تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 23-12-2014 الحديث في ملفات عدة منها التطورات الاخيرة في ملف العسكريين المخطوفين وملف الحوار بين حزب الله وتيار "المستقبل"
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 23-12-2014 الحديث في ملفات عدة منها التطورات الاخيرة في ملف العسكريين المخطوفين وملف الحوار بين حزب الله وتيار "المستقبل" الذي ينطلق مساء اليوم.
وأتت افتتاحيات الصحف على الشكل التالي:
السفير
بري وجنبلاط وعون وجعجع.. على ضفاف «حوار المتخاصمين»
هل ينجو لبنان من الاشتباك السعودي ـ الإيراني؟
بداية جولتنا مع صحيفة "السفير" التي كتبت تقول "لا الحوار الذي سيستضيفه الرئيس نبيه بري بين "حزب الله" و "تيار المستقبل" في عين التينة، عند السادسة من مساء اليوم، قادر على إنتاج رئيس، ولا الظروف والمعطيات الإقليمية والدولية تشي بملء الفراغ الرئاسي في المدى المنظور.
لا يقود هذا الاستنتاج إلى الحكم بفشل الحوار العتيد مسبقا، ذلك أن المشاركين أعفوا أنفسهم مسبقا من هكذا ادعاء، لا بل من مهمة إذا أخذوها على عاتقهم، فإنهم يعرفون أنهم لن يصلوا فيها إلى النتيجة المرجوة.
فالحوار وظيفته المركزية واضحة ولا تقبل أي التباس: تنفيس الاحتقان السني ـ الشيعي، والمعابر إلى هذه المهمة متعددة، تبدأ بالصورة نفسها وانعكاسها الإيجابي المنشود على "الجمهورَين" وعلى المناخ العام في البلاد، وتمر بمحاولة إيجاد تفاهمات موضعية حول قضايا لا تندرج في خانة القضايا الخلافية الإستراتيجية من نوع السلاح ومشاركة "حزب الله" في سوريا، وصولا إلى تثبيت تفاهمات مستحيلة سياسيا حول قضايا من نوع قانون الانتخاب وتفعيل عمل المؤسسات الدستورية!
ولكن يبقى السؤال ما هي مصلحة الطرفَين في الحوار وماذا يستفيد "الراعي"، وأين وليد جنبلاط والمسيحيون بمقلبيهما.. والأهم من ذلك، في أي سياق يندرج هذا الحوار إقليميا ودوليا؟
لم يكن بإمكان "المستقبل" أن يأتي إلى الحوار من دون موافقة السعوديين. وهنا تبدو المفارقة لافتة للانتباه: من جهة، تدعم الرياض بقوة تجديد التواصل السياسي للمرة الأولى منذ أربع سنوات بين سعد الحريري و "حزب الله"، ومن جهة ثانية، لا جديد فعليا على خط التواصل السياسي بين طهران والرياض.
هنا، ينبغي التوقف عند ملف العلاقات السعودية ـ الإيرانية. فقد أحالت الرياض كل التراكمات إلى مرحلة محمود أحمدي نجاد، لكن 18 شهرا من عمر تولي الشيخ حسن روحاني الرئاسة الإيرانية، لم تكن كافية لبدء مرحلة جديدة، بل يمكن القول إن الاشتباك يتوسع بينهما، برغم التفاهم الموضعي جدا في العراق حول إزاحة نوري المالكي.
وليس خافيا على أحد أن الإيرانيين يعفون أنفسهم من المسؤولية، بقولهم إنهم قاموا بكل ما بوسعهم، ووجهوا رسائل إيجابية كثيرة للسعوديين منذ وصول روحاني، حتى أن وزير خارجيتهم محمد جواد ظريف، وفي أول جولة له في المنطقة، طلب زيارة الســعودية، وكان جواب الديوان الملكي أن لا إمكانية لاستقباله من الملك عبدالله بن عبد العزيز.
كرر الإيرانيون المحاولة أكثر من مرة واجتمع ظريف بنظيره السعودي سعود الفيصل في نيويورك، وقبل ذلك، زار الديبلوماسي الإيراني المخضرم حسين أمير عبد اللهيان السعودية، وتم التوافق على مقاربة مختلفة لملف العلاقات الثنائية، غير أن الوقائع جاءت معاكسة، وخصوصا هجوم السعودية العلني أكثر من مرة لتخريب وعرقلة التفاهم النووي الإيراني مع الغرب، فضلا عن خوض حرب خفض سعر برميل النفط بوجه الإيرانيين والروس معا في الآونة الأخيرة.
مخاوف السعودية وحدود قدرتها
كان لسان حال الإيرانيين أنه لا بد من تفهم دوافع السعودية؛ المملكة خائفة وقادرة فقط على الاعتراض ولا تملك مشروعا في المنطقة، ولا هي بِوارد امتلاك هكذا مشروع. واللافت للانتباه أنه في خضم الاشتباك، بادر وزير خارجية السعودية في النصف الأول من تشرين الأول الماضي إلى توجيه دعوة رسمية جديدة لنظيره الإيراني لزيارة الرياض، وقبل أن يرد الإيرانيون على الدعوة، صدرت تصريحات للفيصل تضمنت انتقادات حادة للإيرانيين، وبعدها بأيام قليلة، صدر الحكم السعودي بإعدام الشيخ المعارض نمر النمر، وتوج هذا المسار بقرار اقتحام بلدة العوامية في القطيف بشرق السعودية، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.
يأتي ذلك كله في ظل اشتباك مفتوح بين الرياض وطهران في كل من البحرين واليمن والعراق وسوريا ولبنان والسودان، فضلا عن وجود تنافس في ساحات إقليمية مشتركة. وبدا واضحا أن السعوديين يريدون من الأميركيين، قبل إبرامهم أي تفاهم نووي، ضمانات محددة حول دور إيران الإقليمي ومستقبل سوريا وأفق الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، وكلها عناصر مرتبطة إلى حد كبير بقدرة الإيرانيين، وليس بعجز السعوديين عن الفعل.
