المطلوب إجماع وطني صادق على حماية الجيش، وعلى البعض أن يعرف أن تجربة أربع سنوات من الهزائم المتتالية تكفي لإعادة النظر في سياستهم
دعا عضو المجلس المركزي في حزب سماحة الشيخ حسن بغدادي إلى الإلتفاف حول المؤسسة العسكرية التي تُشكّل ضمانة لأمن لبنان وحمايته، محذراً من أنّ التخلّي عن دعم الجيش اللبناني وتركه لمصيره هي خيانة لكل الوطن.
وأضاف الشيخ بغدادي نحن في لبنانأمام تحديات كبيرة ما كنا لنصمد أمامها وننتصر لولا تلك الجهود والتضحيات من خلال معادلة الجيش والشعب والمقاومة، وإذا كُنّا بحاجة إلى هذه المعادلة في تثبيت الردع مع العدو الإسرائيلي!؟ فإننا أكثر حاجة لها مع الوجه الآخر لهذا العدو وهم التكفيريّون.ليست الخسارة الحقيقية أن نخسر شهداء من هذا الوطن من الجيش والشعب والمقاومة، لكن الخسارة هي أن نتخلى عن دعم هذه المؤسّسة العسكرية الوطنية ونتآمر عليها ونتركها بالعراء أمام مخالب الذئاب، فنكون قد عرّضنا كل الوطن للخطر.
المطلوب إجماع وطني صادق على حماية الجيش، وعلى البعض أن يعرف أن تجربة أربع سنوات من الهزائم المتتالية تكفي لإعادة النظر في سياستهم وأن الذي راهنوا عليه في زمن القوة إنهزم، وعليهم أن يخرجوا من كل رهاناتهم فالمعادلة تغيّرت.جاء كلام الشيخ حسن بغدادي في الندوة الفكرية التي نظّمتها جمعية الإمام الصادق (ع) لإحياء التراث العلمائي في بلدة أنصار- الجنوبية تحت عنوان: "التبليغ الديني الهادف لعلماء جبل عامل" (العلامة السيد محمد إبراهيم الحسيني نموذجاً)
وممّا قاله: بداية حتى لا أظلم العلماء في المناطق الخارجة عن الحدود الجغرافية (لجبل عامل)، لذلك نحن نقصد به جبل عامل العلمي الذي يشمل هذا العنوان بقية العلماء في جميع المناطق اللبنانية. موضوع التبليغ الديني عند هؤلاء الأعلام هو امتداد إلى الدور الذي قام به الأنبياء والأوصياء(عليهم السلام)، يبقى الكلام عن معنى التبليغ الديني ومن هم المعنيون به؟، وما هي المهام الموكلة إليهم؟، ولماذا اختلف علماء جبل عامل عن كثير من علماء المسلمين في طريقة التبليغ وحدود المسؤوليات؟.
التبليغ الديني
أساساً هو تبليغ الرسالات السماوية بكل تشكيلاتها وتفاصيلها من النبوة إلى الخلافة، إلى أصول الدين وفروعه، وهذه مهمّة الأنبياء والأوصياء في التشريع وتثبيت دعائم الدين، وبما أنّنا نتحدث عن الرسالة الإسلامية التي هي خاتمة الرسالات السماوية وستبقى إلى قيام يوم الدين، كان لا بدّ من إيجاد صيغة لتبليغ هذه الرسالة ومواكبتها بطريقة مختلفة عن بقية الرسالات، لذلك كان لا بُدّ من إطلاق دستور يحفظ هذه الرسالة ويستمر بها، فكان إطار الإجتهاد المبني على مصلحة الناس وتطور الزمن هو المرحلة الثانية بعد التشريع، وعليه هناك أربعة مراحل مرت على تثبيت ومواكبة هذه الرسالة:
المرحلة الأولى:التبليغ الديني أساساً هو تبليغ الرسالات السماوية بكلّ تشكيلاتها وتفاصيلها، من النبوة إلى الخلافة إلى أصول الدين وفروعه، وهي مهمّة الأنبياء والأوصياء في التشريع.
المرحلة الثانية: كانت مرحلة التدوين، ما أطلق عليه تدوين الأحاديث التي قام بها إبن بابويه القمي ونجله الشيخ الكليني والشيخ المفيد والسيد المرتضى إلخ...
المرحلة الثالثة: مرحلة الإجتهاد وكتابة الفقه الجعفري التي قام بها الشيخ الطوسي، مضافاً لكتابة الفقه المقارن كما جاء في كتابه (الخلاف).
المرحلة الرابعة:مرحلة إكتمال الفقه الجعفري في زمن المولى الوحيد البهبهاني أواخر القرن الثاني عشر هـ.
هؤلاء الأعلام كما عملوا على الإجتهاد واستخراج الأحكام الشرعية، أيضاً عملوا على تبليغ الأحكام وإدارة شؤون المجتمع بكل تفاصيله.
كما تحدث في الندوة إمام بلدة الدوير سماحة السيد كاظم إبراهيم والتي كانت تحت عنوان دراسة في منهجية السيد محمد إبراهيم بالعمل التبليغي حيث استهل كلمته بعرض سيرة السيد محمد إبراهيم بين جبل عامل والنجف الأشرف ودراسته على كبار العلماء في النجف كالأخوند الخراساني حتى بلغ مرتبة الإجتهاد، وكان ذو ذكاء وقوة بدنية وجراءة جعلته بمصفى الأبطال الشعبيّين...
تميز السيد محمد إبراهيم بجرأته على مقارعة المحتلين والإقطاع حيث إنضم إلى جمعية العربية الفتاة التي كانت برئاسة عبد الكريم الخليل أحد شهداء 6 أيار عام 1916م، وتقلّد السيد محمد إبراهيم منصب القضاء في مرجعيون وجبل لبنان ومازالت الحكايات التي تروى على ألسنة العوام تشهد على جرأته وعدالته في القضاء وبشكل خاص في إقامة الحدود.
لقد ساهم السيد محمد إبراهيم في النشاط التبليغي حيث كان عضواً في جمعية التعليم الديني لعلماء جبل عامل التي تأسّست عام 1930م، والتي كانت برئاسة الشيخ حسين مغنية وكان السيد محمد إبراهيم ذو نشاط فعّال في التبليغ حيث أحي مدرسة أنصار بعد وفاة أبيه السيد حسن إبراهيم، وقد اتبع مسار جديد في حركة التبليغ كانت مختلفة عما كان في عصره حيث كان يذهب بنفسه للناس لتبليغهم الأحكام وتعريفهم الحلال والحرام، فكان يجوب مناطق جبل عامل وقراه وظل على هذه الهمة حتى وصل في حركته التبليغية إلى مدينة بعلبك، فالسيد محمد إبراهيم عاش حياة زاخرة بالعطاء ومفعمة بالنشاط، جعلت منه قدوة يحتذى به من قبل العلماء.
وفي ختام الندوة قدمت الجمعية درع تقدير لسماحة السيد كاظم إبراهيم على جهوده.
حضر الندوة علماء دين وفعاليات بلدية وإجتماعية وفكرية من مختلف المناطق، وكان قد قدّم للندوة فضيلة الشيخ عادل التركي(عضو تجمع علماء المسلمين).