انتهى مساء الاحد اليوم الاول من الاستفتاء على مصير جنوب السودان الذي سيستمر حتى منتصف الشهر الجاري. وقال رئيس حكومة الجنوب سالفا كير بعد ادلائه بصوته إن الاستفتاء لحظة تاريخية. فيما اعتبره السناتور ال
انتهى مساء الاحد اليوم الاول من الاستفتاء على مصير جنوب السودان الذي سيستمر حتى منتصف الشهر الجاري. وقال رئيس حكومة الجنوب سالفا كير بعد ادلائه بصوته إن الاستفتاء لحظة تاريخية. فيما اعتبره السناتور الاميركي جون كيري فصلا جديدا في تاريخ السودان. وكان السناتور الاميركي جون كيري في مركز الاقتراع لدى ادلاء سالفا كير بصوته ومعه ايضا الموفد الاميركي سكوت غرايشون والممثل الاميركي جورج كلوني. وقال سلفا كير ايضا "اطلب من جميع الجنوبيين ان يكونوا صبورين في حال لم يتمكن احدهم من المشاركة في الاقتراع اليوم".من جانبه وصف السناتور الاميركي جون كيري من جوبا الاستفتاء لتقرير مصير جنوب السودان الذي بدأ الاحد بانه "فصل جديد في تاريخ السودان". وكان سلفا كير في طليعة المشاركين في الاقتراع في مركز قريب من ضريح الزعيم التاريخي لجنوبيي السودان جون قرنق. وتشكلت طوابير المقترعين باكرا وسط اجواء حماسية بانتظار المشاركة في الاقتراع. وذكرت تقارير اعلامية أن المئات من السودانيين الجنوبيين العائدين من الشمال حرموا من حق التصويت في الاستفتاء.
ونقلت محطات تلفزة محلية عن بعض هؤلاء السودانيين الجنوبيين القول انهم وصلوا الى الجنوب قبل أيام للمشاركة وقد امضوا الليلة قبل الماضية أمام مراكز الاقتراع ليكونوا في طليعة من يصوت على استقلال الجنوب. واضافوا "فوجئنا بأننا لايمكن ان نصوت لان اسماءنا غير موجودة في كشوفات الناخبين لديهم لاننا في السجلات الموجودة بالشمال وكان علينا ان نبقى في الشمال".
وتفتح مراكز الاقتراع طيلة أسبوع من الساعة الثامنة (الخامسة ت.غ) حتى الساعة 17:00. واضافة الى الجنوب تنتشر مراكز اقتراع عدة في شمال السودان حيث يعيش مئات الاف السودانيين الجنوبيين. وسيكون بامكان جنوبيي الشتات المشاركة ايضا في الاستفتاء في ثمانية بلدان ابرزها الولايات المتحدة وبريطانيا والعديد من الدول الافريقية المجاورة للسودان. وبلغ عدد المسجلين للمشاركة في الاستفتاء ثلاثة ملايين و930 الفا في السودان بينهم ثلاثة ملايين و754 الفا في الجنوب السوداني.
ويأتي هذا الاستفتاء في اطار اتفاق السلام الذي وقعه طرفا النزاع في السودان في 2005 وانهى حربا اهلية اوقعت نحو مليوني قتيل طيلة نحو عشرين عاما. وكان للرئيس الاميركي باراك اوباما موقف من هذا الاستفتاء قبل ساعات من بدئه. يشار الى انه لا بد من مشاركة 60% على الاقل من المسجلين في الاستفتاء لتعتمد نتيجته. ومساء السبت، اعلنت مفوضية استفتاء جنوب السودان ان نتيجة الاستفتاء ستعلن في الاسبوع الاول من شباط- فبراير المقبل.
وقال عضو المفوضية طارق عثمان في تصريح صحافي ان هناك اجراءات يتم اتباعها بخصوص النتائج حيث يتم اعلان النتيجة النهائية بعد اكتمال وصول نتائج الاقتراع عبر اللجان المشكلة للاستفتاء على مستوى المراكز ثم الولايات ومراكز الخارج مشيرا الى ان النتائج ستعلن بواسطة مفوضية الاستفتاء بالخرطوم خلال فترة لا تتجاوز 30 يوما بعد انتهاء فترة الاقتراع. واضاف ان المفوضية حددت وفق تقديراتها الحالية ان يكون اعلان النتيجة في الاسبوع الاول من شباط- فبراير المقبل في ضوء الاقتراع الذي بدأ الاحد.
من جانبها دعت وزارة العمل السودانية العاملين بالدولة الى مزاولة اعمالهم بصورة طبيعية خلال ايام التصويت. وقال وزير العمل داك دوب بيشوب ان التصويت مكفول لفئة معينة وليس كل المواطنين ولذلك لا يوجد ما يستدعي وجود عطلة عن العمل, مبينا ان المواطنين الجنوبيين الذين سيشاركون في التصويت بصورة فردية بامكانهم اخذ اذن من مؤسساتهم للتغيب بضع ساعات للمشاركة في التصويت.
وفي الوقت نفسه شهدت منطقة ابيي، المتنازع عليها بين الشمال والجنوب اشتباكات، بين قبيلة المسيرية العربية وقبيلة الدنكا نقوك السودانية الجنوبية ادت الى وقوع ثمانية قتلى، حسب ما افادت مصادر من الطرفين. وكان من المفترض اجراء استفتاء منفصل حول مستقبل منطقة ابيي الاحد بموازاة الاستفتاء الجاري حاليا لتقرير مصير جنوب السودان. الا انه ارجىء بسبب خلاف حول الذين يحق لهم المشاركة فيه.
وعلى صعيد ردود الفعل الدولية, رحبت الولايات المتحدة وبريطانيا والنروج الاحد في بيان مشترك ببدء الاستفتاء على حق تقرير مصير جنوب السودان مشيدة ب"العمل الضخم" الذي قامت به اللجنة الانتخابية والتعاون بين القادة الجنوبيين والشماليين. كما نوه وزراء خارجية الدول الثلاث. هيلاري كلينتون ووليام هيغ ويوناس ستور ب"تعهد" الرئيس السوداني عمر البشير باحترام نتيجة الاستفتاء. وقالوا ان "الرئيس البشير قال صراحة ان حكومته ستحترم نتيجة الاستفتاء. ونحن نحترم هذا التعهد".
ووصف الثلاثة بداية التصويت بانها "خطوة تاريخية نحو استكمال اتفاق السلام الشامل" الذي وضع عام 2005 حدا لحرب اهلية استمرت اكثر من 20 عاما بين الشمال والجنوب مخلفة مليوني قتيل. لكنهم ابدوا ايضا "قلقهم العميق" بشان الوضع في منطقة ابيي. المتنازع عليها. الواقعة على الحدود بين الشمال والجنوب حيث قتل الاحد ثمانية اشخاص في معارك قبلية. وذكروا "الجانبين بمسؤولياتهما للخروج سريعا من المازق". وقد صوت ابناء الجنوب السوداني الاحد بكثافة في هذا الاستفتاء الا ان اعمال العنف في ابيي القت بظلالها على اليوم الاول من هذا الاقتراع "التاريخي" على تقسيم اكبر بلد افريقي.