02-11-2024 03:24 PM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 9-12-2014: الجيش أمام خيارات «نوعية» لتحرير العسكريين

الصحافة اليوم 9-12-2014: الجيش أمام خيارات «نوعية» لتحرير العسكريين

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 9-12-2014 الحديث عن التطورات الاخيرة في ملفي العسكريين المخطوفين والانتخابات الرئاسية

 

 

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 9-12-2014 الحديث عن التطورات الاخيرة في ملفي العسكريين المخطوفين والانتخابات الرئاسية.

 

اقليميا، تحدثت الصحف عن تداعيات العدوان الاسرائيلي الاخير سورية والتطورات السياسية والعسكرية للازمة السورية.

 

وأتت افتتاحيات الصحف على الشكل التالي:

 

السفير

 

الجيش أمام خيارات «نوعية» لتحرير العسكريين

طهران لباريس: للمسيحيين أن يسمّوا الرئيس!

 

بداية جولتنا مع صحيفة "السفير" التي كتبت تقول "لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم التاسع والتسعين بعد المئة على التوالي.

بلغت قضية العسكريين المخطوفين الأفق المسدود بعد انسحاب قطر من وساطتها مع المجموعات الإرهابية، وصار لزاما على «خلية الأزمة» أن تقدم إجابات مختلفة للأهالي وللرأي العام اللبناني، ولو اقتضى الأمر خيارات «نوعية» لتحرير العسكريين، من النوع الذي بدأت المؤسسة العسكرية تناقشه جديا للمرة الأولى.

في السياسة، تواصل فرنسا عبر مدير شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية جان فرانسوا جيرو، مهمتها الهادفة إلى إخراج الملف الرئاسي من حالة الركود، عبر حث جميع الأطراف اللبنانية على التعجيل في انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

واللافت للانتباه أن التحرك الفرنسي منسق مع عدد من العواصم الدولية والإقليمية أبرزها طهران التي كان زارها جيرو في الشهر الماضي، ومن المفترض أن يعود إليها قبل نهاية العام الحالي، على أن يواصل جولاته المكوكية نحو بيروت وغيرها من العواصم المعنية بالاستحقاق الرئاسي اللبناني.

وإذا كان الخطاب المعلن للفرنسيين يندرج في خانة «الوساطة المحايدة» وأنهم لا يضعون في جيبهم إسما محددا كمرشح لرئاسة الجمهورية، فإن المتابعين للحركة الديبلوماسية الفرنسية باتوا مقتنعين أن باريس تملك إسما أو أكثر، وهي تحاول تسويقه في أكثر من عاصمة، لكنها تلقت نصيحة إيرانية مفادها: «نحن نتعامل بشكل جدي ونريد أن نرى رئيسا للجمهورية في لبنان في أقرب فرصة ممكنة لكن عليكم (الكلام موجه للفرنسيين) أن لا تفرضوا خياراتكم على المسيحيين في لبنان، بل أن تعطوهم فرصة لتسمية رئيس الجمهورية، ونحن عندها سنتبنى خياراتهم».

وقد التقى جيرو في اليوم الأول من زيارته رئيس مجلس النواب نبيه بري، الرؤساء: تمام سلام، نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة، النائب وليد جنبلاط، البطريرك الماروني بشارة الراعي، رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع ووزير الخارجية جبران باسيل، ومن المقرر أن يلتقي اليوم قيادة «حزب الله» والعماد ميشال عون.

ووسط «الفراغ التفاوضي» في قضية العسكريين، سارعت «هيئة العلماء المسلمين» إلى التبرع بملئه بـ»مبادرة ملتبسة»، تتبنى فيها مطالب المجموعات الإرهابية بالإفراج عن «النساء المعتقلات» (طليقة ابو بكر البغدادي سجى الدليمي وزوجة القيادي في تنظيم «داعش» أنس جركس الملقب بـ»أبو علي الشيشاني»)، كما تشترط لقبولها مهمة التفاوض مع المجموعات الإرهابية، أن تحظى بتكليف رسمي لها من قبل الحكومة اللبنانية!

وإذا كانت «هيئة العلماء» قد اختارت دار الفتوى منبرا لإطلاق مبادرتها، فإن مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان أبلغ «السفير» أن «هيئة العلماء» أطلعته على مبادرتها، «فأكدت لهم أنه حتى لا تتشعب الأمور، من الأفضل أن يعرض الأمر على رئيس الحكومة وخلية الأزمة التي تتابع الملف».

وأعرب دريان عن تضامنه الكامل مع أهالي العسكريين، مؤكدا أن الشهداء منهم هم شهداء الوطن كله وليسوا لفئة من دون غيرها، وهذا ما أبلغه أمس خلال اتصال هاتفي أجراه بوالد الدركي الشهيد علي البزال، مشددا على ضرورة طي هذا الملف وتضافر الجهود لإطلاق سراح العسكريين المخطوفين في أسرع وقت ممكن.

ونقل زوار الرئيس سلام عنه قوله إن قضية العسكريين معقدة جدا وأن ليس هناك ما يطمئن «ولكننا نقوم بما تمليه علينا هذه القضية من مسؤوليات، وإذ نؤكد على تضامننا مع ذوي العسكريين، نشدد في الوقت نفسه على أننا عازمون على متابعة هذه القضية بما تقتضيه وصولا إلى تحرير أبنائنا العسكريين وعودتهم سالمين».

