23-11-2024 06:32 PM بتوقيت القدس المحتلة

"داعش" ينهار في ديالى... جلولاء والسعدية في القبضة العراقية

هل بدأ العد العكسي لهزيمة المشروع الداعشي في العراق.سؤالٌ ربما لم يخطر على بال الكثيرين بعد التمدد السريع للتنظيم مطلع الصيف الماضي وإحتلاله مساحات شاسعة من بلاد الرافدين مقترباً من العاصمة بغداد

حسين ملاح


هل بدأ العد العكسي لهزيمة المشروع الداعشي في العراق. سؤالٌ ربما لم يخطر على بال الكثيرين بعد التمدد السريع للتنظيم مطلع الصيف الماضي واحتلاله مساحات شاسعة من بلاد الرافدين مقترباً من العاصمة بغداد. اما اليوم فأضحى السؤال منطقياً بل وبديهياً بعد سلسلة الخسائر المدوية التي تكبدها التنظيم في أكثر من محافظة عراقية.


تطورات الساعات الماضية حملت اخباراً سارة للعراقيين وتحديداً تلك القادمة من محافظة ديالى ، حيث تمكنت القوات العراقية والحشد الشعبي من تحرير ناحيتي السعدية وجلولاء من مسلحي داعش بالكامل.

مصادر ميدانية عراقية أفادت موقع المنار ان تقدم الجيش والحشد الشعبي اتى بعد عملية قضم تدريجية بدأت مع استعادة القرى والمناطق المحيطة بالناحيتين بما فيها معسكر كوبرا قرب جلولاء وتكبيد مسلحي داعش خسائر كبيرة ناهزت مئتي قتيل وجريح.

ديالى في سطور

تقع محافظة ديالى الى الشرق من محافظتي بغداد وصلاح الدين ، وهي متاخمة للحدود الايرانية شرقاً ومركزها قضاء بعقوبة الذي يبعد 51 كيلومترا عن العاصمة ، كما تضم المحافظة اقضية هامة:

الخالص
المقدادية
جلولاء
السعدية
خانقين

وكان تنظيم داعش تمكن في النصف الاول من العام الحالي من السيطرة على جلولاء والسعدية وعدة مناطق في المحافظة فضلاً عن سيطرته على طرق رئيسة فيها.

واقعٌ دفع الجيش العراقي والفصائل المساندة له في الاسابيع الاخيرة الى شن عملية عسكرية واسعة لتحرير مناطق المحافظة مدعوماً بقوات البشمركة من الجهة الشرقية ، وقد تُوجت العملية يوم الاحد في 23-11-2014 بالسيطرة على الناحيتين.

مصادر ميدانية تؤكد لموقع المنار ان استعادة السيطرة على جلولاء والسعدية أتت بعد دخول الجيش وقوات الحشد الشعبي من مختلف الفصائل عبر عدة محاور بالتزامن مع دخول البشمركة من الجهة الشمالية ، وانتهى الامر بفرض طوق كامل على المنطقة بعد مقتل العشرات من داعش الذين فر من تبقى منهم ، وسط حالة تخبط في صفوفهم.

عملية استرجاع جلولاء والسعدية كانت متوقعة بعد دخول وحدات الجيش الى مناطق العظيم شمالى ديالى ، وتوضح المصادر ان الناحيتين تعدان أهم معاقل المسلحين في المحافظة ، وسيكون لسقوطهما تداعيات كبيرة على سير العمليات ضد داعش في بقية المحافظات ، خاصة أن الجيش ازال التهديد عن بعقوبة مركز المحافظة والذي يُعتبر سقوطها خطراً كبيراً على العاصمة.

أهمية المستجدات الميدانية في ديالى ، لم تحجب الانظار عن النجاحات العسكرية التي تحققها وحدات الجيش في مختلف الجبهات ، وتحديداً في صلاح الدين والانبار. فالاولى استطاعت القوات العراقية مؤخراً من استعادة بيجي وفك الحصار عن مصفاتها التي تعد الاكبر في بلاد الرافدين . اما في الثانية فتقترب وحدات الجيش والحشد الشعبي اكثر من قضاء هيت.

خشية داعش من تكرار هزيمة جرف الصخر دفعته الى مهاجمة الرمادي مركز الانبار في محاولة منه لرفع معنويات مسلحيه ، ولكن وحدات الجيش وابناء العشائر نجحوا في التصدي للتنظيم وافشال محاولتهم المتكررة للسيطرة على المدينة ، الامر الذي جعل التنظيم يرتكب المزيد من المجازر بحق عشائر المحافظة بينهم عشيرة البونمر.


صيف داعش تحول الى خريف مع بداية الشتاء ، وتشير المعطيات الميدانية الى ان المسار الانحداري للتنظيم في العراق قد وُضع على سكته وهو يسير بوتيرة أكبر من المتوقع نحو محطات ستحمل هزائم متسارعة.