القذافي يرتكب المجازر وينفذ ابادة جماعية بحق شعبه الثائر الأعزل
دانت دول الاتحاد الاوروبي السبع والعشرون الاثنين في بيان مشترك قمع التظاهرات في ليبيا ودعت الى وقف العنف على الفور.
وبدوره. دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الزعيم الليبي معمر القذافي الى "وقف العنف فورا" ضد المتظاهرين في بلاده. والى حوار شامل. وقال المتحدث مارتن نيسركي ان بان كي مون اجرى محادثات "مطولة" مع القذافي على الهاتف. واضاف ان "الامين العام اعرب عن قلقه البالغ من تصاعد العنف واكد على انه يجب ان يتوقف فورا". واشار الى انه "اكد على دعوته الى احترام الحريات الاساسية وحقوق الانسان بما فيها حق التجمع السلمي والحق في الحصول على المعلومات".
وفي ساو باولو. دعت وزيرة خارجية فرنسا ميشال اليو ماري النظام الليبي الى وقف العنف. وقالت اثر وصولها الى البرازيل "الوضع في ليبيا مقلق للغاية. يظهر ان اعمال العنف شديدة. ينبغي وقف اعمال العنف تماما. ينبغي ان تتوقف في اقرب وقت". كما أدان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي "الاستخدام المفرط للقوة" في ليبيا.
وفي بروكسل. اعرب وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في بيان عن "اسفهم لاعمال العنف ولمقتل مدنيين" في ليبيا. حيث تفيد المصادر المختلفة عن استشهاد وجرح المئات في التظاهرات المطالبة باسقاط النظام. وقال الوزراء الاوروبيون انهم "يدعون الى وقف استخدام العنف ضد المتظاهرين على الفور. ويدعون كافة الاطراف الى ضبط النفس". واكد الوزراء ان على نظام العقيد معمر القذافي ان يستجيب للمطالب "المشروعة" لشعبه. والى احترام حرية التعبير وحق التجمع السلمي والحريات العامة الاساسية. ووعد الوزراء بتقديم المساعدة الى دول جنوب المتوسط في اطار سياسة حسن الجوار.
ودانت كندا بدورها وبلهجة "حازمة" استخدام "القوة الدامية" ضد المتظاهرين "الابرياء". وقال وزير خارجية كندا لورانس كانون في بيان ان "كندا تدين بحزم القمع العنيف للمتظاهرين الابرياء والذي اوقع العديد من القتلى والجرحى". واضاف "ندعو قوات الامن الليبية الى احترام حقوق جميع المعنيين والتزاماتها تجاه حرية التعبير وحق التجمع. على السلطات الليبية ان تمارس ضبط النفس وان تتوقف عن استخدام القوة الدامية ضد المتظاهرين". وحذر الوزير الكنديين من السفر الى ليبيا حيث يوجد حاليا نحو 400 كندي يعمل عدد كبير منهم في شركات نفطية وهندسية علقت مؤقتا اعمالها.
وفي جوهانسبورغ. دعت وزارة خارجية جنوب افريقيا في بيان النظام الليبي والمعارضين الى التهدئة والبحث عن حل سلمي للازمة. وقالت الوزارة ان "حكومة جنوب افريقيا تابعت بكثير من القلق الانباء التي تحدثت عن مقتل اعداد كبيرة من المدنيين بعد التظاهرات المناهضة للحكومة في ليبيا".
واكدت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون مساء الاحد على ضرورة "تلبية تطلعات الشعب ومطالبه المشروعة من اجل الاصلاح من خلال حوار منفتح ومهم بادارة ليبية". وتابعت "ان الاتحاد الاوروبي يدعو السلطات الى التحلي بضبط النفس والهدوء والامتناع فورا عن اللجوء مجددا الى العنف ضد متظاهرين مسالمين".
وقال وزير الشؤون الاوروبية الالماني فيرنر هوير الاثنين "لقد هالنا ما بلغنا عن اعمال العنف في بعض الدول وخصوصا ليبيا". وندد وزير الشؤون الاوروبية الفرنسي لوران فوكيه الاحد باعمال القمع العنيفة واستخدام السلطات الليبية "القوة المفرطة". وصرح وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ "اعتقد ان علينا زيادة الضغوط الدولية". بعد ادانته لطريقة مواجهة التظاهرات.
