أجاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مؤتمره الصحفي السنوي العاشر كرئيس للبلاد على ما يزيد عن 50 سؤالا خلال 3 ساعات و نيف لـ 38 صحفيا حالفهم الحظ، ثمانية منهم فقط مثلوا وسائل إعلام إجنبية
أجاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مؤتمره الصحفي السنوي العاشر كرئيس للبلاد على ما يزيد عن 50 سؤالا خلال 3 ساعات و نيف لـ 38 صحفيا حالفهم الحظ، ثمانية منهم فقط مثلوا وسائل إعلام إجنبية، حيث إحتشد زهاء 1300 صحفي محلي ودولي ..
خطاب بوتين جاء مطمئنا رغم صعوبة المرحلة، فبالرغم من تقلبات الأسواق المالية وتدني العملة الروسية أمام الدولار والعملات الأجنبية بسبب إنخفاض أسعار النفط، بشر الرئيس الروسي مواطنيه بإقفال الموازنة بميزان رابح نسبيا، مؤيدا الخطوات المتخذة من قبل البنك المركزي من تقليص للسيولة ومحافظة على إحتياطي الذهب والعملات الصعبة.
ولم يستبعد بوتين استمرار إنخفاض أسعار النفط حتى الاربعين دولارا ما يستدعي مواجهته بوسائل شبيهة بخطط مرحلة أزمة العام 1982 الإقتصادية، طارحا منهجية التأقلم مع الإسعار الحالية والمحافظة على الضمانات الاجتماعية ودعم قطاع الإسكان.
وقال بوتين "دون شك سنضطر لتقليص الانفاق ولكن ارتفاع الاسعار ونمو الاقتصاديات العالمية حاصل لا محالة، ونمو الاقتصاد العالمي سيتطلب المزيد من الموارد ولا بد من ارتفاع اسعار النفط، ولكن السؤال يبقى حول الفترة التي سيستغرقها السوق للإرتفاع."
واتهم بوتين "الغرب ببناء جدران فصل جديدة بواسطة الدرع الصاروخية وتوسع الناتو شرقا"، مكررا "اعتبار ما حصل في أوكرانيا إنقلابا مسلحا يستمر في سياسة قمعية بالقوة للأقاليم الرافضة للإنقلاب"، داعيا "لخلق مساحة حوار ربما تصل لحل على مستوى الجغرافيا السياسية الموحدة لأوكرانيا".
وأشار إلى أن "القرم ليس مساحة جغرافية فحسب بل هو عنوان المحافظة على السيادة والإستقلال في وقت أراد الغرب سلخ جلد روسيا إنطلاقا من تلك المنطقة". وحمل بوتين الغرب مسؤولية الخروج من معاهدة الحد من إنتشار الدرع الصاروخية.
وأكد بوتين نحن "لا نهاجم احد بل نحافظ على مصالحنا، بعد انهيار الاتحاد السوفياتي اوقفنا الطلعات الاسترتيحية، ولكن الولايات المتحدة استمرت بطلعاتها، والقواعد العسكرية الاميركية منتشرة في كل مكان في للعالم، ونحن يكاد لا يكون لدينا أكثر من قاعدتين، ويقولون اننا ننتهج سياسة استفزازية توسعية؟!"، متسائلاً "من يوسع التاتو شرقا؟"، معتبراً ان "الكل لديه الحق باختيار اسلوب حماية حدوده إذا سنقوم بما يحمي حدودنا و مصالحنا".
ولفت الرئيس الروسي إلى حسم تركيا قرارها في عدم الإنضمام إلى العقوبات الغربية المفروضة على روسيا. وأشار إلى التعاون المتزايد مع الصين ومنظمة شانغهاي كعامل أساس في تعزيز الأمن الإقليمي والدولي".
وردا على تساؤل يضع إنخفاض أسعار النفط في سياق خطة مؤامرة إستهداف لروسيا وإيران من قبل الولايات المتحدة والمملكة السعودية، أجاب الرئيس الروسي "نحن الان نشهد إنخفاض أسعار النفط ومصادر الطاقة وتتداول الاحاديث الكثيرة حول هذا الموضوع، ولماذا يحصل هذا إما هو مؤامرة بين السعودية والولايات المتحدة لمعاقبة إيران أو للتأثير على الإقتصاد الروسي وعلى فنزويلا وغيرها".
ولكنه لفت الى انه "من الممكن أن يكون ما يحصل ببساطة حرب المنتجين التقليديين للمادة الخام مع النفط الصخري نفسه، وقريبا تصل إلى كلفتها المعدومة ومن الممكن أن يهبط السعر أكثر من ذلك، سوف ينهار هذا في الختام وتعود الاسعار للإرتفاع مجددا، ولا يمكننا التنبؤ بشكل دقيق حول الأمر!".
وتساءل بوتين "هل تتلاقى مصالح إدارة الولايات المتحدة مع المنتجين المستخرجين الاساسيين للمادة الخام؟ نعم ممكن، لأن الإدارة تنظر بهدوء للإستثمارات الموظفة من قبل الشركات الخاصة في النفط الصخري و يهمهم اولا معدل السعر العام!"، مضيفاً "إذا إستمر السعر منخفضا سوف تتوقف الشركات عن توظيف في الأماكن الصعبة الإستخراج وفي الاماكن الجديدة وعلى خلفية نمو الإقتصاد العالمي سوف يسيء هذا حتى للدول المتطورة صناعيا والكثير يتفهم هذا الامر".
وحول المفاوضات النووية الايرانية، نوه بوتين بالمرونة العالية التي أبدتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال المفاوضات مع الدول الست، مشيرا إلى أن المرحلة تكاد تكون الأقرب للتوصل لإتفاق في هذا المجال.
أما عن تعزيز التعاون الإقتصادي ورفع مستوى التبادل التجاري ليرقى لمستوى العلاقات السياسية من خلال تطبيق الإتفاقيات الموقعة، فهي إرادة مطلوبة من كلا الجانبين، على حد تعبير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.