جولة على الصحافة الغربية في 22-1-2011
الثورات العربية : عدم قدرة الدول الغربية على التدخل
عن إندبندنت : في خطابه أمام حزب العمال البريطاني بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، قال رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير محذرا "لقد اهتز الميزان، وكفتاه تتأرجحان، سرعان ما سيستقر مرة أخرى. وبينما ننتظر أن يحدث ذلك، دعونا نعيد تشكيل العالم من حولنا".
استذكار تلك الكلمات اليوم يدلنا على مدى القوة والاعتزاز التي تحملها، ولكن في نفس الوقت يمكن أن نرى مدى ضلالها. إن إعادة التشكيل التي تحدث عنها بلير كلفتنا حربين، وأكثر بقليل.
وتقول الصحيفة، اليوم وبعد عقد من نطق بلير بتلك الكلمات، يهتز الميزان الجغرافيا السياسية مرة أخرى. وفي أقل من شهرين من بدء الاحتجاجات في شوارع تونس، يتضح لنا شيئا فشيئا مدى عدم قدرتنا على إعادة تشكيل أي شيء ولا حتى في الجزء القريب منا من العالم.
سرعة الأحداث تحبس الأنفاس. في الأسبوع الماضي فقط، حاولت الأسرة المالكة البحرينية قمع الاحتجاجات التي قام بها جزء من الشعب، ولكن سرعان ما لجأت في نهاية المطاف إلى إجراء محادثات مع المعارضة.
رمال متحركة
أدت الاحتجاجات في الجزائر واليمن إلى اشتباكات عنيفة، وبينما يستمر المصريون في الاحتفال بسقوط مبارك، تحركت الرمال تحت أقدام حكام إيران والمغرب امتدادا إلى أذربيجان.
لكن يبدو أن المواجهات الأعنف قد وقعت في شرق ليبيا، حيث يقال إن العقيد معمر القذافي نشر الأسلحة الثقيلة والمرتزقة الأفارقة في مسعى للحفاظ على حكمه، والموقف الضبابي يشير إلى سقوط مائتي شخص وجرح المئات وربما سقوط بنغازي.
وبينما تسود المنطقة من شرقها إلى غربها حالة من الغليان، يبدو أن رياح التغيير ستهب على جميع أنحاء هذه المنطقة من العالم، ولن يكون بمنأى عنها حتى تلك الحكومات التي قامت بنوع من الإصلاحات.
والحالة هذه -تقول الصحيفة- يبدو أن قدرتنا تنحصر في التحذير أكثر منها في القدرة على الاستنتاج. نقول إن قدرتنا منحصرة في التحذير لأنه بينما كان العالم قادرا على متابعة الأحداث في مصر والبحرين دقيقة بدقيقة، فإن الإعلام شبه مشلول عندما يتعلق الأمر بإيران وليبيا، وبالتالي من الصعب قياس مدى الاضطرابات هناك، ولولا شجاعة بعض المواطنين الليبيين الذين زودوا العالم بلقطات من هنا وهناك عما يجري من تجاوزات، لما كان هناك أي مصدر آخر للمعلومات عن ما يجري في ليبيا.
وتمضي الصحيفة البريطانية بالقول: أما عجزنا عن الاستنتاج فيتعلق بطبيعة المعايير المزدوجة التي دأب الغرب على انتهاجها. وفي الوقت الذي قد يصح إلى حد ما أن نقول إن علاقات الولايات المتحدة قد نجحت في لجم الجيش المصري عن التصدي للثوار، ونجحت في فرض انعطافة على مسيرة الأمور في البحرين والمتمثلة بدعوة ملك البحرين المعارضة للحوار، فإن المقياس نفسه لا ينطبق على التقارب الذي قامت به بريطانيا مع نظام القذافي، حيث فشلت في فعل ما فعلته علاقات الولايات المتحدة بمصر والبحرين. إن ما يحدث الآن في ليبيا هو حصاد ما زرعنا.
جرس الإنذار الآخر الذي يدق باستمرار هو عدم قدرة الدول الغربية على التدخل، حيث لا تملك ما هو أكثر من الدعم المعنوي لتساعد به المطالبين بالديمقراطية الثائرين على حكام غير ديمقراطيين ساهمنا نحن في بقائهم في السلطة.