وقالت مصادر معنية لـ»السفير» إن الجلسة الأخيرة لخلية الأزمة تحولت إلى «جلسة محاكمة» للإنجاز الذي حققه الجيش اللبناني بإلقاء القبض على طليقة البغدادي وزوجة الشيشاني. وقد رفض وزير العدل أشرف ريفي الخوض في تفاصيل ما جرى في خلية الأزمة، مشيرا إلى أنه ملتزم بالصمت وبعدم مقاربة موضوع العسكريين في الإعلام، واكتفى بالقول لـ»السفير»: «كنت واضحا بأنني ضد التوقيف لأي إمرأة أو رجل أو أي طفل، انا مع توقيف المرتكب إذا كان مرتكبا».

ميدانيا، قال مصدر أمني معني لـ»السفير» إن الجيش اللبناني، وفي إطار استكمال أوراق القوة، تمكن من فصل عرسال عن جرودها، وأقفل بالتالي كل المعابر الواصلة بينهما، إلا أنه أبقى على معبرَي وادي حميد والمصيدة مفتوحَين لمن يرغب من أهالي عرسال حصرا في الوصول إلى أراضيهم وأرزاقهم على مرأى من الجيش، علما أن العقدة في هذا الجانب تتمثل في كيفية التعاطي مع بعض مخيمات النازحين السوريين التي تقع خارج عرسال، وكيفية إيصال المؤن والاحتياجات إليها، والخشية أن تنتقل هذه المؤن للمجموعات المسلحة كما كان يحصل طيلة الفترة السابقة.

وليل أمس تداولت مواقع التواصل الاجتماعي ما بدا انه تهديد جديد أطلقته «جبهة النصرة»، حيث أعلنت عبر حساب «مراسل القلمون» أن قرارات خلية الأزمة (اللبنانية) «التي تزعم أن هدفها إنقاذ حياة العسكريين، بدأت تأخذ منحى قد يودي بحياتهم بسبب هيبة الدولة المزعومة»!

وقد تزامن بيان «النصرة» مع معلومات تحدثت عن قصف تعرضت له مواقع مسلحيها ليلا، لم يحدد مصدره، فيما اشارت «الوكالة الوطنية للإعلام» إلى تعرض منزل في منطقة العجرم في أطراف عرسال لقصف من الطيران السوري أدَّى إلى سقوط ثلاثة قتلى وجريحَين.

 

الصمت الإسرائيلي والعدوان على سوريا: استمرار لسياسة معركة ما بين حربين

حلمي موسى


كعادتها، التزمت إسرائيل الرسمية الصمت تجاه الغارات التي نفذتها طائراتها ضد أهداف سورية، وتركت المجال واسعاً للمعلقين. ولكن خلافاً لغارات سابقة، وبسبب التوجه نحو انتخابات مبكرة، لمّح معارضون إسرائيليون الى أن دوافع الغارات انتخابية. ولكن، من تحت الطاولة وفوقها، خرج متحدثون حزبيون موالون لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ليعلنوا أن مثل هذه الاتهامات غير مسؤولة.

وفي كل حال، اعتبر المعلق العسكري لـ«هآرتس» عاموس هارئيل أن الغارة «المنسوبة» لسلاح الجو الإسرائيلي على موقعين في سوريا «تبدو استمراراً للسياسة التي رسمتها إسرائيل بشأن الحرب الأهلية في سوريا قبل أكثر من ثلاثة أعوام. فإسرائيل، رسمياً، لا تنفي ولا تؤكد مسؤوليتها عن القصف. لكن زعماءها حرصوا، في مناسبات مختلفة، على إيصال رسائل صريحة سرية وأحيانا علنية لدمشق. وقد رسمت إسرائيل خطوطاً حمراء في الجبهة الشمالية ــ نقل منظومات سلاح متطورة من سوريا إلى حزب الله أو المساس بالسيادة الإسرائيلية. في حالات كهذه، هي على استعداد لاستخدام القوة لإحباط نيات الطرف الخصم».

واعتبر هارئيل أن غارة أمس الأول، جاءت بعد فترة طويلة نسبياً من الهدوء. وأشار إلى أن الغارة «استثنائية، لثلاثة أبعاد على الأقل: تمت بعدما بذل حزب الله جهداً لوضع قواعد لعبة جديدة مع إسرائيل في الحلبة الشمالية، وبعدما غيّرت الأسرة الدولية سلّم أولوياتها بشأن الحرب في سوريا (من إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد أولا، إلى هزيمة خصومه في تنظيم «داعش» حاليا) وهذه هي المرة الأولى التي تعمل فيها إسرائيل في سوريا منذ إعلان نتنياهو نيته الذهاب إلى انتخابات جديدة».

وخلص معلق «هآرتس» إلى أن النظام السوري قد يمتنع عن الرد، سواء مباشرة أو غير مباشر، على الغارة الإسرائيلية لأسباب بينها الحملة الجوية الغربية على تنظيم «داعش» الذي غدا العدو الرقم واحداً للولايات المتحدة. وأشار إلى أن سوريا، بحسب تقديره، ليس لها مصلحة في الانزلاق نحو صراع جانبي مع إسرائيل يقود إلى تعقيد الوضع.

