نشبت الحرب اخيرا بين رفاق السلاح في جبال القلمون القارسة البرد هذه الايام، فالجمع المسلح الهارب من القصير وريفها الى عرسال وجرود القلمون لم يعد وحده في الميدان يدير اللعبة ويوزع المال،
نضال حمادة
نشبت الحرب اخيرا بين رفاق السلاح في جبال القلمون القارسة البرد هذه الايام، فالجمع المسلح الهارب من القصير وريفها الى عرسال وجرود القلمون لم يعد وحده في الميدان يدير اللعبة ويوزع المال، بل هناك شريك استجد على الساحة المالية والعسكرية يتمثل بالوجه الاخر لدولة قطر التي تعتمد في المنطقة الوسطى في سوريا على تنظيم داعش على حساب الفصائل الاخرى خصوصا الحاملة ليافطة "الجيش الحر" التي دعمتها الدوحة ماليا منذ شرارة القصير الاول صيف العام 2011.
وفي تفاصيل الميدان ان الوية وكتائب تابعة لمسلحي القصير المنتشرين في جبال القلمون والمنضوية تحت يافطة "الجيش الحر" وجدت نفسها خلال الشهرين الماضيين دون تمويل يذكر بعدما اوقفت الامم المتحدة برنامج تمويل اللاجئين السوريين في لبنان بسبب عدم وجود ميزانية لهذا الامر وهذا يعود بالاساس الى تخلف الدول الخليجية وبالتحديد قطر والامارات العربية المتحدة عن ارسال الاموال اللازمة والموعودة لاسباب كانت غير معروفة الى ان كشفتها احداث القلمون الاخيرة بين داعش والفصائل التي رفضت بيعتها والتي ينتمي غالبيتها الى ما كان يعرف "بالجيش الحر".
هذا الوضع المالي الرديء الذي اصاب مجموعات الحر القصيراوية دفع بجماعة داعش في القلمون والتي يتالف غالبيتها من التركمان الفارين من حي بابا عمرو بحمص الى الطلب من جماعة القصير تقديم البيعة والطاعة لتنظيم داعش ممثلة باميرها ابي بكر البغدادي. وقد طلبت داعش من لواء الفاروق القصير بقيادة موفق الجربان الملقب ابو السوس تقديم البيعة او اعلان الحرب عليه، وقد وافق ابو السوس على تقديم بيعة مشروطة بتعهد جماعة داعش في القلمون العمل بشكل جدي وفوري على العودة الى مدينة القصير وهذا ما وعدت داعش الجربان بالعمل على تنفيذه ما ادى بقائد لواء الفاروق الى تقديم البيعة لداعش، التي وعدته ايضا بتأمين تمويله الذي كان يحصل عليه ، مقابل البيعة ووضع امكانيات لواء الفاروق العسكرية تحت تصرف داعش. وفي الاتفاق ايضا بند متعلق بالامداد العسكري بالذخائر والاسلحة الذي تعهدت به داعش لموفق الجربان، وتشير المعلومات ان من بين الاسباب التي أدت بلواء الفاروق لتقديم البيعة لداعش تخلي جماعة جبهة النصرة عنه وإعلانهم الوقوف على الحياد في الازمة الحالية طالما ان داعش لم تطالب النصرة بتقديم البيعة أقله في الوقت الحاضر بل ان قيادة داعش ارسلت الى ابي مالك التلي ما يفيد ان النصرة مستثناة من فرض البيعة، ويعرف التلي ان هذا الاستثناء مرحلي وهو يدرس حاليا مع اركان فصائله مستقبل العلاقة مع داعش التي يعتقد جماعة النصرة انها محكومة بالحرب بين الطرفين بعدما تستكمل داعش القضاء على الفصائل الاخرى.
وتشير المعلومات ايضا ان هجوم داعش على جماعة عرابة إدريس ما كان ليتم لولا موافقة النصرة الضمنية خصوصا ان المناطقية لها تاثيرها بين الفصائل المسلحة في القلمون.
أين تخطط داعش للسيطرة؟
تقع منطقة هجوم داعش على الفصائل المنضوية تحت يافطة "الجيش الحر" داخل المناطق اللبنانية من جبال القلمون وخصوصا في وادي ميرة ووادي حميد ، على مقربة من بلدة عرسال وعلى تماس مع الجيش اللبناني في المعابر الجبلية بين عرسال وجرود القلمون، ولم يتحرك انصار داعش في الجرود السورية التي تسيطر عليها جبهة النصرة وهذا ما منع الاشتباك بين الطرفين لحد الان، وتسعى داعش للظهور الاعلامي اكثر عبر محاولتها السيطرة على اطرف عرسال ، وهي في هجومها على وادي ميرة ووادي حميد تصبح على تماس مع عرسال ومع اطرف جرود راس بعلبك وعلى اطراف تلال النعمات المطلة على سهل القاع ومنطقة جوسية السورية التي تعتبر بوابة القصير من ناحية الجنوب الشرقي.