قسم الاعتقال والتحقيق يقع على مقربة من غرفة الطعام. زنازين الاعتقال القائمة على دهليز طويل، تلتصق إحداها بالأخرى، تفصل بينها جدران إسمنتية سميكة. ولا يستطيع المعتقلون الإتصال فيما بينهم سوى عن طريق القرع على الجدران
دراسة حول واقع السجون الصهيونية السرية.. صور حية عن الإرهاب الصهيوني العنصري
إعداد : يحيى المعلم امين سر اللجنة الوطنية للدفاع عن الاسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال (منسق خميس الاسرى)
تفيد الدراسات الصادرة عن هيئات ولجان ومراكز ابحاث وباحثين عن واقع شؤون الاسرى. في هذه السجون الصهيونية العنصرية صور حية عن الارهاب الاسرائيلي.
حكومات الصهاينة المتعاقبة منذ احتلالها لفلسطين وخصوصاً الضفة الغربية وقطاع غزة عام 1967، والسجون التي اقيمت على تراب كل فلسطين من شمالها الى نوبها وعن وجود معتقلات وسجون سرية لدى الاحتلال وهي محصنة بشكل جيد حيث ان بعضها هو عبارة عن ثكنات وقواعد عسكرية يعود لحقبة الاحتلال البريطاني لفلسطين والبعض الآخر من صنع الاحتلال الصهيوني.
* الاسرى المفقودين بين الحياة والموت في السجون السرية فقد كشفت مصادر صحفية اجنبية واسرائيلية معلومات عن اربع مقابر ارقام هي :
1-مقبرة الأرقام المجاورة لجسر "بنات يعقوب" وتقع في منطقة عسكرية عند ملتقى الحدود الإسرائيلية – السورية – اللبنانية، وتفيد بعض المصادر عن وجود ما يقرب من 500 قبر فيها لشهداء فلسطينيين ولبنانيين غالبيتهم ممن سقطوا في حرب 1982، وما بعد ذلك.
2- مقبرة الأرقام الواقعة في المنطقة العسكرية المغلقة بين مدينة أريحا وجسر داميه في غور الأردن، وهي محاطة بجدار، فيه بوابة حديدية معلق فوقها لافتة كبيرة كتب عليها بالعبرية "مقبرة لضحايا العدو"، ويوجد فيها أكثر من مائة قبر، وتحمل هذه القبور أرقاماً من 5003 – 5107، ولا يعرف إن كانت هذه الأرقام تسلسليه لقبور في مقابر أخرى أم كما تدعي إسرائيل بأنها مجرد إشارات ورموز إدارية لا تعكس العدد الحقيقي للجثث المحتجزة في مقابر أخرى.
3- مقبرة "ريفيديم" وتقع في غور الأردن.
4- مقبرة "شحيطة" وتقع في قرية وادي الحمام شمال مدينة طبريا الواقعة بين جبل أربيل وبحيرة طبريا. غالبية الجثامين فيها لشهداء معارك منطقة الأغوار بين عامي 1965 – 1975. وفي الجهة الشمالية من هذه المقبرة ينتشر نحو 30 من الأضرحة في صفين طويلين، فيما ينتشر في وسطها نحو 20 ضريحاً، ومما يثير المشاعر كون هذه المقابر عبارة عن مدافن رملية قليلة العمق، ما يعرضها للانجراف، فتظهر الجثامين منها، لتصبح عرضة لنهش الكلاب الضالة والوحوش الضارة.
بناء على متقدم يؤكد للقارئ بأن هناك علاقة بين السجون السرية ومقابر الارقام وتدل على ان الاسرى المفقودين منذ سنوات قد تعرضوا للقتل وسرقة اعضائهم وهذا ما كشف عنه الكاتب السويدي دونالد بوسدوم عن عملية ييع اعضاء الاسرى في سجون الاحتلال الاسرائيلي, ومن ثم يتم دفنهم داخل مقابر الارقام لكي يتم محو اثار نزع الاعضاء البشرية منها عن طريق التحلل.
