وبعد اللقاء، صرّح الرفاعي بأنّ زيارة العلامة السيد علي فضل الله بين الوقت والآخر، ضرورية، لما لهذا البيت من دور في حماية الشعب الفلسطيني، والدّفاع عن قضيته وحقوقه
شدّد العلامة السيد علي فضل الله على ضرورة أن يتحمَّل العرب والمسلمون، المسؤوليَّة التاريخيَّة تجاه الشعب الفلسطيني وقضيَّته، داعياً إلى رفع الغبن عن الفلسطينيين في المخيّمات، وتقديم كلّ ألوان الدعم الممكنة لهم. من جهته، أكَّد ممثّل حركة الجهاد الإسلاميّ في لبنان، أبو عماد الرفاعي، أن لا سبيل لمواجهة العدو الصهيوني وكسر مخططاته، إلا بوحدة العرب والمسلمين.
استقبل السيد فضل الله وفداً من حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، برئاسة ممثلها في لبنان أبو عماد الرفاعي، حيث جرى البحث في تطوّرات الأوضاع العامة في المنطقة، والتحديات التي تتعرض لها القضية الفلسطينية في الظروف الراهنة، ومعاناة الشعب الفلسطيني داخل فلسطين المحتلة وخارجها، إضافة إلى الحصار المستمر لقطاع غزة.
وبعد اللقاء، صرّح الرفاعي بأنّ زيارة العلامة السيد علي فضل الله بين الوقت والآخر، ضرورية، لما لهذا البيت من دور في حماية الشعب الفلسطيني، والدّفاع عن قضيته وحقوقه، سواء من خلال والده المرجع السيد فضل الله أو من خلاله، وقد شكره على مواقفه، وعلى الحيّز الذي تأخذه فلسطين في خطبة الجمعة، وعلى دعمه المتواصل للشَّعب الفلسطينيّ.
وقال: "لقد استعرضنا ما تتعرّض له فلسطين، وما يتعرّض له الشّعب الفلسطينيّ في هذه المرحلة، ومخاطر ذلك على مستقبل هذه القضيَّة، وخصوصاً أنَّ العدو الصهيوني يحاول في هذه الأيام تجزئة الملف الفلسطيني وفكفكته بطريقة منهجيَّة خطيرة، ويعمل على إيجاد موقع دائم له في المسجد الأقصى على المستوى الزماني، من خلال إدخاله المستوطنين صبيحة كلّ يوم إلى الأقصى، لتمرير مسألة التقاسم الزماني، وفرض أمر واقع جديد، مستغلاً بذلك الصَّمت العربيّ والإسلاميّ القاتل".
وأكّد الرفاعي أن لا سبيل لمواجهة هذا العدو إلا بتضامن العرب والمسلمين جميعاً، إضافة إلى الجهود الجبارة للشعب الفلسطيني، الّذي قدّم في الأيام الأخيرة نماذج كبرى في المواجهة، والشواهد أثبتت أنَّ كلّ فلسطيني هو قنبلة مؤقتة في مواجهة كلّ المحاولات الاستيطانية، ومحاولات استباحة الأقصى وتدنيسه.
من جهته، شدَّد العلامة فضل الله على أنَّ من واجب العرب والمسلمين التفاعل مع ما يجري في فلسطين المحتلة، وتقديم الدعم المعنوي والمادي والإعلامي، وكلّ الإمكانيات المتاحة، لحماية الشعب الفلسطيني وحفظ قضيّته.
ورأى أنَّ هذا الشَّعب تحمّل من الضّغوط ما لم يتحمّله أي شعب، ولكنَّه أثبت في كلّ مرحلة أنه يستطيع الانتصار على هذه الضغوط، وابتداع أساليب جديدة في عملية المواجهة، ولكن ذلك لا يُعفي العرب والمسلمين من مسؤولياتهم التاريخية تجاهه وتجاه قضيّته، وخصوصاً أنّ دفاعهم عن هذه القضيَّة وعن هذا الشعب، هو دفاع عن أنفسهم بالدرجة الأولى، لأنَّ أيّ ضعف يصيب القضية الفلسطينية ينعكس على الواقع العربي والإسلامي وهناً وضعفاً وسقوطاً، وأية قوة يحصّلها الشعب الفلسطيني في مواجهة العدو هي قوة للعرب والمسلمين.
وشدّد سماحته على ضرورة رعاية الشَّعب الفلسطينيّ، واحترام حقوقه في البلدان العربيّة والإسلاميّة، وخصوصاً في المخيّمات، داعياً إلى توفير كلّ ما هو ممكن لرفع الحيف والظّلم عنه.