تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاربعاء 24-12-2014 عن موضوع الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل، وملفالنفايات الصلبة وملفات اخرى
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاربعاء 24-12-2014 عن موضوع الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل، وملفالنفايات الصلبة وملفات اخرى.
اقليميا، تحدثت الصحف عن التطورات العسكرية الاخيرة في سورية.
وأتت افتتاحيات الصحف على الشكل التالي:
السفير
فراكة جنوبية وزعفران إيراني وأطباق نباتية على طاولة عين التينة
«عيدية الحوار»: مصارحة وترتيب الأولويات وتطمين الحلفاء
بداية جولتنا مع صحيفة "السفير" التي كتبت تقول "لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الرابع عشر بعد المئتين على التوالي.
.. وأخيراً وُضع الحوار بين «حزب الله» و «تيار المستقبل» على السكة السياسية والإجرائية الصحيحة، وحققت الجلسة الحوارية الأولى بينهما، على مدى أربع ساعات، مساء أمس، برعاية رئيس مجلس النواب وظيفتها السياسية الأساسية، شكلا ومضمونا، بعد قطيعة امتدت لأكثر من أربع سنوات تعود الى ما قبل الازمة السورية التي فاقمتها، بكل ما انطوت عليه هذه المرحلة من شرخ مذهبي حاد وخطير.
هذا الحوار ـ «العيدية» لا يعني بأي شكل من الأشكال، أن الحذر والتحفظ والخلاف قد تبدد أو أن الثقة المفقودة قد استعيدت، ولذلك، بدا أن الطرفين يستشعران حجم المخاطر والتحديات سواء تلك المتأتية من خارج الحدود أو من خلال «الخلايا النائمة» في الداخل، ومن هنا كان اتفاقهما على أن أولوية الأولويات في جدول الأعمال المعاد ترتيبه من الجانبين، هي لمواجهة الإرهاب، بكل ما يتفرع عنه من عناوين سياسية وأمنية.
من دون أضواء ولا صور، انعقدت جلسة الحوار الاولى برعاية الرئيس نبيه بري الذي كان حريصاً على «هندسة» كل التفاصيل ومواكبتها شخصياً، من المقدمات التمهيدية الى ولادة جلسة الأمس.
بدا ان طرفي اللقاء وراعيه أرادوا من خلال هذا «الزهد» بالتغطية الاعلامية توجيه رسالة الى كل من يهمه الامر مفادها ان الحوار ليس للصورة او للاستعراض، كما يفترض المتشائمون، وان المعنيين به يتعاطون معه بجدية تتجاوز حدود الاستهلاك الاعلامي الى طموح بتحقيق اختراق سياسي جدي في جدول الاعمال المطروح.
هي محاولة، ولو من حيث الشكل، لإضفاء أكبر قدر ممكن من المصداقية والرصانة على حوار ينظر اليه الكثيرون باعتباره مجرد وسيلة آمنة لتمرير الوقت بأقل كلفة، في انتظار اتضاح اتجاه «الريح» و «الربح» في المنطقة الملتهبة.
وفي الشكل أيضا، وصل الى عين التينة وفد «حزب الله» في موكب واحد وكذلك الحال بالنسبة الى وفد «المستقبل»، فيما جرى إبعاد الصحافيين الى خارج «الأجواء الإقليمية» لمقر الرئاسة الثانية في عين التينة.
وعند السادسة مساء، انطلق الاجتماع في صالون منزل بري المخصص عادة للاستقبالات السياسية الهامة، واستمر حتى العاشرة مساء، وتخلله «عشاء بيتي» على «ذوق» بري المعتاد، تضمن فراكة جنوبية والسمك مع الزعفران الايراني وأطباقاً نباتية «من حواضر البيت»، مع الإضافات من فاكهة وحلوى وقهوة وشاي.
بري.. والشراكة مع جنبلاط
وبرغم غياب النائب وليد جنبلاط عن هذا اللقاء، إلا ان طيفه حضر عبر إشادة الحاضرين بدوره في التشجيع على الحوار وإزالة عراقيل كانت تحول سابقاً دون انعقاده، وذلك انطلاقا من شراكته الكاملة مع بري في المبادرة ومن ثم الإعداد لها. وعلى هذا الأساس، طلب الرئيس بري من معاونه السياسي الوزير علي حسن خليل، أن يزور كليمنصو اليوم، لوضع جنبلاط في اجواء الجلسة الاولى، وهي قاعدة ستكون معتمدة في كل الجلسات اللاحقة.
وقد استهلّ بري اللقاء بكلمة شدد فيها على أهمية الحوار في هذه المرحلة الدقيقة لتنفيس الاحتقان الداخلي وفتح الابواب امام فرصة إيجاد حلول للازمات المستعصية، منبهاً الى ان الفتنة في كل مكان من حولنا، وبالتالي فان قدرنا ومهمتنا الحفاظ على لبنان وحماية استقراره، ولا تعنينا أي أولوية أخرى.
ولاقى هذا الكلام تقدير الوفدين، فيما قدم معاون الامين العام لـ «حزب الله» الحاج حسين خليل لمحة موجزة عن مسار العلاقة مع «تيار المستقبل» والتحولات التي مرت بها وصولا الى انقطاعها كليا مطلع العام 2011 بعد الاستقالة من حكومة الرئيس سعد الحريري، مؤكداً ثوابت الحزب حيال مجموعة من القضايا الداخلية والاقليمية، إنما من دون استفزاز، مؤكداً حرص الحزب على استقرار البلد وأمنه وصون سلمه الأهلي وضرورة التصدي لكل ما يثير النعرات المذهبية.
كما شرح مدير مكتب الرئيس سعد الحريري، المهندس نادر الحريري وجهة نظر «المستقبل» ورئيسه سعد الحريري حيال تجربة العلاقة مع «حزب الله» على الصعيد الثنائي كما من خلال تجربة طاولة الحوار، مرورا بالاستقالة من حكومة ما بعد انتخابات العام 2009 وانخراط الحزب في الأزمة السورية وصولا الى يومنا هذا، عارضاً لمقاربة التيار للوضع العام في لبنان وإشكالياته، مشدداً بدوره على أهمية حماية البلد واستقراره.
