02-11-2024 03:29 PM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 4-12-2014: كنز الدليمي: أسرار أمنية واتصالات عابرة للحدود

الصحافة اليوم 4-12-2014: كنز الدليمي: أسرار أمنية واتصالات عابرة للحدود

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس 4-12-2014 تداعيات الكمين المسلحة الذي تعرضت له دورية للجيش اللبناني في جرود بلدة رأس بعلبك، اضافة الى مسألة توقيف زوحة متزعم تنظيم "داعش" ابو بكر البغدادي.

 

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس 4-12-2014 تداعيات الكمين المسلح الذي تعرضت له دورية للجيش اللبناني في جرود بلدة رأس بعلبك، اضافة الى مسألة توقيف زوجة متزعم تنظيم "داعش" ابو بكر البغدادي.
 

وأتت افتتاحيات الصحف على الشكل التالي:

السفير 


ريفي ضد «اعتقال النساء والأطفال».. والحكومة تلملم تناقضاتها
كنز الدليمي: أسرار أمنية واتصالات عابرة للحدود

نبدأ جولتنا مع صحيفة "السفير" التي كتبت تقول : لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الرابع والتسعين بعد المئة على التوالي.

بقي لبنان أمس تحت تأثير صدمة استشهاد ستة عسكريين في كمين جرود رأس بعلبك أمس الاول، تمّ تشييعهم امس، وأضيف اليهم شهيد آخر سقط خلال الكشف على عبوة ناسفة في جرود عرسال، جرى تفجيرها عن بُعد، في ما بدا أنها حرب استنزاف يتعرّض لها الجيش على امتداد الحدود الشرقية.

وبات الاستهداف المتكرر للجيش، من جرود عرسال الى جرود رأس بعلبك، عبر كمائن متحركة وعبوات ناسفة، يستدعي البحث في استراتيجية جديدة للمواجهة، تسمح للمؤسسة العسكرية بإبقاء المبادرة في يدها، وفرض إيقاعها على الارض، بحيث تنتقل من موقع رد الفعل الى الفعل، في ما خص المواجهات الميدانية.

وفيما عزز الجيش إجراءاته في جرود رأس بعلبك، واستحدث مواقع جديدة في المنطقة، وكثف دورياته المؤللة، وعزز وسائل المراقبة، علم ان قواته أوقفت 40 لبنانياً وسورياً خلال مداهمة مكان وقوع الكمين الذي تعرضت له الدورية العسكرية أمس الأول.

ومن المتوقع ان تكون الاعتداءات على الجيش وقضية العسكريين المخطوفين حاضرة على طاولة مجلس الوزراء، الذي ينعقد اليوم، وسط تباينات داخل الحكومة في كيفية التعامل مع ملف المخطوفين، برغم انه يفترض ان تعزز التوقيفات الاخيرة لعدد من الارهابيين، او زوجاتهم، أوراق القوة لدى المفاوض اللبناني.
ولعل التحدي الاول الذي يواجه الحكومة يتمثل في توحيد قناة التفاوض ووقف «اللامركزية» في التعاطي مع هذا الملف، علماً أن المؤشرات تفيد بأن الاتجاه هو نحو إعادة لملمة الادارة التفاوضية وتنظيمها.

وأبلغت مصادر متابعة لملف المخطوفين «السفير» أن الدولة اللبنانية يجب ان تُحسن توظيف ورقة سجى الدليمي وأولادها في عملية المقايضة، لان الدليمي هي شقيقة قيادي كبير في «النصرة»، وابنتها هي ابنة ابي بكر البغدادي، وبالتالي فإن ذلك يمكن أن يشكل عنصر قوة لدى لبنان لتصحيح الخلل في التوازن التفاوضي مع خاطفي العسكريين.

خلية الأزمة

في ظل هذا المناخ، عقدت خلية الازمة اجتماعاً لها أمس، خيمت عليه ظلال الموقوفة سجى حميد الدليمي، وما تمثله بحد ذاتها من خطورة أمنية، بمعزل عن كونها زوجة سابقة لأبي بكر البغدادي، كما ثبت من فحوص الحمض النووي التي أجريت لابنتها هاجر وتمت مطابقتها مع الحمض النووي الذي أُخذ من البغدادي في أعقاب اعتقاله في العراق العام 2004.

وقد تبلغت خلية الازمة رسميا أمس ان الدليمي هي زوجة سابقة للبغدادي وان الاولاد الثلاثة الذين كانوا معها، عند توقيفها، هم أولاده.

وعرض الرئيس تمام سلام مضمون الاتصال المطول بينه وبين أمير قطر «الذي وضع كل إمكانياته في تصرف الدولة اللبنانية»، لكن بعض الوزراء من أعضاء الخلية لاحظ ان هذه العاطفة لم تترجم بعد الى فعل، بدليل ان الوسيط القطري لم يرجع بعد الى بيروت، لاستكمال مهمته.

وتوقف وزير الداخلية نهاد المشنوق مطولاً، خلال الاجتماع، عند نشر «السفير» نبأ توقيف سجى الدليمي، سائلاً عن المصلحة في هذا التسريب الذي يشكل معطى خطيراً.

وكان لافتاً للانتباه، ان وزير العدل اشرف ريفي هاجم مبدأ اعتقال الاطفال والنساء أياً كانوا، واعتبر أن هذا خطأ كبير يدخلنا في دوامة خطيرة.

وتم التوافق أثناء الاجتماع على المبادئ الآتية: تعزيز التنسيق بين الجيش والامن العام وفرع المعلومات، إعادة تركيز ملف المخطوفين لدى اللواء عباس ابراهيم الذي سيبقى على تنسيق مستمر مع رئيس الحكومة، ضرورة عدم التأثر بالضغط الذي تتعرض له الحكومة عبر بيانات مواقع التواصل الاجتماعي، رفض أي مقايضات فردية والتمسك بالمقايضة الشاملة التي تشمل كل العسكريين.

واستحوذ ملف الدليمي على جزء من النقاش خلال الاجتماع، استناداً الى ما تكشف خلال التحقيقات الاولية معها من علاقات تربطها بالعديد من الجماعات الارهابية التكفيرية في لبنان وخارجه.

