في الاجواء اللبنانية السياسية مناخات ايجابية. تسريبات عن ودّ متزايد بين معظم الافرقاء. جاء تأكيد الرئيس سعد الحريري على السير في الحوار مع «حزب الله» ليكرس اتجاه الريح الى الاعتدال
الحوار يتعمم بمؤشرات إيجابية.. رئاسياً
دنيز عطا الله حداد
في الاجواء اللبنانية السياسية مناخات ايجابية. تسريبات عن ودّ متزايد بين معظم الافرقاء. جاء تأكيد الرئيس سعد الحريري على السير في الحوار مع «حزب الله» ليكرس اتجاه الريح الى الاعتدال، اقله في المدى القريب.
من المبكر الرهان على خواتيم ايجابية، طالما ان السير على الطريق لم يبدأ بعد، خصوصا ان اللبنانيين اعتادوا على شياطين التفاصيل التي تعيق الوصول الى المقاصد مهما حسُنت النوايا.
لكن المهم انه يمكن الرهان على المسار الذي يتبلور اكثر فاكثر بين مختلف الافرقاء.
فما بين «الكتائب» و»حزب الله» محاولات للبحث عن حد ادنى من التوافقات الداخلية. فبعد ان عبّد الوزير سجعان قزي الطريق ما بين الضاحية والصيفي، يتابع النائبان ايلي ماروني وعلي فياض حوار الممكن. تأخذ «الكتائب» الموضوع بجدية كبيرة. ويؤكد مصدر مسؤول فيها ان «المفاوضات تطال مروحة من القضايا الكبرى التي تفرقنا، منها دور المكونات اللبنانية، وكيف ينظر كل منا الى لبنان ومستقبله، قضية سلاح حزب الله ومشاركته في الحرب السورية، كلها قضايا تبحث بجدية وليس من باب التكتيك». وماذا عن الرئاسة؟ يجيب المصدر «لا يمكن التفاهم على الرئاسة ان لم نستطع التفاهم بداية على مواضيع اساسية خلافية». مؤكدا «تقدم الحوار بطريقة فعالة».
الحوار ايضا يتقدم، ولو باسلوب مختلف بين «القوات اللبنانية» و»أمل». صحيح انه لا يمكن اعتباره «حوارا» بالمعنى التام للكلمة، لكنه «تواصل ايجابي وسهولة في التعاطي بين نواب الطرفين»، على ما يؤكد الفريقان. يجزم كل منهما انه ثابت في موقعه، لكن الاكيد «اننا نتلاقى على الكثير من الملفات اليومية». اما «الكيمياء» فتمر بينهما اكثر مما تسري مثلا بين نواب «امل» و»التيار الوطني الحر».
على جبهته، يهادن «الحزب التقدمي الاشتراكي» الجميع. لا انتقادات ولا تصعيد، بل على العكس محاولة بناء جسور وترميم تصدعات.
اما ما بين «المستقبل» و»حزب الله» من خطوط تواصل وتمهيد لحوارات مباشرة، فهو في اصل كل هذا الجو الانفتاحي.
فهل يعني ذلك اننا دخلنا مرحلة التحضير لانتخاب رئيس جمهورية؟ هل اقله اقتربنا من تذليل العقبات امام هذه الخطوة؟
يؤكد احد الوزراء «المستقلين» ان «هذه المرحلة مفتوحة على كل الاحتمالات. لكن ما يميزها انها مفتوحة على الايجابيات والبناء عليها، على قدر متساو من امكانية العودة الى نقطة الصفر. هذا لم يكن حالنا قبل فترة قصيرة. بالتالي يمكن القول اننا في مرحلة تدعو الى التفاؤل». وعن المدى الذي يمكن ان يصل اليه «التفاؤل المفترض»، يقول الوزير «نتمنى ان يصل الى انتخاب رئيس وعودة انتظام العمل الى سائر المؤسسات».
كل هذه الاجواء تبقى في اطار الامل الذي تحمله هبة ساخنة الى التراجع لتعود هبة باردة فتحييه من جديد. ومع ذلك يصر احد المبشرين بضرورة الحوار في «تيار المستقبل» ان «اللبنانيين محكومون بالتلاقي. مهما تخاصمنا وتباعدنا لا بد من ان نجلس سويا لنحل مشكلاتنا. لن تتغيّر قناعات اي فريق في الخيارات الاستراتيجية، وقد لا نتمكن من الاتفاق مع كل الاطراف على كل الامور، لكن لا بد من كسر هذه الحلقة المفرغة التي تهدد بزعزعة البلد».
يكتفي «التيار الوطني الحر» بمتابعة كل هذه «الحوارات» من مسافة كافية ليحكم عليها. يعتبر احد نوابه ان «الحوار مفيد في المطلق لكن من الواضح ان الهدف المباشر من كل تلك الحوارات هو رئاسة الجمهورية. ونحن نشجع في هذا المجال على كل مقاربة للموضوع، مع علمنا وثقتنا المطلقة انه سيكون لنا الكلمة الفصل في منصب رئاسة الجمهورية. وننتظر ان تكتمل حلقات الحوار لنرى مدى حرص كل فريق على الجمهورية ورئاستها ولبنان ومكوناته ودقة توازناته».
http://assafir.com/Article/1/386977
موقع المنار غير مسؤول عن النص وهو يعبّر عن وجهة نظر كاتبه