وقال إن «رد فعل حزب الله يصعب تقديره. فحزب الله في العام الأخير يوحي بثقة أكبر بالنفس في استفزازاته لإسرائيل. والسؤال: هل موضع الهجوم، في الجانب السوري من الحدود، سيشكل في نظره مبرراً مقنعاً بما فيه الكفاية للرد».

وكان المعلق العسكري لـ»موقع يديعوت»، رون بن يشاي أكثر صراحة حين كتب أن الغارة «أعدت كما يبدو لمنع نقل شحنة وسائل قتالية متقدمة من طراز حديث من إيران إلى حزب الله. فالحرس الثوري الإيراني يواصل اللعب بالنار، ويزوّد حزب الله بأسلحة يمكن أن توقع خسائر ودماراً كبيراً في إسرائيل». واعتبر أن تقديره مبني على واقع أن الغارات تمت على موقعين بعيدين بعضهما عن بعض، مضيفاً أن الاحتمالات كبيرة جداً في أن الغارة تمت بناء على معلومات استخبارية دقيقة وبعدما درست إسرائيل كل الأبعاد العملياتية والاستراتيجية لها.

وحول الهدف من العملية، كتب بن يشاي أن هذه الغارة تشبه تلك التي شنت في أيار العام 2013، حينما جرى الحديث عن استهداف صواريخ «فاتح 110» من الطراز الأشد تطوراً ودقة. ولاحظ أن رجالاً من «حزب الله» والحرس الثوري الإيراني، أكثروا في الأسابيع الأخيرة من الحديث عن صواريخ أرض-أرض نوعية تسمح للحزب بالوصول بدقة إلى كل هدف في إسرائيل.

وكرر احتمال أن الحديث يدور عن صواريخ «فاتح 110» التي من المحتمل أن تكون شحنات منها قد وصلت فعلاً إلى «حزب الله» في لبنان، وأن الغارة رمت إلى منع وصول المزيد منها.

وأبدى بن يشاي، هو الآخر، تقديره بأن الغارة «لن تسبب اندلاعاً واسعاً للنيران بين إسرائيل وسوريا. فالأسد غير معتاد على الرد على غارات تستهدف شحنات أسلحة لحزب الله على أراضيه من أجل ألا يتورط في صدام مدمر مع إسرائيل في وقت يحارب فيه المتمردين ضد نظامه». وأشار كذلك إلى ترجيح أن لا يرد «حزب الله» أيضاً، لأنه اعتاد أن يرد على غارات تقع على الأراضي اللبنانية، بوصفه المدافع عنها ولا يريد أن يظهر بأنه يتلقى شحنات سلاح من إيران عبر الأراضي السورية. ومع ذلك استدرك بن يشاي وكتب أن «لا أحد يضمن أن يواصل حزب الله وسوريا هذه السياسة، ما يستدعي من الجيش الإسرائيلي تأهباً في الشمال».

من جانبه، أشار المعلق العسكري لـ»القناة العاشرة» الإسرائيلية، ألون بن دافيد، إلى خطأ رجال السياسة الإسرائيليين الذين سارعوا إلى إضفاء أبعاد انتخابية على الغارة.

وكتب أن الغارة لا تتم إلا بعد أسابيع وربما شهور من مراقبة مسارات السلاح، والأمر يتطلب جملة مصادقات طويلة، «من دون أن يعني ذلك أنه لا يستبعد أن يكون نتنياهو فرحاً لتزامن هجوم كهذا مع المعركة الانتخابية. لكن الجيش الإسرائيلي، لا يعرف، وأيضاً لم يكن ليوافق، على تكييف نفسه مع أجندة حزبية».

وكرر بن دافيد القول إن «الإيرانيين ثرثروا في الشهر الأخير عن تزويد حزب الله بالجيل الرابع من صواريخ فاتح 110 والتي يبلغ مداها 300 كيلومتر، وأن نائب الأمين العام لحزب الله (الشيخ نعيم قاسم) اعترف بأن رجاله تدربوا عليها وبدأوا في تسلمها». وأكد أن إسرائيل ترى في نشر مثل هذه الصواريخ في لبنان خطاً أحمر قد يهدد جوهرياً مواقع استراتيجية إسرائيلية.

أما محرر مجلة «إسرائيل ديفنس» عمير ربابورات، فكتب أن رئيس شعبة الاستخبارات الجنرال هرتسي هاليفي عرض على الحكومة أمس الأول، التقدير السنوي لشعبة الاستخبارات للعام 2015. وقال إن شعبة الاستخبارات ترى أن احتمال اندلاع المواجهات على الجبهة الشمالية ليس ضئيلاً. ومع ذلك، فإن الغارة التي تمت بعد ساعات من هذا العرض لا ترتبط بهذا التقدير.

واعتبر ربابورات أن الغارة هي جزء مما يسميه الجيش الإسرائيلي «معركة ما بين حربين»، وهي تجري لإحباط نقل أسلحة استراتيجية. وأقر بأن إسرائيل ليست الجهة الوحيدة التي تحدد قواعد اللعبة، فـ»حزب الله» أيضاً يحاول ذلك، وقد نفذ هجمات عدة على الحدود، وامتنعت إسرائيل عن الرد.

