كشف نائب الأمين العام للأمم المتّحدة يان إلياسون أنّ «خطّة الاستجابة للأزمة» التي أطلقت من السرايا الحكوميا هي «عمل مشترك مع الحكومة اللبنانية التي يترتّب عليها استثمار علاقاتها مع المجتمع الدّولي
"إعلان بعبدا يتلاقى مع خطة دي ميستورا في سوريا"
مارلين خليفة
كشف نائب الأمين العام للأمم المتّحدة يان إلياسون أنّ «خطّة الاستجابة للأزمة» التي أطلقت من السرايا الحكوميا هي «عمل مشترك مع الحكومة اللبنانية التي يترتّب عليها استثمار علاقاتها مع المجتمع الدّولي، وخصوصا مع الدول الخليجيّة، من أجل تمويل هذه الخطّة التي من المقدّر لها أن تجمع مبلغ 2,14 مليار دولار أميركي لمساعدة لبنان في تحمّل تبعات أزمة النزوح السوري»، ووصف إلياسون لبنان بأنه «المانح الأول لهذه الأزمة، وهو يحتاج الى تضامن الجميع».
وقال إلياسون، في جلسة صحافيّة مصغّرة أمس في مقرّ إقامته في فندق «فينيسيا»، إنّ ثمّة مؤتمرا سينعقد في برلين، يوم غد الخميس، ويحضره ممثل عن الحكومة اللبنانية وآخرون عن الأمم المتحدة حيث ستتوّضح الصورة أكثر.
هذه الخطّة، التي أطلقت أمس الأول في لبنان، ستلاقيها خطّة مماثلة للأردن وبالمبالغ ذاتها وبعدها لتركيا. لكنّ إلياسون كان واضحا في تمييز لبنان «الذي سمح للنازحين السوريين الإندماج في مجتمعاته المحلية بشكل كبير».
يبدو الدّيبلوماسي السويدي على معرفة عميقة بلبنان وسياسييه وهو سبق وتعرّف إليهم في شبابه، ومنهم وليد جنبلاط الذي «كان قائدا يافعا وأنا كنت ديبلوماسيا شابّا أقصده دوريا».
وعام 2006 كان إلياسون وزيرا لخارجية السويد عندما اندلعت حرب تمّوز، وفوجئ بأنّه مسؤول عن إجلاء 8 آلاف شخص من لبنان معظمهم يحمل الجنسيّة السويدية.. وإلياسون معروف بأنّه من نظّم أوّل مؤتمر للمانحين في استوكهولم بعد حرب تمّوز ونجح بجمع 450 مليون دولار لدعم لبنان.
الديبلوماسي المخضرم، يحمل في جعبته الكثير من المواقف اللافتة، فهو ذكّر اللبنانيين بأنّ الرئاسة اللبنانية شأن طالب به مجلس الأمن الدّولي أخيرا وكذلك «مجموعة الدّعم الدّولية»، وقال «إنّ إتمام الاستحقاق الرئاسي قيمة مضافة للبنان داخليا ودوليا لأنّه يشير بوضوح الى عمل المؤسسات الصحيح»، وتمنّى أنّ يكون «الحلّ الرئاسي لبنانيا صرفا وهو يسهم في توطيد استقرار البلد».
عاد إلياسون أخيرا من إيران حيث حملت زيارته أهدافا عدّة، وهو قال ردّا على سؤال لـ «السفير» إنّ المواضيع التي استعرضها مع المسؤولين الإيرانيين تنوّعت من العراق فسوريا فاليمن وصولا الى لبنان: «عبّرت عن قلق الأمم المتّحدة من عدم التوصل بعد الى اتفاق حول الملفّ النووي لأنّه أمر سينعكس إيجابيا على أمور عدّة وخصوصا على صعيد التعاون الإقليمي، أمّا بالنسبة الى لبنان فمن المهمّ جدّا أن يشارك الأفرقاء في الحفاظ على السلام والاستقرار فيه، لكنني لن اخوض في التفاصيل التي تحدّثت فيها عن لبنان».