تكرس الانطباع الإيراني بأن السعودية غير جادة في سعيها إلى تطبيع العلاقات، وهي تحاول فقط أن ترمي الكرة في ملعب الإيرانيين من خلال توجيه الدعوة أكثر من مرة إلى ظريف، بينما ينحو سلوكها منحى صداميا لا بل "عدائيا".
وللسعودية أن تتباهى بقدرتها على الحسم داخل حدودها، كما في بعض الجوار الذي تعتبره جزءا لا يتجزأ من أمنها الإقليمي، وبإمكانها أن تصرخ في الليل والنهار مطالبة إيران بعدم التدخل في الشؤون العربية. لكن أبعد من ذلك، لا تملك هذه الدولة الخليجية الكبرى سوى القدرة على التعطيل، وإذا جرّب الخبراء رسم سياق واحد لما يسمى "الدور السعودي" إقليميا، فإنهم لن يجدوا ضالتهم، بل مجرد سياقات لا تتسم بالثبات والتراكم ولا الرؤية الإستراتيجية، وهنا المعضلة الكبرى، ما دامت المملكة منكفئة وتتحول تدريجيا إلى "مملكة الخوف".
كيف يمكن للحوار أن ينجح؟
ولأن لبنان بمكوناته الطائفية والمذهبية، وتحديدا السنيّة والشيعية، محكوم بالفالق الزلزالي السني ـ الشيعي المتأجج منذ سنوات في المنطقة، وتحديدا منذ الاحتلال الأميركي للعراق في العام 2003، فإن السؤال البديهي هو: هل يمكن لحوار موضعي بين "حزب الله" و "المستقبل" في لبنان أن ينفصل عن ذلك الاحتدام الإقليمي؟
إن تلبية الدعوة للحوار هي أفضل جواب ولو أن حسابات المبادرين والمتجاوبين مختلفة.
هنا، يُسَجَّل للنائب وليد جنبلاط أنه كان سباقا في إطلاق مبادرة الحوار وتشجيع قطبَيها، برغم عدم جلوسه ماديا إلى الطاولة الثلاثية، ولو كان قد بادر هو لاستضافة المتحاورين، لكان أحرجهم ومعهم راعي الحوار الحالي، غير أن الرئيس نبيه بري، تمكن بحنكته ودهائه، من تحقيق إنجاز كبير، لشخصه، كما لموقع رئاسة المجلس النيابي، إذ تحول من "طرف" بعيون "المستقبل" و "14 آذار" إلى راعٍ مستديم، متمايز، يملك هامشا من الاستقلالية ولا يتلقى تعليماته من "الولي الفقيه"، ويستطيع أن يكون حكما في الاستحقاقات على اختلافها.
وبطبيعة الحال، فإن لتيار "المستقبل" حساباته المفتوحة مع بري، في مجلسَي النواب والوزراء وخارجهما، ولعل أبرزها قطع الحسابات المالية و"السلسلة" الموضوعة على الرف، والمواقع الأمنية الآتي زمن استحقاقاتها قريبا، فضلا عن "التقاطعات الرئاسية"، ولو أنها غير قابلة للصرف حاليا.
وإذا كان نبيه بري لن يقصر اليوم في توجيه التحية لوليد جنبلاط، فإن السؤال التالي، هو أين موقع المسيحيين من الحوار؟
من نافل القول إن اتفاق "الثنائي الشيعي" و "المستقبل" ينقز كل الآخرين بالمعنى الطائفي وحتى المذهبي، غير أن الانطباع السائد عند الموارنة أن أي تفاهم بين القطبَين السني والشيعي يكون على حسابهم مجتمعين، أو على حساب أحدهم كما حصل في محطات كثيرة من العام 2005 حتى الآن، كما أن استمرار التصادم بين هذين المكونَين يهدد بتعطيل البلد، كما حصل مرارا، وكان المسيحي يدفع الثمن في كل الحالات، خصوصا بالمزيد من الهجرة والانكفاء.
ولعل مصيبة المصائب أن المسيحي يقف موقف المتفرج، فلا هو قادر على لعب دور الجسر التاريخي في عز الانقسام السني ـ الشيعي، ولا يريد أن يكون جزءا منه، ولا أن يرى نفسه مستفيدا منه، بل ينتظر من الطرفَين أن يقاربا دوره، كل من منظاره وتبعا لمصلحته!
بهذا المعنى، يسجل للعماد ميشال عون أنه نجح في "حشر" حليفه "حزب الله" ضمن معادلة "المسيحي القوي" رئاسيا، وبالتالي، صارت أية مقاربة للحزب في الحوار مع "المستقبل" محكومة بهذه المعادلة للدور المسيحي، وبالتالي، تصبح النظرة إلى الحوار مرهونة بقدرة حلفاء "الجنرال" على تسويق نظريته.. وإلا يكون بديلها البحث عن طائف جديد يعيد التوازن للدور المسيحي المهمش.
أما سمير جعجع، فقد نجح، ليس في ترميم ود مفقود مع "المستقبل" من زمن تبنيه قانون "اللقاء الأرثوذكسي" الانتخابي، بل في أن يتحول من مجرد "عدة شغل" عند زعيم "التحالف الآذاري" إلى لاعب حقيقي يستطيع أن ينال من السعودية ليس مكافأة وتنويها وحسب على "هضمه" السريع للتمديد النيابي، بل على قدرته على المناورة سياسيا، وبالتالي تشكيله سدا منيعا في وجه محاولات وصول ميشال عون إلى قصر بعبدا، وفي ذلك تناغم واضح مع "الفيتو" السعودي غير القابل للمراجعة.
هل يصبح مفاجئا لأحد أن يتفق الإيرانيون والسعوديون على جملة واحدة فقط: "ليتفق المسيحيون على رئيس الجمهورية ونحن سنتبنى خيارهم بمعزل عن الإسم"!
عبارة أبلغتها كل من الرياض وطهران لكل الموفدين، وخصوصا الموفد الفرنسي جان فرنسوا جيرو الذي ألغى زيارته الإيرانية المقررة هذا الأسبوع "بسبب تضارب المواعيد" كما أبلغت وزارة الخارجية الفرنسية الإيرانيين، بينما كان أصدق تعبير عن حقيقة الأمر ما قاله الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند قبل أيام قليلة لأحد سائليه عن حصيلة الاتصالات بشأن الملف الرئاسي اللبناني: "لقد أقفلت بالكامل"!
أكد رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، خلال زيارته لبنان أمس، دعم بلاده للحوار بين «حزب الله» و«المستقبل». وأعلن أنّه «حصلت مشاورات معنا بشأن الاستحقاق الرئاسي، وإيران تدعم أي حلحلة في هذا الملف»، مشدّداً على أنّ «المسيحيين اللبنانيين هم المعنيون الأساسيون في هذه القضية، ويجب أن يضافروا جهودهم» . وقد التقى لاريجاني الرئيسَين نبيه بري وتمّام سلام، وحاضر في الجامعة اللبنانيّة، كما التقى الفصائل الفلسطينية، ثم عرض في مؤتمر صحافي أبرز ما تناولته لقاءاته.
النهار
وسيطان يتنافسان في ملف العسكريين بلا تفويض
المشنوق لـ"النهار": ملزَمون تمديد مطمر الناعمة
ومن جهتها، كتبت صحيفة "النهار" تقول "ينطلق الحوار الثنائي بين "تيار المستقبل" و "حزب الله" السادسة مساء اليوم في عين التينة، وعلمت "النهار" ان الجلسة الاولى ستكون ذات طابع عام ولن يخوض فيها المتحاورون في التفاصيل التي فهم أنها ستطرح على طاولة النقاش بعد عطلة الاعياد. وأشارت جهات مواكبة الى ان إعداد جدول الحوار سيتم في الفترة التي ستلي الجلسة الاولى التي ستكون وظيفتها إشاعة مناخ التواصل بين الجانبين. وأبلغت مصادر "حزب الله" عشية الجلسة "النهار" ان ممثليه في الحوار "جدّيون وواقعيون الى آخر مدى ومتفائلون بهذا الحوار لما له من انعكاسات على مجمل الاوضاع في لبنان". وردا على سؤال عن جدول الاعمال قالت المصادر:"نحن منفتحون على النقاش من غير أن يغيّر ذلك في استراتجيتنا لان الامر المهم هو منع الاحتقان في الشارع وإراحة البلد لمواجهة الخطر الارهابي التكفيري".
العسكريون والوساطات
في المقابل، لا توحي الاتصالات الجارية في ملف العسكريين المختطفين بايجابيات حقيقية، على رغم تسريبات عن امكان المضي في حل يقضي بدفع المال الى الجهة الخاطفة في مقابل اطلاق عدد منهم، وهو أمر استبعدته مصادر وزارية تحدثت الى "النهار"، لكنها اشارت الى ايجابية وحيدة تمثلت في الاتصال الاول بـ "الدولة الاسلامية"، لان كل الاتصالات السابقة اقتصرت على "جبهة النصرة". وقد أكد قيادي في "جبهة النصرة" لوكالة "الأناضول" التركية شبه الرسمية أن "مفاوضات الإفراج عن العسكريين اللبنانيين متوقفة تماماً ولا وسيط يتولى التواصل معنا".
وفيما أكد الوسيط الجديد احمد الفليطي انه نقل طرحا من النائب وليد جنبلاط الى "داعش"، وحمل ردا من "الدولة الاسلامية" الى جنبلاط، و"أنتظر حاليا رد الحكومة او المعنيين على الرسالة التي نقلتها"، لافتا الى ان "جنبلاط وأبو فاعور لم يدخلا عبر تكليفي في تحدّ مع أحد، وهما بالتأكيد يحظيان بحد أدنى من الغطاء الرسمي"، قال الوسيط الاخر الشيخ وسام المصري إنه ماض في وساطته، مذكرا بأنه يحظى بدعم من خلية الازمة ومن المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم، وقد تمكن من قطع شوط كبير في القضية والتقى أمير "داعش" في القلمون وقابل العسكريين، و"هذا ما لم يستطع الفليطي تحقيقه". ووعد بمفاجأة سارة في الملف قريبا اذا استجابت الحكومة.
النفايات
وفي شأن متوتر آخر، من المتوقع ان يؤدي اقرار الحكومة اليوم خطة النفايات الى بروز اعتراضات من المجتمع المدني والجمعيات الناشطة بيئيا، خصوصا ان كل الخطط ستدفع في اتجاه تمديد العمل في مطمر الناعمة الذي قضى قرار حكومي سابق باقفاله في 17 كانون الثاني 2015. وسألت "النهار" وزير البيئة محمد المشنوق ما إذا كان تمديد مطمر الناعمة سيتمّ فأجاب: "هذا أكيد لأننا نعمل في مطمر الناعمة على أنه مرفق عام يقدّم خدمة وبالتالي نحن ملزمون التّمديد تقنياً لأن طرح المناقصات والعقود وتداولها يتطلّب وقتاً وبالتالي إن التّمديد إلزامي". وشدد على انه من الضروري ان تقر الخطة اليوم "وإلا فسنصل إلى أزمة. حصل كل الوزراء (أمس) على دفتر الشروط الثاني مع ملخّص بالبنود وأنا في انتظار التوصل إلى نتيجة خلال هذه الجلسة".
لاريجاني
سياسيا، كان الامر البارز أمس كلام رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني الذي يزور بيروت، اذ تحدث عن "وجود بعض المشاورات التي جرت معنا حول المسعى الفرنسي لحل مسألة الرئاسة"، مؤكدا "دعم أي حل، لكن القضية الاساسية وما نريده هو ان يقوم الاقطاب الاساسيون بدورهم في هذا المجال، فالانتخابات الرئاسية شأن داخلي وعلى المسيحيين القيام بالجهد الاساسي".
وصدر كلام لاريجاني مع ورود معلومات عن ان الموفد الرئاسي الفرنسي مدير دائرة الشرق الاوسط في وزارة الخارجية جان فرنسوا جيرو، قرر زيارة المملكة العربية السعودية في 5 كانون الثاني ثم طهران لاستكمال مهمته المتمثلة بتسهيل مسار انتخاب رئيس جمهورية في لبنان بعد التشاور مع كبار المسؤولين في دولة الفاتيكان من اجل اتفاق القادة على رئيس توافقي يدير المرحلة."
الاخبار
المستقبل: هدف الحوار سحب عون وجعجع!
وبدورها، كتبت صحيفة "الاخبار" تقول "ينطلق اليوم الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله، من دون ان يتفق الطرفان على النقطة الرئيسية التي تنقسم حولها القوى السياسية، أي رئاسة الجمهورية. «المستقبل» يريد الحوار لسحب ترشيح عون وجعجع، فيما حزب الله متسمك بترشيح حليفه قائلاً للمعترضين: احكوا مع الجنرال
دخل لبنان عملياً عطلة الأعياد، من دون أن تحمل نهاية العام أي جديد على مستوى ملف الاستحقاق الرئاسي. لكن رئيس المجلس النيابي نبيه برّي أصر على ما يسمّيه «عيدية» للبنانيين، من خلال إطلاق الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل قبل العيدين. سيظلّل سقف عين التينة برئاسة برّي الحركة السياسية المتمثّلة بعقد أول جلسة حوار بين حزب الله وتيار المستقبل بعد ظهر اليوم. جلسة يريد لها المشاركون فيها وراعيها أن تكون صافرة تنفيس الاحتقان المذهبي، قبل مناقشة جدول أعمال يمهّد لحوار أوسع «يشمل كل القوى السياسية».
قد تبدو هذه العيدية ناقصة بالنسبة إلى بعض المكونات الأساسية التي اعتبرت أن إعطاء الحوار طابعاً إسلامياً يقلل من أهمية المكوّن المسيحي، ويظهر كأنه متلقّ لا مشارك أساسي في صناعة الحل. مع أن القصد من تعيين موعد للقاء الطرفين قبل العيدين، بحسب مصادر عين التينة «يهدف بالدرجة الأولى إلى طمأنة المسيحيين». ورُغم أن المواكبين للحوار يحاولون توسيع رقعة الملفات، إلا أن مصادر تيار المستقبل تُصر على أن «البند الرئيسي والأساسي هو تخفيف الاحتقان الذي سيكون له متمّمات في المناطق، إضافة إلى تحييد بعض القوى عن الاشتباك، واستكمال الخطّة الأمنية في البقاع الشمالي».
أما البند الثاني، بحسب مسؤول مستقبلي مشارك في الحوار، فهو «سحب المرشحين الرئاسيين سمير جعجع وميشال عون من التداول والذهاب نحو الاتفاق على أن يكون رئيس الجمهورية العتيد توافقياً. وهنا نؤكّد أننا لسنا ذاهبين إلى تسمية رئيس كما يروّج البعض». هكذا تختصر المصادر اللقاء المستقبلي الذي جمع في الرياض النائب سعد الحريري بنواب ووزراء التيار، مؤكداً أمامهم أن «الحريق المذهبي يدفعنا إلى فعل أي شيء، ولا سيما أن التطورات التي تحصل في سوريا والعراق تنذر باحتمال وقوع مشكل كبير داخل لبنان». وقالت المصادر إن «الحريري يعتبر أن الحوار مع حزب الله جزء من التماسك الوطني، وهو عنوان رئيسي لإيجاد نقاط مشتركة مع الحزب، بعيداً عن الملفات الاستراتيجة التي تفرّقنا، وفي مقدّمها الميدان السوري». وأكد الحريري أمام من التقاهم أن «سلاح حزب الله وقتاله في سوريا والمحكمة الدولية لن تكون على جدول الأعمال، حتى قانون الانتخابات الذي اتفق على أن لا نقاش حوله إلا بعد انتخاب رئيس الجمهورية». أما الأسماء التي ستمثّل تيار المستقبل (مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري، والوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر) فقد تمّ اختيارها بناء على «رغبة من الرئيس الحريري إعطاء طابع جدّي للحوار والقول إن كل المستقبل مشارك في الحوار كتلة وحكومة من بيروت إلى الشمال، وقد اعتمد حزب الله القاعدة نفسها باختيار نواب من الجنوب والبقاع (النائب حسن فضل الله والوزير حسين الحاج حسن إلى الجانب المعاون السياسي للسيد حسن نصر الله الحاج حسين الخليل».
ورأت المصادر أن «اختيار الحريري للوزير المشنوق سببه أن الأخير كان أول المتحمسين لهذا الحوار، والأكثر اندفاعاً له منذ أن أعلن الحريري نيته التواصل مع الحزب». وعن شكل اللقاء الأول، لفتت المصادر إلى أنه «سيكون بمثابة مشهدية أو مقدّمة لكل ما ستكون عليه الفترة المقبلة، وتشمل ما يُحضّر له في كواليس الرابية ومعراب». وهذا اللقاء «الذي سيغيب عنه الإعلام، سيصدر عنه بيان بعناوين عريضة تؤّكد على ضرورته في هذه المرحلة، فقط لا غير».