المعلق العسكري لـ»يديعوت»، أليكس فيشمان، اعتبر أن إسرائيل بهذه الغارة نقلت القرار بشأن أجندة الانتخابات المقبلة إلى الرئيس السوري بشار الأسد. فالطريقة التي سيرد بها على الغارة هي ما سيملي عناوين الصحف والانشغال الإسرائيلي في الأسابيع والشهور القريبة.

وأشار فيشمان إلى أن التقديرات السائدة هي أن الأسد لن يرد لاعتبارات كثيرة، واستدرك قائلاً «لكن تقديرات الاستخبارات في كل ما يتعلق بما يجري في أدمغة الزعماء العرب صحيحة، على وجه العموم، بنسبة 50 في المئة. إما كذا أو كذا»."

 

النهار

جيرو يُطلق المبادرة الفرنسية لمرشّح توافقي

المخطوفون بلا وساطات وجلسة استثنائية

 

ومن جهتها، كتبت صحيفة "النهار" تقول "فيما اتسمت انطلاقة مهمة الموفد الفرنسي مدير دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية جان فرنسوا جيرو في بيروت ببعد بارز، أظهرت معه فرنسا جدية كبيرة في طرح نفسها وسيطاً محايداً لدى اللبنانيين للتوافق على رئيس جديد للجمهورية، ظلت التعقيدات المتفاقمة في ملف العسكريين المخطوفين في صدارة الهموم الرسمية السياسية والامنية. ولعل مشهد هذه التعقيدات اكتسب بعداً طارئاً من الخطورة عقب اعلان قطر سحب وساطتها في ملف المخطوفين من غير ان تتبلور بعد الاحتمالات التي سترسو عليها اي قناة تفاوضية جديدة علما ان تقدم "هيئة علماء المسلمين" بعرضها لتولّي التفاوض بدا مشوباً بتعقيدات من نوع جديد سواء من حيث الشروط التي طرحتها لتولي هذه المهمة أو من حيث امكان موافقة الحكومة على التكليف اولا وتاليا بأي شروط تقبل بها.

ولم يخفِ رئيس الوزراء تمام سلام هذه التعقيدات اذ اكد في حديث الى "وكالة الصحافة الفرنسية" عشية توجهه غدا الى باريس في زيارة رسمية انه "لم يقل يوما انه متفائل في قضية الرهائن وقلت باستمرار انه لا يمكنني ان أعد بشيء وإنه وضع صعب جداً ومعقد جدا".

وطرحت "هيئة علماء المسلمين" مبادرة أبلغتها أولاً لمفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان تقوم على ركيزتين: الاولى اطلاق النساء الموقوفات فوراً، والثانية قبول الدولة بمبدأ المقايضة مشترطة ان تكلف الحكومة الهيئة رسميا المضي في وساطتها.

وعلمت "النهار" ان لقاء وفد "هيئة علماء المسلمين" ورئيس الوزراء مرجأ الى ما بعد عودته من زيارته الرسمية لباريس السبت المقبل، كما أن الشروط التي تطلبها الهيئة تقتضي موافقة من مجلس الوزراء، خصوصا وان المبادرة تنطلق من مطلب اطلاق النساء الموقوفات، ومن تفويض رسمي من الحكومة وقبولها مبدأ المقايضة، وهي شروط تحتاج الى موافقة إجماعية من مجلس الوزراء، وهذا ما يتطلب طرحه في جلسة للمجلس الاسبوع المقبل.

وقالت مصادر مواكبة لـ"النهار" ان الشروط التي تضعها الهيئة لا يمكن ان يجمع عليها مجلس الوزراء، ولذلك من المستبعد أن تعطى الهيئة تكليفاً، أو أن يتم القبول بمقايضة مفتوحة، خصوصاً أن أسماء ممن يتصدّرون لائحة مطالب الخاطفين يصعب الافراج عنهم، وأولهم من لهم علاقة بتفجيرات مثل عمر الأطرش ونعيم عباس.

في هذا الوقت، تبدأ الهيئة اليوم تحركاً في اتجاه عدد من المسؤولين، يستهل بلقاء مع المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابرهيم، ومن ثم مع كل من وزيري الداخلية والعدل نهاد المشنوق واشرف ريفي، ورئيس المحكمة العسكرية العميد خليل ابرهيم، ومع آخرين لم تحدد مواعيد معهم بعد.

وعلمت "النهار" من مصادر وزارية ليل امس، ان المشاورات التي أجراها الرئيس سلام مع عدد من الوزراء أفضت الى اتجاه الى عقد جلسة استثنائية لمجلس الوزراء اليوم قبل سفره الى باريس للنظر في التطورات التي حصلت في ملف العسكريين المخطوفين. لكن المصادر استبعدت إعطاء "هيئة علماء المسلمين" تفويضا خطيا إذ لا وجود لموافقة شاملة في مجلس الوزراء على هذا الطلب لكون الهيئة، استنادا الى تجربة سابقة معها، وضعت الحكومة أمام وعود والتزامات لم تحصل على إذن مسبق بتعهدها. وقالت ان الحكومة حاليا هي في وضع العناية الفائقة ويحرص الرئيس سلام على عدم تعريض الوضع الحكومي لأي اهتزاز قد يكلف لبنان استقراره السياسي.