•لماذا يخفون الاسرى وما اوضاع السجون:
قد يقول قائل ما الفائدة التي يستفيد منها العدو الصهيوني من قامة مثل هذه السجون وما المعيار الذي يتبعه الصهاينة في الاعتراف بوجود اسير او انكاره.هنا تكمن الاجابة اذا سارع الاعلام الى مكان الحادث يتم الاعلان عنه – او اذا شملت عملية الاسر عدد كبير من الجنون الاحتلال وشاركوا فيه او عمليات اسر كما حصل مع الشيخ عبد الكريم عبيد ومصطفى الديراني اللذان اسرهما في عملية انزال من قراهم.
أما في احيان كثيرة يرفض الاعتراف بالاسرى ولو كان في امكان العدو عدم الاعتراف بأحد الاسرى لفعل ما تأخر ابداً كما حدث في صيف العام 6/6/1982 خلال العدوان على لبنان حين قامت قوات الاحتلال بعملية الانزال على منطقة نهر الاولى في صيدا جنوب لبنان واصدمت بمجموعة شباب تجمع اللجان والروابط الشعبية وحصل اشتباك معهم، وقد تم أسر ثمانية من الشباب واطلق اثنان منهم وهما هاشم ابراهيم وحمزة يزبك في عملية تبادل اسرى عام 1984 وبقي ستة وهم ابراهيم نور الدين، حيدر زغيب، بلال الصمدي، محمد معلم، محمد شهاب والشاهر، وكذلك المفقود حسين دبوق الذي اعتقل من منزله في صور وسعيد اليوسف ورشيد آغا عماد العبد الله الذين اعتقلوا على حاجز قوات الاحتلال في لبنان وهم ينتمون الى جبهة التحرير الفلسطينية ولم تعترف قوات الاحتلال بوجودهم حتى الان. ،رغم ان هناك شهود اثنان من المقاومين اللذان اطلق سراحهما في معركة نهر الاولي.شاهدوا بعض الاخوة يأخذهم جيش الاحتلال ولكن القوات الصهيونية لم تعترف بوجودهم حتى الان.
ويتم ايضا اجراء التجارب الطبية على عينات من السموم والادوية على الاسرى كحقول تجارب ومن يفارق الحياة يتم دفنه في مقابر الارقام وهذا ما كشف عنه مساءلة لنائبة اسرائيلية عن حزب ميرتس اليساري لوزير الصحة الاسرائيلي عام 1995 عن سبب سماح الوزارة للجهات الامنية بزيادة نسبة التجارب الطبية على الاسرى. والاطباء الاسرائيليون في السجون مجردون من الانسانية ويجيزون لانفسهم ممارسة كل اساليب الدموية واللانسانية ويسعون لابتكار ابشع الاساليب لالحاق الاذى بالاسرى وهي سمات سائدة في السجون الاسرائيلية بشكل عام.
* السجون السرية بشكل خاص:
وبالفعل اجرت صحيفة "يديعوت احرونوت يوم 13/10/2003 لقاءا صحفياً مع رئيس الوزراء أريئيل شارون، فكان مما قاله في هذه المقابلة: "إسرائيل لديها التزام من الدرجة الأولى في إنقاذ أي يهودي يأسره العرب... وأنا أتعامل مع هذا الملف منذ ما يقارب خمسين سنة. وعندما كنت في سلاح المظليين، كنا نخطف جنوداً أردنيين ضمن خطة أسميناها بنك الأسرى لنستخدمهم كأوراق مساومة إذا وقع جنودنا في الأسر". ومن المعلوم للجميع أن الأردن لم يجر أي عملية لتبادل الأسرى مع الحكومة الإسرائيلية منذ ذلك الحين، فأين ذهب الجنود الذين اعترف شارون بخطفهم؟.
وكما حصل ايضا في عملية التي نفذتها البطلة الشهيدة دلال المغربي مع رفاق لها وتم اسر احد افراد العملية يحيى سكاف ولم تعترف اسرائيل بوجوده حتى يومنا هذا مما يدل على ان اسرائيل لا تحترم أي من الاعلام او الرأي العام او الشهود، فهي حتى اليوم تطيح بالمؤسسات الدولية واتفاقيات جنيف وتستبيح كل المقدسات السماوية وامام الرأي العام العالمي بأسره، كما وفاة الحاج ماجد الزبون الغائب عن المنزل منذ واحد وعشرين عاماً، وتم خطفه في الحدود مع فلسطين وبوفاته اعاد ملف الاردنيين البالغ عددهم تسعة وعشرون مفقوداً وهو ما ثيت في سجلات اللجنة الوطنية لنصرة الاسرى والمفقودين الاردنيين في سجون الاحتلال.
