وصل رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الى القاهرة مساء الاثنين في مستهل جولة في دول "الربيع العربي" من العاصمة المصرية التي تشهد نشاطا دبلوماسيا مكثفا تمهيدا لطلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية".
وصل رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الى القاهرة مساء الاثنين في مستهل جولة في دول "الربيع العربي" من العاصمة المصرية التي تشهد نشاطا دبلوماسيا مكثفا تمهيدا لطلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الامم المتحدة.
وقد سبقه الى القاهرة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي شارك مساء الاثنين في اجتماع لجامعة الدول العربية قبل ان يلتقي وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون التي كانت في طريقها الى الاراضي المحتلة.
وأعلن أردوغان أنه لن يزور قطاع غزة المحاصر خلال جولته الحالية وقال قبيل مغادرته تركيا إن"زيارته لغزة غير واردة خلال جولته الحالية، لكنه يأمل أن تتم في أقرب وقت ممكن".
الإخوان يستقبلون أردوغان فى المطار بهتافات تطالب بخلافة إسلامية
وخلال استقبال أردوغان في مطار القاهرة تظاهر عشرات من جماعة الإخوان المسلمين أمام صالة كبار الزوار.
وحرص رجال الأمن على تعزيز انتشارهم أمام الصالة الحكومية المخصصة لاستقبال الضيف التركي، لمزيد من التأمين وتنظيم المظاهرة، حيث حرص المتظاهرون على حمل الأعلام، وتعالت صيحاتهم للمطالبة بإقامة خلافة إسلامية مع تركيا بزعامة أردوغان.
وأكد المتظاهرون أنهم يمثلون وفدا من الجماعة تم اختياره بإشراف مكتب الإرشاد، لإبراز الدعم والتأييد لسياسة أردوغان، وردد المتظاهرون الهتافات المؤيدة لرئيس الوزراء التركي ومنها "أردوغان أردوغان .. تحية كبيرة من الإخوان" و"مصر وتركيا إيد واحدة"، و"مصر وتركيا عاوزنها خلافة إسلامية"، مشيدين بموقف تركيا بطرد السفير الإسرائيلى، وطالبوا الحكومة المصرية بموقف مماثل وطرد السفير الإسرائيلى من القاهرة.
ورغم قيام سلطات مطار القاهرة الدولي بتأمين التظاهرة السلمية، التي خرجت في حب أردوغان إلا أن الإخوان أنفسهم حرصوا على تنظيم أنفسهم، حيث انشغل بعضهم بتقسيمهم إلى صفوف بحيث يظهرون بشكل مدرج.
وعندما سمع أحمد داوود أوغلو وزير خارجية تركيا، الذي وصل على طائرة خاصة مع عدد من الوزراء قبل وصول أردوغان صيحات المظاهرة خرج من صالة كبار الزوار إليهم وصافح عددا كبيرا منهم وأبلغ أحد معاونيه بنقل تحياته للجميع.
بعد القاهرة إلى تونس ثم ليبيا
وبعد القاهرة يتوجه أردوغان الى تونس بعد اشهر من الاطاحة بزين العابدين بن علي، ومنها الى ليبيا حيث تدور معارك للسيطرة على اخر الجيوب التي مازالت خاضعة لسيطرة القوات الموالية للعقيد الليبي معمر القذافي المتواري منذ سقوط العاصمة طرابلس في ايدي الثوار.
العلاقات المتوترة مع إسرائيل
ويهدف اردوغان من هذه الجولة الى اقامة علاقات وثيقة مع السلطات الجديدة في "دول الربيع العربي" في الوقت الذي وصلت فيه العلاقات بين انقرة وتل أبيب الى ادنى مستوياتها.
فقد طردت تركيا مؤخرا السفير الاسرائيلي احتجاجا على عدم اعتذار كيان الاحتلال الاسرائيلي عن الهجوم الدامي على السفينة التركية مافي مرمرة اثناء توجهها الى قطاع غزة ضمن اسطول انساني لقطاع في ايار/ مايو 2010. واستشهد في هذا الهجوم تسعة ناشطين اتراك.
كما يسود التوتر العلاقات بين كيان الاحتلال ومصر اثر هجوم متظاهرين يوم الجمعة الماضي على مقر السفارة الاسرائيلية في القاهرة إحتجاجا على إستشهاد ستة من افراد قوات الامن المصرية في سيناء بنيران الجيش الاسرائيلي.
إسرائيل طفل مدلّل أفسده المحيطون به
وجدد أردوغان هجومه على كيان الاحتلال الاسرائيلي في حديث لصحيفة الشروق المصرية المستقلة، وقال ان "إسرائيل تحولت بمضي الوقت إلى طفل مدلل أفسده المحيطون به ، إسرائيل لم تكتف بممارسة إرهاب الدولة بحق الفلسطينيين وإنما أصبحت تتصرف برعونة تفتقد المسؤولية، وتستغرب أن يحاول أحد أن يدعوها إلى احترام القوانين السارية".
واضاف ان "إسرائيل لا تعترف بأخطائها ولا بأن العالم من حولها قد تغير، لا تريد أن تفهم أن في تركيا نظاما ديموقراطيا حريصا على أن يعبر عن ضمير الشعب وأشد حرصا على أن يدافع عن كرامته".
وتابع رئيس الوزراء التركي ان "إسرائيل لم تستوعب جيدا حقيقة التغيرات التي حدثت في العالم العربي، بل أن إسرائيل باتت رافضة حتى للانصات لبعض الأصوات العاقلة في الغرب التي أدركت حقيقة متغيرات المنطقة ودعتها إلى الاعتذار لتركيا عما فعلته بحق أبنائها الذين قتلتهم".