ووصف وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسيلبورن القذافي بانه دكتاتور واشاد ب"شجاعة" الليبيين في مواجهة "النظام المعزول" للعقيد القذافي الذي قال انه قد يحاكم امام المحكمة الجنائية الدولية. كما دانت وزارة خارجية سويسرا قمع المتظاهرين المتعمد واعتبرت استخدام العنف "غير مقبول".
وقدرت منظمة هيومن رايتس ووتش عدد القتلى بنحو 233 في ليبيا منذ بداية التحرك الاربعاء وبينهم 60 قتيلا يوم الاحد في بنغازي. من حيث انطلقت التظاهرات في شرق البلاد.
واتت ردود الفعل بعد ان هددت السلطات الليبية بوقف تعاونها مع الاتحاد في مكافحة الهجرة السرية اذا استمر في "تشجيع" التظاهرات الاحتجاجية التي تعم البلاد. ووضعت طرابلس اصبعها على نقطة حساسة. حيث يراهن الاوروبيون على تعاون ليبيا لمكافحة الهجرة غير المشروعة الى سواحل الاتحاد الاوروبي عبر المتوسط ولمراقبة
حدودها. وتعتبر البلاد نقطة عبور مفضلة للمهاجرين السريين الوافدين من افريقيا. نظرا الى سواحلها التي تمتد بطول الفين كلم وحدود بطول اربعة الاف كلم مع ست دول افريقيا.
وتسعى ايطاليا التي لا تبعد جزيرتها لامبيدوسا كثيرا عن السواحل الليبية من اجل التعاون مع ليبيا. وبدا وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني حذرا في تصريحاته حول ليبيا مساء الاحد. وقال "كما تعلمون ان ايطاليا هي اقرب جيران تونس وليبيا ونحن قلقون جدا من تاثيرات (الاحداث الجارية) على الهجرة في جنوب المتوسط".
اما نظيره التشيكي كاريل شوارزنبرغ فاعتبر ان سقوط القذافي سيؤدي الى "كوارث". ورفضت اشتون تهديد السلطات الليبية. وقالت "نسمع تهديدات" لكن "في نهاية المطاف سيقوم الاتحاد الاوروبي بما هو منصف".
وقال وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسيلبورن ان التهديدات التي يطلقها "ديكتاتور يطلق النار على شعبه" "ليست مخيفة", مشيدا بـ"شجاعة" الليبيين في مواجهة "النظام المعزول" للعقيد القذافي معتبرا انه قد يحاكم دوليا امام المحكمة الجنائية الدولية. وقال هوير "انه تحرك مزلزل. وفرصة كبرى للديموقراطية والتسامح وحان وقت بروز الاتحاد الاوروبي على هذا الصعيد".
كما أدان سياسيون ومفكرون وشخصيات علمية ومنظمات عربية وإسلامية قمع السلطات الليبية للمتظاهرين المطالبين بالحرية وتغيير النظام، ونددوا بالمجازر الشنيعة التي يرتكبها الأمن الليبي ضد الشعب، واعتبروا أن التظاهر ضد الظلم أمر مشروع، مبدين تشجيعا كبيرا للشعب الليبي حتى يكمل مهمته.
فقد أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى عن قلقه البالغ إزاء الأحداث الجارية في الجماهيرية الليبية، وطالب بحقن الدماء ووقف كافة أعمال العنف، متوجها بالعزاء للشعب الليبي في الشهداء الأبرار. وأكد أن مطالب الشعوب العربية في الإصلاح والتطوير والتغيير أمر مشروع، وأنه لا مجال للتخوين ولا داعي لإثارة الفتنة بين الدول الشقيقة. وأشار إلى أن أبناء الوطن العربي لسانهم واحد، وأنه أمر منطقي أن يستلهموا تجارب بعضهم بعضا.
ودانت وزارة الخارجية القطرية ما تردد عن استخدام طائرات وسلاح ضد المتظاهرين واستنكرت الصمت الدولي عما يجري في ليبيا من أحداث دامية. واتصل رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري بعمرو موسى لعقد اجتماع عاجل لمجلس الجامعة العربية لمناقشة الوضع في ليبيا.