ولكن السؤال الذي لا يزال يحير المحققين هو: ما دامت الدليمي زوجة سابقة للبغدادي وأم أولاده، فلماذا بدت جبهة «النصرة» هي الاكثر اهتماماً وحماسة لإطلاق سراحها من السجون السورية في صفقة راهبات معلولا، الى حد ان أمير «النصرة» في القلمون ابو مالك التلي أبلغ المفاوض اللبناني في ربع الساعة الأخير الحاسم من المفاوضات بأن الدليمي تساوي كل الراهبات المختطفات، ويجب الإفراج عنها لإتمام الصفقة.

ويروى أن مسؤولاً أمنياً لبنانياً سأل الدليمي، خلال تسليمها الى «النصرة» عما إذا كانت على ذمة أحد، فأجابته بالنفي.
وكان لافتاً للانتباه ان جبهة «النصرة» أيضاً هي التي أصدرت بياناً حاداً بعد توقيف الدليمي مرة أخرى، قبل أيام، وليس «داعش».

ويدقق المحققون في الاسرار التي لا تزال تخفيها الدليمي، وعما اذا كانت قد كُلفت بمهام أمنية في لبنان، عبر رصد تنقلها في عدد من المناطق اللبنانية ومراقبة الكثير من الاتصالات التي أجرتها مع أشخاص في لبنان وسوريا والعراق.
وقد أوضح الوزير المشنوق، خلال مقابلة أمس مع محطة « أم تي في»، أن «سجى الدليمي تزوّجت ثلاث مرات، والبغدادي كان زوجها الثاني وتزوجته لمدة ثلاثة أشهر منذ 6 سنوات، مشيراً الى ان «الدليمي تساعدنا في كشف بعض الأمور الأمنية عبر التحقيق معها وثبت أن لها علاقات مع حركات متطرفة في لبنان».

وبالنسبة لملف العسكريين المخطوفين أكّد المشنوق أن التفاوض يتم رسمياً مع اللواء عباس ابراهيم فضلاً عن الوزير وائل أبو فاعور، مشدداً على أن ليست هناك أي جهة أخرى تقوم بمفاوضات، وان خلية الازمة تقوم بواجباتها وتتمسك بالسرية المطلقة. وقال إنه لا يتوقع نتيجة قريبة في شأن هذا الملف، موضحاً أن «الأتراك لم يتجاوبوا معنا ونحن نعالج هذا الملف مع القطريين». وأضاف: نحن لا نعمل عند الخاطفين ولن ندعهم يخطفون البلد.

فحوص الحمض النووي

وبينما تستمر تحقيقات استخبارات الجيش مع الموقوفة سجى الدليمي، قال مصدر قضائي لـ»وكالة أنباء الأناضول» إن فحوص الحمض النووي التي أرسلتها السلطات العراقية إلى لبنان، والعائدة للبغدادي، «تطابقت» مع الفحوص التي أجريت على الطفلة «هاجر»، التي كانت برفقة طفلين آخرين مع سجى الدليمي عند توقيفها من قبل الأجهزة الأمنية اللبنانية.

وأوضح أن العينة التي أخذت من الدليمي لفحوص الحمض النووي «أكدت أنها هي أم الأطفال الثلاثة، ما يعني أنها إحدى زوجات البغدادي، مع أنها لا تزال تنكر ذلك في التحقيق وترفض الاعتراف به».

وعزا المصدر التضارب بين النتائج التي توصل إليها لبنان، ونفي وزارة الداخلية العراقية أن تكون الدليمي زوجة البغدادي، الى أن السلطات العراقية قد تكون استندت إلى قيود الأحوال الشخصية المسجلة فيها أسماء زوجات البغدادي، «لكن ذلك ﻻ يخفي حقيقة أن تكون سجى زوجته من دون أن تكون مسجلة في قيود وزارة الداخلية العراقية».
وكانت وزارة الداخلية العراقية قد اعلنت عن أن زوجتي البغدادي هما أسماء فوزي محمد الدليمي وإسراء رجب القيسي، «ولا توجد زوجة باسم سجى الدليمي».

النهار

قهوجي لـ"النهار": سنهزمهم مهما ضحّينا قرائن ورسالة تُثبت هوية مطلقة البغدادي

ومن جهتها، كتبت صحيفة "النهار" تقول : اتخذت هجمات التنظيمات الارهابية على الجيش اللبناني في مناطق متاخمة للحدود الشرقية مع سوريا في الساعات الثماني والاربعين الاخيرة بعداً ميدانياً جديداً كشف تصاعد المواجهة المفتوحة بين الجيش وهذه التنظيمات ولا سيما منها تنظيمي "جبهة النصرة" و"داعش" في شكل بالغ الخطورة من شأنه ان يبقي باب الاحتمالات التصعيدية مفتوحاً، في موازاة التعقيدات في ملف العسكريين المخطوفين . وبرز هذا البعد في جملة تطورات من ابرزها اتباع التنظيمات الارهابية اسلوب نصب المكامن المتعاقبة لدوريات الجيش في نقاط متقدمة من الجرود على غرار ما حصل أمس، اذ بعد ساعات قليلة من مكمن جرود رأس بعلبك الذي أودى بستة شهداء من الجيش، فجر الارهابيون في جرود عرسال عبوة ناسفة من بعد كان خبير عسكري يهم بتفكيكها. وانضم المعاون محمود نور الدين الى قائمة الشهداء السبعة في يومين، فيما شيعت مناطق بقاعية وشمالية الشهداء الستة وهم الرقيب علي يزبك والجندي مشهد شرف الدين والجندي محمد سلمان والمجند محمد سليم والمجند ربيع هدى والمجند علي محمد.

واستتبعت هذه الهجمات اجراءات مشددة للغاية اتخذها الجيش وتعزيزات اضافية لوحداته سواء في مناطق انتشاره المتقدمة في الجرود أم في المناطق القريبة حيث نفذ عمليات دهم واسعة في محيط عرسال اسفرت عن توقيف عشرات اللبنانيين والسوريين، وسط قرار حازم للقيادة العسكرية بالاستعداد لكل احتمالات التصعيد في المواجهة.