إن الاعتقال والأسر هو أحدى الوسائل المتبعة لسلطات الاحتلال ضد المقاومين الفلسطينيين والعرب, ولا زالت سلطات الاحتلال تحتجز الآلاف من الأسرى والمعتقلين في سجونها. ولم تكتف سلطات الاحتلال ببناء 28 سجنا ًومركز توقيف وتحقيق، بل سعت إلى إنشاء سجون سرية لتكون مقابر للإحياء تنتهك فيها كل الأعراف والمواثيق الدولية، ويمارس بداخلها كل أصناف التعذيب، دون أن يتمكن احد من اقتفاء تلك الجرائم.
السجون السرية لها طرقها الخاصة للتعامل مع الأسرى الذين يتم احتجازهم بها, ويطلق على هؤلاء الأسرى والمفقودين (أسرى X), وهم أسرى تم اختطافهم أو اختفائهم من سجون الاحتلال أو من مناطق سكناهم دون إبلاغ ذويهم أو منظمات حقوق الإنسان الدولية بمكان احتجازهم أو التهم الموجهة إليهم.
نموذج من حالات التعذيب في احد السجون السرية رقم 1391:
سجن 1391، بناية مبنية من الإسمنت في وسط فلسطين المحتلة، يتوسط قرية إستيطانية بالكاد ترى في أعلى التلة لأنها محاطة بالأشجار الحرجية والجدران المرتفعة. ويبدو السجن من الخارج كأي مركز شرطة بناه البريطانيون أبان انتدابهم لفلسطين، له برجين مراقبة توفر الحراسة العسكرية والمراقبة المكثفة لمحيط المنطقة. والشهادت التي أدلى بها عدد من المعتقلين السابقين في ذلك السجن تفترض بأن السجن مزدحم بالمعتقلين.[25]
وفي المقابل، ذكر الأسير المحرر سامر المصري أنه يعتقد أن السجن في مكان قريب من الساحل، لأنه كان يسمع أصوات بعض الطيور البحرية كطائر النورس بالقرب من المكان المذكور، وكذلك نظراً لقصر المسافة نسبياً عندما تم نقله من التحقيق داخل هذا المعتقل إلى محكمة التمديد في سجن الجلمة بشمال فلسطين. ووصف الأسير المحرر طبيعة هذا المعتقل، بأنه بناء قديم، وجدرانه مهترئة ولونها قاتم، والإضاءة في الغرف ضعيفة جداً، وكل هذه العناصر تؤثر على نفسية المعتقل، خاصة - حسب المصري - أن الغرف في هذا السجن موجودة تحت الأرض، وذلك لشعور الأسير بأنه ينزل بالسيارة منحدراً قوياً قبل الوصول إلى المكان المنشود لبدء جولات التحقيق القاسي معه.[26]
تقول المحامية الإسرائيلية "ليئـا تسيمل"، المتخصصة في الدفاع عن الفلسطينيين: "أي شخص يدخل هذا السجن يختفي، ومن المحتمل للأبد". وتضيف: "لا فرق بينه وبين سجن يديره الديكتاتوريون العنصريون من جنوب أفريقيا". وقد طالبت المحامية "ليئا تسيمل" و"مركز الدفاع عن الفرد" واسمها المشهور "هاموكيد" عام 2002 بمعلومات عن هذا السجن، وإظهار الفلسطينيين المفقودين لبرهنة أنهم لا زالوا على قيد الحياة. وقد اعترفت السلطات الإسرائيلية بأن المعتقلين المفقودين كانوا محتجزين في السجن السري، لكنها لم تعط أي تفاصيل، لكنها أحالت جميع المطالب إلى ما يسمى رئيس شعبة مكافحة الإرهاب بالقرب من حيفا.[27]
وهنا قامت منظمة "هاموكيد"، برفع دعوى قضائية إلى المحكمة العليا الإسرائيلية تطالب فيها الحكومة بكشف المعلومات حول هذا السجن واستندت إلى أن القانون الدولي والإسرائيلي يعارضان وجود سجون سرية، وقد اعترف الإدعاء العام بوجود السجن، وأنه يستخدم لحالات خاصة وغير مخصص للأسرى الفلسطينيين، وأنهم توقفوا عن استخدامه منذ مدة ولم يبق فيه إلا عدد قليل من الأسرى الذين رفض الادعاء كشف هوياتهم وظروف اعتقالهم.
