ليست المرة الأولى التي تعمد قناة العربية السعودية الى تلفيق مثل هذه الأخبار وبثها، بهدف الإيحاء بأن تنظيم القاعدة يحقق انتصارات عسكرية على الحوثيين، فلماذا تعمد العربية إلى اختلاق أخبار كاذبة لمصلحة القاعدة؟
إعتادت وسائل الإعلام التي تدور في الفلك السعودي على المجازفة بسمعتها الصحفية حتى ولو على حساب صدقيتها ومهنيتها. فبدل أن تتخذ من الموضوعية مسارا لها للاحداث الجارية في اليمن، وضعت نفسها في دائرة الشبهة إثر تعمدها تحوير الحقائق واختلاق الاكاذيب حول احداث لم تحصل بتاتا.
لكنها تقصدت خلق رأي عام مشوش، وتصوير ما يجري على خلاف حقيقته، ظنّا منها بأن معالجتها للأحداث في اليمن بهذه الطريقة ستؤدي الى تغيير الوقائع على الأرض، ومحاولة شن حرب نفسية على حركة انصار الله التي تخوض حربا ضروسا ضد تنظيم القاعدة ( الارهابي ) في اليمن.
ففي تاريخ 3-12-2014، نشر الموقعان الالكترونيان لقناتي "العربية" السعودية و"سكاي نيوز" خبرا مفاده أن تنظيم القاعدة قتل 12 مسلحا من الحوثيين في اليمن. الخبر لم تنشره سوى هاتين الوسيلتين، من دون التحقق من المصادر المعنية .
لم يكن من السهل أن يمر الخبر مرور الكرام، بل استدعى توقفا مليا حول خلفياته وأسبابه، خاصة وأنها ليست المرة الأولى التي تعمد قناة العربية السعودية الى تلفيق مثل هذه الأخبار وبثها، بهدف الإيحاء بأن تنظيم القاعدة يحقق انتصارات عسكرية على الحوثيين، لأنه سبق وأن بثت القناة المذكورة خبرا مشابها في وقت سابق، قالت فيه: إن القاعدة قتل عشرات المسلحين من الحوثيين. وهي أمور تجافي الحقيقة من خلال مسار العمليات العسكرية، وسيطرة الحوثيين على مناطق كانت تعتبر ثقلا لتنظيم القاعدة.
لماذا تعمد العربية السعودية وأخواتها الى اختلاق أخبار كاذبة لمصلحة القاعدة في حين أنه كما هو معروف فإن هذه القناة تشن حربا إعلامية ضد القاعدة في عدد من المناطق، لكنها تصبح ناطقا إعلاميا باسم القاعدة على الساحة اليمينة، ما أوقعها في حالة من التناقض.
وردا على ما تروجه العربية السعودية من انتصارات وهمية لتنظيم القاعدة، ينفي مصدر يمني رفيع المستوى لموقع "العهد الاخباري" صحة ما نشر، (مقتل 12 حوثيا)، ويرجعه الى الانتصارات التي حققتها الحركة على تنظيم القاعدة في محافظة أب ورداع منذ شهر.
ولتأكيد انتصارات الحركة ميدانيا على القاعدة، يلفت المصدر الى أنهم دعوا وسائل الاعلام للنزول الميداني الى الارض للتثبت من حقيقة الأمر، لكن هذا الأمر لم يحدث ولم تحضر سوى وكالة "رويترز " التي أرسلت فريقا إعلاميا الى منطقة رداع فقط، وأنجزت تقريرا عن تطهير المدينة من مسلحي القاعدة.
المصدر نفسه يتهم السعودية ووسائل إعلامها بأنها تسعى الى تشويه الانتصارات التي حققتها حركة أنصار الله على القاعدة ذراع السعودية في اليمن وورقتها الاخيرة التي أسقطتها ثورة 21 سبتمبر/ أيلول.
الامر لم ينته عند هذا الحد، إذ ينبه المصدر من أن السعودية تسعى أيضا الى تهويل قضية القاعدة، مشيرا الى أن الهجوم الذي استهدف السفارة الايرانية في صنعاء بالقرب من مقر جهاز الامن السياسي، المراد منه تصوير القاعدة على أنها لا تزال موجودة. و"هذا أمر غير صحيح" يؤكد المصدر .
وينظر المصدر الى أن العملية التي حصلت في الحي الذي يقع فيه جهاز الأمن السياسي أكثر الاجهزة الأمنية معرفة واطلاعا بالقاعدة، إنما أتت بتوجيه سعودي، لافتا الى أن أجهزة الأمن كانت على علم بذلك.
ويضيف المصدر "نحن نسعى للضغط على هذا الجهاز للاطلاع على ملفات عناصر القاعدة ومعرفة المتبقين لديهم بالسجن، لكي يسهل محاصرة ومراقبة تحركات من تبقى منهم." ويختم المصدر اليمني بالقول: إن ورقة القاعدة في المحافظات الشمالية سقطت.