03-05-2024 07:21 AM بتوقيت القدس المحتلة

تناقضات العرب.. يدعون سورية لوقف العنف ويدعمون ويؤيدون خطوات النظام في البحرين!!

تناقضات العرب.. يدعون سورية لوقف العنف ويدعمون ويؤيدون خطوات النظام في البحرين!!

في تناقض واضح في المواقف ووفي سياق الاستهداف المباشر لدول بعينها اتى البيان الختامي لاجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة ليكون نسخة عن بيان مجلس التعاون الخليجي قبل ايام.

في تناقض واضح في المواقف ووفي سياق الاستهداف المباشر لدول بعينها اتى البيان الختامي لاجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة ليكون نسخة عن بيان مجلس التعاون الخليجي قبل ايام. فالبيان دعا الى اتخاذ خطوات عاجلة لوقف إراقة الدماء وتجنيب المواطنين السوريين المزيد من أعمال العنف والقتل. ونفس البيان دعم استقرار وأمن مملكة البحرين وتأييده ومساندته لما سماها "الخطوات الحكيمة" التي اتخذها الملك حمد بن عيسى آل خليفة لإعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد.


سورية..
إذاً طالب وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماعهم الثلاثاء في القاهرة "بوقف إراقة الدماء" في سورية قبل إرسال وفد من الأمانة للجامعة العربية إلى دمشق سيكون بمثابة "لجنة لتقصّي الحقائق". كما دعوا الحكومة السورية الى إجراء حوار وطني تشارك فيه مختلف القوى السياسية في البلاد لحل الأزمة. ودعا الوزراء القيادة السورية الى تجنيب المواطنين السوريين المزيد من أعمال العنف والقتل. وقال الوزراء في بيان إن وقف العنف يتطلب من القيادة السورية اتخاذ الإجراءات العاجلة لتنفيذ ما وافقت عليه من نقاط أثناء زيارة الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إليها السبت الماضي، وخاصة ما يتعلق بوقف أعمال العنف بكافة أشكاله وإزالة أي مظاهر مسلحة، والعمل على تنفيذ ما جرى إقراره من إصلاحات.

كما اكد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية أنه "جرى التداول في مختلف الأبعاد المتصلة بالأزمة في سورية وسبل مساهمة الجامعة العربية في معالجتها بما يضمن تطلعات الشعب السوري وضمان أمن سورية واستقرارها ووحدة أراضيها ومنع التدخلات الخارجية". وأضاف إن المجلس "خلص إلى التعبير مجدداً عن بالغ قلقه من استمرار أعمال العنف وسقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى من المواطنين". وتابع البيان إن "الموقف الراهن في سورية ما يزال في غاية الخطورة، ولا بدّ من إحداث تغيير فوري يؤدي إلى وقف إراقة الدماء وتجنيب المواطنين السوريين المزيد من أعمال العنف والقتل". ولم يرد بالبيان ذكر لمشروع قرار وزع في الاجتماع يرفض العقوبات التي فرضتها واشنطن من جانب واحد على دمشق.


البحرين..
أما في ما يتعلق بالوضع في البحرين، جدد مجلس الجامعة التزامه بدعم "استقرار وأمن مملكة البحرين وتأييده ومساندته لما سماها الخطوات الحكيمة التي اتخذها الملك حمد بن عيسى آل خليفة لإعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد". وأشاد المجلس بـ"الانتخابات التي ستجرى أواخر الشهر الجاري والتي من شأنها الإسهام في دفع وتعزيز مسيرة الإصلاح والتقدم، وبالنتائج الإيجابية لحوار التوافق الوطني، وبمبادرة البحرين إلى تشكيل اللجنة الملكية المستقلة لتقصي الحقائق، لكشف حقيقة الأحداث التي مرت بها المملكة مؤخرا".