من جهة أخرى، لا يزال ملف المخطوفين العسكريين لدى تنظيم «داعش» و«جبهة النصرة» مكانك راوح، مع تعدّد الوسطاء الذي يضفي على القضية مزيداً من التعقيد والغموض. وجديد القضية، كان في تأكيد قيادي في جبهة النصرة لوكالة «الأناضول» أمس أن «مفاوضات الإفراج عن العسكريين الرهائن متوقّفة تماماً ولا يوجد أي وسيط يتولّى التواصل معنا». تصريح القيادي يأتي بالتزامن مع الحديث عن بدء نائب رئيس بلدية عرسال أحمد الفليطي بالوساطة بناء على طلب من رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط عبر الوزير وائل أبوفاعور، ليلعب دور ناقل الرسائل بين الخاطفين والدولة اللبنانية، إلى جانب وساطة الشيخ وسام المصري. أما أهالي العسكريين فيتحركون على المستوى السياسي، حيث زار وفد منهم وزير العدل اللواء أشرف ريفي في مكتبه في الوزارة. وأشار الأخير بعد اللقاء الى أنه «تحدث مع الأهالي عن جهود خلية الأزمة»، وأكد أن «حياة العسكريين تسمو فوق أي ثمن»، وأنه «شخصياً يعطي نائب رئيس بلدية عرسال أحمد فليطي الثقة بالتكليف، علماً بأن الفليطي لم يفوّض من قبل مجلس الوزراء». وأعلن الأهالي بعد لقائهم وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أيضاً «تأييدهم لجهود الفليطي لإطلاق أبنائهم»، وقالوا إن الوزير المشنوق «أكد لنا أن المقايضة موجودة بدون أي شروط». وقد نقلت قناة الـ«أم تي في» عن الأهالي أن «زيارتهم المقبلة ستكون للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله».
على صعيد آخر، زار وزير الدفاع سمير مقبل وقائد الجيش العماد جان قهوجي، صباح أمس، قيادة قوات الأمم المتحدة المؤقتة في الناقورة، حيث اجتمعا بقائدها الجنرال لوتشيانو بورتولانو في حضور أركانها. وجرى خلال اللقاء عرض الأوضاع العامة في الجنوب ومهمات القوات الدولية، والتنسيق والتعاون القائمين بينها وبين الجيش اللبناني، في إطار تنفيذ القرار 1701 والحفاظ على استقرار المناطق الحدودية.
من جهته، استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام أمس في السرايا رئيس مجلس الشيوخ الإيطالي السيناتور بييترو غراسو، على رأس وفد من المجلس، في حضور السفير الإيطالي في لبنان جوسيبي مورابيتو. وبعد اللقاء عقد غراسو مؤتمراً صحافياً تناول فيه أبرز أهداف زيارته للبنان وآلية تفعيل التعاون الثنائي بين لبنان وإيطاليا .
واستقبل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب سفير الولايات المتحدة الأميركية دافيد هيل في حضور مستشار رئيس الحزب للعلاقات الخارجية إيلي خوري، ورئيس جهاز العلاقات الخارجية بيار بوعاصي، وعرض المجتمعون الأوضاع السياسية العامة في لبنان والمنطقة.
من جهة أخرى، زار مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان والوفد المرافق، وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في الرياض، في حضور السفير السعودي علي عواض عسيري وسفير لبنان في السعودية عبد الستار عيسى، وتم تداول الأوضاع العامة وبخاصة الشؤون اللبنانية. كما زار المفتي الرئيس سعد الحريري في منزله، فأقام الرئيس الأسبق للحكومة مأدبة على شرف دريان الذي أثنى على مبادرة الحريري الحوارية."
اللواء
الحوار: المستقبل و«حزب الله» وجهاً لوجه بحثاً عن «تفاهمات وطنية»
لاريجاني يستعجل المسيحيين حسم موضوع الرئاسة .. وتكليف الفليطي أمام مجلس الوزراء اليوم
وكتبت صحيفة "اللواء" تقول "السادسة من مساء اليوم، وفي قاعة اعدت باتقان، يجلس فريقا الحوار بين تيّار «المستقبل» و«حزب الله» لمناقشة جملة من الملفات الساخنة، تبدأ بخمسة، وقد تتسع من أجل تطوير العملية السياسية في لبنان التي بدأت مع «حكومة المصلحة الوطنية» وينظر إليها على ان تتوج بالتفاهم على قانون انتخاب جديد وانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
يفتتح جلسة الحوار الأولى، الرئيس نبيه برّي وإلى جانبه معاونه وزير المال علي حسن خليل، وعلىجانبي الطاولة يجلس وفد «المستقبل» المؤلف من وزير الداخلية نهاد المشنوق ونائب طرابلس عضو كتلة المستقبل النيابية سمير الجسر ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري، ووفد «حزب الله» المؤلف من وزير الصناعة حسين الحاج حسن والنائب عن بنت جبيل عضو كتلة الوفاء للمقاومة حسن فضل الله والمعاون السياسي للأمين العام للحزب الحاج حسين الخليل.
وفي مشهد تغيب عنه الاحتفالية، ولكن ينتظر اللبنانيون ان يشاهدوا ولو صورة الجلسة الأولى، يفتتح الرئيس برّي الكلام، من دون استفاضة، وهو يحرص على ان تأتي مداخلته قصيرة التي يمتزج فيها الغبطة باللقاء والترحيب بالحاضرين، والتأكيد على الآمال العراض المتوقعة من حوار طال انتظاره بين الفريقين الكبيرين، يتوقف على تفاهمهما أو تنازعهما مصير الوضع السياسي في لبنان.
تُشير المعلومات إلى انه بعد خروج الرئيس برّي، يستمر الوزير خليل في متابعة وقائع الجلسة الأولى، حيث سيتحدث ممثلو الفريقين عن النقاط التي يجب ان تدرج على جدول الأعمال.
وفي المعلومات أيضاً ان المجتمعين سيناقشون فكرة إصدار بيان حول نتائج الجلسة وما بحث فيها، منعاً لأية تأويلات أو اجتهادات تؤثر سلباً على الجلسات المقبلة.