جيرو

في غضون ذلك، بدا الجانب الآخر من المشهد السياسي مركزا على اللقاءات التي عقدها الموفد الفرنسي والتي شملت في يومها الاول تباعا رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس سلام والرئيس نجيب ميقاتي ووزير الخارجية جبران باسيل والرئيس فؤاد السنيورة مع نواب من كتلة "المستقبل" والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ورئيس حزب "القوات اللبنانية " سمير جعجع ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، على ان يستكمل جولته اليوم بلقاءات مع الرئيسين ميشال سليمان وامين الجميل والعماد ميشال عون وممثل لـ"حزب الله".

وعلمت "النهار"، ان المحادثات التي أجراها جيرو تركزت في شكل أساسي على استحقاق الانتخابات الرئاسية. وعلم من أوساط الشخصيات التي التقاها ان الفرنسيين عندما كانوا يطرحون منذ أشهر مع الايرانيين موضوع الانتخابات الرئاسية في لبنان كانوا يسمعون جواباً مفاده أنه لا يزال هناك متسع من الوقت لطرحه. لكن الجديد كان في مبادرة طهران قبل ثلاثة أسابيع الى الاتصال بباريس لتعرب عن اهتمامها بالاستحقاق الرئاسي وهذا ما شجع الجانب الفرنسي على بدء مشاورات قادته الى بيروت. وفهم ان الديبلوماسي الفرنسي حرص على الاستماع الى اراء مضيفيه وما هي توقعاتهم في شأن الشخصية التي يعتقدون أنها مؤهلة لكي تلقى تأييدا في الانتخابات الرئاسية إذا ما أجريت.

ولفت في التصريح الوحيد الذي ادلى به جيرو من السرايا اعلانه ان "الفراغ الرئاسي في لبنان يقلق فرنسا والعديد من الشركاء"، موضحا انه "في مواجهة هذا المأزق فرنسا تتحرك بتجرد ونزاهة وتضع نفسها وطاقتها في خدمة لبنان لأن الانتخاب الرئاسي مسألة وطنية لبنانية وفرنسا ليس لديها مرشحون او فيتو". ودعا اللبنانيين الى ان "يحزموا امرهم ويختاروا رئيس دولتهم دون تدخل خارجي وان يتفاهموا في ما بينهم حول اسم المرشح"، مؤكداً ان فرنسا "تقترح ان تسهل الوصول الى اتفاق اذا كان لبنان يرغب في ذلك".

واسترعى الانتباه في هذا السياق تلقي الرئيس سعد الحريري مساء امس اتصالاً هاتفياً من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند من دون معرفة المواضيع التي تناولها.

حماده

على صعيد آخر، عاود امس النائب مروان حماده استكمال الادلاء بشهادته امام المحكمة الخاصة بلبنان في لاهاي متحدثا عن مرحلة الاشهر القليلة التي سبقت اغتيال الرئيس رفيق الحريري حيث كان يسعى الى تشكيل حكومة وحدة وطنية تعيد بعض التوازن الى البلاد لاحتواء النفوذ السوري الذي وضع يده تماما على النظام اللبناني. وتطرقت الشهادة الى محاولة اغتيال حماده نفسه الذي كشف ان كل ملفات التحقيقات في جرائم الاغتيالات كانت المخابرات السورية "تخطفها" في الساعات الاولى بعد الجرائم. كما كشف ان الموفد الدولي تيري رود لارسن طلب من الحريري ألا يبقى في لبنان.

عرسال

على الصعيد الأمني، اتخذ الجيش امس اجراءات متشددة اضافية في جرود عرسال، فأقفل طريقي وادي عطا والحصن بالسواتر الترابية مضيقا الى اقصى الحدود طرق تهريب الامدادات للتنظيمات المسلحة وابقى الطرق التي تربط عرسال بوادي حميد والمصيدة سالكة تحت مراقبة مشددة لوجود مصالح لاهالي عرسال هناك.

ومساء امس انفجرت عبوة ناسفة داخل سيارة رباعية الدفع في عرسال أدت الى اصابة سائقها حسن عز الدين في قدميه. واشارت التحقيقات الاولية الى ان خلفية التفجير تعود الى أمور فردية وشخصية، اذ ان المستهدف وشقيقه جهاد هما من المطلوبين بتجارة الممنوعات وعلى علاقات مع جماعات مسلحة.

وليلاً، أصدرت "جبهة النصرة" بياناً قالت فيه ان طائرة لبنانية من دون طيار قصفت منزل عائلة محمد الحجيري في وادي عجرم في خراج عرسال، مما أدى الى مقتله مع أحد اطفاله واصابة الام وسائر الاطفال. لكن معلومات من عرسال أكدت مقتل شخص وجرح آخرين في غارة يرجح ان الطيران السوري شنها.


كيري يرى احتمالاً لتعاون إسرائيل والعرب في ائتلاف إقليمي واسع ضد التطرف

 

هشام ملحم


في موازاة الائتلاف الدولي لمحاربة تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش)، تحدث وزير الخارجية الاميركي جون كيري في خطاب القاه الاحد في مؤتمر نظمه "منبر صبان" التابع لمؤسسة بروكينغز للابحاث، عن احتمالات تطوير ائتلاف اقليمي واسع ضد التطرف في المنطقة يفتح مجالات جديدة للتعاون بين الدول العربية واسرائيل.