ومن المقرر ان تُعقد الجلسة الثانية من الحوار خلال الاسبوع الاول من مطلع العام الجديد، في عين التينة ايضاً، على ان يتمثل فيها رئيس المجلس بمعاونه السياسي علي حسن خليل الذي سيشارك في الجلسات اللاحقة.
ولم تظهر خلال مداولات الأمس إشارة تشنج واحدة، برغم ان الحوار «يتم بين مختلفَين لا بل بين مغلوبَين على أمره وعلى قدره»، على حد تعبير أحد المشاركين، لافتا الانتباه الى ان كل طرف عبّر عن رأيه بتهذيب ولغة راقية وإيجابية، في انعكاس لرغبة مشتركة لديهما في الكلام مع الآخر، وليس بوجه الآخر.
«المستقبل» و «حزب الله»: إيجابيات متبادلة
وأوضحت مصادر واسعة الاطلاع لـ «السفير» أن اللقاء لم يترك عنوانا إلا وتطرق إليه، مشيرة الى انه جرى ترتيب جدول الأعمال انطلاقا من ان العنوان الرئيسي يتعلق بمواجهة الارهاب، وتتفرع عنه مهام أخرى من نوع تفعيل المؤسسات الدستورية والتصدي لخطر الفتنة المذهبية.
وأبلغت أوساط بري «السفير» ان الوظيفة الاساسية للجلسة الاولى تحققت بحدها الأقصى، وهذه أفضل عيدية للبنانيين.
وقالت مصادر تيار المستقبل لـ «السفير» إن الجلسة الاولى كانت عبارة عن جولة أفق عامة، اتسمت بالصراحة والجدية، وكانت هناك رغبة لدى الجميع بحوار يفضي الى خير البلد ومصلحته.
واعتبرت المصادر ان هناك أمرين أساسيين يحتاجان الى معالجة سريعة وهما التشنج المذهبي والشغور الرئاسي، معربة عن اعتقادها انه إذا كانت النيات صافية عند كل الأطراف وليس فقط لدى «المستقبل» و «حزب الله»، يمكن ان نتوصل الى حلول، وأشارت الى ان الاختلاف السياسي قائم، لكن ذلك لا يمنع ان ثمة أمورا مشتركة الى جانب هواجس مشتركة تمكن معالجتها.
واكتفت أوساط مقربة من «حزب الله» بالقول لـ «السفير» إن الأجواء كانت ايجابية للغاية وجاء البيان معبرا بدقة عن مجريات الحوار، «فالكل أعطى انطباعا جديا ولذلك يمكن القول إن قطار الحوار وضع على السكة الصحيحة».
وانطلاقاً من الرغبة في إعطاء مؤشرات إيجابية، كان واضحاً ان البيان الاول الصادر عن المجتمعين لم يبارح «منطقة الأمان»، مركزا على الثوابت التي تُصنف في خانة القواسم الوطنية المشتركة، مع طمأنة الحلفاء على الضفتين، لاسيما المسيحيين منهم، الى ان الحوار ليس موجهاً ضد أحد.
نص البيان: تخفيف الاحتقان
وكان قد صدر عن الاجتماع البيان الآتي حرفياً:
«برعاية الرئيس نبيه بري عقد في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة الاجتماع الاول للحوار بين تيار المستقبل وحزب الله بحضور وفد الحزب المؤلف من: المعاون السياسي للامين العام حسين الخليل رئيساً، وعضوية الوزير حسين الحاج حسن والنائب حسن فضل الله. ووفد تيار المستقبل المؤلف من مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري رئيساً، وعضوية الوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر، وبحضور الوزير علي حسن خليل .
في بداية الاجتماع رحب بري بالحضور عارضاً لمخاطر المرحلة التي تمر بها المنطقة ولبنان، والتي تستوجب اعلى درجات الانتباه والمسؤولية في مقاربة القضايا المطروحة والحاجة لمساهمة كل القوى في تحصين وصيانة العلاقات الداخلية وتنقيتها بهدف حماية لبنان واستقراره وسلمه الاهلي والحفاظ على وحدة الموقف في مواجهة الاخطار لاسيما في ظل التصعيد المتمادي على مستوى المنطقة نحو تسعير الخطاب الطائفي والمذهبي .
وأكد الطرفان حرصهما واستعدادهما البدء بحوار جاد ومسؤول حول مختلف القضايا، وفي اطار تفهم كل طرف لموقف الطرف الآخر من بعض الملفات الخلافية، وعلى استكمال هذا الحوار بإيجابية بما يخدم تخفيف الاحتقان والتشنج الذي ينعكس على علاقات اللبنانيين مع بعضهم البعض وتنظيم الموقف من القضايا الخلافية وفتح ابواب التشاور والتعاون لتفعيل عمل المؤسسات والمساعدة على حل المشكلات التي تعيق انتظام الحياة السياسية.
شدد المجتمعون على ان هذه اللقاءات لا تهدف الى تشكيل اصطفاف سياسي جديد على الساحة الداخلية، وليست في مواجهة احد او لمصادرة والضغط على موقف أي من القوى السياسية في الاستحقاقات الدستورية، بل هي من العوامل المساعدة لاتفاق اللبنانيين مع بعضهم البعض» (محور عن حوار «حزب الله» ـ «المستقبل» ).
«داعش» يفشل مجدداً في اقتحام مطار دير الزور
يبدو أن تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» ــ «داعش»، وبعد النكسات التي يتعرض لها على الاراضي العراقية، يميل الى اعادة تركيز جهوده على الجبهة السورية، حيث شن عناصره هجوماً جديداً على مطار دير الزور العسكري، استطاع الجيش السوري افشاله عبر منعه التنظيم التكفيري من السيطرة على جبل يطل عليه.
ويركز «داعش» منذ حوالى الاسبوعين هجماته على مطار دير الزور، أحد آخر المواقع العسكرية المهمة للقوات السورية في المحافظة، والذي قد يؤدي سقوطه الى وصل الرقة، المعقل الرئيسي للتنظيم التكفيري، بمدينة البوكمال الحدودية مع سوريا، حيث ان مدينة دير الزور، التي لا يزال نصفها بيد الجيش السوري ـــ بما في ذلك المطار العسكري ـــ واقعة في نقطة وسطى بين المناطق التي يسيطر عليها «الدولة الاسلامية». كذلك، فإن الهجوم المتواصل، من قبل التنظيم المتشدد، على المطار العسكري يأتي بعد النكسة التي تعرض لها «داعش» في مدينة رأس العين (كوباني)، التي لم يستطع التنظيم المتشدد السيطرة عليها، نتيجة للمقاومة العنيفة التي يبديها الاكراد للشهر الثالث على التوالي، فضلاً عن خسارته لعدد كبير من المناطق المهمة في العراق.
وبعد حوالي عشرة أيام من الهدوء النسبي، أعقبت عدة محاولات فاشلة قام بها «داعش» سابقاً، شهد محيط مطار دير الزور أمس تصعيداً عنيفاً، عبر محاولة جديدة قام بها «الدولة الإسلامية» لإحداث اختراق يمكنه من تهديد المطار، من خلال الهجوم على جبل ثردة المطل على المطار.
وجاء هجوم «داعش» بعد نجاح الجيش السوري في السيطرة على نقاط عدّة في محيط المطار، أهمها مركز البحوث العلمية في بلدة المريعية وتجمع خليف في قرية حويجة صكر، الأمر الذي أتاح له توسيع حزام الأمان حول المطار.
وقال مصدر ميداني لـ «السفير» إن «داعش» كان يحاول السيطرة على جبل ثردة الذي يتمتع بموقع استراتيجي مهم بالنسبة إلى المطار، ليس لكونه أعلى نقطة تشرف عليه وحسب، بل لأنه يعتبر مركزاً لوحدات المدفعية والدبابات التي تؤمن إسناداً نارياً مهماً لحامية المطار، وتقوم بتغطيتها في حال تعرضها لأي هجوم.
وأكد المصدر أن الهجوم لم يستطع تحقيق أهدافه. وبرغم شراسة الاشتباكات فإن وحدات الجيش السوري تمكنت من وقف تقدم «داعش»، الذي تمكن في بداية الهجوم من السيطرة على بعض النقاط في الجبل قبل أن يضطر إلى الانسحاب من بعضها بسبب كثافة القصف الناري عليه، وسط استمرار الاشتباكات في النقاط الأخرى. وعرف من بين قتلى «الدولة الإسلامية» جراء الهجوم السعوديان بدر الشمري وأحمد خلف الشمري الملقب بأبي يحيى الشمالي.
من جهة ثانية، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، أن «حوالى 1200 مقاتل، ينتمون بغالبيتهم الساحقة إلى الدولة الإسلامية، قتلوا في غارات التحالف الدولي في سوريا منذ بدايتها» في 23 أيلول الماضي.
وأعدم «الدولة الإسلامية» أمس ستة مواطنين من بلدة صبيخان في ريف دير الزور الشرقي بعد اتهامهم بإطلاق النار على سيارة «حسبة» تابعة له، كانت حاولت قبل أيام التعرض لفتاة لم تكن ملتزمة بشروط التنظيم في طريقة ارتداء النقاب.
وعلى الجبهة الجنوبية، امتدت الاشتباكات بين «جبهة النصرة» و «لواء شهداء اليرموك» إلى قرى الشجرة وسحم الجولان ونافعة بالإضافة إلى جملة، وهي معقل اللواء ومسقط رأس قائده أبو علي البريدي.
وقال مصدر ميداني «لم يحدث أي اقتتال في السابق، لأن الفصائل محلية وذات ارتباط مناطقي وعشائري قائم على مفهوم الفزعة في ما بينهم». ويفسر «حقيقة ما يجري من خلال نقطتين، الأولى محاولة الفصائل الابتعاد عن أي معارك جانبية وخاصة في هذه المنطقة ذات الكثافة السكانية العالية، والثانية هي العلاقة الإيجابية مع الأردن، الناقمة على البريدي إثر انسحابه من غرفة عمليات الموك على خلفية رفض طلبه السيطرة على كافة المعابر الحدودية في الريف الغربي، يضاف إلى ذلك معلومات عن تحالفه مع داعش، وهو ما يفسر حرب النصرة عليه، بينما تسعى باقي الفصائل إلى الحد من الاقتتال، وفي الوقت ذاته إبعاد النصرة عن منطقة حيوية لا يروق لغرف العمليات في الجنوب أن ترفرف رايات النصرة قربها».
ويتوقع المصدر أن «يتكرر مشهد الشمال، بحيث يستغل الجيش السوري حالة الحرب الداخلية في حوران ويعمد إلى استعادة مواقع في المنطقة، لعل أبرزها الشيخ مسكين ونوى وجباتا الخشب، بالإضافة إلى تعزيز طريق دمشق - درعا وتأمين مدينتي البعث وخان أرنبة في القنيطرة اللتين شهدتا هجمات متكررة في الفترة الأخيرة»."
النهار
حوار عين التينة ليس "اصطفافاً سياسياً جديداً"
ملف النفايات ينتظر "تسوية" السنة الجديدة
ومن جهتها، كتبت صحيفة "النهار" تقول "موسم انفراجات إلا في ملف النفايات، فالحوار بين "المستقبل" و "حزب الله" انطلق مساء امس في مقر اقامة الرئاسة الثانية في عين التينة، وإن بعيدا من الاضواء وعدسات المصورين، فيما يتوقع المتابعون ان يجتمع القطبان المسيحيان ميشال عون وسمير جعجع في عطلة الاعياد، لترتسم بذلك مرحلة جديدة من تنفيس الاحتقان والحوار في مجمل الامور العالقة، وان تكن الترجيحات لا تميل الى تفاؤل كبير بالاتفاق على الاستحقاقات الكبرى.
والجلسة الافتتاحية خصصت لكسر الجليد بين الطرفين ويفترض انهما اتفقا فيها على خريطة طريق للحوار وعلى المواضيع التي ستناقش مستقبلا، وآلية مناقشتها.
وأفادت مصادر في "حزب الله" ان هذا الحوار لطالما دعا اليه الحزب وهو يفتح امام حوار يشمل كل الأطراف، وصولاً الى تفاهمات في الشقين الأمني والاعلامي لجهة وقف الحملات، وفي الشق السياسي لجهة تفعيل عمل المؤسسات لما فيه مصلحة البلد. ورأت المصادر ان هذا الحوار الاسلامي - الاسلامي يتزامن مع حوار مسيحي - مسيحي وصولاً الى طاولة حوار تجمع كل الأطراف ليصبح الحوار وطنياً جامعاً.
