافة الخطيرة.

لا نتجنى أو نتهم الأخرين دون دليل، إلا أن "الطائفية" هي الغذاء الروحي لأغلب علماء الوهابية في السعودية ، ويكفي أن يستمع أي إنسان لدقائق معدودات لأي خطيب وهابي، أو يتصفح ورقيات لأي كتاب وهابي ، حتى يختنق من رائحة الطائفية التي تفوح منها والتي تزكم الأنوف ، وهذه حقيقة يعرفها المسؤولون السعوديون سياسيون وامنيون، وهي حقيقة ليست بخافية أو مستترة أو أن الوهابية تقولها بالخفاء أو تخجل من إعلانها على الملأ ، فكلنا سمع علاّمة الوهابية صالح الفوزان كيف اعلن وعلى الملأ ان الشيعة ليسوا إخواننا بل هم إخوان إبليس ونبرأ إلى الله منهم .

هنا نوجه كلامنا إلى اللواء التركي، ما هو رايك فيما قاله الفوزان، بوصفك رجل أمن وترى في الطائفية تهديدا لأمن المجتمع الذي تسهر على سلامته؟، ورغم أني لا ادري ماذا سيكون ردك، ولكن أحب أن اذكرك بمقولة إسلامية وإنسانية جميلة قالها أية الله السيد علي السيستاني وهو يدعو العراقيين سنة وشيعة إلى التعاضد والتضامن :"إن السنة أنفسنا"، ترى ماذا تقول أيها اللواء التركي فيما قاله السيد السيستاني؟ ، وكيف تقارن بين موقفه هذا من السنة وموقف الفوزان من الشيعة ؟!!.

أخيرا أقول للواء التركي إن محاربة الإرهاب في السعودية ليست بتلك الصعوبة التي يصورها النظام الأمني لديكم ، لأنه وعوضا عن مطاردة شباب غسل دماغه أناس من أمثال الفوزان وحولوهم إلى مجرمين، نرجو منك ان تطلب من الفوزان وأمثاله ان يكفوا عن الكلام، فاذا سكتوا ستسكت الفتنة.

موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه