تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة عدة مواضيع كان أبرزها زيارة ساركوزي وكاميرون الى ليبيا.. ودعم سليمان لمواقف الراعي.. ولم تغب كالعادة احداث سورية..
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة عدة مواضيع كان أبرزها زيارة كل من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الى ليبيا.. كما تناولت دعم الرئيس اللبناني ميشال سليمان لمواقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي حول المحكمة والمقاومة.. ولم تغب كالعادة احداث سورية عن اهتمامات الصحافة اللبنانية وكان ابرز تطوراتها اعترافات المقدم المنشق حسين هرموش..
السفير
قوات المجلس الانتقالي تدخل سرت... والأطلسي يؤكّد أن الحرب لم تنتهِ
ساركوزي وكاميرون في طرابلس: ليبيا تحت الوصاية الفرنسية ـ البريطانية
عاد الشأن الليبي الى الواجهة بتطوراته فتناولت صحيفة السفير الموضوع وقالت "اكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، خلال زيارتهما الخاطفة طرابلس امس، ان ليبيا ستبقى تحت وصاية فرنسا وبريطانيا اللتين تعتزمان التأسيس لعلاقة طويلة الامد مع السلطات الليبية الجديدة،، وانكرا الاتهامات الموجهة إليهما لا سيما من جانب مصادر فرنسية وبريطانية موثوقة بالسعي وراء ثروات ليبيا، وشددا في الوقت نفسه على مواصلة الحملة العسكرية لحلف شمالي الأطلسي الذي أكد أن 15 في المئة من قوات معمر القذافي ما زالت فاعلة، في حين أعلن المجلس الوطني الانتقالي دخول قواته مسقط رأس القذافي في سرت.
واحاط ساركوزي وكاميرون زيارتهما المشتركة الاولى من نوعها لطربلس منذ وقوعها تحت سيطرة الثوار الليبيين بطابع الاحتفال بنصر فرنسي بريطاني عسكري وسياسي يعوض للبلدين وللزعيمين الكثير من الهزائم والنكسات السابقة على جبهات متعددة، ويوفر لهما حصة رئيسية في مشاريع اعادة اعمار ما دمرته حربهما على ليبيا التي تقدر بمئات مليارات الدولارات.
في مطار طرابلس، كان بانتظار ساركوزي وكاميرون رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل ورئيس وزرائه محمود جبريل. وقاما فور وصولهما بزيارة استمرت ساعة لمستشفى طرابلس حيث التقيا بعض الجرحى. وقال ساركوزي مرات عدة للصحافيين الذين كانوا يرافقونه «من المؤثر رؤية شباب عرب يلتفتون نحو دولتين غربيتين كبريين للتوجه بالشكر اليهما»، مضيفا ان «هذا يثبت ان الصراع بين الغرب والشرق ليس حتميا».
وعقد ساركوزي وكاميرون بعد ذلك مؤتمرا صحافيا مشتركا مع عبد الجليل وجبريل في فندق «كورنثيا» الراقي في منطقة باب البحر وسط طرابلس، في ظل حضور امني كثيف شمل المروحيات التي ظلت تحلق في اجواء المدينة حتى بعيد مغادرتهما الفندق بحوالى الساعة. وقال ساركوزي ان «التدخل في ليبيا لم ينته بعد وفرنسا ستبقى الى جانب الليبيين»، معتبرا ان «القذافي يعتبر خطرا، وهناك عمل يجب انجازه» في ليبيا. وتابع قائلا «التزام حلف الاطلسي لم ينته بعد».
بدوره اعلن كاميرون ان المهمة العسكرية لحلف شمال الاطلسي «يجب ان تستمر حتى تأمين حماية المدنيين... وهناك اماكن لا تزال تحت سيطرة القذافي الذي يبقى طليقا». وقال جبريل ان المسؤولين الفرنسي والبريطاني «طلبا ان تستمر عملية حماية المدنيين... اذ ان هناك ثلاث جبهات مشتعلة، ونحن بالفعل نحتاج اليهم لحماية المدنيين». وشدد عبد الجليل من جهته على انه «لولا مساندة الحلفاء وعلى رأسهم فرنسا وبريطانيا لما تمكن الثوار الابطال من تحقيق ما حققوه»، مشيرا الى ان موقف باريس ولندن «لم تكن خلفه مصلحة سياسية». وذكر ردا على سؤال انه «حتى الآن لم تعط اي عقود... وهذه العقود (الاقتصادية) ستمنح بحسب الدور الذي قدمته الدول».
واعلن ساركوزي انه يهدي زيارته لطرابلس الى كل «الذين يتطلعون الى سوريا حرة»، موضحا «اتمنى ان يحظى الشبان السوريون بنفس الفرص مثل شباب ليبيا» وان يحصلوا على الديموقراطية. وكان وزير الاقتصاد الفرنسي فرنسوا باروان قال لاذاعة «فرانس اينفو» ان زيارة ساركوزي وكاميرون «اشارة قوية وهي لحظة تاريخية، تماما كاللحظة التي حلقت فيها الطائرات الاولى فوق قوات القذافي والثوار معا».
وزار الزعيمان الأوروبيان بنغازي حيث أكد ساركوزي أنه يؤمن «بليبيا الموحدة وليس بليبيا مقسمة»، فيما اعلن كاميرون الذي كان الى جانبه «انه امر استثنائي ان نكون في ليبيا حرة».
ولقي ساركوزي وكاميرون استقبالاً حاراً في «ساحة الحرية» في بنغازي، إلا أن الساحة كادت تحرج المنظمين قبل وقت قصير من وصول الضيفين، إذ ان عشرات الليبيين فقط كانوا يتمشون في أرجائها، فيما كان آخرون ينتظرون اجتياز الحواجز الكثيرة.
ميدانيات
في هذا الوقت، قال حلف شمال الاطلسي الخميس ان نحو 15 في المئة من قوات الزعيم الليبي الفار معمر القذافي ما زالت عاملة. واوضح الجنرال فنسنت تيسنير من ايطاليا ان القوات المتبقية متركزة في منطقة تمتد من طرابلس حتى مدينة سبها الصحراوية جنوبا والى مدينة سرت الساحلية.
واعلن المجلس العسكري في مصراتة التابع للمجلس الانتقالي ان مقاتليه دخلوا مدينة سرت. وقال بيان للمجلس العسكري في مصراتة «وصل ثوار مصراتة الى جسر الغربيات داخل سرت». وقال المجلس «ثوارنا دخلوا سرت اليوم من ثلاثة محاور رئيسية، والآن تتفرع (قواتنا) لاكثر من ذلك داخل مدينة سرت». وتحدث البيان عن سقوط جرحى، بينما قال فتحي بشاقة المتحدث بلسان قوات المجلس ان «قوة كبيرة» دخلت المدينة.
وقال متحدث باسم المجلس في وادي بيه «ما زالت هناك مقاومة لكن مقاتلينا سيتغلبون عليها». وكان جزء من القوات المشاركة في الهجوم على سرت قد توقف عند وادي بيه البلدة الصحراوية حيث تقع اشتباكات مع انصار القذافي. وقال المتحدث «انهم (انصار القذافي) يهاجموننا بقذائف هاون عيار 40 و43 مم وكافة انواع الاسلحة». وكانت القوات الموالية للمجلس الانتقالي قد تمكنت في وقت سابق من رفع علمها على مشارف سرت بحسب ما قالت قوات المجلس في بيان منفصل.
إلى ذلك، اعرب الاتحاد الافريقي عن خشيته من انتشار الاسلحة في المنطقة نظرا للوضع في ليبيا وجدد التأكيد على ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية حقيقية. واعلن الاتحاد في بيان نشر في بريتوريا ان «اللجنة الخاصة حول ليبيا تعرب عن قلقها من ان يزيد الوضع الحالي في تقويض السلام والامن في المنطقة لا سيما عبر الارهاب وانتشار الاسلحة». من جهة اخرى رحب اعضاء اللجنة «بالضمانات التي قدمها قادة المجلس الوطني الانتقالي لا سيما الرسالة التي صدرت عنهم في الخامس من ايلول الحالي»".
شعبان: مخاوف روسيا وسوريا متطابقة ... وموسكو لم تعرض وساطة
المقدم المنشـق الهرموش يظهـر على التلفزيون السـوري: تلقيت وعوداً بالمال والعتاد من «الإخوان» وخدام والصدّيق
وفي الشأن السوري كتبت السفير "اعترف المقدم المنشق حسين الهرموش في شهادة عرضها التلفزيون السوري، مساء أمس، بأنه تلقى بعيد انشقاقه في حزيران الماضي اتصالات من المرشد العام للإخوان المسلمين رياض الشقفة ونائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام وولديه ومكتب نائب الرئيس السوري الأسبق رفعت الأسد، إضافة للداعية المتطرف عدنان العرعور والمعارض السياسي برهان غليون، كما اتصل به الشاهد الزور محمد زهير الصديق، وقدم له هؤلاء وعودا كبيرة بالمال والعتاد، لكنه لم يحصل على شيء.
من جهتها، قالت المستشارة الرئاسية بثينة شعبان ان لقاء سيجمع وزير الخارجية وليد المعلم ونظيره الروسي سيرغي لافروف في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة، وذلك في سياق التنسيق الروسي - السوري، مشيرة إلى أن زيارتها موسكو كانت «مفيدة». وقالت لـ«السفير» ان موسكو لم تطرح نفسها وسيطا على مستوى الأزمة في سوريا، وإنها تتفهم عمق الأزمة في البلاد وأبعادها.
واتهم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أمس، الرئيس السوري بشار الأسد بأنه لم يف بالوعود الكثيرة التي قطعها، ودعا إلى القيام بعمل دولي «موحد» ضد النظام السوري. ودعت الولايات المتحدة رعاياها إلى «مغادرة سوريا فورا ما دامت وسائل نقل تجارية لا تزال متوفرة». وجاء في مذكرة تحذيرية من وزارة الخارجية الأميركية انه «بعد ستة أشهر من الاحتجاجات والقمع العنيف، يتعين على الأميركيين الذين سيبقون في البلد العمل على الحد من تنقلاتهم غير الأساسية».
وانتقدت دمشق، أمس، بشدة حصول لقاء بين الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ووفد من المعارضة السورية، معتبرة أن هذه الخطوة تزعزع الثقة بين الطرفين ومخالفة لميثاق الجامعة، متهمة العربي بتنفيذ أوامر بعض الأطراف بغض النظر عن النتائج".
النهار
سليمان يُعلن من الديمان دعمه للبطريرك
والمحكمة واثقة من وعود ميقاتي بالتمويل
وفي الشأن اللبناني الداخلي كتبت النهار "شكلت زيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان أمس للديمان محطة سياسية بارزة في تتويج الأصداء الواسعة التي أثارتها مواقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي خلال زيارته لفرنسا الاسبوع الماضي والتي استمرت مضاعفاتها للأسبوع الثاني تواليا.
وعلى رغم تجنبه التعليق "على ما قاله هذا او ذاك" ممن انتقدوا أو أيدوا مواقف البطريرك الراعي، لم يترك الرئيس سليمان أدنى شك في دعمه القوي لمواقف البطريرك، الامر الذي فسرته اوساط سياسية معنية بأنه بمثابة رمي لثقل رئاسة الجمهورية بجانب الراعي، مما يستتبع سحب هذه العاصفة من التداول. بل ان هذه الاوساط ذهبت أبعد في اعتبارها الدعم العلني الذي حرص رئيس الجمهورية على صوغ عباراته بدقة، رداً مزدوجاً على بعض المواقف الخارجية التي انتقدت الراعي والمواقف الداخلية التي لم يتوقف بعضها عند حدود التوضيحات التي صدرت عن البطريرك لمواقفه.
وأشارت الى ان الرئيس سليمان لم يعلن هذا الدعم على سبيل زيادة الفرز السياسي في البلاد، بل انه كان على علم بتطورات مريحة حصلت في الايام الاخيرة وبددت الكثير من أجواء الاحتقان التي أثارتها ردود الفعل على مواقف الراعي، لكنه شاء تسجيل موقف مبدئي شكّل رسالة سياسية تبنى فيها جوهر المواقف التي أطلقها الراعي بعدما شرحها له البطريرك ولم يكن هناك أي تعارض بينهما في شأنها. ونفت ان يكون موقف سليمان مؤشرا "لأي شيء آخر، على غرار الكلام على تحالفات سياسية معينة، معيدة الى الاذهان ايضا صلابة العلاقة بين سليمان والراعي.
وقد أعلن رئيس الجمهورية عقب خلوة ثلاثية ضمته والراعي والكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في الديمان، ان "البطريرك الراعي ليس في حاجة الى من يدافع عنه وأن النقاشات التي حصلت دليل على نجاح زيارته لفرنسا". وأضاف: "انا متأكد من أن مواقف البطريرك لا تخضع للسياسة او للتوظيف السياسي فهي تنبع من دوره المهم كمسؤول عن مسيحيي لبنان والشرق الاوسط، وعن استقلال لبنان وسيادته وهو الدور القديم المتلازم مع دور بكركي". وأوضح ان البطريرك "قدم طرحا متكاملا في مصلحة لبنان أمام السلطات الفرنسية ونجح في نقل الهواجس الى هذه السلطات".
وفي ما يعد تبنياً لهذه الهواجس لفت سليمان الى أن "البطريرك قال بوجود خطر على مسيحيي الشرق ومخطط لتقسيم الشرق الاوسط دويلات مذهبية وخطر اسرائيلي يتمثل بالاعتداءات المتكررة والاطماع وخطر التوطين ونحن يكفينا من غبطته اثارة هذه المواضيع الاربعة".
ويشار الى ان الخلوة الثلاثية انعقدت على هامش مشاركة الرئيس سليمان في قداس أقيم في حديقة البطاركة في الديمان حيث غرس كل من الرئيس والبطريرك الراعي والكاردينال صفير شجرة من اللزاب تحمل اسمه.
ويقوم رئيس الوزراء نجيب ميقاتي بدوره بزيارة للديمان قبل ظهر اليوم في تقليد اتبع سنويا منذ ولاية البطريرك صفير. وقالت مصادر مواكبة للتحضيرات التي سبقت الزيارة لـ"النهار"، ان جلسة عمل مفصلة وشاملة ستعقد بين ميقاتي والراعي وعدد من المطارنة الموارنة يتخللها بحث في التطورات السياسية والشؤون الوطنية، وكذلك الوضع الاقتصادي والاجتماعي وصولا الى الهواجس المسيحية ومنها قضايا تملُّك الأجانب، وبيع الاراضي والتجنيس، الى قانون الانتخاب، مع العلم أن الراعي يولي هذا القانون اهتماما ملحوظا وقد دعا القيادات المسيحية الى اجتماع في 23 ايلول في بكركي للبحث في تصور مسيحي موحد حياله.
وأكدت أمس مصادر بارزة في "القوات اللبنانية" انه لن تكون ثمة أي مشكلة في المشاركة في اجتماع بكركي بعد زوال "غيمة الصيف" التي أثارتها مواقف البطريرك والردود عليها في ضوء توضيحات الراعي، معتبرة أن "البطريرك عاد الى ثوابت بكركي".
الكهرباء
في ظل هذه الأجواء، تنشغل الأوساط النيابية والوزارية بملفي خطة الكهرباء وتمويل حصة لبنان من موازنة المحكمة الخاصة. وعلم أن مجلس الوزراء سيعقد جلستين الأسبوع المقبل في السرايا، الأولى بعد ظهر الاثنين والثانية بعد ظهر الأربعاء. كما تعقد اللجنة الوزارية المكلفة تعديل قانون الكهرباء اجتماعها الأول عصر الثلثاء المقبل برئاسة رئيس الوزراء.
وكانت الجلسة التي عقدتها اللجان النيابية المشتركة أمس لمناقشة مشروع القانون الحكومي لخطة الكهرباء شهدت نقاشات حادة بين نواب المعارضة والأكثرية، الأمر الذي حال دون اقرار المشروع في الجلسة الأولى كما كان نواب الموالاة ووزير الطاقة والمياه جبران باسيل يأملون.
وخاضت اللجان طوال أكثر من خمس ساعات في نقاش حاد تناوب خلاله على الكلام 18 نائباً، وساق نواب المعارضة اعترافات تركزت على خلو الخطة من أي تصور تفصيلي ومسألة التمويل ومصادره. وارجئت الجلسة الى الاثنين المقبل.
التمويل
أما في موضوع تمويل المحكمة الخاصة بلبنان، فقد علمت "النهار" أن ثمة تفاهماً ضمنياً بين المسؤولين على ايفاء ما يتوجب على لبنان في موازنة المحكمة بعدما تبلغوا صراحة من أكثر من جهة دولية معنية، أن أي تلكؤ في الوفاء بالتزامات لبنان سيعرضه لعقوبات يخشى أن تطاول قطاعه المصرفي. وأفادت المعلومات أن ميقاتي لم يكن وحده من تبلغ هذه المعطيات أو الرسالة الواضحة لدى مشاركته في المؤتمر الدولي حول ليبيا في باريس، بل وصلت أيضاً الى الرئيسين سليمان وبري وسائر المعنيين، وحتى "حزب الله" بات مدركاً خطورة أبعاد هذه الرسالة. ولم تستبعد المعلومات صرف المستحقات المتوجبة على لبنان للمحكمة بسلفة خزينة قد تحول الى وزارة الخارجية بعد عودة الرئيس ميقاتي من نيويورك أواخر الشهر الجاري.
وفي هذا السياق صرح الناطق باسم المحكمة الخاصة بلبنان مارتن يوسف أمس لـ"النهار"، رداً على سؤال عن موضوع التمويل: "إن ما يخصنا هو بالنسبة الى سنة 2011. فهناك نسبة 70 في المئة من هذه المتوجبات لم يدفعها لبنان في القسم المتعلق به في تمويل المحكمة والمحدد بـ 49 في المئة". وأضاف: "نحن واثقون من وعود رئيس الحكومة نجيب ميقاتي. صحيح ان هناك دولاً أخرى تساهم في تمويل المحكمة إلا أن ذلك لا يعني اننا لا ننتظر مساهمة لبنان".
وفي الإطار نفسه، نفى أمس كل من النائبين مروان حماده وجورج عدوان ومنسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد في تصريحات لـ"النهار"، أيَّ اتجاه لدى هذه القوى الى تقديم اقتراح قانون الى مجلس النواب لتمويل المحكمة. وشددوا على ان هذه القوى تحمّل الحكومة مسؤولية تمويل المحكمة وتنفيذ الالتزامات الدولية".
استقبال حار لساركوزي وكاميرون في ليبيا
عبد الجليل: الأولوية مستقبلاً للحلفاء والأصدقاء
وفي الموضوع الليبي كتبت النهار تقول "خص الليبيون باستقبال حار في طرابلس وبنغازي، الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اللذين قدما بحضورهما التاريخي الى هذا البلد دعماً عسكرياً وسياسياً لـ"لمجلس الوطني الانتقالي"، متعهدين استكمال مهمة حلف شمال الاطلسي الى حين السيطرة على المعاقل المتبقية للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي وتقديمه وافراد حكومته الى العدالة. وأعلن رئيس "المجلس الوطني الانتقالي" مصطفى عبد الجليل ان الحلفاء في الحرب لهم الأولوية في أي صفقات مستقبلية مع ليبيا.
وأكد ساركوزي ان "التدخل في ليبيا لم ينته بعد وفرنسا ستبقى الى جانب الليبيين" مشيرا الى ان "القذافي يعتبر خطرا ... لا بد من اعتقال القذافي ومساءلة جميع المتهمين (بارتكاب جرائم بموجب) القوانين الدولية عما اقترفوه".
أما كاميرون، فوجّه رسالة تحذير الى الزعيم الليبي الفار مفادها أن الأمر انتهى بالنسبة اليه قائلاً: "استسلم". واضاف: "إننا سنساعدكم في العثور على القذافي وتقديمه الى العدالة. ولا تزال ثمة أجزاء من ليبيا تخضع لسيطرة القذافي، فالقذافي لا يزال طليقا وعلينا التأكد من أن هذا العمل قد اكتمل".
وشدد عبد الجليل على انه "لولا مساندة الحلفاء وعلى رأسهم فرنسا وبريطانيا لما تمكن الثوار الابطال من تحقيق ما حققوه"، قائلا الى إن موقف باريس ولندن "لم تكن خلفه مصلحة سياسية". وأعلن انه "لم يوقع إتفاقات مسبقة مع الحلفاء والأصدقاء لكنه سيقدر جهودهم وستكون لهم الأولوية من خلال إطار عمل يتسم بالشفافية".
في غضون ذلك، تواصلت المعارك بين الثوار وقوات القذافي على جبهات عدة. وقال المجلس العسكري في مصراته إن مقاتلي المجلس دخلوا مدينة سرت من ثلاثة محاور رئيسية، ووصلوا الى "كوبري الغربيات"، قبل ان "يتفرعوا داخل المدينة"، في حين استمرت المناوشات بين الثوار ومقاتلين موالين للقذافي على جبهة بني وليد".
الاخبار
زيارات «إعلان النصر» وتقاسم المغانم
وكتبت الاخبار تقول "يكاد الاحتفال الذي شهدته العاصمة الليبية طرابلس، أمس، بمناسبة سقوط نظام العقيد معمر القذافي، يشبه احتفالات الذكرى السنوية لإنزال النورماندي في 6 حزيران 1944، الذي نفذته القوات الجوية للحلفاء ضد القوات الألمانية النازية على الشاطئ في شمال فرنسا، قبل أن تزحف على العاصمة الألمانية برلين وتقضي على فلول الجيش النازي عام 1945".
اضافت "لم يكتمل المشهد الاحتفالي أمس بالنصر على قوات العقيد معمر القذافي في العاصمة الليبية طرابلس، حيث اقتصر على حضور الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، بينما لوحظ غياب الرئيس الأميركي باراك أوباما، ورئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان، إضافة الى أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني. زعماء يمثلون الدول التي تصدّرت عملية تنفيذ القرار الدولي بحظر جوي فوق ليبيا.
حفل الانتصار بدا مبتوراً إن لم يكن فاشلاً، حيث أعلن رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل أن الحديث عن النصر لا يزال مبكراً طالما أن هناك جيوباً أساسية لا تزال تخضع لكتائب العقيد القذافي. الرئيس الفرنسي، الذي حضر برفقة وزير خارجيته آلان جوبيه، يأتي الى طرابلس وعينه على الانتخابات الرئاسية في العام المقبل، لعله أدى قسطه للعلى بحق الناخب الفرنسي فصدق بوعده في انهاء العملية في ليبيا بسرعة (سبعة اشهر على بدء الانتفاضة)، وبدأ يستعد لتوقيع اتفاقات استثمارية وتجارية قد يكون له فيها حصة الأسد، التي سترتد ايجاباً على الاقتصاد الفرنسي، الذي يئن تحت ضغوط الأزمة. ساركوزي بذل جهداً غير طبيعي في محاولته لمحو خطيئة وزيرة خارجية بلاده السابقة ميشيل إليو ماري التي عقدت صفقة مع النظام المخلوع في تونس لمساعدته على قمع الثوار هناك، ولعله بالغ في دعمه للثوار حين خالف القرار 1973 وزوّد الثوار بالأسلحة.
أما كاميرون، الذي أصيب بالإحراج بعدما فاحت رائحة الفساد من حكومته بسبب محاولة سابقة لبيع نظام القذافي أسلحة، من بينها بنادق قناصة قبيل بدء الثورة، فقد أتى الى العاصمة الليبية مصحوباً بقرار حكومي صدر في لندن يقضي بصرف 600 مليون جنيه استرليني (942 مليون دولار أميركي) من الأموال الليبية المجمدة لصالح المجلس الوطني الانتقالي.
لعل «تاريخية» الزيارة كما وُصفت، نابعة من كونها الزيارة الأولى لمسؤولين أجانب رفيعي المستوى الى طرابلس منذ سقوط العاصمة بأيدي الثوار في 23 آب الماضي. إضافة الى أن هاتين الدولتين، الى جانب الولايات المتحدة، كانتا من بين الدول السباقة الى تنفيذ عمليات عسكريّة في ليبيا باسم «فجر الأوديسة» قبل تسليم المهمة لحلف شمال الأطلسي تحت اسم «الحامي الموحد».
في أي حال لقد قدم الزعيمان، الأنكلوسكسوني والفرنكفوني، على نحو احتفالي مدروس جداً لحضور حفلة تقاسم الكعكة النفطية الليبية، وقد صدقهما مضيفهما عبد الجليل القول حين خصّ «الحلفاء والأصدقاء» بأن لهم الأولوية في عقود النفط، وبأن «كل من ساعد ليبيا سيكون له الأولوية في جميع الميادين، لا في قطاع الطاقة والنفط فحسب».
الزعيمان الأوروبيان حرصا على تذكير الليبيين بأن الحاجة إلى حلف الأطلسي لم تنته بعد، ففيما حذّر سيد الإليزيه من خطر القذافي لما «يمتلكه من أموال وذهب»، كرّر سيد الداوننغ ستريت معزوفة التحذير من التشدد الإسلامي. مع ذلك حرص ساركوزي وكاميرون على إضفاء طابع انساني على زيارتهما «التاريخية» بزيارة مستشفى طرابلس ومعايدة بعض جرحى الحرب، وفي تأكيد على عمق العلاقة مع السلطة الانتقالية (المعارضة السابقة) توجها الى بنغازي أيضاً.
«ضربات الأطلسي ستستمر طالما هناك خطر على الليبيين»، هذا ما أكده ساركوزي بحضور كاميرون وعبد الجليل، والرجل الثاني في المجلس الانتقالي محمود جبريل، في مؤتمر صحافي بطرابلس أمس، متظاهراً بأن تدخّل بلاده في الأزمة الليبية جرى من دون مطامع، حيث ليس هناك «عقود أو اتفاقيات قد وقعت مع ليبيا في ما يتعلق بثرواتها.. وكل ما فعلناه لإنقاذ الشعب الليبي، كان علينا فعله من باب تحقيق العدالة» .
أما كاميرون، فقد أدّى دور الشهم الذي يأخذ على عاتقه مساعدة الليبيين في القضاء على القذافي، بقوله «الأمر لم ينته... سنساعدكم على العثور على القذافي وتقديمه إلى العدالة». وأضاف الرجل، الذي شاركت قوات من بلاده في عمليات تجسس واستطلاع على الأراضي الليبية، وفق ما ذكرت تقارير استخبارية عديدة وصحف بريطانية، «نحن على استعداد لتقديم العون، لكن نريد أن نعرف ما هو أهم شيء تريدونه منا... هذه هي اللحظة التي يمكن ان يتحول فيها الربيع العربي إلى الصيف العربي، ونرى الديموقراطية تزحف إلى دول أخرى أيضاً».
المفارقة أن التحذير من بقاء القذافي حراً، الذي بدت الدول الغربية قد اتخذته ذريعة لاستمرار تدخلها وعملياتها في الهضبة الأفريقية، قد دعمه تصريح للمتحدث باسم القذافي موسى ابراهيم، الذي أكد استمرار القذافي في القتال.
أما الحضور الأميركي، ورغم غياب أي مسؤول رفيع عن هذا الحفل «النورماندي»، فقد كان بمثابة المايسترو الذي يدير الأمور من خلف الكواليس. فالمساعد الأقوى لوزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان، الذي أصبح خبيراً في دس أنفه في كل قضية من قضايا الشرق الأوسط، بدأ الحفل على طريقته منذ أول من أمس، حين زار طرابلس واضعاً نقاط التحليل الأميركي على حروف التطورات الميدانية الليبية. فكما كان لفيلتمان ذلك الدور الخفي في مباشرة الهجوم على طرابلس عشية سقوط باب العزيزية، حين اجتمع بالمعارضة السابقة في معقلها ببنغازي، جاء الى طرابلس عشية الاحتفال بالنصر وتقاسم الكعكة الدسمة، ليعطي الإشارة بالتحرك نحو الخطوات التالية.
فيلتمان الذي جاء لينفي أي وجود عسكري لأميركا في ليبيا، دخل من باب حماية الأسلحة غير التقليدية التي لا تزال بحوزة الليبيين، فكما تذرع البريطانيون والفرنسيون بخطر استمرار وجود القذافي وبعض كتائبه طلقاء، وبخطر تنامي التيارات الدينية كمسوّغ لتدخل عسكري أرضي مفترض في أي لحظة على الأراضي الليبية، جاء مساعد وزير الخارجية الأميركية ليتحدث فقط عن «القوات الأميركية الموجودة الآن على الأراضي الليبية(هي) لتوفير الحماية لأفراد البعثة الدبلوماسية وتأمين السفارة الأميركية وحمايتها فقط»، لكن هذا لا يعني أن أي تدخل مستقبلي سيكون من باب «توفير الخبرات الفنية لليبيين والتعاون معهم لحماية مواقع الأسلحة غير التقليدية».
يبقى الغائب الأبرز عن احتفال النصر رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان، الذي فضل أن يكون مسك ختام الزيارات، حيث سيكون اليوم في طرابلس. وزيارة الزعيم التركي، الأطلسي المسلم العلماني، لها رمزية خاصة لدى الشعب الليبي، فمشاركة أنقرة في عملية «الحامي الموحد» كانت بمثابة الضمانة الإسلامية لعدم خروج العملية عن أهدافها المرسومة في حماية المدنيين، ومنع قصف مواقع مناهضي القذافي بالمدفعية، مع انها خرجت عن أهدافها مرات عديدة. فرغم تردد تركيا في البداية من المشاركة ومحاولتها اعطاء وقت للقذافي للحوار مع المعارضة، عادت لتشارك بقوة لدرجة أنها اصبحت من الدول الصديقة التي خصها عبد الجليل بحظوة في مجال الاستثمارات النفطية والعقود التجارية.
لم تنته الاحتفالات بنصر لم يتم طالما أن السيطرة على جيوب سرت وبني وليد وسبها والقضاء على القذافي ورجاله لا تزال غير محققة، لذلك جاءت صورة احتفالات طرابلس نسخة غير كاملة عن احتفالات النورماندي، التي لا تزال محل مباهاة الحلفاء، رغم مرور اكثر من نصف قرن على حدوثها. مع الإشارة إلى أن ليبيا ليست ألمانيا".
هرموش: تلقّيت اتصالات من خدّام ورفعت وغليون
وفي الشأن السوري "أكد الضابط السوري المنشقّ حسين هرموش أنه تلقى العديد من الاتصالات من رموز المعارضة في الخارج، لكنه لم يشهد منها سوى الوعود و«الشنططة والبهدلة».
قال المقدم السوري المنشقّ عن الجيش حسين هرموش إن الكثير من قوى المعارضة السورية في الخارج اتصلوا به من أجل تقديم الدعم والمساندة، من بينهم المراقب العام للإخوان المسلمين رياض الشقفة والنائب السابق لرئيس الجمهورية عبد الحليم خدام وشقيق الرئيس الراحل حافظ الأسد، رفعت الأسد، والمفكر برهان غليون. وأضاف لكن لم «يصلني أي شيء منهم». وقال هرموش الذي انشق في بداية شهر حزيران الماضي، في اعترافات بثها التلفزيون العربي السوري مساء أمس، إنه انشق عن الجيش السوري «بعد ما شهدته من أحداث دامية في الشوارع». وأضاف هرموش الذي أعلن تشكيل لواء الضباط الأحرار «اتجهت الى الحدود التركية من أجل تأمين منطقة عازلة على الحدود.
ولدى وصولي الى المخيمات التركية، تلقيت اتصالات من المراقب العام للإخوان المسلمين رياض الشقفة ومن عبد الحليم خدام وولديه ومن رفعت الأسد ومن برهان غليون وعدنان العرعور ومحمد زهير الصديق ومن معظم المشاركين في مؤتمر أنطاليا الذي عقد في تركيا».
وأكد الضابط المنشق إنه قال لجميع من اتصلوا به من أجل التنسيق معه «ماذا عندكم، اعرضوه عليّ وأنا أجاوبكم، وبناءً عليه أعمل معكم أو مع غيركم».
وأشار الى أنه بقي قرابة ثلاثة أشهر وهو يتلقى وعوداً فقط، وأن المبلغ الوحيد الذي تلقاه هو «1000 دولار أميركي فقط من محمد زهير الصديق» الشاهد في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري.
وكشف هرموش أنه نسّق مع «رؤساء مجموعات مسلحة في حمص وحماه وإدلب من أجل نقل السلاح»، نافياً في الوقت نفسه أن يكون قد أطلق النار على الجيش «أنا لو أطلق عليّ أي جندي النار، فلن أطلق النار عليه».
وختم هرموش، الذي لم يذكر كيف تم إلقاء القبض عليه، إن «العمل الذي قام به لم يثمر سوى عن الشنططة والبهدلة والوعود الكاذبة، وإنه أصبح تحت ثلاثة حدود، خارج عن الدولة والقانون وعن المجتمع وأسرته وبين الذين نسقوا معه ولم يثمر عن تنسيقهم شيء».
وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) قد ذكرت أول من أمس أن التلفزيون الرسمي سيبث مساء الخميس اعترافات المقدم حسين هرموش، فيما حمّلت حركة الضباط الأحرار أنقرة «المسؤولية الكاملة» عن تسليمه الى دمشق.
لكن مصادر في المعارضة رجحت في حديث إلى وكالة فرانس برس أن تكون الاستخبارات السورية قد اختطفته من تركيا، التي لجأ إليها إثر انشقاقه.
وأعلن المقدم هرموش انشقاقه عن الجيش احتجاجاً على أعمال القمع التي ينفذها نظام الرئيس بشار الأسد بحق المدنيين، ليصبح بذلك أول ضابط سوري يعلن انشقاقه عن الجيش.
وتمكن هرموش من مغادرة سوريا وشكل ما أطلق عليه اسم «لواء الضباط الأحرار» الذي يضم عشرات الضباط الذين حذوا حذوه وانشقّوا عن الجيش من بعده.
من جهة ثانية، أعلنت سانا أن التلفزيون السوري سيبث غداً «اعترافات جاسوس إسرائيلي شارك في تسهيل اغتيال عماد مغنية» القيادي العسكري في حزب الله، والذي اغتيل في دمشق في تفجير سيارة مفخخة في شباط 2008، ويتهم الحزب اللبناني إسرائيل بقتله".
اللواء
واشنطن تدعو رعاياها للمغادرة وبان كي مون للتوحد الدولي ضد الأسد
المعارضة تقرّر إسقاط النظام بالطرق السلمية ومجلس إنتقالي موسع يعلن من اسطنبول
وكتبت اللواء حول هذا الموضوع تقول "دخلت الانتفاضة الشعبية الواسعة ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد شهرها السابع دون ان تتراجع قيد أنملة فيما يؤكد الناشطون تصميمهم على التظاهر حتى اسقاط النظام الذي يواجه عزلة دولية متزايدة ويواصل عمليات القمع، معلنين تشكيل "المجلس الوطني" المكلف تنسيق تحركهم ضد النظام.
وفيما حثت الولايات المتحدة رعاياها على مغادرة سوريا على الفور قائلة ان الحملة الحكومية العنيفة ضد الاحتجاجات السلمية أوجدت وضعا متقلبا،دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى القيام بعمل دولي "موحد" ضد النظام السوري متهماً الاسد بعدم الوفاء بالوعود الكثيرة التي قطعها.
المجلس الوطني
من جهة ثانية قدم معارضون سوريون في اسطنبول تشكيلة "المجلس الوطني" الذي يضم 140 عضوا والهادف الى تنسيق تحركهم ضد النظام كما عبروا عن وحدتهم خلف ثلاثة مبادىء: مواصلة النضال الى حين سقوط نظام الاسد واللجوء الى وسائل سلمية والحفاظ على سلامة اراضي سوريا. ولم يعلن المنظمون سوى اسماء 72 عضوا وفضلوا ابقاء اسماء بقية الاعضاء غير معلنة لاسباب امنية.
في غضون ذلك حثت الولايات المتحدة رعاياها الى "مغادرة سوريا فورا طالما ان وسائل نقل تجارية لا تزال متوفرة". وجاء في مذكرة تحذيرية من الخارجية الاميركية انه بعد ستة اشهر من الاحتجاجات والقمع العنيف، يتعين على الاميركيين الذين سيبقون في البلد العمل على "الحد من تنقلاتهم غير الاساسية". وابعد "من الفوضى وعدم استقرار" الوضع في سوريا، تهدف المذكرة الجديدة التي تحل محل مذكرة سابقة صدرت في الخامس من اب، الى الاخذ في الاعتبار الدعوة الى تغيير النظام التي كان اطلقها الرئيس الاميركي باراك اوباما في 18 اب الماضي.
وتحدثت وزارة الخارجية عن "ارتفاع الشعور المعادي للاجانب" الذي يغذيه النظام الذي يتهم التدخلات الخارجية في سوريا بانها تقف وراء الاضطرابات. وذكرت واشنطن بان رفض الحكومة السورية السماح للدبلوماسيين الاميركيين بالتنقل في البلاد "يحد بشكل خطير من قدرة الموظفين القنصليين على مساعدة المواطنين الاميركيين خارج دمشق".
من جانبه دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى القيام بعمل دولي "موحد" ضد النظام السوري، واتهم الاسد بانه لم يف بالوعود الكثيرة التي قطعها. واوضح "انه (الاسد) لا يفي بوعوده. لقد طفح الكيل. على المجتمع الدولي فعلا اتخاذ اجراءات موحدة والتحدث بصوت واحد". كمااعتبر البرلمان الاوروبي ان الرئيس السوري "فقد شرعيته" بسبب استعمال القوة ضد المتظاهرين ودعاه الى التنحي "فورا". وفي باريس، تستقبل وزارة الخارجية الفرنسية اعضاء من المعارضة السورية من اجل تطوير اتصالاتها مع المعارضين لنظام الاسد.