وقالت مصادر "المستقبل" ان هذا الحوار هو لتخفيف الاحتقان والتشنُّج وفتح الآفاق للبحث عن توافق وطني على رئيس الجمهورية المقبل وانهاء الشغور في سدة الرئاسة.
وفي العاشرة والنصف ليلا صدر بيان عن المجتمعين "أكد فيه الطرفان حرصهما واستعدادهما للبدء بحوار جاد ومسؤول حول مختلف القضايا، وفي اطار تفهم كل طرف لموقف الطرف الآخر من بعض الملفات الخلافية ، وعلى استكمال هذا الحوار بإيجابية بما يخدم تخفيف الاحتقان والتشنج الذي ينعكس على علاقات اللبنانيين بعضهم مع البعض وتنظيم الموقف من القضايا الخلافية وفتح ابواب التشاور والتعاون لتفعيل عمل المؤسسات والمساعدة على حل المشكلات التي تعيق انتظام الحياة السياسية .
وشدد المجتمعون على ان هذه اللقاءات لا تهدف الى تشكيل اصطفاف سياسي جديد على الساحة الداخلية ، وليست في مواجهة احد او لمصادرة والضغط على موقف أي من القوى السياسية في الاستحقاقات الدستورية ، بل هي من العوامل المساعدة لاتفاق اللبنانيين بعضهم مع البعض".
وكان الرئيس نبيه بري رحب بالحضور بداية، عارضاً لمخاطر المرحلة التي تمر بها المنطقة ولبنان ، والتي تستوجب اعلى درجات الانتباه والمسؤولية في مقاربة القضايا المطروحة والحاجة الى مساهمة كل القوى في تحصين وصيانة العلاقات الداخلية وتنقيتها بهدف حماية لبنان واستقراره وسلمه الاهلي والحفاظ على وحدة الموقف في مواجهة الاخطار ولاسيما في ظل التصعيد المتمادي على مستوى المنطقة نحو تسعير الخطاب الطائفي والمذهبي .
أهالي العسكريين
على خط آخر، أثمر الاجتماع الذي عقده امس رئيس الوزراء تمام سلام مع أهالي المخطوفين اتفاقا على "عيدية للبنانيين" تقضي بفتح الطرق في ساحة رياض الصلح، والابتعاد عن التصريحات الاعلامية افساحا في المجال للمضي في التفاوض "السري" مع تسريب اخبار عن امكان الافراج عن عسكريين في الايام المقبلة.
مجلس الوزراء
وفي معلومات لـ "النهار" عن مناقشات مجلس الوزراء في جلسته العادية عصر أمس في شأن بند معالجة النفايات الصلبة ان الرئيس سلام تمنى في مستهل الجلسة على الوزراء إنجاز المشروع تلبية للالتزامات التي يفرضها، فطلب وزير الاتصالات بطرس حرب الكلام واقترح مهلة 24 ساعة لقراءة دفتر الشروط الذي يتضمن مئات الصفحات والذي تسلمه الوزراء عشية الجلسة. ثم تعاقب على الكلام وزراء"حزب الله" و"أمل" و"التيار الوطني الحر" والحزب التقدمي الاشتراكي ووزير الثقافة روني عريجي وأخيرا وزراء حزب الكتائب. وبرزت في المداخلات اعتراضات وملاحظات على المشروع وخصوصاً لجهة التقسيمات الثلاثة: بيروت والمتن وكسروان وجبيل، بعبدا والشوف وعاليه، طرابلس وعكار، في انتظار إعداد التفاصيل في دفتر الشروط الخاصة بمنطقتيّ البقاع والجنوب. ولفت وزير العمل سجعان قزي الى ان هذه التقسيمات تعني أن شركات محددة ستنال المناقصات وقد وافقه الوزير محمد فنيش. أما اعتراضات وزراء الاشتراكي على المشروع فتركزت على تمديد العمل في مطمر الناعمة، عندئذ اقترح الوزير حرب ووزير البيئة محمد المشنوق إقرار المشروع كما ورد على أن تعقد جلسة بعد خمسة أيام يصار خلالها الى الاخذ بالملاحظات بعد دراستها. لكن الاقتراح سقط لإن إقرار المشروع فوراً يعني صدور قرارات بتنفيذه كما ورد، ولا شيء يضمن أن يؤخذ بالملاحظات عند طرحها لاحقا. وبناء على هذه المعطيات، تقرر تأجيل بت المشروع الى الجلسة المقبلة التي ستعقد بعد الاعياد. وعلمت "النهار" انه ستجري خلال الفترة الانتقالية تسوية الاعتراضات كي يأتي المشروع متجاوباً معها.
وصرح الوزير قزي لـ"النهار" بعد الجلسة: "الاعتراضات على ملف النفايات الصلبة وعلى دفتر الشروط كانت من غالبية أعضاء مجلس الوزراء، لا بل أن الرئيس سلام اعتبر اعتراضات وزراء الكتائب أقل بكثير من اعتراضات غيرهم. لكن الغرابة في أن وزراء الكتائب حافظوا على معارضتهم المبدئية في حين أن أكثرية الوزراء اكتفوا بالإعتراض دون المعارضة. وبالتالي فإن موقفنا ليس موقفا سياسيا وإنما هو موقف وطني. وهل يعقل ان دفتر الشروط المؤلف من مئات الصفحات يوزع علينا عند الخامسة من مساء الاثنين وتطلب منا الموافقة عليه عند الثالثة عصر الثلثاء؟ الامر يتطلب أعجوبة . إن القبول بهذا المشروع كما ورد يعني تسليم البلاد سبع سنوات بنفاياتها وخلفياتها الى شركات نعرف سلفاً من ستكون. وبين الفساد والنزاهة اخترنا النزاهة. وهل هناك مواطنان يختلفان على ان ملف النفايات منذ التسعينات حتى اليوم غارق في الفساد؟".
وفي المعلومات التي حصلت عليها "النهار" ان عدم الرغبة في تحمل مسؤولية ازمة تراكم النفايات في الشوارع بعد 17 كانون الثاني 2015، كان الحجة لدفع الجميع إلى الموافقة على مناقصة معلبة ومعروفة النتائج سلفاً عبر دفتر الشروط، وبكلفة تساوي ضعفي ما تأخذه شركة "سوكلين" وطوال عشرين سنة. والمناقصة المقررة توكل إلى "سوكلين" (أي شركة "سوكومي" ومجموعة "أفيردي") نفايات بيروت والمتن وكسروان، في مقابل تولي شركة "الجنوب للاعمار" التي يملكها السيد رياض الأسعد، نفايات الشوف وعاليه. أما الكلفة فتبلغ نحو 200 مليون دولار في السنة، أي مليار دولار خلال خمس سنوات وأربعة مليارات دولار خلال 20 سنة.