وعبّر عن هذا القرار قائد الجيش العماد جان قهوجي نفسه الذي صرح لـ"النهار" بأن "معركتنا مع الارهاب والارهابيين هي حرب مفتوحة، ونتوقع ان تكون استنزافية، وخصوصا بعدما توغلنا في الجرود العميقة والبعيدة. واذا كان الارهابيون يردون الآن على الضربات الاستباقية التي وجهها الجيش اليهم، فتلك الضربات كانت كثيرة وستكون هناك ضربات استباقية اكثر وباستمرار". ورداً على سؤال عن ارتباط الاعتداءات الاخيرة في جرود رأس بعلبك وعرسال بتوقيف سجى الدليمي الزوجة السابقة لزعيم تنظيم "داعش" لدى مخابرات الجيش، اوضح العماد قهوجي ان "المرأة اوقفت منذ 15 يوماً بعد رصد دقيق بدأ منذ شهرين وكان هدفنا التأكد من هويتها".

واذ لم يجزم بارتباط الاعتداءات الاخيرة على الجيش بتوقيف الدليمي، اشار الى أن "التنظيمات الارهابية ليست جيشاً كلاسيكياً وهذا العدو نتوقع منه كل شيء وقد ضربناهم بقوة وسنمضي في ضربهم حتى هزيمتهم مهما طال الوقت. نحن اقوياء ولسنا ضعفاء اطلاقاً، ونحن عسكر نتلقى ضربة ونرد بمئة وسنهزمهم مهما بلغت التضحيات".

وأبلغت مصادر عسكرية "النهار" ان الارهابيين الذين يرجح انهم من "جبهة النصرة" كانوا يرصدون الانتشار الواسع الذي نفذه الجيش في مراكز متقدمة في جرود رأس بعلبك، وعملوا على نصب المكمن لدورية عسكرية كانت تقوم بالتبديل الروتيني على مسافة قريبة من نقطة متقدمة جداً على طريق تلة الحمراء. ورجحت ان يكون استهداف الجيش جاء في اطار اعمال انتقامية جرى التحضير لها منذ مدة، لافتة الى ان الجيش يرصد مراكز مراقبة للارهابيين متحركة لأن لا مراكز ثابتة لديهم. أما في شأن ما تردد عن ابراج المراقبة في المنطقة الجردية لرأس بعلبك، فقالت المصادر إن الخبراء البريطانيين ساهموا منذ انشاء الفوج البري في تدريبه كما في انشاء ابراج المراقبة ضمن الهبات للجيش ولا وجود عسكرياً اطلاقاً فيها للبريطانيين.

مطلقة البغدادي

وعن الجديد في التحقيقات الجارية مع الموقوفة سجى الدليمي، قالت المصادر العسكرية لـ"النهار" إن فحوص الحمض الريبي النووي "دي ان أي" اثبتت ان الدليمي هي مطلقة البغدادي اذ اجريت هذه الفحوص على عينات من سجى وابنتها هاجر وجرت مطابقتها مع نتائج فحوص اجريت للبغدادي وحصل عليها الجانب اللبناني من السلطات العراقية وجاءت مطابقة. كما قالت إن رسالة وجدت مع سجى موجهة اليها بكنية "ام هاجر" وموقعة باسم "أبو هاجر". واذ امتنعت عن كشف مضمون الرسالة قبل اكتمال التدقيق فيها، لمحت الى انه يشتبه في ان تكون من البغدادي الى مطلقته سجى بعد انفصالهما منذ سنوات قليلة.

وانتقد وزير الداخلية نهاد المشنوق امس كشف توقيف الدليمي التي اكد بدوره انها مطلقة البغدادي، واعتبر ان كشف توقيفها "اساءة وعدم احتراف وعدم معرفة بأدنى اصول العمل الامني". وشدد في حديث الى برنامج "بموضوعية" من محطة "ام تي في" التلفزيونية على قراره منع قطع الطرق الذي "لن يعيد المخطوفين"، مؤكداً ان الخطة الامنية ستنفذ في كل المناطق بشكل عادل. واعتبر ان هناك "تعمداً لاسقاط عمل الحكومة من خلال معلومات تنشر مقصود بها تعطيل عمل الحكومة".

بروتوكولات التسليح

وفي سياق آخر، علمت "النهار" ان اجتماعات متلاحقة تعقد بين قيادة الجيش وفريق فرنسي موجود في بيروت منذ فترة، وكانت "النهار" اشارت الى مهمته قبل ايام، من اجل انجاز البروتوكولات المتعلقة بالاتفاق التنفيذي لهبة الثلاثة مليارات دولار السعودية للجيش اللبناني.

وفهم ان انجاز هذه البروتوكولات سيتم في 16 كانون الاول الجاري لترسل بعدها الى الجانبين السعودي والفرنسي تمهيداً لبدء تنفيذ الاتفاق المتعلق بتسليح الجيش.

وكانت الخارجية الفرنسية نددت أمس بالاعتداء الذي استهدف الجيش اللبناني في منطقة رأس بعلبك وأدى الى مقتل ستة جنود. وقدم الناطق باسم الوزارة الى عائلات الضحايا تعازي بلاده، مؤكداً "تضامننا مع السلطات اللبنانية والشعب اللبناني". وقال: "في مواجهة مخاطر زعزعة الاستقرار في البلاد المرتبطة بالازمة السورية، تكرر فرنسا دعمها للبنان وسلطاته ومؤسساته وخصوصاً الجيش اللبناني الذي يدفع ثمناً باهظاً للمحافظة على السلام والاستقرار في لبنان وصون سلامة أراضيه".

مجلس الوزراء

الى ذلك، علمت "النهار" ان موضوع إستشهاد العسكريين سيحضر اليوم في جلسة مجلس الوزراء، وهو، كما قالت مصادر وزارية، سيوحد الحكومة ويجعل الخلافات في مرتبة تالية. وأوضحت ان 13 عسكرياً استشهدوا منذ بدء قضية العسكريين المخطوفين، مما يتطلب إعادة تقويم للموقف، مشيرة الى ان الاولوية هي لتعزيز قدرات الجيش في مواجهة الارهاب.

