فلسطين عادت إلى الصدارة في اولويات الدول والحكومات بعد ان تراجعت في السنوات الثلاثة الماضية، لكن الاحداث في القدس بعد انتصار المقاومة الفلسطينية في غزة برهنت ان فلسطين لا يمكن تجاهلها

شارك النائب البريطاني جورج غالاواي الحملة الاهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة اجتماعها الاسبوعي في (دار الندوة) بحضور اعضائها وحشد من الشخصيات وممثلي الاحزاب والقوى والفصائل اللبنانية والفلسطينية الذين عبروا عن تقديرهم العالي لوقفات غالاواي المناصرة لقضية فلسطين وكل قضايا الأمة العادلة.

معن بشور:

افتتح منسق الحملة معن بشور الاجتماع مرحباً بغالاواي الذي جمعتنا به منذ سنوات حملات الانتصار للعراق ضد الحرب والحصار، وحملات الانتصار لفلسطين بوجه الاحتلال والارهاب الصهيوني، فكما سيّر غالاواي قافلة مريم من لندن إلى بغداد في مواجهة الحصار والعقوبات، سيّرنا  في الحملة الاهلية طائرتين من لبنان إلى العراق لكسر الحظر الجوي، كما ارسلنا وفوداً، ونظمنا مسيرات كبرى رفضاً للحصار والحرب التي نرى كل يوم نتائجها المدمرة على العراق وشعبه وجيشه.

وكما قاد غالاواي قوافل كسر الحصار على غزة، ومبادرات لدعم الشعب الفلسطيني في نضاله ضد الاحتلال، فلقد نظمت  الحملة الاهلية وشاركت في سفن واساطيل كسر الحصار على غزة، كما في كل القوافل البرية نحو القطاع المحاصر، وكانت في قلب كل المبادرات والملتقيات والمؤاتمرات الدولية من اجل القدس وحق العودة والجولان والمقاومة، وأسرى الحرية في سجون الاحتلال ، وهي ستسهم في انجاح مبادرة المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن بالتعاون مع غالاواي من اجل الملتقى الدولي للعدالة في فلسطين الذي سيركز على ثلاثة محاور وهي: الابارتايد الصهيوني، الملاحقة القانونية لجرائم الحرب الاسرائيلية، الملاحقة القانونية لجرائم الاغتيال الصهيونية التي اقر مسؤولون صهاينة بارتكابها بحق قادة فلسطين.

بشور لفت إلى علاقة غالاواي الخاصة بياسر عرفات، وكيف اتصل به يوم نقل ابو عمار من رام الله إلى باريس لمعالجته قبل وفاته مسموماً، وكيف استمعا إلى مسؤولين فلسطينيين كبار يجزمون ان عرفات مات مسموماً، وان بوش رفض طلب شيراك باجبار شارون على اعطائه اسم السم الذي دس لعرفات.

غالاواي :

بعد ذلك تحدث غالاواي فيما تولى الدكتور اسامة محيو ترجمة حديثه  الذي بدأه بتوجيه التحية إلى الحملة الاهلية ودار الندوة  وشكر الاستاذ معن بشور على المقدمة في اللقاء وقال: فلسطين عادت إلى الصدارة في اولويات الدول والحكومات بعد ان تراجعت في السنوات الثلاثة الماضية، لكن الاحداث في القدس بعد انتصار المقاومة الفلسطينية في غزة برهنت ان فلسطين لا يمكن تجاهلها، وان الكذبة بأن القدس هي العاصمة الابدية لدولة قد سقطت إلى غير رجعة. والكل بات يدرك ان في القدس مسلمون ومسيحيون،  فلسطينيون وعرب،  وهذا اتى على شكل صدمة لكثير من المشرعين الذين  بدأوا باكتشاف الكذبة التي انفجرت إلى غير رجعة  وبأن القدس ليست موضوع نزاع بين اكثر من طرف،  وان خطة اقتلاع  الفلسطينيين من المدينة لم تنجح . لا احد يستطيع بعد الآن السيطرة على الفلسطينيين في القدس؟ انهم احرار في الانتفاضة كلما شاءوا واينما شاءوا وهم ينتفضون.

واضاف غالاواي: يحدث في وقت بدأت البرلمانات تعترف بدولة فلسطين والحكومات أيضاً، ففي بريطانيا كان البرلمان البريطاني هو الذي اعترف بدولة فلسطين، وفي اسبانيا اللجنة البرلمانية وفرنسا ستأتي على الطريق على هذا النحو وفي السويد الحكومة اعترفت بدولة فلسطين. المؤيدون لفلسطين  في الغربكانوا بالعشرات ، اليوم باتوا بالملايين،
اما بالنسبة لي شخصياً فقد فرحت لقرار مجلس العموم الذي خرج من اروقته وعد بلفور وسايكس بيكو، خصوصاً ان معارض القرار كانوا 20 نائباً ولكنني شخصياً أمتنعت عن التصويت عليه لأنه يتضمن اعترافاً "بدولة اسرائيل" وانا لا اعترف بهذه الدولة ولا اتحاور مع مواطنيها ولا اقبل بوجودها.

واضاف غالاواي: في العقود الماضية كان لي شرف اللقاء مع الرئيس ياسر عرفات ومع الجملة التي كان يستخدمها" نحن لسنا الهنود الحمر" أي الفلسطينيون  لن يذهبوا إلى المتحف  لن نسمح بان تكون عكا الاندلس الثانية، ولن نخسر بلدنا، وهذه روح تتنامي جيلاً بعد جيل، ليس فقط لأنها لن تموت بل انها تتجدد. فان اكثر المناضلين هم شباب، وربما لم يكونوا اعضاء في أي حزب ، وحتى ان عملياتهم عفوية وشعبية،، وهذا هو المستقبل وليس فقط في فلسطين ورغم علاقتي التاريخية والمستمرة بقضية فلسطين فان ممثل السلطة الفلسطينية في لندن لم يلتق بي منذ توليه منصبه قبل عشر سنوات.

وتابع غالاواي قائلا على الاجندة  الفلسطينية ان تكون اكثر وضوحاً فيما نطلبه، فهذا الصراع ليس فقط في الضفة وغزة ، فاغلب الفلسطينيون لا يقيمون في الضفة وغزة، بل هناك مئات الالاف يعيشون في الخارج من هنا التمسك بحق العودة.

وقال غالاواي: حين بدأت رحلتي مع فلسطين كان انصار فلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية لا يملأون هذه القاعة، واليوم اصبحوا بالملايين، بل بات بعض السياسيين يدعي القرب من فلسطين لينال اصوات الناخبين. وختم قائلاً: قبل اربعين عاماً كان كل العرب مع فلسطين وكل الغرب ضدها، واليوم كل شعوب الغرب مع فلسطين واتمنى ان يبقى كل العرب ايضاً معها.