02-11-2024 01:35 PM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 27-12-2014: برودة سياسية وحماوة أمنية

الصحافة اليوم 27-12-2014: برودة سياسية وحماوة أمنية

برودة طقس فترة الأعياد في لبنان، انعكست برودة في ملفاتها السياسية الأساسية، رغم بعض الإختراقات التي حصلت على صعيد الحوارات بين أقطاب البلد، بينما الملف الأمني بقي على حماوته.

برودة طقس فترة الأعياد في لبنان، انسحبت على الملفات السياسية الأساسية، رغم بعض الإختراقات التي حصلت على صعيد الحوار بين أقطاب البلد، بينما الملف الأمني بقي على حماوته.

وعادت الصحف البيروتية إلى الصدور نهار السبت في 27-12-2014 بعد احتجاب دام يوماً واحداً بمناسبة عطلة عيد الميلاد، وجاءت افتتاحياتها على الشكل التالي.

السفير

مخاوف أمنية من استهداف السجون.. وعرسال وطرابلس
نائب من «حزب الله» مشتبه به في قضية الحريري!

لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم السابع عشر بعد المئتين على التوالي.

في الميلاد، أطلقت صرخة من رأس الكنيسة المارونية وباقي المرجعيات الروحية المسيحية تسأل عمن يبدّد المخاطر المترتبة عن استمرار الفراغ، لكن هذه الصرخة في «برية» السياسة في لبنان، لا أحد يصرفها، فيستمر عدّاد الأيام والشهور، بإيقاعه البطيء، وبما يحفل به من تطورات، أبرزها الأمن.

وإذا كان العام 2014، قد دُشن بإلقاء القبض على ماجد الماجد أمير «كتائب عبدالله عزام» وانطوى على تفجيرات طالت الضاحية الجنوبية والبقاع الشمالي وضهر البيدر وفندق «دي روي» في الروشة، فضلاً عن معركتين انتهت إحداهما في طرابلس وعكار بإمساك الجيش بالأرض، فيما بقيت الثانية في عرسال مشرعة على قضية عسكريين مخطوفين ومخاطر مستمرة، فإن العام 2015، لن يكون قادراً على التحرر من الهاجس الأمني، في ظل استمرار الأزمة السورية التي توشك على دخول عامها الخامس على التوالي.

واذا كان حوار «حزب الله» ـ «المستقبل» في نسخته الأولى، في عين التينة، قد نجح في إضفاء مناخ إيجابي، خصوصاً في بيئة هذين المكونين الأساسيين، فإن المعلومات الواردة من لاهاي تشي بأن المحكمة الخاصة بلبنان، ستبقى حتى إشعار آخر، عنصراً من عناصر التأزيم السياسي الداخلي.

فقد علمت «السفير» أن قراراً اتهامياً معدلاً قد يصدره المدّعي العام نورمان فاريل ليضيف متهماً سادساً إلى المتهمين الخمسة السابقين، وذلك من ضمن لائحة تضم نحو 13 شخصاً تعرّف «الادّعاء» على هوياتهم، من دون أن يتمكن حتى الآن من تعزيز العناصر الكافية للاتهام.
ومن المفاجآت التي قد يحملها العام الجديد، وجود توجه لدى الادعاء لاستدعاء أحد النواب الحاليين في «كتلة الوفاء للمقاومة» كمشتبه به، أو للاستماع إلى إفادته، نظراً لوجود اتصال بين رقم هاتفه الخلوي، ورقم هاتف كان يستخدمه أحد المتهمين الذين صنفوا ضمن شبكات في مسرح الجريمة وخارجه.

ومن المتوقع أن يضع المدّعي العام لدى المحكمة في الأسابيع الأولى من العام الجديد، لمساته الأخيرة على قرار اتهامي جديد في جرائم محاولة اغتيال النائب مروان حمادة، محاولة اغتيال الوزير السابق الياس المر واغتيال الأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي، وسط معلومات تُشيرُ إلى ان الأدلّة الأوّلية التي استند اليها «الادّعاء» ذات طبيعة سياسية ـــ ظرفية أيضاً، ما قد يفتح البلاد على مزيد من الاحتقان، في وقت تحاول الأطراف المعنية وفي مقدمها «حزب الله» و «تيار المستقبل»، الشروع في حوار وطني يسهم في تحصين البلاد سياسياً وأمنياً.

وعُلم في هذا المجال أن محققي الادّعاء يعملون على عددٍ من القضايا المنتقاة، في محاولة لإيجاد صلة ما بينها وبين قضية اغتيال الرئيس الحريري، ولكنهم لم يتمكنوا حتى الآن من تكوين أدلّة كافية للاتهام .

صد محاولة تسلل في وادي حميد

أمنياً، حذر مرجع أمني من أن جبهة عرسال وجرودها قابلة للاشتعال في أية لحظة في ظل معطيات تملكها الأجهزة الأمنية عن تحضيرات تقوم بها مجموعات إرهابية لفك الطوق الذي يفرضه الجيش اللبناني عليها، ومحاولة تعديل ميزان القوى العسكري لمصلحتها في المنطقة، وصولاً الى بلدة عرسال وإعادة تكرار سيناريو «غزوة 2 آب».