وكشفت ان التطورات الميدانية أدت الى استعجال تسليم المعدات الى الجيش من فرنسا في إطار هبة الثلاثة مليارات دولار من السعودية، وخصوصاً الصواريخ القصيرة المدى، والشروع في تصفيح جديد للآليات العسكرية. وفي الوقت نفسه، يواصل رئيس الاركان اللواء الركن وليد سلمان منذ الاثنين محادثاته في موسكو لمتابعة عقود بنحو 100 مليون دولار ضمن هبة المليار دولار المقدمة من السعودية أيضاً.

ويبحث المجلس في جدول أعمال من 52 بنداً ليس بينها ما يثير خلافات.

الحملة الغذائية

ويشار أخيراً الى تطور بارز سجل أمس في اطار حملة وزارة الصحة للامن الغذائي تمثل في كشف الوزير وائل ابو فاعور دعوى أقامها محام تظهر ان 19 عاملاً في مسلخ بيروت توفوا بالسرطان من غير ان يسأل أحد عنهم. واذ عدد حالات تحدث فيها الى عائلات المتوفين أو المصابين الذين لا يزالون على قيد الحياة، دعا القضاء الى وضع يده على هذا الجانب الجنائي من الملف.

 

الاخبار


الحريري يحسم: نادر إلى الحوار بلا السنيورة

المشنوق: التفاوض الرسمي يتمّ عبر اللواء إبراهيم والوزير أبو فاعور فقط


اما صحيفة "الاخبار" فرأت انه من المتوقع أن تبدأ التحضيرات للحوار بين تيار المستقبل وحزب الله اليوم، بعيداً عن دور للرئيس فؤاد السنيورة، فيما تابع الإرهابيون استهداف الجيش أمس في ردّ على ضرباته الأمنية الأخيرة، وتجميع الحكومة أوراق قوة لاستخدامها في المفاوضات بشأن العسكريين.

يستمر التحضير للحوار المزمع عقده بين تيار المستقبل وحزب الله. وفيما حسم الرئيس سعد الحريري أمر تمثيل المستقبل بمدير مكتبه نادر الحريري بعد الحديث عن احتمال مشاركة شخصية ثانية قريبة من الرئيس فؤاد السنيورة، جرى الاتفاق أول من أمس على أن يكون الاجتماع بين الوزير علي حسن خليل والحريري خلال 48 ساعة، بسبب «زيادة التشويش كلما تأخر البدء بالحوار» بحسب مصادر المستقبل. ومن المرجح أن يجري الاجتماع اليوم للبت سريعاً بجدول الأعمال.

ولليوم الثاني على التوالي، صعّدت المجموعات المسلحة في جرود عرسال من استهدافها للجيش، وأدى انفجار عبوة أمس، زرعها الإرهابيون في الجرود إلى استشهاد الخبير العسكري المعاون محمود نور الدين، بعد استشهاد ستة عسكريين في كمين استهدف دوريتهم أول من أمس. ويأتي التصعيد الذي يمارسه الإرهابيون في إطار الردّ على الضربات الأمنية التي وجهها الجيش خلال الأسبوع الماضي، بعد اعتقال زوجة الإرهابي أبو بكر البغدادي «خليفة» تنظيم «داعش»، وزوجة الإرهابي أنس جركس الملقب بأبو علي الشيشاني وشقيقها. وأشارت مصادر عسكرية لـ«الأخبار» إلى أن «الكمين ليس عملاً عسكرياً خارقاً، بل استهداف طبيعي من الإرهابيين لدورية عادية». وأضافت أن «الجيش لن يتوانى عن ضرب الإرهابيين أينما تمكّن من ذلك». وقالت إنه «يمكن الحكومة أن تستفيد مما يحققه الجيش في سياق المفاوضات للإفراج عن العسكريين المختطفين».

وليلاً، أكد الوزير نهاد المشنوق أن الأجهزة الأمنية تأكدت أن الموقوفة سجى الدليمي هي زوجة سابقة للبغدادي، وأن ابنتها هي ابنته أيضاً، بعد حصول لبنان على عينات من الحمض النووي للبغدادي من العراق، مشيراً إلى أن «الدليمي على علاقة بالتنظيمات التكفيرية».

وفي تفاصيل اعتداء أمس، أن إحدى وحدات الهندسة في الجيش عثرت على عبوة ناسفة على طرف طريق ترابية بين وادي الرعيان ووادي عطا، سرعان ما انفجرت بمجرد اقتراب الخبير العسكري منها. ورجحت المعلومات الأمنية أن «العبوة كانت معدة للتفجير عن بعد في انتظار الهدف، وبمجرد اكتشافها جرى تفجيرها». وتجدر الإشارة إلى أن هذه الطريق هي نفسها الطريق التي شهدت تفجيرات سابقة واكتشاف عبوات مزروعة فيها، وهي تعتبر ممراً بين نقطتي الجيش بين وادي الرعيان ووادي عطا، من الجهة الجنوبية لعرسال، وتشكل «خط تماس بين الجيش المتمركز من الجهة الشمالية للطريق ومن خلفه عرسال، وبين المجموعات الإرهابية المنتشرة من الجهة الجنوبية الشرقية».
الجيش يواصل إجراءاته الأمنية في الجرود وشهيد جديد في تفجير إرهابي.

وتابع الجيش أمس استهدافه للمجموعات المسلحة في جرود السلسلة الشرقية، بالمدفعية والأسلحة المتوسطة والثقيلة. ونفذ عمليات دهم لعدد من الغرف الزراعية القريبة من مكان الكمين، وأوقف عدداً من السوريين واللبنانيين بهدف التحقيق معهم. كذلك استحدث نقاطاً جديدة في تلال مطلة على وادي حميد عند أطراف عرسال، وأخرى في جرود راس بعلبك.

