المصادر الكردية تكشف عن بعض نقاط الاتفاق بين تركيا ومسعود البرزاني
نضال حمادة
خلال الزيارة التي قام بها مؤخرا لإقليم كردستان العراق، فاجأ رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو وسائل الاعلام بالكشف عن وجود خطة سرية بين تركيا وإقليم كردستان العراق لمحاربة تنظيم (داعش). ولم يوضح اوغلو بنود هذا الاتفاق السري عند الاعلان عن وجوده.
هذا الاعلان أثار مخاوف أتباع حزب العمال الكردستاني وانصاره من حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي يقود وحدات حماية الشعب الكردية، والتي تخوض معارك عنيفة مع تنظيم داعش في مدينة عين العرب السورية منذ قرابة ثلاثة أشهر.
مصادر كردية مقربة من حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي قالت أن من يعرف تاريخ داوود أوغلو في الحكم التركي يدرك كم يحمل هذا الرجل من العداء للشعب الكردي وللقضية الكردية في تركيا، اوغلو من المنظرين للطورانية الجديدة ضمن الفريق الحاكم يقول المصدر، مضيفا أن هذا الاعلان يثير الكثير من الشكوك خصوصا في ظل التواطىؤ مع داعش في معركة عين العرب (كوباني).
المصادر الكردية تكشف عن بعض نقاط الاتفاق بين تركيا ومسعود البرزاني بالقول ان البند الاول يشير الى قيام تعاون عسكري بين الجيش التركي وبين قوات البشمركة التابعة لمسعود البرزاني، حيث ستقوم تركيا بتدريب قوات البشمركة الكردية في معسكرات كردستان العراق وفي معسكرات تابعة للجيش التركي ، وهذا الامر سوف يزيد من النفوذ التركي على الاقليم ، والخوف الحقيقي هنا ان تصبح تركيا في عقيدة البشمركة بلدا حليفا ما سيجر على الاكراد صراعات داخلية بين انصار حزب العمال الكردستاني في تركيا وانصار البرزاني في العراق.
وتضيف المصادر الكردية المقربة من وحدات حماية الشعب أن قوات البشمركة التي سوف تشرف تركيا على تدريبها سوف تتوجه الى مدينة عين عرب، لمنافسة حزب الاتحاد الديمقراطي ولسرقة النصر منه ومحاربته إذا اقتضت المصلحة التركية، وتشير المصادر عينها ان هذا الاتفاق السري وضع بنوده رئيس جهاز المخابرات التركية ( حقان فيدان) وناقشها مع رئيس مسعود البرزاني رئيس إقليم كردستان العراق خلال زيارة اوغلو للإقليم.
ومن بنود الاتفاق السري قيام الجيش التركي بمساعدة البشمركة الكردية في حال تعرضت مناطق سيطرتها في اقليم كردستان لهجمات جديدة من تنظيم داعش، ويشير الاتفاق السري الى دور للبشمركة سوف تقوم به في مناطق نفوذ حزب العمال الكردستاني في تركيا وسوريا بمساعدة تركية. كما يتناول الاتفاق العلاقة مع حزب العمال الكردستاني حيث سيكون للبرزاني دور محوري في المباحثات التي تقول تركيا انها سوف تبدأها مع حزب العمال الكردستاني بعد تهديدات عبد الله اوجلان زعيم حزب العمال المعتقل في سجن امرلي التركي.
كما يتناول الاتفاق السري التعاون الاستخباري بين جهاز المخابرات التركي (ميت) وبين جهاز المخابرات التابع لمسعود البرزاني وهذا الامر يثير مخاوف قيادات حزب العمال الكردستاني من تزايد نفوذ جهاز المخابرات التركي في المواقع الخلفية لاختباء قيادات حزب العمال ما يجعل هذه القيادات تحت رحمة المخابرات التركية، خصوصا لو علمنا ان منطقة إقليم كردستان العراق تعتبر المعبر الدولي لقياديي حزب العمال الكردستاني ولقيادات حزب الاتحاد الديمقراطي السوري التي تستخدم مطار اربيل ومدن الاقليم للسفر الى الخارج او للعودة الى سوريا حيث تطير جوا الى اربيل ومن ثم تعبر برا الاراضي السورية، مضيفةً ان من بين نقاط الاتفاق السري اطلاع جهاز المخابرات التركي على لوائح المسافرين من والى مطار اربيل او مستخدمين مطار اربيل عن طريق الترانزيت وهذا ما سوف يؤثر كثيرا على حرية تحرك قيادات حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي ويضع هذه القيادات السياسية تحت رحمة المخابرات والجيش التركيين في حال طبقت بنود هذا الاتفاق.
موقع المنار غير مسؤول عن النص وهو يعبّر عن وجهة نظر كاتبه