سلام
على صعيد آخر، علمت "النهار" ان الرئيس تمام سلام سيزور البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي اليوم في بكركي، لتهنئته بعيدي الميلاد ورأس السنة. وسيعرض وإياه الاوضاع السياسية في لبنان والمنطقة، وسيشكل الشغور الرئاسي "الطبق الابرز" الى مائدة الغداء.
الى ذلك، وقع قائد الجيش العماد جان قهوجي امس الاتفاق اللبناني - الفرنسي المفصل، لتسليح الجيش اللبناني بموجب الهبة المقدمة من المملكة العربية السعودية.
الاخبار
حزب الله والمستقبل على مائدة برّي: سمك وفراكة ومقبّلات
حوار عين التينة: إيجابية وتحفّظ
وبدورها، كتبت صحيفة "الاخبار" تقول " بدت الجلسة الأولى للحوار بين حزب الله وتيار المستقبل برعاية الرئيس نبيه برّي «حذرة ومتحفّظة لكنها إيجابية». قدّم برّي أكثر من كلام للمجتمعين: مائدة جنوبية عامرة بالفراكة والسمك والمقبّلات.
أخيراً، التأم اللقاء الأول للحوار بين حزب الله وتيّار المستقبل برعاية عرّابه الرئيس نبيه بري في عين التينة مساء أمس. وكما كان مقرّراً، مثّل حزب الله وفد برئاسة المعاون السياسي للأمين العام الحاج حسين الخليل وعضوية الوزير حسين الحاج حسن والنائب حسن فضل الله، فيما مثّل تيار المستقبل وفد برئاسة مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري وعضوية الوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر، بحضور الوزير علي حسن خليل.
وأبدى طرفا الحوار، إضافة إلى برّي، حرصاً على عدم تسريب أيّ تفاصيل من اللقاء إلى وسائل الإعلام، مكتفين بالبيان الذي أصدره المكتب الإعلامي لبرّي ليلاً. وتم الاتفاق على عقد الجولة الثانية مطلع السنة الجديدة. غير أن الأجواء التي وصفتها مصادر المجتمعين بـ«الإيجابية» شابها بعض «التحفّظ» لأن اللقاء يعقد للمرّة الأولى بعد القطيعة بين الطرفين والحرب الإعلامية والكلامية التي نتجت من الحرب السورية، قبل أن يحاول برّي ترطيب الأجواء بحديثه عن الحوار. وعلمت «الأخبار» أن المجتمعين لم يدخلوا في التفاصيل وكان الحديث شاملاً، ومع أن جدول الأعمال قد حدّد مسبقاً وتم الاتفاق على عدم ذكر النقاط الخلافية، جرى الحديث عن قتال حزب الله في سوريا، مع تأكيد كل طرف أنه سيبقى على موقفه منه. وأشارت مصادر اللقاء إلى أن «الطرفين أبديا هدوءاً وجديّة ومؤشّرات على عدم وجود استعجال لحصد النتائج». من جهة ثانية، أشارت مصادر مستقبلية إلى أن «هناك حذراً من طرف المستقبل من نتائج الحوار واحتمالات فشله».
امتدت الجلسة من السادسة حتى العاشرة ليلاً، تخلّلها عشاءٌ أقامه برّي على شرف الحاضرين، تضمن مقبلات وفراكة جنوبية وسمكاً.
وأشار البيان إلى أنه «في بداية الاجتماع رحّب الرئيس بري بالحضور عارضاً لمخاطر المرحلة التي تمر بها المنطقة ولبنان، والتي تستوجب أعلى درجات الانتباه والمسؤولية في مقاربة القضايا المطروحة، والحاجة إلى مساهمة كل القوى في تحصين وصيانة العلاقات الداخلية وتنقيتها بهدف حماية لبنان واستقراره وسلمه الأهلي والحفاظ على وحدة الموقف في مواجهة الأخطار، لا سيما في ظل التصعيد المتمادي على مستوى المنطقة نحو تسعير الخطاب الطائفي والمذهبي».
وأكد الطرفان «حرصهما واستعدادهما البدء بحوار جاد ومسؤول حول مختلف القضايا، وفي إطار تفهم كل طرف لموقف الطرف الآخر من بعض الملفات الخلافية، وعلى استكمال هذا الحوار بإيجابية بما يخدم تخفيف الاحتقان والتشنج الذي ينعكس على علاقات اللبنانيين بعضهم مع بعض، وتنظيم الموقف من القضايا الخلافية وفتح أبواب التشاور والتعاون لتفعيل عمل المؤسسات، والمساعدة على حل المشكلات التي تعيق انتظام الحياة السياسية».
وشدد المجتمعون بحسب البيان على «أن هذه اللقاءات لا تهدف إلى تشكيل اصطفاف سياسي جديد على الساحة الداخلية، وليست في مواجهة أحد أو لمصادرة أو الضغط على موقف أي من القوى السياسية في الاستحقاقات الدستورية، بل هي من العوامل المساعدة لاتفاق اللبنانيين بعضهم مع بعض»."
اللواء
رسالة تطمين من المستقبل وحزب الله: لا ضغط على المسيحيين في الرئاسة
مطالعة نارية لدرباس قبل تأجيل النفايات الصلبة.. والمشنوق يكلِّف الفليطي اليوم
وكتبت صحيفة "اللواء" تقول "عناصر من قوى الأمن تزيل الأسلاك الشائكة في محيط السراي بعد فتح طريق رياض الصلح من قبل أهالي العسكريين المخطوفين (تصوير: محمود يوسف)
الأهم في البيان الذي اشارت «اللواء» إلى انه سيصدر عن المتحاورين في عين التينة في الجلسة الأولى، انه قدم نفسه على انه «سعي لتنظيم الموقف من القضايا التي تعيق انتظام الحياة السياسية».
