02-11-2024 01:24 PM بتوقيت القدس المحتلة

"النصرة" و"الدولة الإسلامية" يحاولان إطاحة خصومهما

لم يستطع وزيرا خارجية تركيا مولود جاويش اوغلو وإيران محمد جواد ظريف، أمس، تقريب المواقف بين البلدين بشأن الأزمة السورية، حيث واصلت أنقرة مهاجمة الرئيس السوري بشار الأسد معتبرة انه «لا يملك الشرعية لقيادة سوريا».

 


لم يستطع وزيرا خارجية تركيا مولود جاويش اوغلو وإيران محمد جواد ظريف، أمس، تقريب المواقف بين البلدين بشأن الأزمة السورية، حيث واصلت أنقرة مهاجمة الرئيس السوري بشار الأسد معتبرة انه «لا يملك الشرعية لقيادة سوريا»، فيما ردت طهران بالتمسك بحق الشعب السوري بتحديد مصيره.

في هذا الوقت، يواصل تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـــ «داعش» محاولاته للتوسع في القلمون، عبر مهاجمته مجموعات مسلحة رفضت مبايعته، فيما تحاول «جبهة النصرة» السيطرة على مناطق حوران، عبر شن هجمات على ألوية معارضة لها بحجة مبايعتها «داعش».

وقال جاويش اوغلو، في مؤتمر صحافي مشترك مع ظريف، «نعتبر أن نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد لا يملك الشرعية الضرورية لقيادة سوريا. يتوجب أن يكون هناك سلطة تضم كل مكونات المجتمع السوري»، مضيفا أن «إيران وتركيا لديهما مواقف مختلفة، لكن البلدين يتعاونان من اجل إيجاد حل مشترك في سوريا».

وتابع «إننا نريد استمرار التفاوض مع إيران، التي تعتبر بلداً صديقاً وشقيقاً، من أجل حل مشاكل المنطقة، وتركيا تعتقد أن الحل في المنطقة يكمن في مشاركة جميع القوميات في الحكم في بلدان المنطقة. نعتقد أن في العراق أيضا يجب أن تشارك جميع القوميات في الحكم».

ورد ظريف بالقول «هناك اختلافات في وجهات النظر، لكن مع وجود عدو كبير مشترك متمثل بالإرهاب والتطرف والتعصب، نحتاج إلى تقريب مواقفنا من اجل منع دخول إرهابيين إلى العراق وسوريا ومحاربة الإرهابيين».

وأضاف «نريد جميعا إرساء السلام في سوريا بأسرع وقت». وتابع «لا إيران ولا ترکیا ترغبان بمشاهدة الشعب السوري یقع ضحیة القتل والإرهاب. الشعب السوري یجب أن یقرر مصیره بنفسه من دون تدخل خارجي».

ونفى جاويش اوغلو، في تصريح في السفارة التركية، أن تكون بلاده تغض الطرف عن مرور «جهاديين» أجانب إلى سوريا والعراق. وقال «لقد تم منع أكثر من سبعة آلاف شخص من مغادرة تركيا، كما تم ترحيل عدد اكبر من ذلك بقليل».

كما نفى جاويش اوغلو، الذي التقى لاریجاني، أن تكون تركيا تسمح بسوق سوداء لبيع النفط وتهريبه من المناطق التي يسيطر عليها «داعش».

وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني، خلال لقائه جاويش اوغلو، إن «إيران وتركيا والعراق وسوريا من أهم الدول في المنطقة وتستطيع هذه الدول من خلال إقامة تعاون بناء أن تخدم الأمن والاستقرار في المنطقة». وأضاف ان «طهران وأنقرة لديهما وجهة نظر مماثلة في ما يتعلق بضرورة مكافحة الإرهاب وضمان استقرار المنطقة».

إلى ذلك، قال مساعد وزير الخارجية الإيراني لشؤون الدول العربية وأفريقيا حسين أمير عبد اللهيان، في موسكو، إن «الشعب السوري هو الذي يرسم المستقبل السياسي لبلاده»، مؤكداً دعم بلاده «لفكرة موسكو عقد اجتماع بين ممثلين للسلطات (السورية) والمعارضة السورية المعتدلة».

وفي القلمون الغربي، اندلعت أمس اشتباكات عنيفة في محيط معبري مرطبية والزمراني قرب الحدود مع لبنان بين مجموعة تابعة لتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»-»داعش» من جهة ومجموعة تابعة إلى «كتيبة المقنع» من جهة ثانية.

وقال مصدر ميداني إن الاشتباكات حدثت في أعقاب قيام عناصر «داعش» بمحاولة اقتحام مقار الكتيبة لتفتيشها من دون معرفة دوافع قيامهم بذلك.

وكانت تقارير إعلامية تحدثت، قبل أيام، عن عقد اجتماع أمني في معبر الزمراني بين «داعش» وفصيل منشق عن «الجيش الحر» بهدف التنسيق لإعلان مبايعته لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، مشيرة إلى أن الطيران السوري استهدف الاجتماع بعد ورود معلومات استخبارية بخصوصه، لكن لم ترد أنباء عن نتائج الاستهداف.

وكانت «كتيبة المقنع» تتبع إلى «كتائب الفاروق» قبل أن تعزل منها في آب العام 2013 لعدم التزامها بالأوامر، حيث كان يقودها آنذاك عبدالله بكار الذي قتل في وقت لاحق. وانضمت الكتيبة، بعد ذلك، إلى «حركة حزم»، ودخلت في تحالف عسكري مع «جبهة النصرة» و»أحرار الشام» في القلمون حيث خاضت معهم العديد من المعارك.

كما استهدف هجوم «داعش» معقل «كتيبة المغاوير»، واعتقل قائدها الملازم أول عرابة إدريس ونفذ فيه حكم الإعدام بتهمة التعاون مع النظام السوري. يُشار إلى أن عرابة هو قريب اللواء سليم إدريس، وكان أحد القيادات التي شنّت الهجوم على مستودعات مهين للأسلحة في القلمون العام الماضي.

أما في القلمون الشرقي فقد استمرت الاشتباكات في منطقة بئر القصب للأسبوع الثالث على التوالي بين تحالف الفصائل الموقعة على «ميثاق القلمون الشرقي» من جهة و»داعش» من جهة ثانية، وسط أنباء عن تراجع الأخير وتركز الاشتباكات في أطراف المنطقة. وذكرت صفحات مناوئة لـ»داعش» انه قتل القيادي في «لواء الصناديد» احمد سليمان كوزلي لانه رفض مبايعته.

وعلى المقلب الآخر، فان «جبهة النصرة» تصر على أن معركتها الحالية في ريف درعا الغربي هي لمنع تمدد «داعش» إلى منطقة حوران، بينما تتخوف الفصائل المستهدفة وبعض الناشطين من أن تكون الغاية الحقيقية هي هيمنتها على المنطقة، كما فعلت في ريف إدلب مع «جبهة ثوار سوريا» في تشرين الثاني الماضي.

http://assafir.com/Article/1/390905