في ذكراك جددت لنا ألم الفراق، فراق القادة الشهداء، جددت لنا الأحزان من ثمانينات القرن الماضي منذ أيام الرصاصة الاولى، ففي عز المعركة، حزت الوسام وارتفعت شهيدا..
في ذكراك جددت لنا ألم الفراق، فراق القادة الشهداء، جددت لنا الأحزان من ثمانينات القرن الماضي منذ أيام الرصاصة الاولى، برحيلك ايقظت لنا جرح الشيخ راغب والسيد عباس، أوجعتنا ألما كألم رحيل الحاج عماد، ففي عز المعركة، حزت الوسام وارتفعت شهيدا، فالمصاب كبير؟ نعم، إلا اننا لم نتعود الانكسار بل نقوم من جديد ننفض الغبار ونتابع المسير..
"... الأخ القائد الحاج حسان اللقيس هو العامل المُجد والدؤوب والعاشق للشهادة والمؤدب الخلوق والمحب حسن العشرة وأيضاً المبدع أحد العقول المميّزة واللامعة في هذه المقاومة.."، بهذه الكلمات وصف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الشهيد القائد حسان اللقيس في الاحتفال التأبيني الذي اقامه حزب الله في 20-12-2013.
فالشهيد القائد حسان اللقيس بحسب ما قاله السيد نصر الله كان ".. يتحمل المسؤولية، يعمل في الليل وفي النهار، في الحرب موجود في الميدان، وفي المقدمة وتحت النار، وفي السلم يشغله عن الناس كلهم شؤون الجهوزية والإستعداد والتطوير، لأن المعركة مع العدو لم تنتهِ بعد".
وحتى الآن لم يتم الكشف عن كثير من مهمات الشهيد اللقيس، هذه المهمات التي يبدو انها كانت كبيرة ومهمة وعلى صلة بتطوير قدرات المقاومة على صعيد التكنولوجي، إلا ان بعد استشهاده تناقلت وسائل الاعلام لا سيما الاسرائيلية منها، اخبارا مفادها ان لهذا القائد دورا كبيرا في قهر "إسرائيل" حيث أبدع لأكثر من عقدين في ضرب الكيان الصهيوني متميزا بدقة عمله وجرأة قراراته، ويلفت الاعلام الاسرائيلي ان "الشهيد اللقيس له دور كبير في تطوير القوة الصاروخية لدى حزب الله والاتصالات أيضا وان بفضله وصلت المقاومة إلى هذا المستوى من التسليح"، ووصف الشهيد القائد "بالعقل اللامع" ونُسبت الى الاستخبارات الاسرائيلية وصفها له بأنه "كمن يشغل وظيفة مزدوجة موازية لمنظومة الابحاث والتصوير في الجيش الاسرائيلي".
من جهتها، تحدّثت صحيفة "تايم أوف إسرائيل" عن دور رئيس قام به الشهيد اللقيس في برنامج الطائرات بدون طيّار لحزب الله، وهو أيضاً كان محورياً في الجوانب التكنولوجية الأخرى من المعركة المستمرّة ضدّ "إسرئيل".
كما ان الصحف الاميركية تحدثت عقب اغتيال الشهيد اللقيس عنه، فقد ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية نقلا عن ماثيو ليفيت مؤلّف كتاب "البصمة العالمية لحزب الله" قوله إن "القائد اللقيس كان في فترة التسعينات مهماً جداً جداً وهو المسؤول المباشر عن شراء لوازم الحزب بما في ذلك أجهزة الكمبيوتر ومناظير الرؤية الليلية..".
أما صحيفة "ناشونال بوست" الأميركية، فقالت "تمّ إغتيال قائد كبير لحزب الله كان قد أشرف على حلقة المشتريات العسكرية في فانكوفر(كندا) وعمل على نقلها بحراً إلى لبنان، قبل أنّ يتمّ إغلاق هذه الحلقة من قبل الشرطة الكندية".
بدورها، نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية على موقعها مقالاً لرونين بيرغمان بعنوان" لائحة إسرائيل للقتل".. حيث قال إنّ "مسؤول الإستخبارات الإسرائيلي عندما علم باغتيال اللقيس المسؤول عن تطوير الأسلحة والحرب التكنولوجية المتقدمة، ابتسم وقال إنّ الاستخبارات الإسرائيلية وضعت قائمة تشمل رجالاً يملكون مهارات قاتلة جداً يُمكن أن تُشكّل خطراً على إسرائيل، ومن بينهم اللقيس".
كل ذلك يدل ان للشهيد مكانة كبيرة في رفع مستوى جهوزية المقاومة، إلا ان استمرارية الحرب لا تسمح بالكشف عن الكثير من جوانب حياته.
والسيد نصر الله في حفل تأبين الشهيد اللقيس اكد ان "حادثة اغتياله ليست حادثة عابرة بيننا وبين الإسرائيلي، لا يتوهم أحد، لا العدو ولا الصديق، أنهم قتلوا واحداً من قادتنا وقُضي الأمر، نحن يوجد حساب مفتوح بيننا وبين الإسرائيلي، وهذا الحساب ما يزال مفتوحاً، وهناك حساب قديم وحساب جديد وهنا حساب يتجدد.. القتلة سيُعاقبون، ودماء شهدائنا لن تذهب هدرا، والقصاص آت، وسنقتص من القتلة الحقيقيين".
وفي ذكرى الشهيد اللقيس يبقى العهد الذي قطعه سيد المقاومة ان "مقاومتكم يا قادتنا وأحباءنا وأعزاءنا موجودة في عقولنا، في ضمائرنا، في قلوبنا، في الدم الذي يجري في عروقنا، في اهدافنا، في مسارنا، في أولوياتنا، أنتم الذين وصلتم ونحن نعاهدكم أن نكمل الدرب ولن نبدل تبديلا، ولو أطبقت السموات على الأرض".