وشرح إلياسون السبب الذي يجعل المجتمع الدّولي متشبّثا باستقرار هذا البلد الصغير بقوله: «إنّ الأمن اللبناني مهمّ لأنّ المجتمع الدّولي قلق جدّا مما يحدث في سوريا، حيث طالت الأزمة كثيرا وترتّبت عنها أزمات ومشاكل مختلفة الجوانب، وخصوصا للشعب السوري، بالإضافة الى أنّ ما حدث في العراق زاد من قلق المجتمع الدولي إذ تطوّرت الأمور وظهر داعش، لذا نحن نعمل كلّ ما في وسعنا لكي يبقى لبنان خارج هذه الدوّامة». معتبراً أن «داعش» يهدد لبنان جدّيا.
وهنا تطرّق إلياسون الى «إعلان بعبدا» قائلا إنّه «إعلان مهمّ جدّا لأنّه يمنع المشاركة في القتال في سوريا لجميع الجهات، وهنا لا أتحدّث عن طرف معيّن بل عن الجميع، وهذا الإعلان يتلاقى في مكان ما مع الجهود التي يبذلها الموفد الدولي للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا الذي يحاول أن يقلّص رقعة الحرب السورية والدّفع في اتجاه حلّ سياسي عبر التشاور مع جميع القوى الإقليمية ومع اعضاء مجلس الأمن الدّولي وبعث رسالة قوية بتجميد العمليات العسكرية كلّها، وأيضا وقف التشجيع على المشاركة في القتال من أيّة جهة اتى».
وكرر إلياسون أن «إعلان بعبدا» هو «إشارة دولية واضحة بعدم التدخّل الأجنبي في سوريا، وهنا اقصد جميع التدخّلات بلا استثناء أحد، وهذا مطلب تدعمه الأمم المتّحدة، وهذا لا يعني عدم إرسال مقاتلين فحسب، بل أيضا وقف التمويل لهؤلاء وعدم التشجيع على ممارسة العنف، وبالتالي إنّ الأمر يتعلّق بعدّة أفرقاء، وهذا ما يحاول دي ميستورا إيقافه».
ولفت إلياسون ايضا الى أنّه «يثمّن بقوّة مشروع الحوار الذي سيبدأ بين حزب الله وتيّار المستقبل، واتمنّى أن يكون مثمرا وناجحا».
وسئل إلياسون عن ملف العسكريين اللبنانيين المخطوفين فاكتفى بالتعبير عن مؤاساته مع الأهالي ويعزّي من فقد جنودا منهم «وهذه التطوّرات الإرهابية يعاني منها العالم اجمع، وآخرها مقتل أكثر من مئة طفل في باكستان أمس، وهذه أمور غير مقبولة بمختلف المقاييس».
الحدود البحريّة
وردّا على سؤال «السفير» عن إمكانيّة مساعدة الأمم المتّحدة في ترسيم الحدود البحريّة بين لبنان وإسرائيل منعا لأي حرب مستقبلية على النفط والغاز، وخصوصا في حال قيام إسرائيل بالتنقيب في مناطق متنازع عليها مع لبنان، قال إلياسون: «لقد عرضت لهذا الموضوع مع رئيس المجلس النيابي نبيه برّي، وأذكر جيّدا أنني بحثت معه في الموضوع ذاته منذ عامين اثنين، ونحن هنا في الوضع ذاته، أنا افهم جيدا القلق الذي عبّر عنه الرئيس برّي حيال هذا الموضوع، وهو تحدّث بتفاصيل عدّة في هذا الشأن وطلبت منه إرسالها إليّ وقررنا البقاء على تواصل في ما يخصّ هذا الملفّ، لكنني أشير الى أنّ أيّة وساطة من الأمم المتّحدة تفترض طلبا من الطرفين اللبناني والإسرائيلي، ونحن لغاية اليوم لم نتلقّ طلبا إسرائيليا في هذا الخصوص».
وتطرّق إلياسون الى وضع قوات «اليونيفيل» في الجنوب اللبناني وقال انّ حديثه مع قائد القوات الدولية لوتشيانو بورتولانو ومع قائد الجيش العماد جان قهوجي أظهر أنّ «الوضع مطمئن على الحدود لكنّ الأمر قابل للتبدّل في أيّة لحظة، وقد تحدّث الجنرال بورتولانو عن تعاون وثيق مع الجيش اللبناني ومع المجتمعات المحلية في الجنوب، ووصف العلاقة بين الطرفين بالممتازة».
http://assafir.com/Article/1/390674
موقع المنار غير مسؤول عن النص وهو يعبّر عن وجهة نظر كاتبه