قامت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي، ببث تقرير مفصل عن هذا السجن وكشفت العديد من المعلومات المستقاة من "هاموكيد"، ثم توالت التقارير الصحفية في الصحف العبرية مثل الخبر الذي نشرته "يديعوت أحرونوت" في 3/8/2003، والخبر المنشور يوم 27/8/2003 في "معاريف".[28]
أما في التحقيق الصحفي الذي كتبه أفيف لافي في صحيفة "هآرتس" العبرية، فقد فضح فيه ممارسات شعبة الاستخبارت العسكرية داخل المعتقل، ووصفه أنه نسخة جديدة لغوانتنامو. وجاء في هذه التفاصيل: يتذكر الجندي (م) المرة الأولى التي أرسل فيها لتنفيذ مهام حراسة في معسكر 1391. فقبل أن يصعد إلى برج الحراسة، تلقى أمرا صريحاً من الضابط المسئول: "عندما تكون فوق البرج، لا تنظر إلا إلى الأمام. إلى خارج القاعدة، وإلى الأطراف. أما ما يحدث خلفك فهو ليس من اختصاصك. إياك أن تدير رأسك إلى الوراء.
لكن جندي الاحتياط في سلاح الاستخبارات، لم يكن قادراً على ضبط نفسه، إذ راح يسترق النظر بين حين وآخر، إلى الوراء. شاهد من فوق نقطة حراسته الجدران الشائكة المزدوجة المحيطة بالمعسكر، وكلاباً هجومية مدربة تجول في الشريط الواقع بين الجدارين، وسيارة جيب عسكرية تقوم بأعمال الدورية في الجانب الداخلي للسياج، والمركبات التي يستخدمها أفراد الوحدة التي تتولى إدارة القاعدة، والمبنى الإسمنتي الضخم، القديم، الذي استخدمته الشرطة البريطانية في عهد الانتداب والذي تحيط باسمه الآن هالة من الغموض: معسكر الاعتقال السري في دولة إسرائيل.
ثمة أوجه شبه معينة بين معسكر الاعتقال الأمريكي في كوبا وبين هذا المعسكر، وخصوصاً بكل ما يتصل بعلامات الاستفهام القانونية والقضائية التي تحوم حول المعسكرين والشكوك المريبة حول ما إذا كان وجودهما أو نشاطهما يتماشى مع مبادئ الديمقراطية. ولعل معسكر غوانتانامو الأمريكي يتقدم على نظيره الإسرائيلي من حيث الموقع الجمالي على الأقل، إذ تشاهد أبراج الحراسة الأولى من مياه البحر الكاريبي، في حين يقع السجن السري الإسرائيلي بجانب شارع اعتيادي وسط البلاد.
من الداخل، يبدو السجن كأي قاعدة عسكرية اعتيادية، عنابر للجنود وغرفة طعام وورشة لتصليح وصيانة السيارات. وباستثناء الحراسة الجسدية، التي أوكلت لمجندين جدد في الغالب، فقد أحيط المعسكر 1391 من جانب دولة إسرائيل بسور حصين من التكتم والسرية.