المصالح الأمنية وواردات النفط قد تكون على المحك، ولكننا تعلمنا من درس أزمة السويس عام 1956 أن محاولة التحكم بمجرى التاريخ لا ينتج عنها سوى أننا نزيد الطين بلة.
زيارة أي منطقة في البحرين تمكّن المرء من معرفة ما إذا كانت سنية أم شيعية
نيويورك تايمز حيث أثنى الكاتب الأميركي نيكولا كريستوف على شجاعة الشباب العرب الذين يتعرضون للتعذيب والضرب وحتى الموت في سبيل نيل الحرية التي يكفلها العالم الغربي لمواطنيه.
ويقول إنه شاهد طابورا من المؤيدين للديمقراطية يحتشدون في دوار اللؤلؤة بالبحرين يوم السبت بعد يوم تعرض فيه المتظاهرون إلى إطلاق الرصاص الحي من بنادق الجنود دون تحذير.
ويعتقد الكاتب أن ما يحدث في العالم العربي هو نسخة عربية لما جرى عام 1776 عندما تحررت أميركا من الاستعمار البريطاني.
ويدعو إلى عدم تصديق ما وصفها بحملة الهمس المفسدة التي يشنها الحكام المستبدون الذين يقولون إن تحول الشرق الأوسط إلى الديمقراطية يعني تحوله إلى التطرف والمناهضة لأميركا وللمرأة.
فالولايات المتحدة تتبنى الحكام المستبدين والفاسدين في الشرق الأوسط على مدى عقود، وتغض الطرف عن التعذيب والقمع بدعوى أن ما تصفها بديمقراطية الرعاع قد "تنقلب عداوة ضدنا"، معتبرا ذلك ضربا من قصر النظر.
ويفصل الكاتب الصورة بالبحرين، فيتحدث عن مظالم الشيعة الاقتصادية والسياسية والفقر والتمييز ضدهم من قبل الفئة السنية الحاكمة في البلاد.
ويقول إن زيارة أي منطقة في البحرين تمكّن المرء من معرفة ما إذا كانت سنية أم شيعية، فإذا كانت الشوارع معبدة والمجاري الصحية مصانة فهي تابعة لمنطقة سنية، وخلافا لذلك تكون للشيعة.
ثم ينقل الكاتب بعضا من لقاءاته مع المصابين من الشباب في المستشفيات وفي الشارع، ليؤكد أن المتظاهرين في البحرين وإيران وليبيا واليمن يصرون على التغيير.
ويختم مقاله بالقول إن العالم العربي الديمقراطي سيشوبه الخلل والفوضى شأنه في ذلك شأن أميركا الديمقراطية في سبعينيات القرن الثامن عشر، غير أن الوقت ما زال متاحا "أمامنا" للاصطفاف إلى جانب الديمقراطيين في العالم العربي.
المصريون يكرهوننا
عن هآرتس كتب دان الدار(مسؤول سابق كبير في الموساد وباحث في شؤون الشرق الاوسط ) :
كان هذا سلاما أعوج منذ ان حدث أكثر من ثلاثين سنة. كانت استراتيجية 'السلام' عند مصر التي لم تكن ترمي سوى الى ان تعيد لنفسها سيناء وتحظى بمساعدة امريكية، منذ بدايتها مشحونة بالعداء والشك فينا. فاذا استثنينا الامتناع عن الحرب، فانها لم تكن مصحوبة من الجانب المصري بصب مضامين سلام كامل صادق.
إن مشاعر العداء الشعبية نحو اسرائيل والصهيونية والشعب اليهودي ما تزال سائدة عند الجمهور المصري. ولم يحجم قادة الرأي العام وفيهم مثقفون ليبراليون، وكذلك وسائل الاعلام التي كانت تخضع حتى الآن لرقابة السلطات طوال السنين عن شيطنة اسرائيل وقادتها، وسلب الشعب اليهودي انسانيته على نحو معاد للسامية والتحريض على كراهية اسرائيل، بخلاف مطلق لروح اتفاق السلام.
منحت مصر السلام أضيق معنى ممكن. وقد رأى قادتها وصاغة سياستها منذ كان السادات هدف مسيرة السلام مع اسرائيل، وسيلة لتقليصها الى 'أبعادها الطبيعية'، أي الحدود قبل 1967، وسلبها ذخائرها الاستراتيجية.