 
سورية ترد
وفي سياق ردها على الضغط العربي، قدّم مندوب سورية لدى جامعة الدول العربية يوسف احمد مداخلات خلال الاجتماع أكد فيها أن "سورية ماضية في طريق الإصلاح الذي أعلنته، وفي تلبية المطالب المشروعة لمواطنيها وفي أداء الواجب الوطني المتمثل في حماية أرواحهم وأمنهم وممتلكاتهم، وفي الدفاع عن امن سورية واستقرارها ووحدتها الوطنية، وأنها تنفذ عملية إصلاح حقيقية وجادة تنبع من قناعاتها الوطنية والقومية ومن احتياجات شعبها وتطلعاته".

وأكد احمد أن "محاولات التدخل الخارجي في الشأن السوري لم تكن في يوم من الأيام نابعة من الحرص على مصالح سورية وأمنها واستقرارها، وإنما تنطلق من الضغط المستمر على سورية للتخلي عن مواقفها القومية والمبدئية الداعمة للحق العربي وللقضية الفلسطينية، والتخلي عن دعمها لقوى المقاومة العربية، وذلك في مقابل إنهاء جميع أشكال الضغط والعقوبات على سورية، بما في ذلك وضع حد نهائي للأزمة الحالية وعودة الأمن والاستقرار إليها"، مشيراً إلى أن "هذه هي المطالب التي كانت تصرّ عليها الوفود الغربية صراحة في زياراتها إلى دمشق، وفي تواصلها مع المسؤولين السوريين منذ عقود والى الآن".

وأكد احمد أن "سورية ستبقى قوية وستخرج من الأزمة الحالية أكثر مناعة وعزيمة، وستنتصر إرادتها في مواجهة المؤامرة التي تستهدفها، مهما تعاظمت حملة الضغوط الخارجية عليها أو تمادت بعض وسائل الإعلام في تشويه حقيقة وواقع المشهد السوري، بهدف التحريض ضد سورية واستحضار التدخل الخارجي بأي ثمن من خلال وسائل وأدوات رخيصة وغير أخلاقية".

وحذر احمد من أن "هناك أطرافاً عربية تتخذ مواقف سلبية لا تساعد على الإطلاق في حل الأزمة في سورية، وتقوم بتنفيذ إملاءات بعض القوى الدولية التي تقود المؤامرة وتمارس الضغط المشبوه على سورية"، مشيراً إلى "واقعة وجود مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان في الدوحة أثناء انعقاد اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية في 23 آب، وإقرار طرف عربي يومها بأن فيلتمان يمارس ضغوطاً على العرب من أجل تبني موقف سلبي يتجاوب مع الأجندة الأميركية والغربية ضد سورية، ويسهّل استدعاء التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية".

وأكد احمد أن "أي موقف تتخذه جامعة الدول العربية تجاه الوضع في سورية يجب أن يستند إلى المضمون البناء والايجابي لتقرير أمينها العام، وإلا فإن الشعب السوري الذي لم يتوان في يوم من الأيام عن تقديم الدعم والمساعدة لأشقائه العرب من المحيط إلى الخليج سيبقى يذكر على الدوام أن بعض العرب رفض مساعدته، بل لعب دوراً سلبياً إلى جانب القوى الدولية التي تستهدف امن سورية واستقرارها وموقعها ودورها الوطني والقومي ودعمها للمقاومة ضد الاحتلالات الإسرائيلية والأجنبية".

ثم تقدم احمد بمبادرة سورية "تتضمن مشروع قرار يصدر عن مجلس جامعة الدول العربية، ويعكس رؤية عربية متكاملة تلبي الإرادة المشتركة للشعوب العربية من خلال تبني حزمة من الإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وبما يكفل تعزيز الديموقراطية واحترام حقوق الإنسان ويتصدى لمحاولات التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للدول العربية إلا أن رئيس وزراء قطر الرئيس الجديد لمجلس جامعة الدول العربية تجاهل بشكل غير مبرر التعامل مع المبادرة أو إصدار أي قرار أو توصية بشأنها".