وفي ادراك مسبق لما يمكن ان يؤخذ على حوار «المستقبل» و«حزب الله» شدّد الطرفان على ان اللقاءات بينهما «لا تهدف إلى تشكيل اصطفاف سياسي جديد على الساحة الداخلية، وهي ليست لمواجهة أحد أو مصادرة أو الضغط على موقف لأي من القوى السياسية في الاستحقاقات الدستورية»، في إشارة إلى ان «حزب الله» لن يذهب إلى تفاهم مع «المستقبل» على حساب النائب العماد ميشال عون، في ما خص الاستحقاق الرئاسي، مع ان قيادياً بارزاً في تيّار «المستقبل» قرأ البيان ورأى انه يشمل تبني «المستقبل» لترشيح الدكتور سمير جعجع أيضاً.
وما كان يعني الرئيس نبيه برّي انه «ازاح عن ظهره جبلاً، عندما جمع تيّار «المستقبل» و«حزب الله» مجدداً تحت سقف واحد، بحثاً عن إنتاج تسوية، أو مساهمة في «اتفاق اللبنانيين مع بعضهم البعض»، على حدّ ما ختم البيان الرسمي الصادر عن الاجتماع عباراته.
ووصف القيادي المذكور اليوم الأوّل من الحوار بأنه اتسم «بالهدوء والصراحة والجدية»، وخلاله جرى استعراض لكل القضايا والمواضيع التي تشغل الساحة، أو التي يختلف عليها الطرفان.
وكشف القيادي لـ«اللواء» ان الجلسة المقبلة ستعقد مبدئياً الاثنين في الخامس من كانون الثاني المقبل، أي بعد أسبوعين من الجلسة الأولى، وفي المجلس النيابي، على ان يتم تشاور مسبق في شأنها لاحقاً.
ولاحظ هذا القيادي ان ابعاد الإعلام عن الحوار كان بالاتفاق بين الجانبين، منعاً لدخول المتحاورين في متاهات وحرصاً على عدم إضاعة الأساس.
وبعيداً عن المجريات المتعلقة بهذا الملف، والتي ستحفظ باعتبارها تقدّم نموذجاً في تنظيم الخلافات وإدارة الأوضاع داخل الحياة السياسية من دون تشنجات أو استخدام أوراق قوة أو ضغط تقحم الوضع اللبناني في الصراعات الخطيرة الدائرة في المنطقة، يراهن مصدر قيادي في حزب الله على ان الهدف البعيد يتعلق بترتيب لقاء بين الرئيس سعد الحريري والأمين العام للحزب السيّد حسن نصر الله يرعاه الرئيس برّي شخصياً.
وأشار المصدر الى ان الطرفين يأملان بأن يكون الحوار بينهما اطاراً مصغراً لحوار اشمل بين القوى اللبنانية، على اختلاف مشاربها، بما يؤسّس لإعادة احياء طاولة الحوار، حيث هناك سيتم بحث ملف الرئاسة الأولى، إذا ما تأخر انتخاب الرئيس الذي هو المدخل لمعالجة الملفات السياسية، لا سيما الاستحقاقات الدستورية (قانون انتخاب وحكومة جديدة).
مجلس الوزراء
وحتم موعد الحوار الذي تأخر 40 دقيقة عن الساعة السادسة، ارفضاض جلسة مجلس الوزراء باكراً ليتمكن الوزراء: علي حسن خليل ونهاد المشنوق وحسين الحاج حسن من المشاركة في الجلسة التمهيدية الأولى للحوار.
وكما اشارت «اللواء» فان ملف النفايات الصلبة سجل بنداً سجالياً في الجلسة، انتهى القرار في شأنه إلى التأجيل في أوّل جلسة تعقد في السنة الجديدة، عملاً بالمعادلة التي تحكم عمل الحكومة وقوامها تأجيل المختلف عليه وتمرير المتفق حوله، ولكن بعد مداخلة نارية من وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس.
اما في ما خص تكليف نائب رئيس بلدية عرسال أحمد الفليطي بأن يكون وسيطاً رسمياً بين تنظيمي «داعش» و«النصرة» الخاطفين للعسكريين اللبنانيين، فقد اتفق داخل خلية الأزمة أن يخرج هذا الملف من دائرة العلن إلى دائرة السر، حتى ولو اقتضى الامر الاكتفاء بإعطاء الوزراء علماً بوجهة سير التفاوض لاسترجاع العسكريين، حيث ذكرت معلومات أن وزير الداخلية نهاد المشنوق سيكلف الفليطي رسمياً بملف التواصل مع الخاطفين.
وحضر هذا الموضوع، في استهلالية الرئيس تمام سلام في الجلسة، عندما اعرب عن أمله بأن يكون هؤلاء العسكريين قريباً في ثكناتهم وعند ذويهم.
وسمع أهالي العسكريين من الرئيس سلام، كلاماً واضحاً، في حضور وزير الصحة وائل أبو فاعور بأن قضيتهم موضوعة على السكة الصحيحة بصرف النظر عن تحريض من هنا أو تشويش اعلامي من هناك، فالدولة مصممة على استعادة أبنائها مهما غلت التضحيات، واليوم قبل الغد.
وأعلن أهالي العسكريين المخطوفين عن إعادة فتح طريق رياض الصلح مع الإبقاء على خيم الاعتصام، كمبادرة حسن نية في مناسبة الأعياد، على اثر الاجتماع الذي جمعهم في السراي مع الرئيس سلام، مشددين على أن هذه المرحلة ستكون مرحلة صمت، وأن فتح الطريق هو عيدية للبنانيين، تقديراً لجهود الرئيس سلام.
ولاحقاً، اشرف الأمين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء محمّد خير على إزالة العوائق والاسلاك الحديدية وفتح الطريق امام السيّارات.
ملف النفايات
إلى ذلك، أكدت مصادر وزارية أن ملف النفايات استحوذ على القسم الأكبر من مناقشات الجلسة الوزارية، والتي لم تخل من بعض الحدة، بين عدد من الوزراء دعوا إلى البت بهذا الملف سريعاً، مع اقتراب الموعد المحدد لانتهاء عقد شركة «سوكلين» واقفال مطمر الناعمة في 17 الشهر المقبل، وبين آخرين رأوا أن هناك حاجة لدراسة هذا الملف قبل اقراره، فيما حاول وزراء آخرون اقناع الفريق المعترض على إنهاء الموضوع باكراً وبت الملف.