وأتى حديثه بعد ساعات من الغارات الاسرائيلية على منطقة قريبة من مطار دمشق الدولي وعلى منطقة الديماس قرب العاصمة السورية، وتأكيد اسرائيل تصميمها على منع "نقل اسلحة" من سوريا الى "حزب الله" اللبناني، ممتنعة في الوقت عينه عن تاكيد او نفي شن هذه الغارات. بينما نددت موسكو بالغارات وطالبت تل ابيب بايضاحات. واعتبر وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف بعد اجتماع مع نظيره السوري وليد المعلم في طهران ان الغارات الاسرائيلية تجعل الدولة العبرية في الخندق نفسه هي والمجموعات المتطرفة.

ومع اعلان المعلم ان بلاده تعمل مع روسيا وايران على حل سياسي للازمة السورية يقوم "على الحوار بين السوريين من دون اي تدخل خارجي" ، بدأ المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستيفان دو ميستورا محادثات في تركيا مع المعارضة السورية في شأن تجميد المعارك في حلب بين النظام والمعارضة.

كيري

وقال كيري ان الائتلاف الدولي يحرز تقدما تدريجيا وملموسا في حربه على "داعش" وقد ارغمه على التراجع على مختلف المستويات والجبهات، منها الانسحاب من اراض كان يحتلها، وحرمانه بعض مصادر تمويله، الى دحض ادعاءاته الاسلامية وكشف عدم شرعيتها.

ورأى أن وجود السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة والاردن وقطر معاً " في مواجهة هذا التحدي، هو مؤشر لامكانات جديدة للتعاون الاقليمي في مجال الامن ومكافحة الارهاب يمكن ان يفتح مجالات جديدة لنا جميعا، بمن في ذلك اسرائيل والفلسطينيون والاردن ومصر". وبعدما اشار الى ان روح هذا التعاون لا تزال في بداياتها، اضاف :" لكنها بالغة الاهمية وحقيقية".

وتطرق في خطابه الطويل امام جمهور متعاطف مع اسرائيل اكثر من مرة الى " بروز هذا التحالف الاقليمي الجديد المبني على نبذ المتطرفين ... لكنني سأقول لكم ما يقولونه لي. هم يقولون لي انهم مستعدون للتوصل الى سلام مع اسرائيل، ويقولون لي انهم يؤمنون بان هذه اللحظة تشمل القدرة على ايجاد تحالف اقليمي جديد ضد تنظيمات مثل حماس وداعش واحرار الشام وبوكو حرام وغيرها". ولاحظ انه "سوف نتهاون اذا لم نحاول اغتنام هذه الفرصة". ولفت الى ان مثل هذا الامكان كان مستحيلاً قبل ستة اشهر، بينما بات من الواضح الان ان الحاق الهزيمة بالارهابيين العنيفين وتعزيز التعاون الاقليمي هما وسيلتان لبناء مستقبل افضل للشرق الاوسط "ومستقبل اكثر أمانا لاسرائيل وجيرانها".

وفي سياق حديثه عن ضرورة تحقيق السلام بين الفلسطينيين واسرائيل والضمانات الامنية لاسرائيل، ذكر أن دولاً أخرى في المنطقة اضافة الى الاردن ومصر يمكن ان تساهم في ضمان السلام بين اسرائيل والفلسطينيين و"لهذا نواصل استشراف كيفية استخدام هذه الديناميات الاقليمية الجديدة المتعلقة بداعش والعالم العربي لتعزيز أمن اسرائيل وجيرانها. نعم ، نحن ندرك ان اسرائيل يجب ان تكون قوية كي تحقق السلام، لكننا نعلم أيضاً أن السلام الحقيقي سوف يجعل اسرائيل أقوى".

وأفاد أن أكثر ما يثير اهتمامه هذه الايام هو التفكير في الاحتمالات التي يمكن ان تنتج من هذا التحالف الجديد، قائلاً: " عندما اجتمع بالرئيس (المصري عبدالفتاح) السيسي أو (الشيخ) محمد بن زايد (ولي عهد دولة الامارات) او العاهل السعودي الملك عبدالله، فانهم جميعا يتحدثون عن كيف ستكون المنطقة اذا تحقق فيها السلام... وهم يرون القوة الاقتصادية لاسرائيل ميزة لهم جيمعا". وفي هذا المجال أوضح تصوره لتعاون اقليمي في مجالات الزراعة والطاقة في منطقة شرق المتوسط والعراق، من شواطئ المتوسط الى نهري دجلة والفرات.

وعن الوضع في سوريا، كرر كيري ان نظام الرئيس السوري بشار الاسد فقد شرعيته، وحمّل الاسد مسؤولية قتل مئتي الف سوري. وتناول الغارات الجوية التي تستهدف "داعش" ومنشآتها وقال:" ونحن نعمل على اقامة مراكز اقليمية لتدريب وتسليح المعارضة السورية المسلحة المعتدلة، التي سنساعدها اكثر في الاسابيع والاشهر المقبلة".