مجلس الوزراء يقطع إجازته... ومداخلة السنيورة تربك خطة باسيل
سليمان يؤيّد هواجس الراعي أمام ساركوزي
إطلاق النار السوري يتجدَّد مساء عند الحدود الشمالية
وفي الشأن الداخلي كتبت اللواء تقول "على ايقاعات ترتيبات المنطقة الجارية بين العواصم ذات التأثير الاقليمي والدولي، سواء محادثات رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في القاهرة والذي انتقل الى تونس، او تصريحات رئيس الوزراء المصري سامي شرف حول ارتباط مصير اتفاقية كامب ديفيد بمصالح السلام والاستقرار في المنطقة، فضلاً عن ازدياد الضغط الاوروبي والدولي والاميركي على نظام الرئيس بشار الاسد في سوريا، إن من خلال دعوة الامين العام للامم المتحدة بان كي مون للمجتمع الدولي للتوحد ضد نظام الاسد، او من خلال دعوة الخارجية الاميركية الرعايا الاميركيين لمغادرة سوريا، او دعوة البرلمان الاوروبي رأس النظام الى التنحي، يتحرك الواقع السياسي اللبناني، سواء عبر السجالات او الاشتباكات المتفق على حصرها داخل المؤسسات الرسمية، ضمن توجه لدى فريقي الصراع السياسي على عدم تعريض الاستقرار العام لأي اختبار.
ومع ذلك، وبقدر ما كانت الاوساط السياسية تتابع وقائع الزيارة التي قام بها الرئيس ميشال سليمان الى الديمان، فقد فوجئت بحصول اول تبادل لاطلاق النار بين الجيشين السوري واللبناني، عند نقطة المونسة في عكار، وذلك غداة زيارة التنسيق التي قام بها وزير الدفاع فايز غصن الى دمشق حيث استقبله الرئيس الاسد.
وعلى الرغم من حرص قيادة الجيش اللبناني، عبر بيان مديرية التوجيه، على لمِّ الحادث ووضعه في اطار التنسيق بين الجيشين، مع الاشارة الى اصابة آلية عسكرية، وعدم تسجيل اصابات في الارواح، وادراج اطلاق النار من قبل الجيش السوري، في اطار ملاحقة اشخاص فارين عبر الحدود، فإن الحادث حمل اشارات خطيرة، عن ان الجانب السوري يتابع الوضع عند الحدود، وان مثل هذا الحادث قد يتكرر في المستقبل؟
اما في الداخل، فإن النتيجة التي آلت اليها جلسة اللجان النيابية المشتركة حول مشروع قانون المعجل بشأن انتاج 700 ميغاوات، عكست استمرار اجواء التشنج في البلاد، وان لعبة المقايضة او تبادل الاوراق من شأنها ان تسحب نفسها على ملفات أربعة شائكة: - قانون الانتخاب - التعيينات الادارية - تمويل المحكمة - وخطة الكهرباء.
وتخوفت مصادر نيابية من تفاقم الاشتباك الكهربائي في المجلس أن يمتد الى الموازنة، وربما الى اقتراح قانون تمويل المحكمة الذي تعتزم كتل 14 آذار تقديمه من اجل الزام الحكومة بتمويل المحكمة عبر قانون خاص، ما لم يجر تدارك خطورة امتداد الخلافات الى المسائل ذات الصفة الوطنية العامة والمرتبطة باساس الاستقرار الوطني.
دفاع سليمان عن الراعي
واذا كان دفاع الرئيس ميشال سليمان عن مواقف البطريرك بشارة الراعي، طرحت تساؤلات حول تشكيل جبهة مارونية قوامها الرئيس سليمان والبطريرك الراعي وعون والنائب سليمان فرنجية وحلفائهم في مقابل مسيحيي 14 آذار، فإن هذه الجبهة قد تنعكس على جهود بكركي نفسها لجمع الاقطاب الموارنة مجددا في 23 ايلول الحالي، رغم ان القيادات المسيحية لم تتواصل بعد الى تفاهم حول صيغة قانون الانتخاب المقبل المطروح ان يكون على جدول اعمال هذا اللقاء.
وكان الرئيس سليمان قد أكد، خلال زيارة قام بها الى الديمان للمشاركة في اختتام النشاطات السنوية السابعة لحديقة البطاركة الموارنة، لمناسبة عيد الصليب، ان مواقف الراعي لا تخضع للسياسة او للتوظيف السياسي، وانه نجح في نقل الهواجس المسيحية الى السلطات الفرنسية من خلال طرح متكامل يصب في مصلحة لبنان، لافتا الى ان ما ظهر من هذا الطرح هو اجزاء متناثرة، مشددا على ان البطريرك ليس في حاجة الى من يدافع عنه، وان مواقفه نابعة من دوره المهم كمسؤول عن مسيحيي لبنان والشرق الاوسط، وعن استقلال لبنان وسيادته، وهو الدور القديم المتلازم مع دور بكركي، محدداً الهواجس المسيحية بأربع وهي الخطر على مسيحيي الشرق، وتقسيم المنطقة الى دويلات مذهبية، والخطر الاسرائيلي المتمثل بالاعتداءات وخطر التوطين.
ومن المقرر ان يزور الرئيس ميقاتي الديمان اليوم، لنقل الهواجس الاسلامية من المواقف التي اعلنها الراعي في فرنسا، وتردد ان بيانا هاما سيتلوه رئيس الحكومة بعد اجتماعه بالبطريرك الراعي، قد يكون مشابها لمواقف الرئيس سليمان، ولكن من ناحية التشديد على العيش المشترك والتأكيد على الوحدة الوطنية بين المسيحيين والمسلمين.
ومن جهة ثانية، كشفت المصادر عن جلستين لمجلس الوزراء سيعقدهما الاسبوع المقبل في السراي الحكومي، الاولى يوم الاثنين والثانية يوم الاربعاء، الا ان جدول اعمالهما لم يوضعا بعد، كما لم يعرف ما اذا كان موضوع تمويل المحكمة سيطرح في احدى هاتين الجلستين، في ضوء مطالبة وزراء عون وحزب الله و بطرحه على النقاش داخل الحكومة، علما ان الرئيس ميقاتي، مؤيدا من الرئيس سليمان والنائب وليد جنبلاط يميل الى سداد متأخرات المحكمة من خلال سلفة خزينة تؤخذ من احتياط الموازنة وتصدر بمرسوم من دون حاجة لمجلس الوزراء، وذلك قبل سفره الى نيويورك في أواخر الشهر الحالي.
واوضحت المصادر ان الرئيس ميقاتي سيرأس الثلاثاء اجتماعا للجنة تعديل القانون 462 المتعلق بالكهرباء، والذي يفترض ان يناقش التوجهات التي طرحت في جلسة اللجان النيابية، وفي ضوء ما يمكن قد خلصت إليه في اجتماعها المعاد يوم الاثنين.