فضلت مصر تحت حكم مبارك ان تجعل مسيرات السلام بطيئة قدر الامكان وكذلك تطبيع العلاقات بين اسرائيل وسائر العالم العربي، كي تحتفظ بالشرعية العربية العامة لنشاطها باعتبارها وحدها وسيطة اقليمية.
لعب مبارك دورا بارزا في إفشال مؤتمر كامب ديفيد في سنة 2000. وقد هدد بتأييد من الاعلام المصري ومن رجال الدين ايضا ياسر عرفات بأنه سيُعتبر خائنا اذا قبل المقترحات التي أُثيرت في المؤتمر وسلبه كل شرعية لاتخاذ القرارات المتعلقة بالقدس. وبهذا أسهمت مصر في نشوب 'الانتفاضة' الثانية، التي منحتها ما يشبه حرب استنزاف لاسرائيل بواسطة الفلسطينيين. كان هذا هو المبدأ المصري للسلام مع اسرائيل وهو ان تسيطر سيطرة غير مباشرة على المواجهة ذات القوة المنخفضة.
إن الربط بين الواقع الداخلي اليومي البائس في مصر وبين سياسة 'السلام' في الحد الادنى مع اسرائيل طوال السنين، يشتمل على نبوءة قاتمة بمستقبل العلاقات بين الدولتين. ليس من الممتنع ان يضطر الجيش في اثناء التفاوض مع المعارضة المصرية في مستقبل نظام الحكم الى ان يُعامل التيارات الاسلامية بتسامح أكبر ولو من اجل الحفاظ على مكانته باعتباره حَكَماً ومُقِّراً للاوضاع.
إن عداوة اسرائيل، الراسخة رسوخا عميقا في الوعي المصري والتي تعتمد على نظرة اسلامية تقوى، قد تصبح رابطا يؤلف بين تيارات المعارضة والجيش. وإن اندماج الاخوان المسلمين في النظام القادم قد يُعجل بتدهور العلاقات مع اسرائيل الى حد الغاء معاهدة السلام، برغم تصريحات قادة الجيش الحالية.
إن الجيش المصري، الذي لا يوالي بالضرورة الروح العلمانية، مثل الجيش التركي، قد يُغير توجهه نحو اتفاق السلام مع اسرائيل. إن اسرائيل ما تزال تُرى عامل التهديد الرئيسي في خطة تدريباته. وإن الانزلاق الى جو شحذ السيوف قد ينتقل بالتدريج من الخطابة المتحمسة المعادية لاسرائيل بواسطة جهات قانونية من المعارضة، الى مطالب في نطاق مؤسسات الامم المتحدة من اجل تغيير ترتيبات نزع السلاح في سيناء، وقد تبلغ الى رفع مطالب من قبل مصر للرقابة على السلاح الذري الذي تملكه اسرائيل كما تزعم.
تكيفت سياسة اسرائيل نحو مصر من اليسار ومن اليمين، مع مرور السنين مع مقاييس 'السلام البارد' والمعوج التي أملاها نظام مبارك، مع افراطها في تقدير 'أهمية مصر الاقليمية'. الآن، مع ابعاد مبارك، يبدو انه حان الوقت لنفض هذه السياسة والاستعداد من جميع الجوانب السياسية والامنية، لاستقبال كل شر قد ينشأ من الجنوب.
ستواجه المنطقة صراعات مدمرة: الفقر المائي يهدد المستقبل العربي
الأوبزرفرحيث كتب جون فيدال : إن الفقر والقمع وعقودا من الظلم والبطالة الجماعية اعتبرت أسباب رئيسية لعدم الاستقرار السياسي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الأسابيع الأخيرة.
لكن ارتفاع أسعار المواد الغذائية كانت السبب الذي لم يسلط عليه الكثير من الأضواء في اضطرابات مصر وتونس والجزائر واليمن والأردن وإيران، في حين أنه سبب يرتبط مباشرة بنقص المياه إقليميا الذي أدى بالتالي إلى تذمر واسع نتيجة تسببه في ارتفاع أسعار المواد الغذائية.
