غرّدت الناشطة الإخوانية نرمين: «القضاء المصري الذي استقرّ في ضميره الحكم بالإعدام على أكثر من 650 مواطناً في قضية اعتداء على قسم شرطة، أصدر حكم براءة مبارك».
لم تكن التظاهرة التي خرجت مساء السبت الماضي إلى ميدان التحرير، مندّدة ببراءة مبارك ردّ الفعل الوحيد على الحكم الصادم الذي صدر عن محكمة جنايات القاهرة صباح اليوم ذاته. فمواقع التواصل الاجتــماعي اعترضت على الحكم على طريقتها الخاصة، من خلال انتشار تغريدات وصور كثيرة، تعبّر عن خيبة عدد كبير من الناس، بسبب الحكم.
على موقع «تويتر»، استطاع وسم «براءة مبارك» أن يكون الأنشط في مصر خلال ساعات قليلة. وبجانب الناشطين المصريين الداعين لعدم إهدار منجزات «ثورة يناير»، دخلت حسابات تابعة لـ»داعش» على الخطّ. وغرّد الناشط الداعشي أبو لقمان الأنصاري قائلاً إنّ «داعش هي الحلّ بعد براءة مبارك».
ووجّه حساب تابع لـ»داعش» يحمل اسم «كلمة حرّة»، رسالة إلى أهالي الشهداء مغرّداً: «على أهالي الشهداء أن يرفعوا قضيّتهم إلى محاكم دولة الخلافة، هي من ستأتي لهم بالقصاص العادل». وغرّد حساب يحمل اسم «مفيشتان»: «الحمد لله أنا أعلنت مبايعتي لدولة الخلافة الإسلاميّة قبل النطق بحكم براءة مبارك».
لجان الإخوان الإلكترونية وجدت في الحكم مساحة لتحويل غضب المصريين على مواقع التواصل لصالحها. وغرّد ناشط إخواني يحمل اسم «سعودي ناقد»: «أثبت القضاء المصري أنّه حصن للثورة المضادة والفاسدين. براءة مبارك نزعت ورقة التوت عنهم وأظهرت الحجة عليهم وعلى المغيبين من الثوار».
غرّدت الناشطة الإخوانية نرمين: «القضاء المصري الذي استقرّ في ضميره الحكم بالإعدام على أكثر من 650 مواطناً في قضية اعتداء على قسم شرطة، أصدر حكم براءة مبارك». نشرت حسابات الإخوان دعوات من «تحالف دعم الشرعية» للنزول إلى ميدان التحرير والمطالبة بإسقاط النظام. كما أطلقت وسم «ايد واحدة» على «فايسبوك» لدعوة الثوّار للاتحاد معهم مرّة أخرى ضدّ «الانقلاب العسكري».
أمّا أنصار مبارك فعبروا عن سعادتهم بالحكم. ونشر الناشط عمرو وديع صورة لفتيات يضحكن ويحملن صورة كتب عليها «مبارك بريء»، وعلّق على الصورة قائلاً إنّ قلبه سيتوقّف من شدّة السعادة. وغرّد أحمد سرحان أحد الداعمين لنظام مبارك: «بالتأكيد هناك غاضبون من حكم براءة مبارك.. وبالتأكيد ليسوا أغلبية».
وكان للصور نصيب كبير من المشاركة على مواقع التواصل، إذ تبادل العشرات صورة لرجل يفترش الأرض في ميدان التحرير رافعاً لافتة كتب عليها: «اقتلوني ولا تخافوا ستحصلون على البراءة». وانتشرت أيضاً صورة مركّبة تجمع بين لقطة لسيّدة تبكي قيل إنّها أم أحد شهداء الثورة، وبين لقطة لمحامي مبارك فريد الديب وهو يشعل سيجاره، ليتبيّن لاحقاً أنّ صورة المرأة التقطت في غزّة. ذلك ما جعل الصحافيّة المصريّة صفاء عصام تتعجّب قائلةً: «لدينا مئات الأمهات المكلومات، لا نحتاج لتزييف صور كي نبيّن قهرهنّ».
في المقابل، خرجت كلّ الصحف المصريّة أمس الأوّل الأحد، بعناوين تجمع على التلميح إلى مسؤولية الأخوان عن قتل «ثوار يناير»، وتضمّنت تحقيقات وشهادات تحمّل الأخوان بشكل مباشر أو غير مباشر المسؤولية. وذلك ما جعل عشرات النشطاء يستعيدون أشرطة فيديو تبيّن بشكل واضح مسؤولية الشرطة عن قتل عشرات الشباب، وينشـــرونها بكثــافة على مواقع التواصل.