المستقبل
ساركوزي يهدي زيارته لليبيا "لكل الذين يتطلعون الى سوريا حرة"
وفي هذا السياق كتبت المسقبل تقول "أعطى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، زيارته التاريخية المشتركة مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، الى ليبيا أمس، بعدا أكبر من الاحتفاء بالانجاز التغييري الذي تحقق في هذا البلد، متعمدا اهداءها الى "كل الذين يتطلعون الى سوريا حرة".
وقدم ساركوزي وكاميرون بحضورهما التاريخي الى طرابلس وبنغازي دعما عسكريا وسياسيا للسلطات الليبية الجديدة التي تسعى الى تعزيز شرعيتها الدولية بعد امساكها بالعاصمة في موازاة معاركها المستمرة للسيطرة على المعاقل المتبقية لمعمر القذافي.. واكد ساركوزي في بنغازي امام حشود من الليبيين تجمعوا في ساحة التحرير، انه يؤمن "بليبيا موحدة وليس بليبيا مقسمة". واعلن رئيس الوزراء البريطاني الذي كان معه "انه امر استثنائي ان نكون في ليبيا حرة".
واستقبلت المسؤولين حشود ضمت مئات الليبيين وهم يلوحون بالاعلام الفرنسية والبريطانية.
وقبل بنغازي، مهد الثورة الليبية، زار ساركوزي وكاميرون في الصباح طرابلس بعد سبعة اشهر على بدء الثورة التي دعمها بلداهما ضد نظام القذافي، علما انها الزيارة الاولى لمسؤولين اجانب رفيعي المستوى الى العاصمة منذ سقوطها في ايدي الثوار في 23 اب (اغسطس).
ووصل المسؤولان اللذان كان بلداهما اول دولتين شاركتا في العملية العسكرية للحلف الاطلسي ضد قوات القذافي، في طائرتين الى مطار طرابلس حيث كان بانتظارهما رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل ورئيس وزرائه محمود جبريل. وقاما فور وصولهما بزيارة استمرت ساعة الى مستشفى طرابلس حيث استقبلا بالترحاب والتقيا بعض الجرحى.
وقال ساركوزي مرات عدة للصحافيين الذين كانوا يرافقونه "من المؤثر رؤية شباب عرب يلتفتون نحو دولتين غربيتين كبريين للتوجه بالشكر اليهما"، مضيفا ان "هذا يثبت ان الصراع بين الغرب والشرق ليس حتميا".
وعقد ساركوزي وكاميرون بعد ذلك مؤتمرا صحافيا مشتركا مع عبد الجليل وجبريل في فندق "كورنثيا" الراقي في منطقة باب البحر وسط طرابلس، في ظل حضور امني كثيف شمل المروحيات التي ظلت تحلق في اجواء المدينة حتى بعيد مغادرتهما الفندق لحوالى الساعة.
وقال ساركوزي ان "التدخل في ليبيا لم ينته بعد وفرنسا ستبقى الى جانب الليبيين"، معتبرا ان "القذافي يعتبر خطرا، وهناك عمل يجب انجازه" في ليبيا. أضاف: "التزام حلف الاطلسي لم ينته بعد".
بدوره اعلن كاميرون ان المهمة العسكرية لحلف شمال الاطلسي "يجب ان تستمر حتى تأمين حماية المدنيين وهناك اماكن لا تزال تحت سيطرة القذافي الذي يبقى طليقا"، في اشارة الى مدن سرت وسبها وبني وليد التي تدور حولها معارك بين الثوار وقوات القذافي.
وقال جبريل ان المسؤولين الفرنسي والبريطاني "طلبا ان تستمر عملية حماية المدنيين اذ ان هناك ثلاث جبهات مشتعلة، ونحن بالفعل نحتاج اليهم لحماية المدنيين".
وشدد عبد الجليل من جهته على انه "لولا مساندة الحلفاء وعلى رأسهما فرنسا وبريطانيا لما تمكن الثوار الابطال من تحقيق ما حققوه"، مشيرا الى ان موقف باريس ولندن "لم تكن خلفه مصلحة سياسية".
وذكر ردا على سؤال انه "حتى الآن لم تعط اي عقود وهذه العقود (الاقتصادية) ستمنح بحسب الدور الذي قدمته الدول".
وقال ساركوزي ان المنفعة لم تكن دافعا ولم تكن لدى فرنسا "اية حسابات" بشأن ثروات ليبيا وراء المساعدة التي قدمتها.
واوضح "ليس هناك اية منفعة او حسابات ولا اي اتفاق ونحن لا نطلب اي معاملة تفضيلية، لقد قمنا بذلك لانه الامر الصواب"، مشيرا الى ان كل ما قيل في بعض وسائل الاعلام "خاطىء".
وشدد كاميرون على ضرورة مساعدة السلطات الجديدة عبر الافراج عن المزيد من الارصدة الليبية المجمدة في الخارج، علما انه اعلن قبيل الزيارة ان بلاده مستعدة للافراج عن 12 مليار جنيه اخرى لليبيا حال موافقة الامم المتحدة. ودعا ساركوزي الى عدم القيام "باعمال انتقامية او تصفية حسابات" في ليبيا، كما دعا "كل الدول التي لديها على اراضيها اشخاص (ليبيون) ملاحقون الى العمل مع الهيئات الدولية لكي تتسنى محاسبة كل منهم على ما فعله". وفي هذا الصدد اكد ساركوزي انه "يثق" بالنيجر التي لجأ اليها عدد من المقربين من القذافي بينهم نجله الساعدي، وان ليس هناك "اي داع للتشكيك" في ما اذا كان قادتها سيحترمون القانون الدولي.
واعلن ساركوزي انه يهدي زيارته لطرابلس الى كل "الذين يتطلعون الى سوريا حرة"، موضحا "اتمنى ان يحظى الشبان السوريون بنفس الفرص مثل شباب ليبيا" وان يحصلوا على الديموقراطية.
وكان وزير الاقتصاد الفرنسي فرنسوا باروان قال لاذاعة "فرانس اينفو" ان زيارة ساركوزي وكاميرون "اشارة قوية وهي لحظة تاريخية، تماما كاللحظة التي حلقت فيها الطائرات الاولى فوق قوات القذافي والثوار معا".
وجاءت زيارة ساركوزي وكاميرون بعد يوم على زيارة مماثلة قام بها مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى جيفري فيلتمان، وهو المسؤول الاميركي الارفع مستوى الذي يزور طرابلس منذ سيطرة الثوار عليها.