وعشية الجلسة، أكّد النائب الجسر لـ«اللواء» ان وفد «المستقبل» سيتوجه إلى عين التينة، بعقل منفتح واستعداد طيب لمناقشة الملفات الخلافية.
وفي السياق، استبعد مصدر في كتلة «المستقبل» ان يتبلور في الجلسة الأولى جدول الأعمال، واصفاً إياها بأنها جلسة تمهيدية للجلسات المقبلة.
ويعوّل مصدر في «حزب الله» وكذلك في تيّار «المستقبل» على المفاعيل المباشرة للحوار على صعيد تخفيف الاحتقان المذهبي، واحداث نقلة نوعية في عمل الحكومة، في إطار تفعيل المؤسسات بما في ذلك المجلس النيابي، على ان يبقى انتخاب الرئيس في رأس أولويات الطرفين، على الرغم من سقف التوقعات في هذه المسألة ليست كيبرة، وتكاد تكون منخفضة.
وفيما أكّد الرئيس برّي على ان الحوار اكثر من ضرورة، وانه كان يجب ان يحصل في الأمس الا ان يتأخر إلى اليوم، ذكرت مصادر في الحزب انه جدي ومنفتح وواقعي في الحوار، ولا سيما في الظروف التي يمر فيها لبنان، مشيرة إلى ان جدول الأعمال سيكون مرناً، وأن الحوار مفتوح، وانه ليس من المقرّر الدخول في الملفات الخلافية، وهو ما أكّد عليه أيضاً الرئيس برّي، وأن كان موضوع الخطة الأمنية سيطرح في سياق البحث في خطوات تنفيس الاحتقان المذهبي، الأمر الذي سيفتح الباب في المقابل، بما يطرحه الحزب من إجراءات لمكافحة الإرهاب.
لاريجاني
في هذا الجو الانفراجي، تلا رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني على مسامع الوفد المرافق له ومسامع المسؤولين اللبنانيين والشعب اللبناني ونِخبِه أن إيران تؤيد ما يتفق عليه الأفرقاء السياسيون اللبنانيون.
وأكّد في مؤتمر صحفي عقده بعد لقاءات شملت الرئيسين برّي وتمام سلام، قبل أن تتوج بلقاء تكتمت المصادر على عقده مع الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله، ان فرنسا كاشفت إيران بالحاجة لملء الفراغ الرئاسي، وان جواب الجمهورية الإسلامية الإيرانية كان حاسماً لجهة أن الطرف المسيحي له دور حاسم في هذا الملف، وان طهران ليست بوارد التدخل أو استخدام نفوذها مع «حزب الله» وحلفائه في هذا الموضوع.
وأثنى الزائر الإيراني على الحوار الذي ينطلق اليوم بين «المستقبل» و«حزب الله»، واصفاً اياه «بالتعبير الإيجابي عن تعايش الشعب اللبناني وتلاقيه في الحوار».
ومن جملة المسائل التي تطرق إليها لاريجاني في مؤتمره الصحفي، وفي محادثاته مع المسؤولين الذين التقاهم، استعداد بلاده لاستخدام علاقاتها في سبيل الإفراج عن الجنود المخطوفين، منوهاً بدور الجيش اللبناني في مواجهة الإرهاب، واصفاً «حزب الله» وحركتي «حماس» و«الجهاد الاسلامي» بأن لهم أدوار فاعلة اكثر من بعض الدول في الشرق الأوسط في مقابل تيارات إرهابية مثل «داعش»، مستبعداً أن يتمدد هذا التنظيم في لبنان لأن شبحه هزم على يد الجيش اللبناني.
وفي ما يتعلق بالأزمة السورية، اعتبر انه لا يمكن تحقيق إصلاحات سياسية أو اجتماعية عبر الدبابات، لافتاً النظر إلى انه كلما حضرت أميركا واحتلت موقعاً يظهر التيار الارهابي، كاشفاً ان بعض المسؤولين الاميركيين اجتمعوا مع ارهابيين، واعلنوا دعمهم لهم في حال مواجهة الشيعة وإيران.
وفي تقدير مصادر مطلعة أن لاريجاني حرص على زيارة بيروت، في أعقاب زيارة الموفد الروسي ميخائيل بوغدانوف، لتبديد الانطباع الذي تركته المبادرة الروسية في شأن حل الأزمة السورية، لجهة أن الرئيس بشار الأسد قد لا يكون له دور في هذا الحل، على الرغم من ان الموقف الإيراني ما زال غير واضح من المبادرة الروسية.
وبحسب المعلومات، فان بوغدانوف ترك انطباعاً سلبياً لدى نصرالله، عندما قابله في بيروت، وابلغه بأن الحل النهائي للأزمة السورية قد يكون على حساب الاسد، لكنه أكّد له في المقابل، بأن حقوق جميع الطوائف في سوريا ستكون محفوظة، بما فيها العلويون، وأن اي تركيبة سياسية او نظام يخلف نظام الاسد، ستكون له علاقة جيدة مع «حزب الله».
العسكريون المخطوفون
في موازاة ذلك، فتح تكليف رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط نائب رئيس بلدية عرسال أحمد الفليطي قناة تواصل مع تنظيم الدولة الاسلامية في جرود عرسال، الرتابة التي كانت تحيط بملف العسكريين المحتجزين لدى هذا التنظيم وجبهة النصرة، لا سيما وان الفليطي أكّد أمس انه نقل طرحاً من جنبلاط إلى «داعش» وانه عاد برد من هذا التنظيم، أبلغه إلى الوزير وائل ابو فاعور الذي حمله بدوره إلى الرئيس سلام خلال اللقاء الذي جمعهما أمس في السراي.
ولوحظ أن الفليطي وأبو فاعور تكتما حول الطرح، لكن الأوّل قال انه ينتظر حالياً ردّ الحكومة أو المعنيين على الرسالة التي نقلها، لافتاً الى أن جنبلاط وأبو فاعور لم يدخلا، من خلال تكليفه في تحدٍّ مع أحد، وهما بالتأكيد يحظيان بحد أدنى من الغطاء السياسي.
