غادر الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري طرابلس، بعد زيارة استمرت يومين، وأثارت جدلاً لا يتوقع أن ينتهي قريباً، وطرحت تساؤلات عن أهدافها الفعلية، ما ترك المجال واسعاً للتحليلات والشائعات
عبد الكافي الصمد
غادر الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري طرابلس، بعد زيارة استمرت يومين، وأثارت جدلاً لا يتوقع أن ينتهي قريباً، وطرحت تساؤلات عن أهدافها الفعلية، ما ترك المجال واسعاً للتحليلات والشائعات.
ففيما أكد مقربون من الحريري ان الزيارة «شخصية» و»تفقدية» و»خارج الأطر التنظيمية»، أوضح بيان رسمي صادر عن الحريري أنها كانت لـ «متابعة تنفيذ هبة الـ20 مليون دولار»، المقدمة من الرئيس سعد الحريري.
وأكّد هؤلاء أن الزيارة «ناجحة شعبياً برغم كل ما قيل حولها»، لافتين إلى أن «الشيخ أحمد جال في مناطق شعبية وفقيرة في طرابلس لم يطأها نواب طرابلس كلهم منذ انتخابات عام 2000، لأسباب أمنية، وتحدث إلى الناس فيها عن قرب عن مشاكلهم».
إلا أن مراقبين أشاروا الى أن متابعة الهبة «لا تكون بجولة استعراضية، وفي غياب أي فريق هندسي أو استشاري أو مكتب دراسات، رافق الحريري أو أُعلن تكليفه متابعة تفاصيل هذه المهمة». ولفتوا الى أن الحريري غادر طرابلس من دون أن يلتقي أيّاًً من نوابها المحسوبين عليه، ولا منسقية التيار فيها، كما أن فعاليات وعائلات طرابلسية محسوبة على المستقبل أبدت عتبها على تجاهل الحريري لها.
وكان لافتاً في بيان الحريري، حول تفقّده منطقة باب التبانة، التي رفض بعض أبنائها استقباله، إشارته الى أن «وجودنا في باب التبانة هو من أجل أهلها لا من أجل منافسة أحد»، آملاً «من الجميع أن يعملوا لأجل هذه المنطقة، وأن يقدّموا إليها، لأنها تعنينا جميعاً»، فضلاً عن خلو البيان من أي إشارة إلى الانقسام السياسي والمذهبي، ومن أي عبارة تنتقد حزب الله أو النظام السوري كما درجت أدبيات تيار المستقبل منذ سنوات.
ورأى مراقبون في كلام الحريري «أمرين ينبغي التوقف عندهما: الأول أنه اعتراف متأخر من قيادة تيار المستقبل بأن الحرمان في باب التبانة وأخواتها يستدعي مساعدة أهلها لانتشالهم من وضعهم البائس؛ والثاني أنه لا ينافس أحداً في هذا المجال، وفي ذلك اعتراف ضمني من الحريري بأن تياره لا يستطيع وحده القيام بهذه المهمة الإنمائية، ودعوة غير مباشرة للآخرين، وتحديداً أبرز منافسيه في طرابلس الرئيس نجيب ميقاتي وغيره في بقية المناطق، للتعاون معه ولو بشكل غير مباشر لهذا الغرض». ورأى المراقبون أن «هذا التطوّر في خطاب قيادة تيار المستقبل، إذا كان جدّياً، ومدّ اليد للآخرين، فضلاً عن معاينة وضع بعض المناطق المعدومة ميدانياً، يعني أن قيادة المستقبل فهمت أخيراً أن يداً واحدة لا تصفق لمحاربة الفقر والحرمان، ولمواجهة الإرهاب والتطرف، وللحفاظ على الوحدة الوطنية في وجه مخاطر تتهدّدها».
http://www.al-akhbar.com/node/221743
موقع المنار غير مسؤول عن النص وهو يعبّر عن وجهة نظر كاتبه