21-11-2024 09:38 PM بتوقيت القدس المحتلة

عنف حتى العمق

عنف حتى العمق

حاولت التدخل، فنهرني الرجل. أكملت القيادة وأنا لا أجروء على النظر إلى الخلف أو التدخل. بيد أن الحركة بدأت تعنف والصوت بات يعلو شيئاً فشيئاً. ثم صرخ شاتماً يبدو أنها آذته.

عنف حتى العمقأخبرتني صديقتي أنها كانت في سيارة أجرة، عندما راحت إحدى المحطات الإذاعية، تعلّق على الجريمة البشعة التي ارتكبها الزوج  بحق زوجته نسرين روحانا. وكيف قتلها.

فاطمة الموسوي/ خاص موقع المنار

استعاذت الراكبة التي بجانب صديقتي بالله من هذا الزمن الذي وصلنا إليه. فقال السائق: إليكم بهذه الخبرية. حدثت معي اليوم "طازة". "عند الساعة الثامنة صباحاً، أشار إلي رجل معه امرأة للتوقف، فاستبشرت وقلت في نفسي (إجت الرزقة)".

ركبا السيارة غير أني، صرت أشعر بالمقعد الخلفي يهتز، ثم أسمع همسات، استرقت النظر إلى الوراء عبر المرآة اللتأكد مما يجري. لمحتهمها يتبادلان لكمات غير متكافئة. يضربها وهي بدورها ترد الضربة فيرد بأعنف منها، ويتلاسنان بصوت خفيض شبه هامس.

حاولت التدخل، فنهرني الرجل. أكملت القيادة وأنا لا أجروء على النظر إلى الخلف أو التدخل. بيد أن الحركة بدأت تعنف والصوت بات يعلو شيئاً فشيئاً. ثم صرخ شاتماً يبدو أنها آذته. استرقت النظر مرة أخرى للمرآة فلمحته يرفع مسدسة ويضربه بها على رأسها. نشف الدم في عروقي، ثمة جريمة ارتكبت في سيارتي، ما عساي أفعل، لحظات مرت علي دهراً وطلب مني التوقف، دفع لي الأجرة وشتم المرأة وسحبها من السيارة وحملها كمن يحمل كيس بطاطا، وقال لي اطمئن لم تمت بسبع أرواح هي، ولكن هذا الصنف لا يأتي إلاّ بالقوة."

شهقت الراكبة، وسألت السائق لماذا لم يبلغ الشرطة؟

ضحك السائق وقال: "منو لمرتو هو حر أنا شو دخلني."

السائق يعتبر ما حصل شأناً عائلياً، ويذكر القصة من باب التندر على الحال، وهو سيبقى يقصها على مسمع ركابه.
أما أنا فلا أعرف ماذا أقول وعلى مَ أتحسر على انهيار القيم العائلية؟ أم على غياب الوازع الديني والأخلاقي والانساني؟