وتوزّعت مراسم تشييع شهداء الجيش أمس بين البقاع والشمال. فشيعت بلدة حوش الرافقة في بعلبك جثمان الرقيب علي يزبك، وشيّعت بلدة بوداي المجند محمد سليم، وبلدة علي النهري جثمان الجندي مشهد شرف الدين. وفي الشمال، شيّع أهالي جبل محسن المجند محمد علي سليمان، وبلدة عيات في عكار المجند ربيع هدى، وبلدة حبشيت في عكار المجند علي محمد. واليوم، ستشّيع كفررمان الشهيد نور الدين.

اجتماع خليّة الأزمة

واجتمعت مساء أمس خلية الأزمة الوزارية برئاسة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام في السرايا الحكومية. وقالت مصادر اللجنة إن «أعضاء اللجنة أعادوا تقويم ما حدث في الأيام الماضية، وحصل استدراك للتطورات الأخيرة». وأضافت أنه «تم التأكيد على ضرورة أن يكون هناك تنسيق أكبر بين الأجهزة الأمنية وأن يكون لديها تصوّر أدق»، وكشفت أن «أمير قطر على الرغم من تعاطيه الإيجابي مع الرئيس سلام، وإبدائه حماسة للدخول على خط الحل ووعده بأن يضغط على الأجهزة في تفعيل عملهم بهذا الملف، إلا أننا لم نر حتى الآن أية خطوة فعلية من جهته».
وكان المشنوق قد أكد أن «التفاوض الرسمي يجري عبر اللواء عباس إبراهيم والوزير وائل أبو فاعور»، وقال: «نعمل مع الدولة القطرية، وحاولنا مع الأتراك لكنهم لم يتجاوبوا». وأشار إلى أن «قطع الطرقات وتنفيذ أوامر الخاطفين لن يحرر المخطوفين».

بدوره، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري في لقاء الأربعاء النيابي إلى الالتفاف حول الجيش في المعركة ضد الإرهاب». ونقلت مصادر اللقاء عن برّي «امتعاضه من التعاطي مع ملف العسكريين ووضع أكثر من طرف يده فيه بشكل غير مدروس، والاسترخاء مقابل الابتزاز الذي تتعرّض له الحكومة». ورأى أن «تصرّف أهالي العسكريين شكّل نقطة ضعف للدولة»، والمطلوب هو «بدء البحث عن أوراق القوة التي تملكها الدولة، ومنها توقيف أشخاص لهم علاقة بالإرهابيين». كما انتقد «الممرّات التي بقيت مفتوحة في عرسال والتي تؤمن للإرهابيين كل ما يريدونه، ولا يُخفى على أحد أن الوسيط القطري كان في كل مرّة يحمل معه مساعدات عينية ومادية».

وفي الوقت الذي كانت فيه لجنة التواصل المكلّفة دراسة القوانين الانتخابية تعقد اجتماعها في ساحة النجمة، كان برّي يقول أمام النواب إن «القانون حتى لو اتفق عليه فهو لن يقرّ قبل انتخاب رئيس للجمهورية، وهو ما اتفق عليه في جلسة التمديد»، مستغرباً «كيف صار هناك خروج عن الاتفاق المبدئي الذي انطلق منه عمل اللجنة وهو مناقشة المشروع الذي قدّمه النائب علي بزّي باسم الرئيس برّي، بعد أن أعلن النائب مروان حمادة أن الحزب الاشتراكي لا يزال متمسّكاً باقتراح الـ60 - 68 الذي طُرح من قبل تيار المستقبل والقوات».

 

المستقبل

 فحوص الحمض النووي أثبتت أنّ الدليمي زوجة البغدادي والتحقيقات تركّز على المهمّات المطلوبة منها

قهوجي لـ«المستقبل»: نطارد الإرهابيين ولن نتراجع
 
من جانبة قالت صحيفة "المستقبل" في افتتاحيتها ان «الجيش يُطارد الإرهابيين في جرود راس بعلبك، لن يتراجع، وفداحة الخسارة بسقوط ستة شهداء لن تدعنا نتراجع، بالعكس تماماً، هذه جولة ومعركتنا ضدّ الإرهاب والإرهابيين مستمرّة ولن تتوقف».

هذا ما قاله قائد الجيش العماد جان قهوجي لـ«المستقبل»، في أوّل موقف له بعد الكمين الإرهابي الذي تعرّضت له دورية من الجيش أول من أمس وأودى بحياة ستة عسكريين.

وأكد قهوجي أنّ الجيش «مسيطر على الوضع ومستمر في ملاحقة الإرهابيين الذين لا ينطلقون من مواقع ثابتة في الجرد وإنّما يعتمدون أسلوب «اضرب واهرب»، وشدّد على أنّ معنويات الجيش «مرتفعة»، وأنّ ما جرى كان «مجرّد كمين غادر سرعان ما استطعنا الردّ عليه بسرعة وألحقنا بالمسلحين خسائر فادحة، ونحن مستمرّون في ملاحقتهم والمعركة مستمرة والجبهة متينة».

وكان الجيش واصل أمس تعزيز تواجده في جرود رأس بعلبك ونفّذ عمليات تمشيط في المنطقة تحسّباً لعبوات قد يكون زرعها الإرهابيون على بعض الطرق الترابية في المنطقة، كما أطلق قذائف مدفعية باتجاه المواقع المتقدّمة التي هرب إليها المسلحون.

وأمس انضمّ جندي جديد إلى قافلة شهداء المؤسّسة العسكرية، هو المعاون محمود علي نور الدين الذي استُشهد صباحاً جرّاء انفجار عبوة ناسفة في منطقة عرسال، إضافة إلى وقوع جريحين. فيما أوقف الجيش أكثر من 40 شخصاً بين لبناني وسوري في الجرود للتحقيق معهم.

وأجرى الرئيس سعد الحريري اتصالاً هاتفياً، أمس، بقائد الجيش معزّياً باستشهاد العسكريين الذين سقطوا، ومؤكداً «ثبات دعمه للجيش والقوى الأمنية الشرعية في مهمّاتها لمواجهة الإرهاب مهما غلت التضحيات».