ودحض ادعاءات الاسد أنه خط الدفاع الاخير ضد "داعش"، مشيرا الى العلاقة التكافلية بين النظام السوري والتنظيم المتطرف. لكنه أكد ايضاً أن لا حل عسكرياً للنزاع في سوريا. وانه ناقش هذه المسألة اخيراً مع نظيره الروسي سيرغي لافروف.

دوميستورا التقى المعارضة

في غضون ذلك، صرحت الناطقة باسم المبعوث الاممي الى سوريا جولييت توما في اتصال هاتفي من بيروت: "بدأت المحادثات اليوم (امس) مع ممثلين لمجموعات مسلحة وأخرى غير مسلحة في غازي عينتاب (تركيا)". وقالت إن بعثة الامم المتحدة تضم أربعة أشخاص بينهم دوميستورا.

ولم تشأ الناطقة التعليق على ما أوردته صحيفة "الوطن" السورية المقربة من السلطات عن رغبة دمشق في حصر وقف النار في حلب وحدها، في حين تطالب المعارضة بتوسيعه ليشمل معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا. وأضافت ان "الخطة قيد البحث حاليا ولا نعرف حدودها الجغرافية حاليا".

وفي غازي عينتاب، حيث اتخذت السطات اجراءات أمنية مشددة، مثل الوفد المعارض خصوصا قيس الشيخ رئيس مجلس قيادة الثورة وهو تحالف يضم نحو 20 مجموعة من المعتدلين اسلاميين وعلمانيين."

 

الاخبار


قضية العسكريين المخطوفين بيد الجولاني

وبدورها، كتبت صحيفة "الاخبار" تقول "انتهت الوساطة القطرية في ملفّ العسكريين المختطفين، من دون أن يتم حسم المفاوض البديل، مع عودة خجولة لـ«هيئة علماء المسلمين» ، واقتراح رئيس اتحاد العشائر العربية جاسم العسكر نفسه وسيطاً. بدوره، ضيق الجيش الخناق على طرق تهريب الإرهابيين، بين عرسال وجرودها.

بعد شهرين من الانتظار، فشلت الوساطة القطرية في ملفّ العسكريين المختطفين وموفدها السوري أحمد الخطيب، مع إعلان وزارة الخارجية القطرية انتهاء الوساطة رسمياً، واستشهاد الدركي علي البزال على أيدي الإرهابيين في جرود عرسال. انتهى آخر فصول وساطة الخطيب، الذي يُعَد أبرز إنجازاته تسلُّم نسخ ناقصة عن اللوائح الاسمية للسجناء الذين يطلب الإرهابيون مبادلتهم مع العسكريين، بتسلمّه ابنة شقيق أمين السر الخاص في الديوان الأميري القطري أبو خليفة العطية المقيمة في سوريا، و«هذا وجه الضيف»!

ما البديل إذاً؟ حتى الآن، لا يبدو أن شيئاً قد حُسم في ظلّ استمرار أجواء الانقسام التي سادت اجتماع خليّة الأزمة يوم السبت، والتباين في وجهات النظر بشأن كيفية تعاطي الدولة مع الملفّ، وتجميع أوراق القوّة للتفاوض، أو هدرها. علماً بأنه يجري الحديث عن حصر الوساطة بالقنوات الأمنية المباشرة بسرية تامة.

الجديد أمس، هو عودة «هيئة علماء المسلمين» إلى الواجهة بـ«خجل»، بعد أن كانت قد غسلت يديها من الوساطة سابقاً، بسبب «التخوين وعدم منحها أوراق للتفاوض» برأي أعضائها، وبسبب «التباس دورها» بحسب أطراف في الحكومة. ومن المقرّر اليوم، أن يجول أعضاء المجلس الإداري في الهيئة على عدد من الشخصيات الأمنية والسياسية، ويتوقع بعض أعضائها المتشائمين أن «أحداً من أطراف السياسة لن يمنح الهيئة فرصة للعب هذا الدور»، فضلاً عن موقف كلٍّ من «جبهة النصرة» وتنظيم «داعش» الرافض لوساطة الهيئة، بوصفها «هيئة عملاء لا علماء»، بحسب تعبير المتشددين من هذين التنظيمين. وعلمت «الأخبار» أنّ وفد الهيئة سيزور كلاً من المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، ووزير العدل أشرف ريفي، وعدداً من الشخصيات، من دون سقف عالٍ من التوقعات.

وهكذا، تبدو رحلة البحث عن مفاوض جديد، أكثر جدوى. إذ أشارت مصادر الهيئة، إلى أن «رئيس اتحاد العشائر العربية جاسم العسكر، يطرح نفسه وسيطاً لخوض المفاوضات لإطلاق سراح العسكريين، علماً بأن العسكر كان قد التقى أمير النصرة في جرود عرسال، عارضاً عليه الدخول وسيطاً، فلم يبد الأخير أي اعتراض».

