أكد وزير الدفاع الايراني العميد حسن دهقان أن بلاده تحظى بمكانة مناسبة بين الدول التي تملك القوة الصاروخية في العالم
أكد وزير الدفاع الايراني العميد حسن دهقان أن بلاده تحظى بمكانة مناسبة بين الدول التي تملك القوة الصاروخية في العالم، حيث تحتل المرتبة الرابعة في هذا المجال وذلك بعد اميركا و روسيا والصين. وفي حوار خاص مع قناة العالم الاخبارية، قال دهقان إن "قىراتنا الصاروخية على مستوى جيد، وإننا حاولنا زيادة مدى صواريخنا متلائمة مع التهديدات المحتملة الموجهة الينا". وفي السياق، أوضح دهقان "إننا حالياً بصدد زيادة دقة تصويب صواريخنا وكذلك العمل عليها لتفادي الرصد بأجهزة الرادار".
تهديد الأمن القومي خط أحمر
ورداً على تصريح وزير الخارجية العراقي بأن بلاده لا تمانع أن تقوم الطائرات الايرانية باستهداف اوكار داعش، أكد دهقان، أن الأمن والاستقرار مهم جداً بالنسبة لايران، حتى لو كان هذا التهديد يتجاوز حدود البلد، واذا ما ارادت "داعش" القيام بأي هجوم على الحدود الايرانية فستواجه برد قوي، معلناً استعداد بلاده تقديم المساعدة فيما لو طلبت الحكومة العراقية ذلك بشكل رسمي. كما أكد وزير الدفاع الايراني أن الأمن القومي خط أحمر، وأن ايران أعلنت صراحة أن العتبات المقدسة في العراق خط أحمر بالنسبة لها.
وحول الهجوم الذي شنّه العدو الاسرائيلي على بعض مواقع الجيش السوري قرب العاصمة دمشق، وصف دهقان، داعش بأنها تيار صهيوني، و"من الطبيعي أن يقوم الكيان الاسرائيلي بحمايتها، وإنه لن يمتنع عن القيام بأي عمل من شأنه تقويض المقاومة". ونفى وزير الدفاع الايراني الأنباء التي افادت عن استهداف الكيان الاسرائيلي لصواريخ ايرانية خلال قصفها مستودعاً على اطراف دمشق، مضيفاً "ليس لدينا ادنى شك بأن الكيان الاسرائيلي لا يتردد عن استهداف أي مكان من شأنه الحاق الدمار بإمكانيات المقاومة".
التهديدات الأميركية والاسرائيلية لايران "خاوية"
كما رأى وزير الدفاع الايراني أن التهديدات الأميركية والاسرائيلية خلال السنوات الأخيرة باستهداف المنشآت النووية وغيرها من المرافق الحيوية "خاوية"، مضيفاً أن "العداء بين ايران ونظام الهيمنة هو في الأساس صراع جوهري"، وأن "الحقد والحظر جعل من امتنا أقوى وأكثر قدرة على الحضور في الساحة وأفشلت جميع جهودهم".
وعن المباحثات النووية، أكد دهقان أن ما حثّ اميركا على الدخول في المفاوضات مع ايران، هو "حاجتها لهذه المفاوضات، وذلك لتحسين صورتها السيئة في العالم"، قائلاً "لذلك نحن نعتقد أن التهديد يأتي من قبل الولايات المتحدة، ولكن ما هو المهم هو أن نتمتع بأعلى مستوى الجاهزية كي لا نسمح ابداً للولايات المتحدة والكيان الاسرائيلي بالتجرؤ والاعتداء علينا".
لا مفاوضات حول المنظومة الصاروخية
وحول اصرار الولايات المتحدة ودول مجموعة 5+1، ادراج المنظومة الصاروخية الايرانية في المباحثات النووية، قال إن "ما نبحثه اليوم مع الدول الست هو فقط القضية النووية، ولا يتضمن جدول اعمالنا بحث اي موضوع آخر، ولن نرضخ للمطالب المبالغ فيها في هذه المفاوضات"، مشيراً الى أن "الصواريخ مرتبطة فقط بالقدرات الدفاعية لايران ليس الا".
