22-11-2024 04:42 PM بتوقيت القدس المحتلة

.. وتسلّمت «الجزيرة» المشعل من «الأناضول»

.. وتسلّمت «الجزيرة» المشعل من «الأناضول»

حوّل استشهاد الرقيب علي البزّال إلى ساحة تصفية لمختلف الحسابات السياسية، فرقصت على دمائه الفضائيات والصحف المذكورة، ولم تتوانَ عن إثارة المزيد من التحريض والفبركة وتهديد السلم الأهلي في لبنان.

وحشية إعدام الرقيب في الأمن الداخلي علي البزّال الجمعة الماضي على يد جبهة «النصرة»، مضافةً إليها وحشية أخرى تجلّت في إعادة نشر صورة الإعدام المروّعة، أسهمت في قتل البزّال وذويه مرتين. هذا في مواقع التواصل الاجتماعي. أما أهل الإعلام التقليدي، وتحديداً الفضائيات الخليجية، فقد ذهب بعضهم إلى استثمار رخيص لدماء البزال عبر اللعب على الوتر المذهبي بغية التحريض والتأليب.

زينب حاوي/جريدة الأخبار

إعدام الرقيب في الأمن الداخلي علي البزّالبعدما كانت «وكالة الأناضول» التركية بوقاً للجماعات الإرهابية، أخذت «الجزيرة» هذا الدور أول من أمس على لسان معن خضر مراسلها في غازي عنتاب (جنوب تركيا)، أعلنت القناة القطرية نقلاً عمّا سمّته «مصادر قيادية في جبهة النصرة»، عن تهديدها بإعدام جنديين لبنانيين «إذا لم تتم تلبية المطالب التي تقدمت بها للحكومة اللبنانية».

فضلاً عن ذلك، عرضت «الجزيرة» تقريراً في اليوم عينه ضمن برنامج «ما وراء الخبر» لمصعب كمال. راح الأخير ينظّر عن هشاشة الوضع اللبناني، وسرعان ما غاص في وحول الطائفية والتحريض. بعد انتقاده تصرف آل البزال «كقبيلة في عصر ما قبل الدولة»، راح يعرض صور ملثمين وصفهم المراسل «بالشيعة الذين يقطعون الطريق المؤدية إلى عرسال (..) السنية». وربط التقرير إعدام البزّال باعتقال الحكومة اللبنانية لامرأتين، ويقصد بهما سجى الدليمي (طليقة أبو بكر البغدادي) وآلاء العقيلي (زوجة أبو علي الشيشاني).

قناة «أورينت» السورية المعارضة حفلت بدورها بتغطية تحريضية تقوم على فبركات وضخ مزيد من الكراهية. عنونت أمس في برنامجها «بين يومين»: «لبنانيون يقتلون 10 لاجئين سوريين بعد إعدام الجندي اللبناني».

عنوان لم يتكئ على أي مصدر رسمي أو دليل، بل نسب إلى «ناشطين قالوا إنّ مسلحين قتلوا 10 لاجئين في مخيم في البقاع الشمالي». تغطية لم توفر كل أشكال التحريض المذهبية من القول بأن «آل البزال» صفّوا أحد الأشخاص من آل الحجيري وأن «هناك أصواتاً شيعية تدعو إلى قتل كل من علي ومصطفى الحجيري». ومن خلال استضافتها لأحد السلفيين عبد الله المحيسني، ضخّت المزيد من الأكاذيب، إذ تحدث الأخير عن «ممارسة الجيش لحرب العصابات عبر خطف النساء والأطفال».

بدورها، أتحفتنا صحيفة «القدس العربي» القطرية بتقرير لمراسلها في بيروت سعد الياس يوظّف عناصر التحريض نفسه من «قرية البزالية ذات الغالبية الشيعية» إلى «عرسال ذات الأغلبية السنية المتعاطفة إجمالاً مع المعارضة السورية». التقرير أعاد سرد الرواية نفسها عن إقدام مسلحين في البزالية على «خطف مواطنين سنة من عرسال، وإصابة مواطن بجروح خطرة»، ليعود ويربط كل ما يحصل بمخاوف تتوالد عن «تصاعد التوتر الشيعي السني في منطقة البقاع».

إذاً، تحوّل استشهاد الرقيب علي البزّال إلى ساحة تصفية لمختلف الحسابات السياسية، فرقصت على دمائه الفضائيات والصحف المذكورة، ولم تتوانَ عن إثارة المزيد من التحريض والفبركة وتهديد السلم الأهلي في لبنان.