وقال الوزير السابق مرهج: بين الاستقلال و "دار الندوة" وراحلنا الكبير منح الصلح علاقة وطيدة بل مسيرة غالية عمرها 27 عاماً تتجدد كلماتها في 22 تشرين الثاني من كل عام
حيّا الوزير السابق بشارة مرهج في العيد السادس والعشرين لتأسيس دار الندوة روح رئيس مجلس ادارتها منح الصلح والاعضاء المؤسسين د. زاهية قدورة، د. معن زيادة، انيس صايغ، رفعت النمر، عفيف خضر، جورج عويضة، ايلي بوري، بسام قدورة، ومرشد بشور. تحية مرهج جاءت خلال حفل استقبال اقامته (دار الندوة) في الذكرى (71) لاستقلال لبنان، وفي الذكرى (26) لتأسيس دار الندوة وتحية لروح مؤسسها منح الصلح.
حشد كبير من الشخصيات الثقافية والسياسية والحزبية والاجتماعية حضر الاحتفال يتقدمه الرئيس حسين الحسيني، النائب مروان فارس، الشيخ خلدون عريمط ممثلا مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان،رئيس المجلس الدستوري د. عصام سليمان، الوزراء والنواب السابقون د. عصام نعمان، يوسف سلامة، ناظم خوري، بهاء الدين عيتاني، ونقيب الصحافة اللبنانية محمد البعلبكي،وسفير المغرب د. علي اومليل وسفير كوبا رينه سيبالو براتس وممثل السفارة المصرية والسفارة السودانية، والمقدم قصب ممثلا مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم، النقيب ذبيان ممثلا مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، واعضاء (دار الندوة)، الحركة الثقافية – انطلياس، اللقاء اللبناني الوحدوي، المنتدى القومي العربي، الحملة الاهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة، تجمع اللجان والروابط الشعبية.
كما تخلل الحفل قصيدة للعضو المؤسس في (دار الندوة) الشاعر سالم عبد الباقي.
مرهج :
وقال الوزير السابق مرهج: بين الاستقلال و "دار الندوة" وراحلنا الكبير منح الصلح علاقة وطيدة بل مسيرة غالية عمرها 27 عاماً تتجدد كلماتها في 22 تشرين الثاني من كل عام حيث الاحتفال بالاستقلال يجدد الأمل بلبنان وقدرته على النهوض، ويشدد الدعوة لبناء دولة الاستقلال التي طال انتظارها بعدما تغلبت أهواء السياسة على حضور المبادئ في حياتنا العامة. ومنح الصلح الذي نفتقد اليوم حضوره المميز وأفكاره النيّرة وروحه الطيبة وشخصيته اللامعة كان دائما على علاقة حميمة بالاستقلال الذي شارك في صناعته مع جيل الشباب وساهم في صياغة معادلاته مع جيل الآباء الذين كان نداً لهم بالفكر والحوار.
تلك العلاقة الميثاقية التي أعاد منح الصلح إحياءها في "دار الندوة" يوم تأسيسها أصبحت سر اللقاء الدائم بين أعضاء أسرتها وبينها وأصدقائها في لبنان ودنيا العرب.ولئن فقدت الدار في مسيرتها المستقلة العديد من مؤسيسها الراحلين الاعزاء د. زاهية قدورة، انيس صايغ، رفعت النمر، عفيف خضر، جورج عويضة، ايلي بوري، بسام قدورة، ومرشد بشور إلا ان الصيغة التي ارتكزت عليها جعلتها أقدر على تحمل الخسارة ومواجهة الصعوبات التي برزت أو وضعت في وجهها. لا بل ان هذه الصيغة التي تحولت إلى ما يشبه الرسالة اصبحت اكثر ثباتا وأشد حضوراً إذ تتوالى على لبنان والمنطقة مواقف مروّعة وأحداث جسام تهدد الاستقلال ووحدة المجتمع وحرية الافراد والجماعات فضلاً عن وجودهم بالذات .
فاليوم وإزاء موجة العنف والغلو المتسربلة بالعصبيات الأثنية والطائفية والمذهبية التي تلف المنطقة وتكاد تأخذها إلى الضياع والضعف بوجه المشروع الصهيوني المصمم على تهويد فلسطين وطرد شعبها لا بد من العودة إلى الينابيع وتلك الأفكار البسيطة التي تتبناها دار الندوة وفي طليعتها وحدة المجتمع والدولة وضرورة بناء المؤسسات على أسس الديمقراطية والاستقلالية وأن أفضى ذلك إلى الضيق والتقشف. فلا معنى ولا جدوى لدولة أو مؤسسة ثقافية أو سياسية إن تحولت إلى صدى رخيص أو امتداد هزيل أو قنصلية تدلل على قارعة الطريق.
وإذا كانت الديمقراطية تحتاج إلى سهر دائم على مؤسساتها وحرص شديد على فاعليتها فلا طريق إلى الاستقلالية في لبنان من خارج ميثاقيه ترتكز على الإيمان العميق بوحدة البلد وعروبته ونظامه الديمقراطي ذلك إن الاستقلال ليس معطى جامداً أو احتفالاً سنوياً وإنما هو نضال دائم على جبهة حوار لا ينقطع بين اللبنانيين لصون الديمقراطية وتطويرها، وعمل دؤوب على طريق الاصلاح يعيد بناء مؤسسات عالقة بأظافر الطوائفية السياسية وأكلة الجبنة، وسعي مستمر لتصحيح علاقة لبنان بأشقائه العرب على قاعدة الالتزام بالقضية الفلسطينية التي يستشهد أبناؤها دفاعا عن قيمنا وأرضنا ومقدساتنا المشتركة كما على أساس الأخوة العربية التي تقضي بألا يكون لبنان مقراً أو ممراً للاستعمار أو العدوان وبخاصة على سوريا التي نرتبط معها بوشائج تتخطى السياسة والظروف العابرة.
كنا نعول كثيراً على دور منح الصلح اللبناني الصريح، والعروبي الصادق، والمسلم المؤمن لمواجهة الرياح العاتية التي تغرق المنطقة في الدم والخوف والأحزان.واليوم بعد رحيله نعود إلى كنوزه الفكرية النابضة بالمعادلات الذهبية لمقاربة ما استعصى بالاعتماد على التواصل والحوار إدراكاً منا بأن المعضلات الاجتماعية والسياسية إنما تعالج أولا بالفكر المستقل عن البلاط، و"دار الندوة" التي تعتز بكم وتحتفي بوجودكم لن تكون إلا موقعاً أخراً للحوار في منطقة تتوارى فيها الكلمة الحرة وتزداد فيها الأسلاك الشائكة.