وحول المساعدة التي تقدمها جمهورية ايران الاسلامية للعراق لمواجهة داعش، قال دهقان "نحن نعتبر داعش الارهابية تيار تكفيري صهيوني وتمثل تهديد للمنطقة والعالم". كما قال دهقان "نشهد اليوم تدمير البنية التحتية لسورية والعراق على يد هذه الجماعة الصهيونية، اضافة الى ارتكابها مجازر وابادة جماعية ضد الآف الأبرياء في المناطق المختلفة".
وفي السياق، شدد دهقان على أنه "من الطبيعي أن يكون لدينا تعاون مع الحكومتين السورية والعراقية للمساعدة على حفظ امنهما واستقرارهما"، مؤكداً أن امن واستقرار سورية والعراق هو من أمن واستقرار المنطقة. وأوضح "إنه بعد شراء الأسلحة والمعدات العسكرية من ايران، قدمنا المشورة والتدريب للجيش والقوى المقاومة في سورية والعراق ولبنان، وهذا ما نعلنه بصورة واضحة وصريحة، وحتى مشاركة العميد سليماني لم تكن إلا من أجل تقديم المشورة والتوجيه والتدريب". ونفى العميد دهقان، تواجد أي قوات ايرانية في سورية والعراق.
الصراع في المنطقة من أجل حماية الكيان الاسرائيلي
هذا وأوضح دهقان أنه "ينبغي أن يكون مفهوماً للناس في المنطقة أن كل ما يحدث في سورية والعراق هو في الحقيقة من أجل حماية أمن الكيان الاسرائيلي"، مضيفاً، أنه على هؤلاء أن يعلموا أن "داعش لم تظهر أي رد فعل ازاء العدوان الاسرائيلي الدموي على قطاع غزة على مدى 50 يوماً".
وقال العميد دهقان إن الفصائل المقاومة في فلسطين ولبنان وسورية لديها الكثير من البنية التحتية الصناعية والعسكرية، وقادرة في جميع المراحل على صناعة وانتاج الصواريخ، مشيراً الى أن ايران "قدمت المساعدة للفصائل المقاومة في مجال الصناعة والتقنية".
وحول المساعدة العسكرية الايرانية المقدمة للجيش اللبناني، أعلن دهقان عن تقديم لائحة للمسؤولين اللبنانيين ومن المقرر أن يتم دراستها، مبيناً "استعداد ايران لوضع هذه المساعدة تحت اختيار الدولة، في حال أعلنت السلطات اللبنانية استعدادها لاستلامها".
الوكالة الدولية والتهويل من القضية النووية
وحول مطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارة موقع "پارتشين"، قال العميد دهقان "إن الوكالة الدولية حالياً قد زارت الموقع عدة مرات، واخذت عينات من بعض النقاط"، معلناً أنهم لم يحصلوا على أي دليل يثبت وجود نشاط عسكري، مشيراً الى أن التهويل من القضية النووية ما هو الا ذريعة لمواجهة القوة والمكانة التي تتمتع بها ايران في المنطقة والعالم. وشدد العميد دهقان، على شفافية وسلمية النشاطات النووية الايرانية، والتي تتم تحت مراقبة الوكالة الدولية، قائلاً "حالياً يستقر مفتشو الوكالة الدولية في المنشآت النووية الايرانية، ويراقبون نشاطاتها، وليس لدينا اي قضية مخفية حتى نبقيها سرية عن الجميع".
وأضاف دهقان "من حسن الحظ في الجولة الأخيرة من المباحثات النووية، طرحت الوكالة الدولية وثائق مزورة في اجتماع الخبراء لدراسة هذه القضايا، اعترفوا بعدم وجود أي سند يثبت صحة هذه الوثائق، بل حتى في المقابل طالبوا المسؤولين الايرانيين طرح الأدلة المتوفرة لديهم، ومع ذلك فإنهم مازالوا مصرين على ادعاءاتهم، ولكن نحن اعلنا مراراً وتكراراً عدم انحراف النشاطات النووية خارج اطار معاهدة "ان بي تي"، وأن الاتهامات التي اثيرت ضد ايران ليس لها اساس من الصحة".