كما دانت الخارجية الفرنسية الاعتداء الذي استهدف الجيش، وجدّدت «دعم فرنسا للبنان وسلطاته ومؤسّساته وبخاصة الجيش»، فيما دان المنسّق الخاص للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي بشدّة الاعتداء، مشدّداً على «عمق التزام الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بدعم الجيش».

زوجة البغدادي

أمّا التطوّر البارز أمس فهو تثبُّت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني من أنّ الموقوفة سجى الدليمي هي فعلاً زوجة أمير تنظيم «داعش« أبو بكر البغدادي، وهو مُعطى يمثّل بحد ذاته إنجازاً نوعياً للجيش. واستند مصدر قضائي في هذا التأكيد إلى تطابق فحوص الحمض النووي مع الفتاة التي كانت برفقة الدليمي أثناء توقيفها. وأوضح المصدر لـ«المستقبل» أنّ تلك الفحوص أثبتت أنّ الفتاة ابنة البغدادي وهي ابنة الدليمي أيضاً، وذلك بعد أن استحصلت السلطات اللبنانية من السلطات العراقية على فحوص الحمض النووي العائدة للبغدادي، بناءً على طلبها إثر توقيف الدليمي التي تصرّ على نفي أن تكون زوجة الأخير.

وأعرب المصدر عن اعتقاده أنّ زواج البغدادي من الدليمي غير مسجَّل في سجل الأحوال الشخصية العراقية، ما يفسّر البيان الذي أصدرته وزارة الداخلية العراقية أمس وأوردت فيه أنّ الموقوفة ليست زوجة البغدادي. وأشار المصدر إلى أنّ الدليمي هي زوجة البغدادي نفسها التي كانت من ضمن صفقة التبادل في قضية تحرير راهبات معلولا قبل نحو عام.

وقال المصدر إنّ التحقيق مع الدليمي التي وُصفت بـ»المرأة القوية» وترفض التجاوب مع المحققين، يتركّز حول ما إذا كانت مكلَّفة مهمّات لوجستية من قِبَل تنظيم «داعش»، وما إذا كان لها دور في لبنان وخصوصاً أنها كانت تنتقل بين المناطق بهويّة مزوّرة.

وذكرت الداخلية العراقية في بيان لها رداً على ما نشرته وسائل الإعلام بشأن اعتقال سجى الدليمي باعتبارها زوجة البغدادي أنّ «مصدراً في خلية الصقور الاستخبارية التابعة لوكالة وزارة الداخلية لشؤون الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية أفاد أنّ زوجتَي الإرهابي أبو بكر البغدادي هما (أسماء فوزي محمد الدليمي وإسراء رجب محل القيسي) ولا توجد له زوجة باسم سجى الدليمي».

أضاف البيان ان «المرأة التي اعتقلتها السلطات اللبنانية هي (سجى عبدالحميد الدليمي) شقيقة المدعو عمر عبدالحميد الدليمي المُعتقل لدى السلطات والمحكوم بالاعدام لاشتراكه في تفجيرات البصرة والبطحاء في الناصرية»، مشيراً إلى أنّها «هربت إلى سوريا وكانت معتقلة لدى السلطات السورية وتمّ الإفراج عنها في صفقة الإفراج عن راهبات معلولا التي تمّت في العام الماضي».

وتابع انّ «شقيقة المعتقلة المدعوّة دعاء عبدالحميد الدليمي هي أيضاً انتحارية معتقلة لدى السلطات في اربيل باقليم كردستان لمحاولتها تفجير نفسها بحزام ناسف»، لافتاً إلى أنّ «والد المعتقلتين مجرم هارب في تنظيم القاعدة وهو يعمل الآن مع جبهة النصرة».

خلية الأزمة

وعلى وقع الكمين ضدّ الجيش في جرود راس بعلبك، عقدت خلية الأزمة الوزارية لمتابعة قضيّة العسكريين المخطوفين اجتماعاً برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام وحضور كامل أعضائها.

وقال مصدر في اللجنة لـ»المستقبل» إنّ «الملف خفت ودخل مرحلة هدوء لفترة معيّنة بسبب تداعيات كمين رأس بعلبك، وقد واكب الاجتماع الأجواء والتطوّرات»، لافتاً إلى أنّ «داعش والنصرة قد خفّفا من سرعة التفاوض، والموفد القطري لم يظهر بعد، حيث كان مقرراً أن يحضر إلى لبنان في اليومين الماضيين».

اللواء

«توازن رعب» يحكم التفاوض حول العسكريّين.. والمشنوق ينتقد الأجهزة
موعد حوار المستقبل - حزب الله ينتظر «طبخة الرئاسة».. والنفايات بند طارئ أمام مجلس الوزراء

وبدورها، كتبت صحيفة "اللواء" تقول : هل تحوّلت رأس بعلبك إلى خط تماس بين الجيش اللبناني والمجموعات المسلحة السورية التي نفذت الهجوم على دورية للجيش، وما تزال تُهدّد بمهاجمة البلدة، وفتح جبهة استنزاف هناك. امتداداً إلى جبهة جرود عرسال، حيث سقط شهيد جديد للجيش، وهو يحاول تفكيك عبوة ناسفة كانت مزروعة في وادي عطا في جرود عرسال، لتنفجر في دوريات الجيش التي تتحرك في المنطقة حفاظاً على الأمن.

وإذا كان الجيش اللبناني شيع شهداءه الستة ضحايا كمين رأس بعلبك بمزيد من الإصرار على «مواجهة الإرهاب والتطرف»، فإن المعلومات التي كشفت عن المرأة الموقوفة سجى الدليمي اشاعت أجواء من الحذر مما جرى تداوله في ظل انتقاد علني وجهه وزير الداخلية نهاد المشنوق لتسريب الخبر حيث وصف ذلك بأنه «اساءة لاصول العمل الأمني الاحترافي وخفة من شأنها إلحاق الضرر بالعملية الأمنية التي تمت على هذا المستوى، وبالمفاوضات الحاصلة لتحرير العسكريين المحتجزين في جرود عرسال».