كما قال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي "ما أصاب (الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين) بن علي و(الرئيس المصري المخلوع حسني) مبارك سيصيب (العقيد معمر) القذافي، وأقول له ارحل كما رحل مبارك، لا بل يجب أن يحاكمه الشعب الليبي وتظهر عوراته". ودعا القرضاوي "أبناء عمر المختار وقبائل ليبيا وقادة الجيش أن ينضموا للثائرين مثلما فعل قادة الجيشين التونسي والمصري، وذلك حتى يعيدوا ليبيا إلى حقيقتها العربية والإسلامية".
أما الداعية السعودي سلمان العودة فقال "إن الحاكم الذي يستمرئ قتل شعبه غير جدير بحكمهم"، واستنكر "المجازر الشنيعة المفجعة" التي أقدمت عليها جهات أمنية وأخرى متصلة بها التي راح ضحيتها المئات من الأبرياء "ممن نحتسبهم عند الله من الشهداء". وانتقد بشدة مواجهة الجماهير المطالبة بحقوقها بالبلطجية وإطلاق عصابات المرتزقة وقطع المؤن والبنزين عن المدن، معتبرا أن هذه الإجراءات أساليب عفى عليها الزمان، ومنبها إلى أن من شأن سفك الدماء أن يصنع ثأراً لدى الشعوب يصعب نسيانه.
من جانبه ناشد شيخ الأزهر أحمد الطيب "قادة الأمة حكاما وعلماء وعقلاء إيقاف هذه المذابح البشرية فورا، وحقن دماء الشعب الأعزل، والاستجابة لمطالبه المشروعة وحقه في الحرية والعدالة والعيش الكريم". وأضاف موجها كلامه للحكام في معرض تعليقه على الأحداث في ليبيا "لا تقتلوهم من أجل المطالبة بحقوقهم، فمن قتل دون حقه فهو شهيد".
وندد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بما وصفه "الأعمال الإجرامية" التي يتعرض لها المتظاهرون في ليبيا، مؤكدا تأييد الاتحاد لمطالب الشعب الليبي ووقوفه معها. ودعا الاتحاد الجيش الليبي و"قوات الأمن الشرفاء" إلى وقف "المظالم"، وحقن إراقة الدماء، وإلى حماية الشعب من الظلم والطغيان، "فهم من الشعب ولأمن الشعب، وإن من حق الشعب عليهم حمايتهم من الظلم والاعتداء".
كما أعربت منظمة المؤتمر الإسلامي عن قلقها تجاه الأحداث الأخيرة في عدد من الدول العربية، مؤكدة أن التحديات المتنامية في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية لا يمكن التغلب عليها إلا عبر تقديم وتنفيذ إصلاحات شاملة في مختلف القطاعات.
واستنكرت جماعة الإخوان المسلمين في مصر بشدة ما سمته العدوان الوحشي الهمجي الذي تنتهجه السلطات الليبية ضد المظاهرات السلمية، "التي تطالب باستعادة حقوقها في الحياة الكريمة والسيادة الوطنية، وتغيير النظام الدكتاتوري والجاثم فوق صدر الشعب منذ ما يزيد على 42 عاماً". ووصفت الجماعة في بيان النظام في ليبيا بأنه "نظام بشع لا يعرف للحياة قيمة ولا للأرواح حرمة ولا للدماء حصانة، وقد دأب على اغتيال الناس في السجون وتعليقهم على أعواد المشانق فى الميادين العامة، والذي بدد ثروات ليبيا الباهظة في مغامرات غير متزنة".
من جهتها أكدت النقابة العامة للأطباء في مصر مشاركتها مع منظمة الصحة العالمية والعديد من الجمعيات والنقابات، في "تقديم المساعدة الإنسانية والطبية للشعب الليبي في محنته الحالية". وقال الأمين العام للجنة الإغاثة الإنسانية بنقابة أطباء مصر الدكتور عبد القادر حجازي إن "اللجنة جهزت قافلة طبية بمختلف التخصصات ومحملة بالأدوية والمستلزمات الطبية لتقديم المساعدة اللازمة".