وأبرز هؤلاء كان الوزير درباس الذي انضم إلى الجلسة فور عودته من مؤتمر لوزراء الشؤون العرب الذي انعقد في شرم الشيخ، حيث استأذن الرئيس سلام بالكلام، داعياً الوزراء إلى ان يتحمل كل طرف مسؤوليته، وقال «اذا كان هناك من شيء خفيّ في ملف النفايات، فأرجو أن تقولوا لنا، إذ لا يجوز ان تبقى صحة النّاس عُرضة لتجاذبات خاصة واننا مقبلون على مرحلة يخشى ان تملأ الزبالة كل الشوارع».
اضاف: «نحن نحمل النفايات السياسية للبلد، ونتحملها أكثر من التفويض المعطى لنا، والذي كان يفترض أن ينتهي في أيّار من العام 2014، وكرم اخلاق منا ان نتحمل ذلك، ونتعرض فوق ذلك لحملات ظالمة لا تبدأ بالنفايات ولا تنتهي بملف العسكريين المخطوفين».
ولفت إلى أن الرئيس سلام يأخذ بصدره كل المماحكات بموجب احساسه بالمسؤولية الوطنية، ومن حقي إذا لم يحصل اتفاق بين الوزراء أن أطالب كل وزير بأن يذهب إلى بيته، فليس لدينا رفاهية من أحد، ونحن آخر حائط يحمي وحدة هذا البلد، وهو يحتاج منا إلى دعم وليس إلى هزّ في كل فترة.
وأبلغ وزير الكتائب آلان حكيم «اللواء» أن ملاحظات الحزب ليست موجهة ضد وزير البيئة محمد المشنوق الذي بذل جهداً في هذا الموضوع بهدف الوصول الى حلول، معلناً أن ملاحظات الحزب سترسل في خلال ثلاثة أيام، على أن يعود المجلس الى دراسة الملف مجدداً بعد إدخال التعديلات اللازمة.
وذكر أن تقديم دفتر الشروط قبل 12 ساعة وتوزيعه على الوزراء قبيل ساعات من موعد انعقاد الجلسة شكل محور اعتراض وزراء الكتائب، موضحاً أن ما ورد في نتائج المناقصات غير مقبول لجهة أنها معلومة سلفاً، وكأنها أتت لتكون على قياس مؤسسات معينة.
وأكد وزير العمل سجعان قزي لـ «اللواء» رفض تحميل وزراء الكتائب مسؤولية تأخير إقرار ملف النفايات، مشدداً على أن هذه المسؤولية تقع على الحكومة ككل وعلى اللجنة المكلفة من مجلس الوزراء منذ ثمانية أشهر بذلك، وقال: «إن الكتائب ترفض أن توضع أمام أمر واقع»، متسائلا: «هل يمكن قراءة دفتر الشروط المؤلف من عشرات الصفحات في 24 ساعة؟»، مشدداً على أن هذا الأمر يستدعي الاستعانة بخبراء وقال: «إن زمن البصم قد انتهى».
وأوضح الوزير محمد المشنوق من جهته لـ «اللواء» أن جميع الوزراء تقريباً وافقوا على المشروع الذي قدمه مع الخطة، باستثناء موقف وزراء الكتائب الذين طلبوا درس دفتر الشروط للمرحلة الثانية، أي مرحلة المعالجة والفرز والتسبيخ وليس مرحلة الجمع والكنس، لافتاً الى أن دفتر الشروط يقع في أكثر من مائتي صفحة مع الشروط القانونية والتقنية والكفالات.
وأشار الى أنه استناداً الي ذلك أرجئ درس الملف مجدداً الى أول جلسة ستعقد لمجلس الوزراء في السنة الجديدة، والتي تقرر أن تكون في 8 كانون الثاني.
وأكد المشنوق أنه «حتى لو أقر المشروع في هذه الجلسة، فإننا واصلون حتماً الى تمديد تقني لمطمر الناعمة لحين الانتهاء من المناقصة»."
المستقبل
أزمة النفايات «صلبة».. و«عيدية» أهالي العسكريين تعيد وصل ما انقطع في «الوسط»
جولة الحوار الأولى «صريحة».. والثانية بعد رأس السنة
صحيفة "المستقبل" وتحت هذا العناون كتبت تقول "بمعزل عن صراخ العوالق التي تقتات على فتات الأزمات المذهبية والوطنية كما بدا من الحبر السائل حَقناً وحِقداً على صفحات بعض وسائل إعلام الثامن من آذار، انطلق قطار الحوار «الجاد والمسؤول» بين «تيار المستقبل» و«حزب الله» مساء أمس في عين التينة بعيداً من عدسات المصوّرين وسط أجواء «هادئة ونقاشات تناول فيها وفد «المستقبل» مختلف الأمور بطريقة صريحة ومباشرة» وفق تأكيد مصادر المجتمعين لـ«المستقبل»، مشيرةً إلى أنّ طرفي الحوار اتفقا على عقد جولته الثانية بعد رأس السنة. وتوازياً انعكس الحوار المستمر بين رئيس الحكومة وأهالي العسكريين المختطفين انفراجاً ميدانياً في وسط البلد مع إعلان الأهالي إعادة فتح طريق رياض الصلح «كعيدية للبنانيين» مع الإبقاء على خيم الاعتصام في المكان حيث سارعت القوى الأمنية إلى إزالة العوائق والعوازل الشائكة وفتحت الطرقات أمام حركة السير في المنطقة. وأكد الأهالي أنّ المرحلة ستكون «مرحلة صمت» من قبلهم، معربين عن كامل ثقتهم بالجهود التي يبذلها الرئيس تمام سلام واستبشارهم خيراً بالاستناد إلى «التطمينات» التي تلقوها من الحكومة حيال عملية المفاوضات الهادفة إلى تحرير أبنائهم.
إذاً، رعى رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة مساء أمس الاجتماع الأول للحوار بين «تيار المستقبل» و»حزب الله» بحضور وفد التيار المؤلف من مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري رئيساً، وعضوية الوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر، ووفد الحزب المؤلف من المعاون السياسي للأمين العام حسين الخليل رئيساً، وعضوية الوزير حسين الحاج حسن والنائب حسن فضل الله، إلى جانب مشاركة معاون الرئيس بري الوزير علي حسن خليل.