ووصف الوزير المشنوق ما صدر عن الداخلية العراقية من ان الدليمي لم تكن زوجة لزعيم «داعش» أبو بكر البغدادي، بأنه «للتعمية والتجهيل»، اما الحقيقة فهي ان الدليمي مطلقة من البغدادي الذي تزوجها لمدة ثلاثة أشهر، وسبق لها ان تزوجت ثلاث مرات، والمرة الأخيرة كانت من شخص فلسطيني.

وأكّد ان نتائج فحوصات الحمض النووي DNA أثبتت ان البنت التي أوقفت مع الدليمي هي ابنة البغدادي، من والدتها سجى، مشيراً إلى ان الأولاد الثلاثة الذين أوقفوا مع السيدة العراقية الأصل موجودون في مركز رعاية للأطفال وليسوا في السجن.

وكشف ان الدليمي متورطة باتصالات مع مجموعات لها علاقة بتنظيم «داعش»، ويمكن الاستفادة منها بمعلومات مهمة، لافتاً إلى انها كانت موجودة في لبنان منذ سنة وأكثر، بعد ان تمّ إطلاق سراحها في سوريا ضمن صفقة راهبات معلولا.

تجدر الإشارة إلى انه بعد ساعات من الكمين الذي تعرض له الجيش في رأس بعلبك، وأدى إلى استشهاد 6 من جنوده، تكرر المشهد الدموي نفسه، حيث استشهد صباحاً المعاون في الجيش محمود علي نور الدين من كفررمان (النبطية) وجرح اثنان آخران، أثناء محاولتهم تفكيك عبوة ناسفة اكتشفتها دورية للجيش بين وادي عطا ووادي الرعيان في جرود عرسال، وهي نقطة يستهدف فيها الجيش للمرة الثالثة, وعمد المسلحون إلى تفجير العبوة عن بعد لدى اقتراب الفريق العسكري من المكان لتعطيلها.

تزامناً، خيّم هدوء حذر فوق منطقة جرود رأس بعلبك ومنطقة تينة الراس، خرقته بعض أصوات الطلقات المدفعية من مواقع الجيش في اتجاه الجرود المتقدمة التي توارى فيها المسلحون بعد تنفيذ كمينهم في وادي النجاصة، وهو الممر الاجباري للجيش نحو مواقعه المتقدمة في الجرود، فيما شدّد الجيش من اجراءاته الامنية على حواجزه المنتشرة على طول اوتوستراد بعلبك في اتجاه الحدود السورية.

وفي سياق متصل، كشفت مصادر ذات ثقة، انه تجري متابعة دقيقة للجهود التي تبذلها الفصائل الفلسطينية في ما خص المطلوب شادي المولوي والشيخ أحمد الأسير، حيث تملك الجهات الأمنية معلومات بأن هذين الشخصين ما يزالان في عين الحلوة، وأن محاولة لتهريبهما لم يكتب لها النجاح.

خلية الأزمة

على صعيد التفاوض، استبقت خلية الأزمة جلسة مجلس الوزراء بعقد اجتماع خيمت فيه تطورات الساعات الماضية، واتخذت ما يلزم من قرارات في إطار السرية التي تعتمدها الخلية، حرصاً على سلامة التفاوض ولقطع الطريق على محاولات الجهات الخاطفة ارباك الوضع الداخلي وتشتيت قوى المفاوض اللبناني عبر الأساليب الملتوية التي يتبعها الخاطفون، والتي تتراوح بين التهديد بقتل العسكريين المخطوفين، أو شن هجمات على الجيش اللبناني، أو التلاعب بأعصاب أهالي العسكريين وتسريب معلومات تدفع بهم إلى الشارع للضغط على الحكومة.

وأوضحت مصادر مطلعة انه تقرر أن تعقد الخلية اجتماعات دورية مساء كل يوم أربعاء لمواكبة ملف العسكريين، وانه جرى في الاجتماع أمس، الذي شارك فيه أيضاً وزير المال علي حسن خليل والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، عرض للتطورات التي حدثت خلال اليومين الماضيين، والتي يمكن الإفادة منها في تجميع أوراق قوة للمفاوض اللبناني، إلى جانب التطورات العسكرية التي حدثت في رأس بعلبك وجرود عرسال، والتي هي أيضاً ليست بعيدة عن محاولات استهداف الجيش من قبل المسلحين لإضعاف اصراره على تحرير العسكريين بكل الوسائل المتاحة.

وشدّد الرئيس تمام سلام مجدداً امام أعضاء الخلية على ضرورة الالتزام في هذه المرحلة بالكتمان شبه الكامل، مشيراً إلى انه ليس من المصلحة الكشف عن أية معلومات، مجدداً ثقته باللواء إبراهيم الذي يتولى مهمات التفاوض مع الخاطفين عبر الوسيط القطري مباشرة.

وتوقعت المصادر أن تكون جلسة مجلس الوزراء اليوم مضبوطة على إيقاع التطورات في قضية العسكريين، حيث سيصار الى تجديد الثقة بخلية الأزمة ومحضها الدعم الكامل للقيام بدورها لتحرير العسكريين.

وأوضحت أن موضوع النفايات ليس مطروحاً ضمن جدول الأعمال الذي يتألف من 52 بنداً، معظمها ذات طابع إداري ومالي ووظيفي، إلا أن عدداً من الوزراء ينوي طرح الموضوع كبند طارئ خارج جدول الأعمال، في ضوء التقارير الإعلامية التي تحدثت عن أن لبنان سيغرق في الزبالة، في غضون أسبوعين إذا لم توضع خطة سريعة لمعالجة موضوع النفايات الصلبة، والذي يتولى معالجته وزير البيئة محمد المشنوق من ضمن لجنة وزارية يرأسها الرئيس سلام.

حوار حزب الله - «المستقبل»

على صعيد آخر، استبعد مصدر واسع الاطلاع أن تتمكن الترتيبات الجارية من حمل «حزب الله» و«المستقبل» على عقد جلسة حوار خلال الشهر الحالي، لكن المصدر جزم أن تحضيرات الحوار الموضوعة على نار هادئة ستؤدي حكماً الى بدء الجلسات في الأسبوعين الأولين من الشهر المقبل، إلا إذا تمكن الرئيس نبيه بري من إحداث صدمة إيجابية بعقد جلسة قبل نهاية هذا العام.