ويبرز فيدال في مقاله حقيقة أن الدول العربية التي تمتد على رقعة شاسعة من ساحل المحيط الأطلسي إلى العراق، تضم أضخم احتياطيات العالم من النفط، وهذه الحقيقة طغت على حقيقة أخرى هي أن معظم أراضي تلك البلدان صحراء قاحلة.
الأنهار قليلة في العالم العربي، والطلب على المياه يزداد نتيجة النمو السكاني. المخزون من المياه الجوفية يتقلص باستمرار مما أدى إلى اعتماد معظم الدول العربية على استيراد الغذاء الذي تشهد أسعاره ارتفاعا على مستوى العالم.
تضاعف عدد السكان
ويورد فيدال عن البنك الدولي والأمم المتحدة أن المنطقة العربية تتوقع أن يتضاعف عدد سكانها إلى أكثر من 600 مليون نسمة خلال 40 عاما، وسيساهم التغير المناخي في رفع درجات الحرارة في تلك البلدان، الأمر الذي يعد سببا في مشاكل هيكلية وسياسية مستقبلية وعاملا في زعزعة الاستقرار السياسي.
وينصح الكاتب بضرورة تكاتف جهود البلدان العربية لتنسيق استخدام مواردها المتنوعة والحد من تبذير طاقاتها ومواردها المائية.
وزيرة الخارجية السويسرية ميشلين كالمي-رأي حذرت الأسبوع الماضي قائلة: "في المستقبل، سيكون المورد الجيوسياسي الرئيس في الشرق الأوسط هو المياه وليس النفط. إن الوضع ينذر بالخطر".
وكانت الوزيرة تتحدث ضمن فعاليات تقرير "السلام الأزرق" الذي يموله الاتحاد الأوروبي الذي يدرس الحالة المائية لسبعة بلدان شرق أوسطية من ضمنها: تركيا والعراق والأردن والأراضي الفلسطينية وإسرائيل.
وقال التقرير إن خمسة من هذه البلدان السبعة يعانون بالفعل من نقص هيكلي رئيسي في المياه وإن مصادر المياه في المنطقة لم تستمر لفترة طويلة.
وأضاف التقرير: "إذا لم تحدث طفرة تكنولوجية أو يبرز اكتشاف خارق، فإن الشرق الأوسط لن يفلت من أزمة مياه خطيرة".
ويمضي الكاتب في ربط الانتفاضات التي تعم العالم العربي بنقص المياه قائلا إن حكام العالم العربي دأبوا على دعم أسعار المياه والمواد الأساسية لضمان سكوت شعوبهم على حكمهم الاستبدادي، ولكن عندما رفع الدعم أو خفض نتيجة ارتفاع أسعار المواد الغذائية عالميا، انتفض الناس.
ويستشهد الكاتب بتعليق للمحلل السياسي فيكين شيتيريان المتخصص في شؤون الشرق الأوسط الذي يقول: "في عامي 2009 و 2008 كانت تكلفة مستوردات الدول العربية من المواد الغذائية 30 مليار دولار، ثم تسبب ارتفاع الأسعار في موجات من أعمال الشغب وترك ملايين الناس عاطلين عن العمل".
النفط مقابل الغذاء
مفارقة الاقتصادات العربية هي أنها تعتمد على أسعار النفط، في حين أن زيادة أسعار الطاقة يعني أن طعام الدول العربية سيصبح أكثر تكلفة.
اليمن يعتبر أكثر البلدان العربية فقرا حيث حصة الفرد المائية أقل من 200 متر مكعب في السنة، وحسب المقاييس العالمية يعتبر حد الفقر المائي هو ألف متر مكعب من المياه سنويا.
الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الغذائي في اليمن يقول: "هناك صلة واضحة بين ارتفاع أسعار المواد الغذائية والاضطرابات (في المنطقة). الجفاف والسكان وندرة المياه هي عوامل ضاغطة. استنزاف الموارد الطبيعية والأراضي آخذ في الازدياد.
وأضاف: "إذا نظرنا إلى مسح الأسلحة الخفيفة (في اليمن)، فهو ليس أكثر من محاولة لتوثيق ما يسمى العنف الاجتماعي نتيجة التنافس على المياه والأراضي. العنف الاجتماعي آخذ في الازدياد والوفيات والإصابات ذات الصلة حصيلتها عالية".
