من ليبيأ، وجه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان انتقادات حادة الى الرئيس السوري بشار الأسد، معتبراً أن نظام الأخير يعمد الى قمع تظاهرات الإحتجاج منذ ستة أشهر
من ليبيا، وجه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان انتقادات حادة الى الرئيس السوري بشار الأسد، معتبراً أن نظام الأخير يعمد الى قمع تظاهرات الإحتجاج منذ ستة أشهر. وأكد أردوغان أن عصر القادة "الطغاة" قد ولى. وأشاد رئيس الوزراء التركي بانتصار الثورة في ليبيا، قائلاً "لقد أثبتم للعالم أنه لا يوجد نظام يمكن أن يسير ضد إرادة شعبه، وهذا ما يتعين أن يفهمه اولئك الذين يقمعون الشعب في سورية".
وأضاف من دون أن يشير الى الرئيس السوري بالإسم "على هذا النوع من القادة أن يفهم أن زمنه قد ولى لأن عصر أنظمة الطغيان قد ولى". وذكرت الصحافة التركية أن أردوغان طلب من الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد وقف دعمه للنظام السوري" الذي يقمع الثورة بعنف".
ووصل أردوغان إلى طرابلس اليوم ضمن جولة شملت مصر وتونس. ومن المقرر أن يلتقي أردوغان الذي استقبله رئيس المجلس الوطني الإنتقالي مصطفى عبد الجليل ورئيس وزرائه محمود جبريل، المسؤولين الليبيين الجدد قبل أن يشارك في صلاة الجمعة في طرابلس ويزور مسجداً تاريخياً يعود إلى العهد العثماني، بحسب مسؤولين في المجلس.
أعلن المجلس الوطني الانتقالي الليبي الجمعة ان "الثوار دخلوا بني وليد" معقل قوات معمر القذافي بينما وصل رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الى طرابلس بعيد الظهر. واعلن المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي الليبي محمود شمام الجمعة ان "الثوار دخلوا بني وليد" معقل قوات معمر القذافي جنوب شرق طرابلس. واضاف شمام ان لا تفاصيل لديه حول المعارك الا انه اوضح ان "الموقف سيحسم هذا المساء".
وفي موازاة ذلك. تامل قوات المجلس الوطني الانتقالي بالسيطرة الجمعة على سرت غداة هجوم على هذا المعقل الموالي للقذافي في شرق طرابلس. وقال احد القادة العسكريين للثوار الليبيين عند نقطة التموين الساحلية في قصور حسن غرب سرت "الهدف اليوم هو تحرير سرت نحن نعد اسلحتنا". كما اعلن صلاح العارق احد مقاتلي فرقة الوادي "نحن نتوقع المزيد من المعارك مع قوات القذافي الا اننا نامل بالسيطرة على سرت بشكل كامل اليوم. وهناك قوات موالية للقذافي مختبئة ايضا في وادي جرف".
واشار فرح عبد الكافي وهو مقاتل دخل سرت الخميس الى وجود قناصة موالين للقذافي متمركزين على اسطح مباني المدينة. الا انه قلل من حجم المعارضة التي اعتبر انها "ليست بالقوة المتوقعة". وافاد المجلس العسكري لمصراتة المدينة الكبيرة الواقعة شمال غرب سرت في بيان عن حصيلة "اولية" تصل الى "11 شهيدا و34 جريحا". كما اشار الى اعتقال 40 شخصا من انصار القذافي.
وبعد ستة ايام على انقضاء المهلة التي حددتها السلطات الليبية الجديدة لتسليم سلاح قوات القذافي. اعلن مقاتلو المجلس الانتقالي مساء الخميس انهم دخلوا وسط المدينة الساحلية مسقط راس القذافي. وجاء في بيان صدر عن المجلس العسكري ان "ثوار مصراتة بلغوا وسط مدينة سرت وهم الان يسيطرون على مداخل المدينة وبدأوا بعمليات تمشيط" للقضاء على مقاتلي القذافي. وجاء في البيان "ثوارنا دخلوا سرت اليوم من ثلاثة محاور رئيسية"، مضيفا "لقد وصلوا الى جسر الغربيات داخل سرت".
من جانبه قال المتحدث باسم قوات المجلس فتحي بشاقة في بيان الخميس "بدا تحرك ثوار مدينة مصراتة لتحرير اخوانهم في مدينة سرت"، موضحا انه "تم التقدم من اربعة محاور ليتم تطويق قاعدة القرضبية وتطهير الطريق المزدوج والتمركز الان عند كوبري الغربيات وكما تم تطهير وادي بيه جنوب غرب سرت من قوات وازلام" القذافي.
وقام مقاتلو المجلس الانتقالي الذين تدعمهم غارات جوية للحلف الاطلسي صباح الجمعة بدفن اربعة من المقاتلين الموالين للقذافي قتلوا خلال الغارات. واعلن الحلف الاطلسي في تقريره اليومي عن العمليات في ليبيا الجمعة انه اصاب 16 هدفا عسكريا في سرت في اليوم السابق.
وكان موسى ابراهيم المتحدث باسم القذافي اعلن الخميس في اتصال هاتفي هو الثاني مع قناة الراي التي ان "المعركة لم تنته وان القذافي سينتصر في النهاية". وعن سير المعارك في المدن التي لا تزال تحت سيطرة القوات الموالية للقذافي. اكد المتحدث انه "ابتداء من الغد ستكون هناك هجمات من حلف الناتو على المدن المجاهدة في سرت وبني وليد وسبها. سيكون هجوما متعدد المحاور والجبهات. ولكن نحن جهزنا انفسنا تجهيزا جيدا في هذه المحاور وسوف ندحر العدوان".
كما ندد ابراهيم الخميس بزيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اللذين استقبلا بحفاوة في ليبيا، معتبرا ان الهدف منها هو "تحويل ليبيا الى اقطاعية للغرب". وتابع "لقد اسرعوا بالحضور الى طرابلس كي يقيموا الاتفاقات السرية مع العملاء والخونة ويضمنوا الاستيلاء على النفط وعلى الاستثمار تحت مسمى اعادة الاعمار. وها هم الان يتكلمون عن اعمار ليبيا بمئات المليارات هم يدمرونها ثم يعمرونها هم باموال الليبيين. وهم ابعد ما يكون عن الاعمار. انهم يتسابقون لنيل الكعكة الليبية".
وكان ساركوزي اعلن خلال زيارته ان القذافي المتواري عن الانظار منذ 23 اب/اغسطس لا يزال يشكل "خطرا" وان "هناك عملا يجب انجازه". بينما تعهد كاميرون بالمساعدة في القبض على القذافي. واكد ساركوزي "لقد قلنا ايضا للمجلس الانتقالي ان اعادة بناء المستقبل هي واجب الليبيين وليس نحن". وتابع "لقد اردتم السلام واردتم الحرية والتقدم الاقتصادي وفرنسا وبريطانيا واوروبا ستكون الى جانب الشعب الليبي".