25-11-2024 01:17 AM بتوقيت القدس المحتلة

أرقام «الاتجاه المعاكس»: في سجّل «داعش» مجزرة واحدة لا أكثر

أرقام «الاتجاه المعاكس»: في سجّل «داعش» مجزرة واحدة لا أكثر

وتوجّه الحديث في الحلقة إلى اعتبار الأزمة السوريّة «ثورة سنية ضدّ النظام العلوي»، ما دفع «سنة العالم» إلى التوجه إلى سوريا للدفاع عن «أبناء جلدتهم».

لم يعد مستغرباً أن يقدّم فيصل القاسم وصلة تحريض طائفي أسبوعيّة في برنامجه «الاتجاه المعاكس». ولم يعد خافياً على أحد أنّ قناة «الجزيرة» تخلّت منذ زمن عن «حرفيّة الانحياز»، لتصير منبراً للطائفيّة، وتلميع صورة الإرهاب.

علاء حلبي/ جريدة السفير

علاء حلبي/ جريدة السفيرحلقة أمس الأوّل من البرنامج، جاءت لتعزّر ذلك النهج ذاته، من خلال ساعة تلفزيونيّة حملت كمَّاً هائلاً من الشتائم الطائفية، بشكل مباشر تماماً، ومن دون تستّر، في مشهد يعيد إلى الأذهان ما كانت تبثّه قنوات التحريض الطائفي التي ظهرت قبل «الربيع العربي»، قبل أن يأفل نجمها.

حملت الحلقة عنوان «أصل الإرهاب في سوريا... النظام أم تنظيم الدولة؟». وجاءت نتائج التصويت على هذا السؤال، على موقع القناة، كالتالي: «97.1 في المئة من المشاركين في الاستفتاء رأوا أن النظام السوري أكثر إجراماً وإرهاباً من تنظيم الدولة الإسلامية، وبالتالي يستحقّ المعاقبة الدولية، مقابل 2.9 في المئة رأوا عكس ذلك». شارك في الحلقة المعارض السوري ثائر الناشف، والصحافي العراقي يزن الجبوري.

حملت الحلقة خطاباً معاكساً لما أعلنته قطر عن توجهها لمكافحة الإرهاب خلال «قمّة مجلس التعاون الخليجي» في الدوحة يوم الاثنين الماضي. كما تصنف جميع دول مجلس التعاون الخليجي، ومنها قطر، تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام ـ داعش» تحت خانة الإرهاب، وتعمل على محاربته عبر التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركيّة. على النقيض من ذلك، بدت حلقة «الاتجاه المعاكس» محاولةً لتلميع صورة التنظيم، إذ سرد القاسم خلال الحلقة، بمساعدة ضيفه الدائم الناشف، عدّة إحصاءات تؤكّد أنّ التنظيم لم يرتكب إلا مجزرة واحدة، ولم يقتل سوى 107 مدنيين في سوريا، وفق الإحصاء الذي لم يذكر مصدره.

وتوجّه الحديث في الحلقة إلى اعتبار الأزمة السوريّة «ثورة سنية ضدّ النظام العلوي»، ما دفع «سنة العالم» إلى التوجه إلى سوريا للدفاع عن «أبناء جلدتهم». وتناسى مقدّم البرنامج الإشارة إلى أن هدف تنظيم «داعش» ليس نصرة لأحد، بل إقامة «دولة إسلامية»، وفق المنظور السلفي الجهادي. كما أنّه ارتكب عشرات المجازر ونفّذ مئات عمليات الإعدام بحق «سنة» عبّروا ولو بالإشارة عن رفضهم لنهج التطرّف.

شكّل القاسم والناشف ثنائياً بمواجهة الجبوري، ووصل بهما الأمر حدّ الاستهزاء بحديثه، عن بدء اندمال الجرح الطائفي في العراق واتحاد كل الطوائف في مواجهة خطر «داعش». وقال الناشف إنّ من يقف مع «النظام السوري من السنة هم كلاب»، ليضيف مدير الحوار قائلاً: «لا لا، بتزعل منك الكلاب!» (د. 38).

أصرّ القاسم خلال الحلقة على تبرير جرائم «داعش»، وتقديم إحصاءات من دون مصدر، تخلط بين الفصائل والأحزاب المقاومة والتنظيمات الإرهابية... وكما جرت العادة، لم يوفّر الألفاظ السوقيّة المؤججة للمشاعر الطائفيّة. وقد حاولنا إحصاء عدد المرات التي ذكرت فيها مصطلحات «سنة»، «علوية»، «شيعة»، «نصيرية»، «مجوس»، خلال الحلقة، إلا أنّنا عجزنا عن ذلك، بسبب ورودها في كل دقيقة من دقائقها الخمسين.