وعقب انتهاء الاجتماع، وزّع المكتب الاعلامي لرئاسة مجلس النواب بياناً أوضح فيه أنه «في بداية الاجتماع رحّب الرئيس بري بالحضور عارضاً لمخاطر المرحلة التي تمر بها المنطقة ولبنان، والتي تستوجب أعلى درجات الانتباه والمسؤولية في مقاربة القضايا المطروحة والحاجة لمساهمة كل القوى في تحصين وصيانة العلاقات الداخلية وتنقيتها بهدف حماية لبنان واستقراره وسلمه الاهلي والحفاظ على وحدة الموقف في مواجهة الاخطار لا سيما في ظل التصعيد المتمادي على مستوى المنطقة نحو تسعير الخطاب الطائفي والمذهبي».
ونقل البيان عن الطرفين تأكيد «حرصهما واستعدادهما البدء بحوار جاد ومسؤول حول مختلف القضايا، وفي إطار تفهم كل طرف لموقف الطرف الآخر من بعض الملفات الخلافية، وعلى استكمال هذا الحوار بإيجابية بما يخدم تخفيف الاحتقان والتشنج الذي ينعكس على علاقات اللبنانيين مع بعضهم البعض وتنظيم الموقف من القضايا الخلافية وفتح أبواب التشاور والتعاون لتفعيل عمل المؤسسات والمساعدة على حل المشكلات التي تعيق انتظام الحياة السياسية».
كما شدد المجتمعون على أنّ «هذه اللقاءات لا تهدف إلى تشكيل اصطفاف سياسي جديد على الساحة الداخلية، وليست في مواجهة أحد أو لمصادرة والضغط على موقف أي من القوى السياسية في الاستحقاقات الدستورية، بل هي من العوامل المساعدة لاتفاق اللبنانيين مع بعضهم البعض».
إبرام الاتفاقية الفرنسية
في الغضون، وفي سياق متقاطع مع ما تفرّدت «المستقبل» بكشفه الأحد الفائت، أُبرمت أمس الاتفاقية اللبنانية الفرنسية لتسليح الجيش بتوقيع قائد الجيش العماد جان قهوجي على الاتفاقية المفصّلة لعملية التسليح بموجب الهبة المقدمة للمؤسسة العسكرية من المملكة العربية السعودية بقيمة 3 مليارات دولار.
سرايا التعمير وخلية البعث
تزامناً، برز أمس على المستوى الأمني توقيف عنصر جديد من مجموعة «سرايا حزب الله» التي اعتدت على دورية تابعة لشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي الأسبوع الفائت في منطقة تعمير عين الحلوة. وأوضحت مصادر أمنية لـ«المستقبل» أنّ الموقوف المدعو محمد المصري هو من العناصر المتهمة بإطلاق النار على دورية المعلومات وكان متوارياً عن الأنظار إلى أن تم توقيفه أمس عند أحد الحواجز الأمنية في صيدا، مشيرةً إلى أنّ عدد الموقوفين في هذا الاعتداء ارتفع بتوقيف المصري إلى 5.
وعن مستجدات قضية الخلية البعثية التي فككتها «المعلومات» ربطاً بضلوع أعضائها في عمليات خطف معارضين سوريين وتسليمهم إلى مخابرات النظام في دمشق، أشارت المصادر الأمنية إلى أنّه بعدما بلغ عدد الموقوفين على ذمة القضية 11 فرداً، أعادت الشعبة إطلاق سراح 3 منهم بينما جرى الإبقاء على 8 قيد التوقيف وتمت إحالتهم على النيابة العامة لإجراء المقتضى القانوني بحقهم.
مجلس الوزراء
مؤسساتياً، عقد مجلس الوزراء جلسة عادية أمس أسفر التباين الحكومي خلالها عن إرجاء بت ملف النفايات الصلبة تحت وطأة اعتراض وزراء حزب «الكتائب اللبنانية» وتحفظ وزراء الحزب «التقدمي الاشتراكي». وأوضحت مصادر وزارية لـ«المستقبل» أنّ وزراء الكتائب أبدوا اعتراضهم على «دفتر الشروط» المطروح في هذا الملف «بذريعة أنّ إنجازه تم على قياس أطراف معروفين»، فتمّ لفت انتباههم من قبل زملائهم إلى أنّ المطروح على الجلسة هو الموافقة على الخطة التي أعدها وزير البيئة محمد المشنوق للنفايات، إلا أنه وبعد اتصالات أجراها وزراء الكتائب مع قيادتهم الحزبية أصروا على اعتراضهم، فتأجّل البت في الملف إلى جلسة لاحقة حُدّدت في الثامن من الشهر المقبل «وربما يكون ملف النفايات البند الوحيد على جدول أعمالها» بحسب ما رجّحت المصادر الوزارية في معرض تحذيرها من أنّ عدم حلّ الملف «سيؤدي إلى أزمة كبرى يُخشى أن تنعكس سلباً على التضامن الحكومي».
وإذ لفتت إلى أنّ وزراء «الكتائب» رفضوا بعد تعثّر إقرار الملف تحميلهم مسؤولية النتائج الناتجة عن اعتراضهم، أشارت المصادر إلى أنّ وزراء «الاشتراكي» أعربوا خلال المناقشات عن رفض مبدأ التمديد لمدة استخدام مطمر الناعمة «إلا إذا كان ذلك لفترة وجيزة جداً مقرونة بإقرار دفتر الشروط وبتأكيد إقفال المطمر في نهاية الفترة الممدّدة».
وخلصت المصادر إلى الإعراب عن اعتقادها بصعوبة حلحلة التباين الوزاري حيال ملف النفايات تحت وطأة تداخل الاعتراضات والتحفظات تقنياً وبيئياً وسياسياً، مع التذكير في هذا المجال بأنّ عقد شركة سوكلين سينتهي في 17 الشهر المقبل وهو التاريخ نفسه الذي ينتهي العمل به في مطمر الناعمة. وعليه شددت المصادر الوزارية على أنه في حال لم يتحقق التوافق على إنجاز هذا الملف قبل هذا التاريخ فسينتهي المطاف بالحكومة أمام مأزق يجعلها تطلب من «سوكلين» تمديد أعمالها ريثما يتأمن الاتفاق الوزاري على الملف."
الموضوعات المدرجة تعرض أبرز ما جاء في الصحف، وموقع المنار لا يتبنى مضمونها