إلا أن اللافت في هذا السياق، هو ما نقلته وكالة «الأناضول» عن قيادي في جبهة «النصرة» من أن المفاوضات متوقفة تماماً، ولا يوجد أي وسيط يتولى التواصل معها، وذلك خلافاً لما أعلنه وزير العدل اللواء أشرف ريفي، بأن هناك قناة تواصل مع «النصرة» ليس من المصلحة الكشف عنها.
وجاء تأكيد الوزير ريفي، خلال زيارة وفد من أهالي العسكريين المخطوفين له، في أعقاب زيارة مماثلة قام بها الوفد الى وزير الداخلية نهاد المشنوق، حيث أكد الوزيران أن الرهان على الفليطي «كوسيط يتمتع بمصداقية عالية»، وعلى أن موضوع المقايضة بات مقبولاً من جميع مكونات الحكومة من دون شروط، بما في ذلك «حزب الله».
وفيما استبعد مصدر وزاري لـ «اللواء» أن يطرح موضوع تكليف الفليطي رسمياً بالتوسط مع الخاطفين في مجلس الوزراء اليوم، على اعتبار أنه لم يسبق للحكومة أن دخلت في تفاصيل مثل هذا الأمر قبل ذلك، مشيراً الى أن هذا الأمر من صلاحية خلية الأزمة، أشارت معلومات الى أن اللجنة الأمنية التابعة للخلية ستعقد اجتماعاً في الساعات المقبلة لبحث هذا الموضوع لجهة تحديد من سيكون مرجعية الفليطي، المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، أم الوزير أبو فاعور العضو الفاعل في الخلية، علماً أن الشيخ السلفي وسام المصري أكد أمس أنه لم يعلّق وساطته، وأنه ما يزال ينسق مع اللواء ابراهيم، لافتاً الى أنه تمكن من لقاء أمير داعش شخصياً في جرود عرسال والذي يحمل في يده ملف العسكريين، بينما الفليطي لم يتمكن من ذلك، على حد تعبير المصري.
ملف النفايات
مهما يكن من أمر، فإن مصادر وزارية لم تشأ التأكيد ما إذا كان ملف النفايات الصلبة سيقرّ في مجلس الوزراء اليوم أم لا في ضوء اعتراضات عدد من الوزراء على المشروع المقدم من وزير البيئة محمد المشنوق، والذي يحظى بموافقة اللجنة الوزارية برئاسة الرئيس سلام.
وعلمت «اللواء» أن هناك سلسلة ملاحظات لوزراء حزب الكتائب حيال هذا الملف، وقد لخص وزير الاقتصاد والتجارة آلان حكيم هذه الملاحظات بتأكيده لـ «اللواء» أن دفتر الشروط الذي وزع أمس على الوزراء يتضمن شوائب لجهة تحديد المستفيد أي من سيربح المناقصة، فضلاً عن أنه قد لا يتسنى للوزراء الاطلاع على تفاصيل الدفتر الذي يحوي أكثر من 30 صفحة.
وأوضح أن ما ورد في النقاط المتصلة بمعالجة النفايات ليست منطقية من ناحية التطبيق وأبرزها موضوع تقسيم المناطق، ما يوحي وكأن هناك «محاصصة سياسية»، معلناً بأن الطرح المقدم غير بيئي، لا سيما في موضوع إعادة معمل الفرز في برج حمود ومطمر الناعمة، في حين أن إعادة الفرز يجب أن تأتي من المصدر، كما أن هناك حاجة ضرورية لتعليم طريقة التدوير.
ولاحظ الوزير حكيم أن هناك استنزافاً لمالية الدولة من خلال ارتفاع كلفة الملف بحيث يصل الى 255 مليون دولار، لافتاً الى أن هناك انطباعاً تكوّن بأن معظم الشركات ستكون على شاكلة «سوكلين»،كما لاحظ أن المشروع ألغى دور البلديات، في حين انه من الضروري ان يكون لهذه البلديات قدرة على جمع النفايات، وبالتالي من المهم استشارتها.
ومن جهته، شدّد الوزير المشنوق على ضرورة الانتهاء من هذا الملف، محملاً من سيعرقله اليوم المسؤولية، خصوصاً وأن النّاس لم تعد تصدق جدية الحكومة في حمل مسؤولية التصدّي لمشكلة النفايات.
وقال المشنوق بصراحة لـ«اللواء» انا لا اعرف ماذا ستفعل إذا لم يُقرّ الملف اليوم، وما هو التدبير البديل، مستبعداً إمكانية التمديد لسوكلين من دون الدخول في المناقصات، لكنه أضاف انه من الممكن التمديد بعد المناقصة، من أجل اعطائها فرصة للانتهاء من المناقصة، وهذه تحتاج بضعة أشهر.
ولفت إلى ان جميع الوزراء يعرفون ان دفتر الشروط للمناقصات ينتهي في 20 و21 الشهر الحالي، وبالتالي لا يجوز التأخير اكثر من ذلك، مشيراً إلى انه وضع مع دفتر الشروط الذي وزعه على الوزراء ملخصاً بالمبادئ الأساسية التي يفترض ان نمشى بها، خاتماً: «عسى خيرا»."
