أكد الرئيس السوري بشار الأسد الخميس أن الضربات الجوية التي يشنّها الائتلاف الدولي ضد تنظيم "داعش" ليست "جدية وفاعلة"
أكد الرئيس السوري بشار الأسد الخميس أن الضربات الجوية التي يشنّها الائتلاف الدولي ضد تنظيم "داعش" ليست "جدية وفاعلة"، مشيراً الى أنها لا تساعد النظام السوري. وفي مقابلة نشرتها مجلة "باري ماتش" الفرنسية، قال الأسد، بحسب النص الذي نشرته وكالة سانا، إنه "لا يمكن القضاء على الإرهاب من الجو. ولا يمكن تحقيق نتائج على الأرض إن لم تكن هناك قوات برية ملمة بتفاصيل جغرافية المناطق وتتحرك معها بنفس الوقت"، مضيفاً "لذلك، بعد أكثر من شهرين من حملات التحالف لا توجد نتائج حقيقية على الأرض بهذا الاتجاه، فالقول إن ضربات التحالف تساعدنا غير صحيح، لو كانت هذه الضربات جدية وفاعلة سأقول بأننا سنستفيد بكل تأكيد".
وتابع الأسد "لكننا نحن من نخوض المعارك على الأرض ضد داعش، ولم نشعر بأي تغيير، خصوصاً أن تركيا ما زالت تدعم داعش مباشرة". كما أكد الأسد أن الضربات التي تشنّها الولايات المتحدة وحلفاؤها هي "انتهاك للسيادة" السورية، مضيفاً أن هذه الحملة الجوية هي "تدخل غير قانوني اولاً لأنه لم يغط بقرار من مجلس الأمن، ولأنه لم يراع سيادة دولة هي سورية". ولفت الأسد إلى أن "عدد الطلعات الجوية السورية لضرب الإرهابيين يوميا هو أكثر من طلعات التحالف، إذا ليس هناك تنسيق أولا، وفي الوقت نفسه فإن ضربات التحالف هي ضربات تجميلية".
نحارب دولاً.. والحرب طويلة وصعبة
وعن امكانية فوز النظام بهذه الحرب، أشار الأسد إلى أنه "نحن الآن نحارب دولاً، لا نحارب فقط عصابات، مليارات الدولارات تصرف على هؤلاء، ويأتيهم السلاح من دول مختلفة بما فيها تركيا، لذلك فهي ليست حربا سهلة من الناحية العسكرية"، مضيفاً أنه "ومع ذلك فإن الجيش السوري يتقدم في الكثير من المناطق".
وشدد الأسد على أنه "لا أحد يستطيع أن يقول لك كيف ستنتهي الحرب ومتى ستنتهي، لكن الحرب الأساسية كانت في البداية بالنسبة لهم هي كيف يكسبون قلوب السوريين وقد خسروا هذه الحرب، وحاضنة الإرهابيين أصبحت ضيقة جدا"، متابعاً أنها " ليست حربا بين جيشين لكي نقول انهم أخذوا جزءا وأخذنا جزءا، الحرب ليست بهذه الطريقة الآن، أنت تتحدث عن مجموعات إرهابية تتسلل فجأة إلى أي مدينة وإلى أي قرية، لذلك ستكون حربا طويلة وصعبة". هذا وأكد الرئيس السوري أنه "نحن كسوريين لن نقبل أن تكون سورية دولة دمية للغرب، هذا بكل وضوح أحد أهم أهدافنا ومبادئنا".
ورداً على من يقولون أن حل الأزمة هو برحيله، اوضح الأسد أن "الرئيس في أي دولة في العالم يأتي بإجراءات دستورية ويذهب بإجراءات دستورية، لا يمكن للرئيس أن يأتي عبر الفوضى ولا أن يذهب عبر الفوضى، والدليل الواقعي لهذا الكلام هو ما وصلت إليه السياسة الفرنسية في ليبيا عبر الهجوم على القذافي، ماذا كانت النتيجة؟ حصلت فوضى بعد رحيل القذافي".
منذ متى يقول الأميركيون شيئاً صحيحا عن الأزمة في سورية؟
وعن وجود أسلحة كيميائية في سورية، أكد الأسد "لا، عندما أعلنا هذا الشيء كان إعلاننا واضحا، وعندما قررنا التنازل عن الأسلحة الكيميائية كان قرارنا كاملا"، مشيراً إلى أن "الاتهامات الأميركية لا تفاجئنا، فمنذ متى يقول الأمريكيون شيئاً صحيحاً حول الأزمة في سورية". ورداً على اتهام وزير الخارجية الأميركي جون كيري سورية باستخدام الكلور، قال الرئيس السوري "يمكن أن تجد الكلور في أي منزل في سورية، كل إنسان لديه كلور، وأي مجموعة تستطيع أن تستخدمه لكننا لم نستخدمه لأن لدينا أسلحة تقليدية أكثر فاعلية من الكلور، ونحن نقوم بحرب على الإرهابيين ونستخدم السلاح التقليدي دون أن نخفي ذلك أو نخجل منه وهذا حقنا".
وفي السياق، نفى الأسد استخدام جيشه للأسلحة الكيميائية، معلناً أن "هذا النوع من الأسلحة، ولو استخدمناها في أي مكان لقتل عشرات وربما مئات الآلاف من الناس، هذه الأسلحة لا يمكن أن تقتل، كما قيل في العام الماضي 100 أو 200 شخص فقط، وخاصة في مناطق فيها على الأقل مئات الآلاف وربما الملايين من السوريين".
هذا وانتقد الأسد اداء الادارة الفرنسية وقال "عندما يكون هناك مسؤول فرنسي أو حكومة فرنسية تعمل من أجل المصلحة المشتركة نحن سنتعامل معها، لكن هذه الإدارة تعمل ضد مصلحة شعبنا وضد مصلحة الشعب الفرنسي في الوقت نفسه"، مضيفاً أنه ليس "عدواً شخصياً" لهولاند، قائلاً "أنا لا أنافس هولاند على أي شيء، أعتقد أن من ينافسه في فرنسا الآن هو "داعش"، لأن شعبيته قريبة من شعبية داعش".
اللاجؤون ليسوا جميعاً حلفاء للارهاب
ورداً على سؤال حول ما اذا كان يعتبر جميع اللاجئين السوريين حلفاء للارهاب، قال الأسد " لا، من خرج من سورية عموماً هم أشخاص خرجوا بسبب الإرهاب، منهم من يدعم الإرهاب، ومنهم من يدعم الدولة فخرج بسبب الظروف الأمنية، وهناك جزء ليس بالقليل لا يدعم أحدا أصلا".
في المقابل، أعلن الائتلاف الدولي ضد تنظيم "داعش" في سورية والعراق الأربعاء أن الحملة ضد التنظيم "بدأت تعطي نتائج"، وأعلنت الدول الستين المشاركة فيه ختام اجتماع وزاري في بروكسل أنها "في صدد وقف" تقدم التنظيم.