وأكد المصدر أن ترتيبات الحوار اللبناني غير مفصولة عن الترتيبات الجارية في المنطقة، لا سيما على خط باريس- طهران - الرياض لإنضاج الطبخة الإقليمية - الدولية بما خص الاتفاق على وجوب إنهاء الشغور الرئاسي في لبنان، والطلب الى الأطراف اللبنانية السير في آلية الاتفاق على رئيس توافقي.

وفي هذا الإطار، لم يستبعد الوزير المشنوق في حوار مع برنامج «بموضوعية» من تلفزيون M.T.V التوصل الى انتخاب رئيس في الأشهر الأولى من السنة المقبلة.

وأكد المشنوق أن هناك قراراً إقليمياً - دولياً لتحييد لبنان عن الحريق السوري.

وعلمت «اللواء» من مصادر ديبلوماسية أن عواصم القرار الإقليمي والدولي ذات التأثير في العراق وسوريا، وصولاً الي لبنان ودول المنطقة لا تريد أن يتحوّل هذا البلد الى «ساحة شغب» على الاتصالات الجارية بين هذه العواصم، سواء لترتيب الملف النووي أو الوضع السوري.

من هنا فالهدف الأول للحوار بين «المستقبل» و«حزب الله» يتناول تنفيس الاحتقان المذهبي السني - الشيعي، وكخطوة إجرائية يكون بالاتفاق على رئيس جديد للجمهورية.

وفي هذا السياق، نقل نواب الأربعاء عن لسان الرئيس برّي قوله أن السير نحو الحوار الذي سعى إليه بين «حزب الله» و«المستقبل» هو في خير، وأن الأمور «ماشية» في خطواتها التمهيدية للبدء به.

ومن جهته، أكّد السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري أن المملكة تنظر إلى الحوار المرتقب بإيجابية، وتتمنى أن يشمل كل اللبنانيين، وألا يقتصر على كتلتين سياسيتين، مشيراً إلى ان العيش المشترك هو في حدّ ذاته دعوة للبنانيين لأن يكون هناك حوار بناء، وأن تكون له نتائج، وأن لا يكون حواراً لمجرد الحوار.

ولفت عسيري إلى ان أولويات هذا الحوار هو الحفاظ على استقرار لبنان وعلى الوضع الأمني، بالإضافة إلى البحث عن حل لوضع رئاسة الجمهورية التي يتطلع إليها الجميع، مشدداً على ان يكون هناك أيضاً حوار مسيحي - مسيحي لأن الانقسام المسيحي لا ينفع لبنان ولا المسيحيين أيضاً.
لجنة التواصل

اما الجلسة التي خصصتها لجنة التواصل الإنتخابية للإستماع إلى موقف النائب مروان حمادة بعد عودته من لاهاي، فقد توصلت إلى خلاصتين الأولى أن حمادة أكد التمسك بالاقتراح الثلاثي المقدم من كتل «الإشتراكي» و»القوات» و»المستقبل» (أي 68 أكثري على أساس الأقضية مقابل 60 على أساس المحافظات )، مع شرح الخصوصية الدرزية في الشوف وعاليه ، مقابل طرح لنواب الطاشناق للخصوصية الأرمينية في المدور والأشرفية ومطالبة بضمها إلى الدائرة الأولى ، وهكذا دواليك من التقسيمات في الدوائر.

والثانية  أن النقاش دخل في حيثيات المقارنة والمقاربة بين الإقتراح المقدم من النائب علي بزي والإقتراح الثلاثي وتبين وجود بعض التباعد من جهة وبعض التقارب من جهة ثانية خصوصا لجهة جمع الاقتراحين بين عدد الاقضية (وهو ما سبق واقر في الدوحة) وفي ظل غياب ممثل حزب الكتائب النائب سامي الجميل بداعي السفر (علماً انه من داعمي إقتراح «وان مان وان فوت» أو الدائرة الفردية)، وتقرر أن يعود كل فريق في الجلسة المقبلة في العاشر من الشهر الحالي، بدراسة مقارنة حول النسبي والأكثري مع الأخذ بالإعتبار الخصوصية السياسية والمذهبية والطائفية، على أن يدخل بعد ذلك النواب في توزيعات المقاعد النيابية وهي أساس في تباينات الخلاف.

وأكدت مصادر نيابية ان النقاش مرتبط بالتوازنات النهائية ولا يمكن إعطاء موافقة شاملة من أي من الأطراف إلا بعد إكتمال الصورة النهائية.

ولم تستبعد المصادر إمكانية ان تطلب اللجنة مد عمرها شهراً اضافياً لكي تتمكن من إنجاز مهمتها الصعبة، والتي قد تبدو مستحيلة في ظل الفراغ الرئاسي.

وعلم أن مجموعات حزبية متخصصة قامت باخضاع كل قانون مقترح لدراسة مفصلة في شأن عدد النواب الذين من الممكن أن يؤمنهم لكل فريق سياسي، وذلك انطلاقاً من حسابات سهلة هي:

اولاً: التوزيع الجغرافي للدوائر المقترحة في كل قانون (يتم احتسابه بدقة).

ثانياً: التوزيع الطائفي والمذهبي في كل دائرة من الدوائر المقترحة (يتم احتسابه بدقة).

ثالثاً: عدد الناخبين أو الذين بلغوا سن الواحد والعشرين من العمر (يتم احتسابه بدقة).

وبعد ذلك، يتم تقديرياً اجراء دراسة بشأن هوية الفائز والخاسر بحسب الانتماء السياسي لهؤلاء الناخبين، وفق التوزيع الطائفي والمذهبي في كل دائرة جغرافية محددة في كل قانون مقترح في المختلط، وفي النسبي أو الأكثري، أو الفردي.

الموضوعات المدرجة تعرض أبرز ما جاء في الصحف، وموقع المنار لا يتبنى مضمونها