23-11-2024 10:30 PM بتوقيت القدس المحتلة

فضل الله من منزل الحص : مع توفير كلّ المناخات والأجواء لإنجاح الحوار الداخلي

فضل الله من منزل الحص : مع توفير كلّ المناخات والأجواء لإنجاح الحوار الداخلي

"زيارة الرئيس الحصّ بين وقت وآخر، هي من الزيارات الضَّرورية والمهمَّة، لنقف عند رأيه فيما يجري في لبنان والمنطقة، ونستفيد من حكمته

شدَّد العلامة السيّد علي فضل الله على أهميّة توفير كلّ المناخات والأجواء لإنجاح الحوار الداخليّ الّذي بدأت علاماته بالظهور، داعياً إلى تضافر جهودنا جميعاً للدفاع عن الشعب الفلسطيني، بعيداً عن لغة التّهويل والاتهام والانفعال، وعن المناخ الطّائفيّ والمذهبيّ الّذي نعيشه في المنطقة العربيّة والإسلاميّة. زار سماحته على رأس وفد الرئيس سليم الحص، في منزله في عائشة بكّار، حيث جرى التداول في الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة.

وقال العلامة فضل الله:

فضل الله من منزل الحص : مع توفير كلّ المناخات والأجواء لإنجاح الحوار الداخلي"زيارة الرئيس الحصّ بين وقت وآخر، هي من الزيارات الضَّرورية والمهمَّة، لنقف عند رأيه فيما يجري في لبنان والمنطقة، ونستفيد من حكمته، ونستمدّ منه الكثير من المعاني الَّتي على رأسها حرصه الشديد على الوحدة الوطنية والإسلامية والحوار الداخلي؛ هذا الحوار الذي نحتاج إليه في هذه المرحلة، وفي كلّ المراحل، حتى نحمي بلدنا من كلّ الفتن التي يراد للبنانيين أن يكونوا وقوداً لها.

إنَّنا من خلال اللقاء مع دولة الرئيس الحصّ، نشعر بروحيَّة الانفتاح والتواصل، التي نريد للبنانيين جميعاً أن ينعموا في رحابها باللقاء والحوار، ونتطلّع إلى الواقع السياسي اللبناني كلّه، لأن يرتفع إلى مستوى المسؤولية الكبرى، لتكون علامات الحوار التي انطلقت بين اللبنانيين إشارات حقيقيَّة ومثمرة، حتى نصل إلى النتائج المرجوَّة من هذا الحوار.. ونحن مع كلّ دعوة لإطلاق عملية الحوار الداخلي، سواء بين المواقع السياسية المختلفة، أو على صعيد الطوائف والمذاهب، وندعو إلى التجاوب مع هذه الدعوات وتفعيلها، وتحويلها إلى واقع عملي ملموس.

لقد أثَرْنا مع دولة الرئيس الحص ما يجري في واقعنا العربي والإسلامي، وما يحدق بنا من مخاطر، وخصوصاً ما يتهدّدنا في فلسطين المحتلة، بعد إعلان العدو يهودية الكيان، وتهديده المباشر للأقصى، وسعيه المستمر لتقويض المعالم الإسلاميَّة والمسيحيَّة في القدس، الأمر الَّذي يحتاج إلى تضافر الجهود العربيّة والإسلاميّة، لمواجهة هذا الخطر الكبير، بدلاً من التلهّي بالخطابات الطائفيّة والمذهبيّة، والاستغراق في المواقف الانفعالية التي تزيدنا انقساماً وتشتتاً، وتظهرنا أمام الأمم أنّنا شعوب متناحرة، وقبائل متقاتلة، ومذاهب متفرقة..

وقد أكّدنا الحاجة إلى الحوار بيننا كعرب ومسلمين، وكمذاهب وطوائف، بعيداً عن لغة التهديد والتهويل، كما أكّدنا العمل لإزالة كلّ التوترات، والسعي لكي نلتحق كشعب وأمة، بالركب الحضاري للأمم، لأننا نملك من الرصيد الحضاري ما يؤهّلنا لتجاوز الآخرين، ولكنَّنا نتصرَّف بعكس ذلك، وشدَّدنا على العمل لكي نستعيد دورنا كعرب ومسلمين، لأنه يُراد أن يُسلب هذا الدور بالكامل، وأن نكون مجرد صدى لما تقرّره القوى العالمية الكبرى.

إنّنا نأمل أن يستعيد العرب وحدتهم وتماسكهم، وأن ننهض جميعاً لنتحمَّل مسؤولياتنا في الدفاع عن الشعب الفلسطيني، وأن نعمل جميعاً في لبنان لإنجاح مشروع الحوار الَّذي بدأت معالمه بالظهور، وقد شدَّدنا مع الرئيس الحصّ على أهميّة توفير كلّ المناخات لذلك، بما في ذلك المواقف والخطابات الَّتي نتمنى أن تراعي حساسيَّة المرحلة ودقّتها وصعوبتها داخلياً وخارجياً".