المستقبل
حوار «المستقبل» ـ «حزب الله» ينطلق مساءً على «قاعدتَي» تخفيف الاحتقان وإنهاء الشغور
طهران تعاين الفراغ.. وعين التينة ترعى «كسر الجليد»
صحيفة "المستقبل" وتحت هذا العناون كتبت تقول "بخلاف مشهد الاختناق المروري الذي أطبق أمس على مختلف مفاصل البلد تحت ضغط الأعياد والأمطار والإجراءات الأمنية المواكبة للزائر الإيراني علي لاريجاني، تلوح على خارطة التقاطعات السياسية إشارات ارتخاء وحلحلة مرجوّة على صعيد الاحتقان المذهبي والاختناق الرئاسي، مدفوعةً بانطلاق عجلة الحوار المرتقب بين «تيار المستقبل» و«حزب الله» مساء اليوم برعاية عين التينة على المستوى الداخلي، والمؤشرات الواضحة التي عكست على المستوى الإقليمي استشعار طهران «خطر استمرار الشغور الرئاسي على استقرار لبنان» من خلال زيارة «المعاينة» التي قام بها لاريجاني للوضع اللبناني مسلّماً خلالها بأنّ «الحاجة باتت ملحّة لملء الفراغ» في سدة الرئاسة الأولى، وسط تأكيد مصادر مواكبة للزيارة لـ«المستقبل» أنّها تندرج في سياق «التماهي الإيراني مع المساعي الفرنسية لإنهاء الشغور الرئاسي».
وعشية انطلاق أولى جلسات الحوار في عين التينة، وضعت مصادر رفيعة في «تيار المستقبل» اللقاء الذي سيعقد مساءً في إطار «كسر الجليد» برعاية وحضور رئيس مجلس النواب نبيه بري ومعاونه الوزير علي حسن خليل، وبمشاركة مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري والوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر، يقابلهم المعاون السياسي للأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، حسين خليل، والوزير حسين الحاج حسن والنائب حسن فضل الله. وشددت المصادر لـ«المستقبل» على كون وفد «التيار» يتّجه إلى عقد حوار مع الحزب يرتكز «على قاعدتين» أساسيتين تتمحوران حول ضرورة العمل الجاد على خفض منسوب الاحتقان السني الشيعي، ووجوب السعي الفاعل لانتخاب رئيس للجمهورية. وهو ما نوّه به مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان بعد زيارته الرئيس الحريري في الرياض أمس آملاً من مبادرة الحريري الحوارية «خيراً كثيراً في مجال تخفيف التوتر المذهبي، وفي التمهيد لحوارات يتم التوصل عبرها إلى انتخاب رئيس للجمهورية».
بالعودة إلى زيارة رئيس مجلس الشورى الإيراني، فقد أوضحت مصادر مواكبة للزيارة لـ«المستقبل» أنّ لاريجاني عبّر بشكل صريح، مباشر وغير مباشر، عن «رسائل» إيرانية دافعة لقطار الحوار الداخلي في لبنان توصلاً إلى توافقات لبنانية تتيح رفع الحظر المفروض على الانتخابات الرئاسية، مشيرةً في هذا السياق إلى كون الزيارة إنما تندرج في إطار التعهدات التي قطعتها طهران لفرنسا بالعمل مع حلفائها في لبنان على إيجاد السبل التوافقية الآيلة إلى انتخاب رئيس للجمهورية. وكشفت المصادر في هذا الإطار أنّ المشاورات الجارية بين الفرنسيين والإيرانيين حول الملف اللبناني توصلت إلى قناعة مشتركة مفادها أنّ لبنان الذي أثبت كونه من أقوى الكيانات في المنطقة بفعل ما أظهره من صمود ومناعة في مواجهة أخطار العواصف و«الدواعش» الإقليمية، بات اليوم مهدداً بتداعي صموده ومناعته في حال استمرار الفراغ الرئاسي وعدم الإسراع في انتخاب رئيس توافقي للبلاد، باعتبار ذلك يشكل المدخل الرئيس لتعزيز التحصينات الوطنية على الساحة اللبنانية.
وكان لاريجاني قد جال أمس على عين التينة والسرايا الحكومية حيث التقى كلاً من بري ورئيس الحكومة تمام سلام، وأطلق جملة مواقف إزاء الملفات المحلية والإقليمية والدولية خلال هذه الجولة التي شملت كذلك إلقاء محاضرة في كلية الحقوق في مجمع الرئيس الشهيد رفيق الحريري الجامعي في الحدث بالإضافة إلى لقائه وفداً من الفصائل الفلسطينية بمشاركة السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور. ومساءً عقد المسؤول الإيراني مؤتمراً صحفياً في فندق فينيسيا تناول فيه الاستحقاق الرئاسي قائلاً: «حصلت مشاورات معنا، إذ إنّ الحاجة باتت ملحّة لملء الفراغ الرئاسي، والجمهورية الإسلامية تدعم أي حلحلة في هذا الملف»، مع توجيهه رسالة لافتة للانتباه إلى «المسيحيين اللبنانيين» بوصفهم «المعنيين الأساسيين في هذه القضية» مؤكداً «وجوب أن يضافروا جهودهم» في سبيل إنهاء الشغور في سدة الرئاسة الأولى، في إشارة توقف عندها المراقبون لناحية وضعها في خانة الرسالة الإيرانية الدافعة باتجاه ضرورة انفتاح الحليف المسيحي لـ«حزب الله» رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون على سائر الأفرقاء المسيحيين، وفي طليعتهم رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، بغية بلورة توافق مسيحي - مسيحي على ملف رئاسة الجمهورية.
وفي معرض إبدائه «دعم إيران كل حوار، لا سيما بين تيار المستقبل وحزب الله»، شدد لاريجاني على كون «المصلحة اللبنانية العليا لا يمكن أن تقوم إلا بالحوار». وذلك بعد أن كان أعرب من عين التينة عن تثمين طهران للرعاية التي يوليها الرئيس بري لهذا الحوار، مبدياً تفاؤلها بأنه «سيفسح المجال أمام تقريب وجهات النظر بين التيارات السياسية الفاعلة على الساحة اللبنانية بما يؤدي إلى حلحلة العديد من المشاكل السياسية التي لا تزال قائمة (...) وإيجاد المخارج اللازمة لها»."
الموضوعات المدرجة تعرض أبرز ما جاء في الصحف، وموقع المنار لا يتبنى مضمونها