وفي السياق، ترى مصادر عرسالية مطّلعة على مسار المفاوضات أن «سوء إدارة خلية الأزمة حال دون تحرير العسكريين»، مشيرة إلى أنّه «منذ المراحل الأولى كان هناك تخبّط واضح بين موافق على المفاوضات ورافض لها»، فيما تشير مصادر وزارية إلى أن «أحداً في الحكومة لم يعارض المفاوضات». ورأت المصادر العرسالية أن «كل فريق من القوى السياسية التي دخلت على خط التفاوض كان يغنّي على ليلاه»، فاعتبرت أن الأمثلة على ذلك هي: «دور النائب جمال الجراح الذي كان على تواصل مباشر مع قائد الدولة الإسلامية في القلمون أبو طلال الحمد (كان يستخدم برنامج «فايبر» للاتصالات على الهواتف الذكية)، وكان يشدد للوسطاء السوريين واللبنانيين على ضرورة العمل لإخراج الدركي المحتجز جورج خوري، ولكن محاولاته باءت بالفشل».

كذلك الأمر مع وزير الصحة وائل أبو فاعور الذي اعتبرت المصادر أنه سلك نفس المسلك بقولها: «أبو فاعور كان يتواصل مباشرة مع الشيخ مصطفى الحجيري للضغط من أجل عدم قتل أي أسير، وهو كان يضغط على الحكومة للقبول بفتح ممرات آمنة لإدخال الجرحى»، مشيرة إلى أن الأخير توسط لدفع أموال لـ«داعش» لإرجاء قتل العسكريين. كذلك اعتبرت المصادر أن «الموفد القطري لم يقدم أي خدمة للحكومة اللبنانية، بل على العكس سبّب رفع سقف مطالب الخاطفين»، وهذا الأمر تؤكّده مصادر وزارية في خليّة الأزمة. وأشارت المصادر العرسالية إلى أن مرحلة المفاوضات اليوم باتت أصعب بأشواط، وأن «ملف العسكريين لدى جبهة النصرة أصبح مباشرة بيد أبو محمد الجولاني بعد خروجه من يد أمير النصرة في القلمون أبو مالك التلي». وكذلك الأمر مع تنظيم «داعش»، الذي سُحب الملف من يدي أبو طلال الحمد ليتولاه الأمير المعيّن حديثاً أبو عبد السلام الأردني، بتنسيق مباشر مع القيادة المركزية للتنظيم.

الجيش يشدد الحصار على الجرود

من جهة ثانية، استكمل الجيش اللبناني تعزيز إجراءاته وقطع الطرقات التي تربط عرسال بجرودها، بهدف سدّ غالبية المنافذ على الإرهابيين ومنع وصول المساعدات والوقود إلى الجرود. وكان الرئيس نبيه برّي قد لفت الأسبوع الماضي إلى أن «بعض الإمدادات لا تزال تصل إلى المسلحين في الجرود»، وكذلك فعل أكثر من وزير. وأشارت مصادر أمنية وأهلية لـ«الأخبار» إلى أن الجيش قطع بالسواتر الترابية بشكل كامل معابر أساسية إلى الجرود، وهي وادي الرعيان، الحصن، وعقبة الجرد ــ وادي عطا، وسط إنذارات باعتبار أية تحركات على تلك الطرق بمثابة «تحركات عدائية ستتعرض للاستهداف بالأسلحة المناسبة»، بعد سلسلة استهدافات للجيش ووقوع شهداء. واكتفى الجيش بإقفال المعابر من الجهة الجنوبية والجنوبية الشرقية، فيما ترك معبري وادي حميد والمصيدة مفتوحين أمام أبناء البلدة للتوجه إلى مقالع الحجارة في الجرود، مع الإبقاء على الحواجز عليها من أجل ضبط حركة الدخول والخروج منها. وأكد مسؤول أمني أن هذين المعبرين «يخضعان للمراقبة من عدة نقاط للجيش مطلة عليهما، ويمكن كشف التحركات عليهما بسهولة واستهدافها، على عكس المعابر التي أقفلت والتي تشهد دائماً كمائن وعبوات ناسفة». بدورها، ردّت «النصرة» على إجراءات الجيش في تعليق على موقع تويتر بالقول: «يبدو أن قرارات خلية الأزمة التي تزعم أن هدفها هو إنقاذ حياة العسكريين، بدأت تأخذ منحى قد يودي بحياتهم بسبب هيبة الدولة المزعومة». وعلمت «الأخبار» من مصادر أمنية أن الإرهابيين عملوا على تحريض بعض الأهالي في بلدة عرسال عبر مكبرات الصوت في المساجد للتظاهر عند التاسعة من صباح اليوم ضد الإجراءات.

وفي عرسال أيضاً، انفجرت عبوة ناسفة زرعت في سيارة المدعو حسن عز الدين الملقب «بالمكحل»، وهو مطلوب مع شقيقَيْه خ. وج. للقضاء بتهم منها التهريب وإيصال السلاح إلى الإرهابيين بالجرود، وأصيب عز الدين بجروح، نقل على أثرها إلى أحد المستشفيات الميدانية للمعالجة.

وبعض الظهر قصف الجيش عدة مواقع للمسلحين في الجرود، وتعرّضت الجرود ليلاً لقصف من قبل المدفعية والطيران السوري، وأفيد عن مقتل ثلاثة أشخاص وجرح اثنين بعد إصابة منزل محمد الحجيري في وادي عجرم على أطراف عرسال بقصف جوي."

 

الموضوعات المدرجة تعرض أبرز ما جاء في الصحف، وموقع المنار لا يتبنى مضمونها