فمنذ الثمانينيات، حينما نقل المعسكر من موقعه السابق في جنوب البلاد إلى موقعه الحالي، تبذل إسرائيل كل جهد مستطاع في سبيل إبقاء وجود هذا السجن في حد ذاته طي السرية التامة. وحتى بعدما كشف أمره، لا تزال الدولة ترفض إشراك العالم والجمهور الإسرائيلي في طائفة التساؤلات المتعلقة بالسجن: مكانه، وهوية المعتقلين، وأسباب سجنهم هناك، ومدة سجنهم، وهل حوكموا قبل سجنهم، أو هل ينتظرون المحاكمة، وما هي الظروف التي يتم اعتقالهم فيها، وغيرها من التساؤلات التي تكون إجاباتها في أي معسكر أو منشأة اعتقال أخرى في إسرائيل واضحة وخاضعة لرقابة خارجية وقضائية.
سجن 1391، حسبما هو معروف، هو السجن الوحيد الذي لا يعرف المعتقلون فيه مكان احتجازهم، فعندما حاول أحد منهم الاستيضاح، رد عليهم الحراس بأنهم محتجزون "في المريخ" أو في "الفضاء الخارجي" أو "خارج حدود إسرائيل". وهذا هو السجن الوحيد الذي رفضت الدولة السماح لممثلي الصليب الأحمر بزيارته. كما أن أعضاء الكنيست لم يقوموا بزيارته مطلقاً، حتى أن السياسيين الإسرائيليين، وبضمنهم مسؤولون سابقون في الحكومة، أبدوا جهلاً تاماً بشأن وجوده عندما سئلوا عنه.
يقول المحامي دان باكير، المستشار القانوني لجمعية حقوق المواطن في إسرائيل إن أي منشأة اعتقال سرية تعتبر منافية للمبادئ الأساسية في أي مجتمع ديمقراطي، وللشفافية والرقابة العامة على سلطات الحكم. كما إن وجود معتقل من هذا النوع يثير مخاوف مزدوجة، أولاً مخاوف بوجود اعتقالات سرية وحالات اختفاء أو مفقودين، وثانياً مخاوف من إساءة استخدام القوة وإساءة المعاملة وممارسة العنف والتعذيب.
هذه المخاوف لها أساس من الصحة كما سنبين لاحقاً، إذ تقول عضو الكنيست زهافا غالئون والتي طلبت السماح لها بزيارة سجن 1391، لكنها لم تلق جواباً إن حقيقة وجود سجن كهذا، لا يعرف أحد مكانه من ناحية رسمية، هي من سمات الأنظمة الديكتاتورية، الشمولية ودول العالم الثالث.
ولعل أحد أسباب هالة السرية المحيطة بالمكان يرجع إلى حقيقة كونه وسط قاعدة عسكرية تتبع إحدى الوحدات السرية في سلاح الاستخبارات - الوحدة 504 – التي تتولى جمع معلومات استخبارية عن طريق العنصر البشري، وبشكل أساسي بواسطة استخدام عملاء ومخبرين خارج فلسطين المحتلة. ويتولى بعض ضباط الوحدة مهمة تشغيل العملاء والاتصال بهم، فيما يعمل ضباط آخرون في التحقيق.
نشاطات الوحدة المكثفة في لبنان سلطت الأضواء على معسكر 1391، الذي تحول إلى مركز للتحقيق مع المشبوهين بالانتماء لمنظمة حزب الله الذين اعتقلهم أو اختطفهم الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان. وكان من أشهرهم الشيخ عبد الكريم عبيد ومصطفى الديراني.
الطائرة العمودية التي اختطف بها الشيخ عبيد من منزله في بلدة جبشيت بجنوب لبنان، أحضرته مباشرة إلى بوابة المعسكر 1391. ولم يغادر عبيد المعسكر، باستثناء حالات تمديد اعتقاله في المحكمة، سوى مرة واحدة بعد مرور 13 عاماً على اختطافه واحتجازه، حيث نقل عبيد وديراني إلى سجن كفار يونا.
لكن عبيد وديراني ليسا المختطفين الوحيدين اللذين زج بهما في زنازين 1391. فقد احتجز فيه أحد الشبان اللبنانيين، ويدعى هاشم واصف، الذي تصادف وجوده في منزل الشيخ عبيد عندما قامت وحدة إسرائيلية باقتحام المنزل، لتقتاده أيضاً، حيث مكث 11 عاماً في السجن، بداية في معسكر 1391 ثم نقل في السنوات الأخيرة إلى سجن الرملة. وطوال هذه المدة لم يحاكم أو توجه له أية تهمة، فضلاً عن أن الحكومة الإسرائيلية أنكرت في السنوات الأولى حقيقة وجوده رهن الاعتقال لديها، ومنعته من الاتصال مع العالم الخارجي.