صراع مع إسرائيل
الدول العربية الأخرى –طبقا للبنك الدولي- ليست بأفضل حالا. الأردن، الذي يتوقع أن يتضاعف فيه الطلب على المياه في السنوات العشرين المقبلة، يواجه نقصا هائلا في المياه بسبب النمو السكاني والنزاع على المياه منذ فترة طويلة مع إسرائيل. نصيب الفرد من إمدادات المياه سوف ينخفض من 200 متر مكعب إلى 91 مترا مكعبا في غضون 30 عاما، علما بأن فلسطين وإسرائيل تتنازعان بشدة حول الموارد المائية الضئيلة أصلا.
الجزائر وتونس ودولة الإمارات العربية المتحدة والمغرب والعراق وإيران كلها في حالة "عجز مائي"، حيث تستخدم كمية مياه أكبر بكثير من ما يسقط فيها من أمطار أو ذوبان للثلوج.
تركيا هي الوحيدة التي لديها فائض مائي كبير، ولكنها غير مستعدة لأن تتشارك فيه مع الآخرين. إمارة أبوظبي دليل حي –يقول الكاتب- على تبذير الموارد المائية وتقول إن احتياطها من المياه الجوفية سينضب خلال أربعة عقود.
ليبيا أنفقت 20 مليار دولار على استخراج المياه من جوف الصحراء ولكن لا يعرف كم من الوقت ستستمر المياه الجوفية الصحراوية في الجريان.
في السعودية ازداد الطلب على المياه بنسبة 500% خلال 25 عاما، ويتوقع أن يتضاعف مرة أخرى في العشرين سنة القادمة كما يتوقع أن يزداد الطلب على الطاقة الكهربائية بنسبة 10% سنويا.
تقلص المسطحات المائية
تقرير السلام الأزرق، يسلط الضوء على الانخفاض السريع في العديد من مصادر المياه في المنطقة الرئيسية. منسوب المياه في البحر الميت انخفض بحوالي مائة وخمسين قدما عن ما كان عليه في ستينيات القرن الماضي. الأهوار في العراق تقلصت بنسبة 90% وبحر الجليل (بحيرة طبرية) تعاني من خطر الملوحة.
وفي الوقت نفسه تقول الأمم المتحدة إن الأراضي الزراعية أصبحت غير صالحة للاستعمال ومشاريع الري والزراعة المكثفة تؤدي إلى تشبع التربة بالمياه ونقص ملوحتها.
بعض البلدان العربية الغنية بالنفط بدأت في وقت متأخر معالجة هذه المشكلة. بعد استنزاف المياه الجوفية لزراعة محاصيل غير ذات جدوى لسنوات عديدة والتحول لتحلية مياه البحر.
محطات تحلية
أكثر من ألف وخمسمائة محطة لتحلية المياه على سواحل الخليج العربي والبحر الأبيض المتوسط توفر جزءا كبيرا من احتياجات شمال أفريقيا والشرق الأوسط من مياه الشرب تمثل ثلثي المياه المحلاة في العالم.
مؤخرا بدأت بعض البلدان التي تستخدم تحلية مياه البحر تدرك الجوانب السلبية لتلك الطريقة في الحصول على مياه الشرب. ففي بعض بقاع الخليج العربي ارتفعت مستويات الملوحة إلى ثمانية أضعاف المستوى الطبيعي، مما ينعكس سلبا على الثروة السمكية والحياة البحرية بشكل عام، كما للموضوع آثار سلبية على الزراعة.
وينتقد الكاتب الاستخدام غير المسؤول للمياه في الكثير من الدول العربية حيث تبدد مياه الشرب ذات التكلفة الإنتاجية المرتفعة على سقي ملاعب الغولف والحدائق المنزلية.
ويخلص تقرير السلام الأزرق إلى نتيجة مفادها أن الخطر يتصاعد باستمرار وسينتهي إلى يوم يجبر فيه الجميع على الجلوس معا وتقاسم الثروات والموارد وإلا ستواجه المنطقة صراعات مدمرة.
ويقول التقرير إن هذه الطريقة هي فرصة أخرى للسلام، فبدلا من الفناء الذي يمكن أن تجره الحرب يمكن أن تصبح الحاجة إلى تقاسم الموارد المائية والطبيعية سببا في الوئام بدلا من الصدام.