وفي ختام الاجتماع، أعلن أحمد "رفض سورية للبيان جملة وتفصيلاً، واعتبره عملاً عدائياً وغير بنّاء في التعامل مع الأزمة في سورية ومحاولة لإفشال مهمة الأمين العام لجامعة الدول العربية، وهي الحقيقة التي انعكست من خلال مواقف ممثلي بعض الدول العربية، ومن مناخات التفاوض التي سادت اجتماع المجلس والتي تناقضت بشكل فاضح مع المضامين الايجابية لتقرير الأمين العام لجامعة الدول العربية عن زيارته الأخيرة إلى سورية ولقائه بالرئيس الأسد". واستشهد "بوقائع ثابتة وموثقة حول محاولة بعض الأطراف العربية الرسمية والإعلامية منذ البداية إفشال مهمة الأمين العام وعرقلة زيارته إلى سورية ولقائه بالرئيس الأسد".


لبنان يتحفظ..
وفي هذا السياق، قالت مصادر دبلوماسية إن لبنان تحفظ على البيان المتعلق بسورية والذي كان مستوحى من بيان دول مجلس التعاون الخليجي. وذكرت المصادر أنه كان يفترض انتقال رئاسة لجنة المبادرة العربية والجامعة العربية للدورة من الآن وحتى آذار من سلطنة عمان إلى فلسطين، لكن المندوب الفلسطيني تنازل للقطري، الذي يبدو أن لديه اجندة خاصة، وهو قال إن الوفد العربي لن يتوجه إلى دمشق قبل أن يوقف النظام أعمال العنف، وردّ ممثل سورية يوسف احمد أنه لو كان الجيش السوري وحده من يستخدم السلاح لأمكن ضمان ذلك، لكن ماذا عن المجموعات المسلحة الأخرى ومن يضمنها، لكن القطري لم يقبل بالمعادلة وأصرّ على رأيه. وقال له السفير السوري "أنا أضمن أن يزور الوفد الوزاري كل المناطق السورية، وألا تحصل ضربة كفّ من قبل الجيش، ولكن لا نضمن المجموعات المسلحة".


إيران..
وحتى يتطابق بيان الجامعة العربية بالكامل مع بيان مجلس التعاون الخليجي كان لا بد من الهجوم على ايران، حيث عبر الوزراء العرب عن القلق الشديد من استمرار التصريحات الاستفزازية للمسؤولين الإيرانيين ووسائل الإعلام الإيرانية تجاه عدد من دول مجلس التعاون الخليجي. وأضاف البيان أن هذه التصريحات تعد إخلالا بقواعد حسن الجوار ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي (المؤتمر الإسلامي سابقا). ودعا الوزراء إيران إلى وقف هذه التصريحات والحملات الإعلامية التي لا تخدم تحسين العلاقات بين الجانبين وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

 
أعمال الدورة
وكانت اجتماعات الدورة العادية لمجلس الجامعة العربية قد بدأت أعمالها ظهر الثلاثاء على مستوى وزراء الخارجية العرب. وحضر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الاجتماع، بينما غاب عنه وزير الخارجية السوري وليد المعلم. وكان يفترض انتقال رئاسة لجنة المبادرة العربية والجامعة العربية للدورة من الآن وحتى آذار/مارس من سلطنة عمان إلى فلسطين، لكن المندوب الفلسطيني تنازل للقطري.

وفي كلمته أمام الاجتماع شدد رئيس الوزراء القطري على أهمية وقف إراقة الدماء في سورية وتبني الحوار وسيلة للتوصل إلى حل، مؤكدا حرص الجامعة على أمن واستقرار ووحدة سورية.

من جهته أقر العربي بأن الجامعة أصبحت عاجزة عن التعامل مع أزمات عربية، مشيرا إلى أن بعض الدول العربية تفضل اللجوء إلى أطر دولية بدلا من اللجوء إلى الجامعة، واعتبر أن ثقافة عدم التزام الدول العربية بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه يستحق وقفة.  وقال العربي إن هناك مسافة كبيرة بين ما حققته الجامعة وما تصبو إليه الشعوب العربية، مضيفا أن المواطن العربي يتساءل عن أي إنجازات ملموسة حققتها الجامعة. وأكد أهمية التحلي بالجرأة واقتناص الظروف الحالية في التعامل مع القضايا العربية، وقال إنه سيجري مشاورات مع مستقلين لإعادة هيكلة الجامعة وتطويرها.