28-11-2024 04:40 PM بتوقيت القدس المحتلة

بشارة مرهج لموقع المنار: كلام الراعي منطقي.. وثورة مصر درس لتل أبيب

بشارة مرهج لموقع المنار: كلام الراعي منطقي.. وثورة مصر درس لتل أبيب

رأى الوزير السابق بشارة مرهج أنّ المواقف التي أطلقها البطريرك الماروني بشارة الراعي من باريس هي مواقف منطقية وواقعية، قارئاً في ردود الفعل السلبية عليها تعبيراً عن مواقف جامدة

حسين عاصي

كلام الراعي منطقي.. وثورة مصر درس لتل أبيب
مواقف الراعي تصوّب مسار بكركي وتعيدها لدورها
الغريب أنّ منتقدي الراعي تناولوا شخصه لا مواقفه
كلام الراعي التصحيحي ينسجم مع دعوات الوحدة
التطرف يهدّد المنطقة.. واستقرار سوريا مصلحة لنا
إرادة الشعوب لا يمكن أن تُزوّر ولا يمكن أن تُقهَر

رأى الوزير السابق بشارة مرهج أنّ المواقف التي أطلقها البطريرك الماروني بشارة الراعي من باريس هي مواقف منطقية وواقعية، قارئاً في ردود الفعل السلبية عليها تعبيراً عن مواقف جامدة لدى بعض الجهات المحلية والدولية التي تنظر إلى الأمور من جانب واحد وليس بشكل شمولي.
وفي حديث خاص لموقع "المنار" الالكتروني، نفى مرهج أن تكون مواقف البطريرك الراعي تشكّل "انقلاباً" في مسيرة بكركي التاريخية، موضحاً أنّ هذه المواقف تشكّل تصويباً لمسار بكركي وتعيد بكركي إلى موقعها الصحيح، ملاحظاً في الوقت عينه أنّ معظم الانتقادات وُجّهت إلى شخص البطريرك الراعي وليس إلى مواقفه وأقواله.
من جهة أخرى، قرأ مرهج في الانتفاضة المصرية المتجدّدة درساً لتل أبيب وكل من يوافق على السياسة الاسرائيلية مفادها أنّ إرادة الشعوب لا يمكن أن تُزوّر ولا يمكن أن تُقهَر.

بين البطريرك الراعي والوحدة اللبنانية
الوزير السابق بشارة مرهج توقف في سياق حديثه لموقع المنار عند المواقف التي أطلقها البطريرك الماروني بشارة الراعي على هامش زيارته الأخيرة لفرنسا، فلفت إلى أنّ البطريرك الماروني تحدّث بوحي من تفسيره الحرّ ورؤيته للوحدة اللبنانية التي يجب أن تقوم على التفاهم بين اللبنانيين وتحقيق الاستقلال من خلال النضال المشترَك بينهم جميعاً. وأشار إلى أنّ البطريرك الراعي اعتبر، من هذا المنطلق، أنّ ما يمسّ أيّ منطقة في لبنان إنما يمسّ لبنان بأسره والشعب اللبناني بأسره، وتأسيساً على ذلك، شدّد على وجوب مواجهة الاحتلال الصهيوني للأراضي اللبنانية والتهديدات الصهيونية المستمرة، كما أكّد على أهمية دور الأمم المتحدة في تنفيذ قراراتها.
وقال مرهج: "لمّا كانت هذه الأمم المتحدة عاجزة أو بالأحرى غير راغبة بتنفيذ قراراتها هذه بسبب الضغوطات الاسرائيلية، فهذا يعطينا حقّ الدفاع عن أرضنا بكلّ الوسائل المشروعة ومن ضمنها المقاومة التي يمثلها حزب الله، وهذا ما قاله البطريرك الراعي". وأضاف: "لمّا كان البعض يدعو لسحب السلاح، فهذه الدعوة لا تصبّ في مصلحة لبنان لأنّها تؤدي لترسيخ الاحتلال، خصوصاً أنّ الدعوة لتسليح الجيش وتمكينه من القيام بواجبه كاملاً لم تلقَ آذاناً صاغية لا على صعيد داخلي ولا على صعيد خارجي إذ يكتفي المجتمع الدولي بدعم رمزي لهذا الجيش، دون تقديم أي مساعدات فعلية تمكّن الجيش من الوقوف على رجليه".

