عشرة أشهر على غياب العراقية سجى الدليمي، قطعتها بالعودة الى الواجهة، وخروجها من ملجئها الاخير في جرود عرسال، الى الشمال اللبناني حيث اوقف هروبها الثاني حاجز للجيش في منطقة المدفون
محمد بلوط
عشرة أشهر على غياب العراقية سجى الدليمي، قطعتها بالعودة الى الواجهة، وخروجها من ملجئها الاخير في جرود عرسال، الى الشمال اللبناني حيث اوقف هروبها الثاني حاجز للجيش في منطقة المدفون.
خلال عشرة اشهر من «الجهاد» بعيدا عن «بيت الطاعة»، على تخوم القلمون الذي جاءت اليه بعد ان عقد عليها بوكالة ابيها، ابراهيم البدري السامرائي، آثرت الثلاثينية العراقية، أن تضيف الى سيرتها الذاتية المزيد من الاسئلة عن اسباب بقائها في جرود عرسال، بعيدا عن الخليفة البغدادي السامرائي، في معقله في الموصل وشرق سوريا.
ويحقق الجيش اللبناني مكسبا كبيرا باعتقال الدليمية التي تعد صيدا ثمينا، اقله بالنسبة لـ»جبهة النصرة»، التي نظمت من اجلها، عملية اختطاف راهبات مار تقلا في معلولا، لمبادلتهن بها، في آذار الماضي.
وارتدت سجى الدليمي، منذ اللحظة الأولى لاعتقالها، أهمية كبيرة بنظر «النصرة» و«داعش» و«الكتيبة الخضراء»، ليس لموقعها «الجهادي» الشخصي، وإنما لتقاطع علاقات أفراد عائلتها بين المجموعات «الجهادية» الثلاث، فالشابة العراقية هي الابنة الكبرى لحميد إبراهيم الدليمي، ووالدها هو احد «أمراء داعش» في سوريا، التي دخلها مع إخوة «الجهاد»، ومع أبي محمد الجولاني (زعيم النصرة)، منذ اللحظات الأولى للقتال في سوريا. وقتل الدليمي، الذي يعد ممولا ومؤسسا لـ«داعش»، في عملية عسكرية للجيش السوري في دير عطية في 30 أيلول الماضي.
وبرغم أنها نشأت على مهنة الحلاقة النسائية والخياطة في الانبار وعامرية بغداد، إلا انها تعرفت على «الجهاد» عن قرب من خلال زوجها العراقي الأول فلاح إسماعيل جاسم، وهو احد قادة «جيش الراشدين»، الذي قتله الجيش العراقي خلال معارك الانبار في العام ٢٠١٠.
وتنخرط عائلة الدليمي في «الجهاد»، وبرزت من شقيقاتها دعاء. ففي الثامن من أيلول ٢٠٠٨ دخلت دعاء حميد الدليمي تاريخ «الجهاد» العراقي، بوصفها الانتحارية الأولى التي «تخفق» في تفجير نفسها في تجمع كردي في اربيل. وكانت الدليمية الانتحارية قد لفت جسدها بحزام من ستة كيلوغرامات من مادة «سي فور»، ثأرا لزوجها حارث أمير «الدولة الإسلامية» في منطقة العامرية في بغداد، والذي قتله «الجيش الإسلامي»، لكن عطلا تقنيا أدى إلى نجاة اربيل من مجزرة.
ويقود شقيقها عمر الدليمي وحدة تابعة لـ«داعش» في القلمون. ويتردد أن شقيقها الآخر «أبو أيوب العراقي» هو أحد القيادات الأساسية في «جبهة النصرة» وقاتل في صفوف «الكتيبة الخضراء». أما شقيقهم الصغير خالد (15 عاما) فقد قاتل على جبهة قارة قبل سقوطها بيد «حزب الله» والجيش السوري في تشرين الثاني 2013. وتجمع علاقات واسعة العائلة الدليمية، بقادة «النصرة» و«داعش»، كما أن والدها، عمل قبل وفاته، إلى جانب أمير «جبهة النصرة» في القلمون أبو مالك التلي.
وكان ابو معن السوري، احد قادة «النصرة» في القلمون اول من اشار الى حقيقة زواجها بالبغدادي، في رسالة الى مقاتلي «داعش»، بعد اندلاع القتال معهم في حزيران الماضي، منوها بفضل «النصرة» على زعيمهم، بتحريرها زوجته سجى الدليمي، من اسرها السوري.
وكانت الدليمية قد نجحت بإقناع المخابرات السورية خلال التحقيق معها، بعد اعتقالها عند مركز حدودي سوري عراقي برفقة ابنيها وشقيقتها، أنها قادمة للزواج بليبي يقاتل في صفوف «الكتيبة الخضراء» في يبرود. ويدل بقاؤها في لبنان، على احتمال ان تكون ما قالته خلال التحقيق معها عن سوء علاقتها بابي مالك التلي، قائد «النصرة» في القلمون صحيحا وهو ما قادها إلى العودة ربما إلى لبنان، بعد سقوط يبرود بيد الجيش السوري، بعد أيام من وصولها اليها من جرود عرسال، برفقة «ابو عزام الكويتي»، الذي قتلته قوة كوماندوس تابعة لـ»حزب الله»، في عملية يبرود.
وكانت الدليمي قد قالت أثناء عملية التفاوض معها، أن التلي «لا يبحث فعلا عن تحريرها»، وان إضافة أسماء عشرات المعتقلات إلى اسمها، كشرط لإطلاق سراح الراهبات،»ليس إلا ذرا للرماد في العيون»، وانه «رجل لا يوثق به» وأنه «لا يبحث سوى عن الفدية التي حصل عليها من يد رئيس المخابرات القطرية غانم الكبيسي، بقيمة 16 مليون دولار.
http://assafir.com/Article/1/387745
موقع المنار غير مسؤول عن النص وهو يعبّر عن وجهة نظر كاتبه