وفي نيسان 2000، أقرت المحكمة الإسرائيلية العليا الإفراج عن هاشم مع 18 معتقلاً لبنانياً آخرين احتجزوا حسب الرواية الإسرائيلية الرسمية كرهائن مقابل ملاح الجو الإسرائيلي المفقود في لبنان رون أراد.
يقول بعض سكان المنطقة التي يقع فيها معسكر 1391، إنهم يتذكرون أنه كانت هناك لغاية السبعينيات لافتة قرب المعسكر تشير إلى أن البناية الإسمنتية القديمة التي تتوسطه استخدمت في عهد الانتداب كمخفر للشرطة البريطانية، ثم اختفت اليافطة، وكذلك اليافطة التي وضعت لاحقاً قرب مدخل القاعدة والتي كتب عليها اسم المعسكر 1391، أزيلت قبل عدة سنوات.
في الصور الجوية الرسمية، وكما هو متبع إزاء المنشآت الأمنية الأخرى، لا وجود للمعسكر، حيث تظهر مكانه حقول وتلال جيء بصورها من مكان آخر لتوضع بطريقة تخفي كل أثر للمعسكر في الصور الجوية. كذلك، فإن معظم الخرائط لا تحتوي على أثر للمعسكر.
يتعين على القادمين للمعسكر اجتياز بوابتين أحيطتا بأسلاك شائكة. بعد اجتياز البوابة الأولى يتم إقفالها آلياً، وبعد ذلك فقط تفتح البوابة الثانية. قسم الاعتقال والتحقيق يقع على مقربة من غرفة الطعام. زنازين الاعتقال القائمة على دهليز طويل، تلتصق إحداها بالأخرى، تفصل بينها جدران إسمنتية سميكة. ولا يستطيع المعتقلون الإتصال فيما بينهم سوى عن طريق القرع على الجدران أو الصراخ على بعضهم، كما يقول أحد الضباط الذين خدموا في المعسكر، مضيفاً: إن هذه ممنوعات، لكننا لم نكن نملك القدرة دوماً على ملاحقة مثل هذه الأمور. وحتى لا يتمكن المعتقلون من معرفة مكان وجودهم، يتم إحضارهم لمعسكر الاعتقال بعيون معصوبة. وفي مرحلة استيعابهم داخل السجن، تصادر منهم حاجاتهم الشخصية، وتنزع عنهم ملابسهم ليرتدوا بدلاً منها بنطالاً وقميصاً بلون أزرق.
زنازين الاعتقال متشابهة جداً، وهناك حجرتان فقط واسعتان نسبياً (2.5) متر مربع، أما غرف الزنازين فتعتبر سيئة للغاية، إذ لا تزيد مساحتها عن 1.25 متر مربع. كما أن الظلمة فيها شديدة، حيث طليت جدرانها باللون الأسود أو الأحمر. أبواب الزنازين صنعت من فولاذ سميك، ولا يوجد في الزنزانة أي نافذة أو تهوية ما عدا كوة صغيرة في الباب لا تفتح إلا من الخارج.
داخل كل زنزانة توجد مسطبة من الباطون ملاصقة لأحد الجدران تستخدم كسرير وضعت عليه فرشة وبطانية. وفي الجدار المقابل للمسطبة، هناك فتحة، أشبه بماسورة يضخ الماء عبرها، لكن الحنفية تخضع لسيطرة وتحكم الجنود خارج الحجرة. وهناك تحت مصب الماء ثقب في أرضية الحجرة أو الزنزانة، يستخدم كمرحاض لقضاء الحاجة.
هذه المعلومات نضعها في ( يوم الاسير العالمي للتضامن مع الأسرى في فلسطين) امام الرأي العام العالمي لما يجري في السجون السرية الاسرائيلية وهذا غيض من فيض مما يرتكبه الاحتلال الصهيوني في فلسطين.