لماذا عزفوا عن المناقشة المنطقية؟
واعتبر مرهج أنّ كلام البطريرك الراعي، باعتباره مرجعية وطنية ولبنانية، هو كلام واقعي ومنطقي في آن واحد، ولذلك فقد أدى لسلسلة تفاعلات وردود فعل على الصعيدين المحلّي والدولي. وقرأ مرهج في ردود الفعل هذه تعبيراً عن مواقف جامدة لدى هذه الجهات المحلية والدولية التي تنظر إلى الأمور من جانب واحد وليس بشكل شمولي، بحيث تنظر إلى موضوع المقاومة مثلاً كموضوع منفصل عن الاحتلال الصهيوني للأراضي اللبنانية. وفيما رأى أنّ هؤلاء يخطئون في مقاربتهم للمواضيع، خلص إلى أنّ الردود السلبية على المرجعية المارونية تأتي في سياق المواقف السياسية التي يتخذها هؤلاء.
ولاحظ مرهج أنّ الأمر الغريب في هذه المواقف السلبية هو أنّ معظم الانتقادات وُجّهت إلى شخص البطريرك الماروني بشارة الراعي وليس لمواقف وأقواله، وكأنّ هؤلاء يعرفون تماسك هذه المواقف ومدى إقناعها فعزفوا عن المناقشة المنطقية لمضمونها.

بين الانقلاب وتصويب المسار..
وتعليقاً على اعتبار البعض أنّ مواقف البطريرك بشارة الراعي تشكّل "انقلاباً" في مسيرة بكركي التاريخية، أشار مرهج إلى أنّ هذه المواقف لا تجسّد انقلاباً في مسيرة بكركي على الاطلاق بل، على العكس من ذلك، تصويباً لمسار بكركي في هذه المرحلة، الأمر الذي يعيد بكركي إلى دورها الحقيقي وإلى مرجعيتها الحقيقية، خصوصاً أنّ المرجعية المارونية لبنانية بامتياز تشعر بمسؤوليتها تجاه كلّ اللبنانيين دون استثناء. ورأى مرهج أنّ بكركي تنسجم في هذا الموقف التصحيحي مع دعوة البابا الراحل يوحنّا بولس الثاني الذي زار لبنان وأكد في أكثر من مناسبة على ضرورة تماسك اللبنانيين وفهم مشاكلهم وفهم بعضهم لبعض وعلى ضرورة تفاهمهم مع المحيط العربي. وشدّد مرهج على أنّ رسالة البابا الراحل كانت صريحة لضرورة اتباع السياسة الواقعية والانطلاق من مصالح لبنان إلى مصالح المحيط العربي.
ورداً على سؤال عن موقف البطريرك الراعي من الأحداث في سوريا وما إذا كان يشاركه في مخاوفه من أن المسيحيين سيدفعون ثمن أي تغيير للنظام، أشار مرهج إلى أنّ البطريرك الراعي يتحدث باسم كثير من اللبنانيين والعرب عندما يبدي مخاوفه من تأزم الأوضاع في سوريا لأنّ الاستقرار في سوريا من مصلحة لبنان وسوريا معاً، علماً أنّ البطريرك الراعي أكد على الارتباط الوثيق بين الاستقرار والاصلاح. ولفت مرهج إلى أنه يؤيد البطريرك أيضاً في تحذيره من التطرف الأعمى الذي يهدّد المنطقة بأسرها خصوصاً إذا كان بعيداً عن الدين وجوهر الدين الذي يطالبنا بالتبصر والموعظة الحسنة، ملاحظاً أنّ ذلك ينسجم مع الموقف الميثاقي اللبناني حيث أنّ الميثاق الوطني اللبناني يحتّم على اللبنانيين أن يكونوا حُرَصاء على أمن سوريا واستقرار سوريا.

فشل السياسة الأميركية الاسرائيلية
وختاماً، تطرّق مرهج إلى أحداث نهاية الأسبوع الماضي في مصر التي أدت لمغادرة سفير الكيان الصهيوني الأراضي المصرية إثر اقتحام مجموعة من الشباب المصريين مبنى السفارة ورفعهم العلم المصري عليها، فلفت إلى أنّ الأحداث التي عاشتها مصر تؤكد على فشل السياسة الاسرائيلية الأميركية بتزوير الحقائق وفرض التطبيع وتجاهل حقوق الشعب الفلسطيني وتسليط الأنظمة المرتبطة مع واشنطن وتل أبيب.
وأشار مرهج إلى أنّ الشعب المصري قال كلمته عندما أسقط نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، علماً أنّ الأسباب الحقيقية وراء الانتفاضة الشعبية المصرية المباركة كانت ارتباط النظام المصري بالسياسة الخارجية الأميركية وإذعانه للمطالب الاسرائيلية وإهماله التام للمطالب الشعبية المصرية.
وخلص إلى أنّ الانتفاضة التي تجدّدت في الأيام الأخيرة والتي أدت لطرد السفير الاسرائيلي من مصر هي بحدّ ذاتها درس لتل أبيب وكل من يوافق على السياسة الاسرائيلية مفادها أنّ إرادة الشعوب لا يمكن أن تُزوّر وأنّ إرادة الشعوب لا يمكن أن تُقهَر.