ووضع المرجع الأمني، ضمن هذا السياق، محاولات التسلل المتكررة التي تقوم بها المجموعات الإرهابية في اتجاه مواقع الجيش اللبناني، وآخرها ليل امس الاول في منطقة وادي حميد، حيث تصدى الجيش لمجموعة إرهابية متسللة واشتبك معها وتمكن من قتل ثلاثة من أفرادها.

وفي موازاة ذلك، كشفت مصادر أمنية واسعة الاطلاع لـ «السفير» أن تدابير احترازية اتخذت في محيط مراكز عسكرية في الشمال، في ضوء معلومات عن استعداد مجموعات إرهابية لتنفيذ هجمات تشمل نقطة عسكرية قرب أحد المجمعات السياحية الضخمة جنوب مدينة طرابلس، ونقاطاً عسكرية في منطقتي التبانة والميناء.

وأشارت المصادر الى رصد تحضيرات تقوم بها مجموعات تابعة لـ «كتائب عبدالله عزام» لمهاجمة سجني رومية والريحانية، وذلك عبر تفجيرات تستهدف نقاط الحراسة والحماية وصولاً الى تحرير معظم السجناء في هذين السجنين.

وقال مرجع أمني لـ «السفير» إن محمود ابو عباس الذي أوقفته مخابرات الجيش في بلدة مجدل عنجر مؤخراً هو «نعيم عباس آخر»، وأوضح أن أبو عباس من الرؤوس المدبرة والمنفذة لعمليات تفجير، وقد ساهم في إعداد عبوات وانتحاريين وفي نقل سيارات مفخخة وهو على صلة بمجموعات إرهابية تنفيذية، وثمة اعترافات واضحة له بأنه ناقل الانتحاريين في تفجيرَي ضهر البيدر والطيونة في حزيران الماضي.

النهار

اللقاءات والكلام عن الرئاسة "حركة بلا بركة"
الراعي لأقطاب موارنة: أطراف يضيعون فرصكم

اجواء الحوار والانفتاح سادت كل الاوساط وشكلت بكركي محجة لكل الاقطاب السياسيين من الرئيس امين الجميل والعماد ميشال عون والنائب وليد جنبلاط الذين التقوا معا في الصرح، والسيد نادر الحريري الذي نقل الى البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي اجواء جلسة الحوار الاولى بين "المستقبل" و"حزب الله"، الى وفد من الحزب برئاسة السيد ابرهيم امين السيد. واذا كان موضوع رئاسة الجمهورية هو الموضوع الابرز في كل اللقاءات، فليس ثمة ما يوحي بأن هناك ايجابيات في هذا الملف، اذ اكد الحزب مجددا تمسكه بترشيح عون للرئاسة الاولى.

ونقل عن السفير البابوي قوله ان كلامه فسر خطأ، علما بأن مصادر ديبلوماسية كانت أبلغت "النهار" أن ما قاله السفير البابوي قريب من المنطق، وان اي تحرك جدي في اتجاه الانتخابات الرئاسية لن تبرز نتائجه قبل الربيع المقبل.

ووصفت اللقاءات الجارية بانها تفيد في تنفيس الاحتقان الداخلي وتحصين الداخل، وتهيئة الاجواء لمواجهة اي تطور يطرأ على الحدود الشرقية اذا ما سيطرت "داعش" على الجهة المقابلة، اما من حيث تأثيرها في الملف الرئاسي فتبقى حاليا "حركة بلا بركة". ورأت ان كلام السفير البابوي، على رغم تراجعه عنه، يمكن ان يكون اشارات او قراءة واقعية اذا لم يكن معطيات ومعلومات استمدها من الدوائر الفاتيكانية.

وعلمت "النهار" ان اللقاء الذي جمع في الميلاد ببكركي، الرئيس الجميّل والعماد عون لم يكن منسقا، إذ ان الاخير عقد خلوة مع البطريرك الراعي قبل القداس بعدما حضر الى الصرح مع أعضاء "تكتل التغيير والاصلاح" ونحو 150 كادرا من "التيار الوطني الحر".

وارتأى البطريرك بعد القداس ان يجمع القطبين المارونيين ما داما وجدا معا. وصادف ان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط وصل فجأة الى بكركي قبل نهاية القداس بنحو ربع ساعة، فكان أن انضم الى الجميل وعون فتحوّل اللقاء بروتوكوليا. وعلى هامش اللقاء، دار حديث مقتضب بين الجميل وعون تخلله تأكيد لضرورة تحريك الامور والالتقاء مجددا إذ لا يجوز ان تبقى الامور كما هي حاليا.

كذلك علمت "النهار" ان البطريرك أبلغ كل من التقاهم في مناسبة الميلاد، وهم رئيس مجلس الوزراء تمام سلام ووفد "حزب الله" وممثل الرئيس سعد الحريري فضلاً عن الجميّل وعون، ان لبنان لا يستطيع أن ينتظر أكثر مما انتظر حتى الان من دون انتخاب رئيس جديد للجمهورية، مشيرا الى ان المعلومات التي لديه تفيد ان حال الاستقرار الراهنة لن تستمر في حال استمرار الشغور في الرئاسة الاولى.

وأكد، دحضا لكل ما يقال، أن لا مرشح لديه ولا فيتو منه على أي مرشح بإستثناء من هم غير اكفياء لتولي هذا المنصب، وهو سيكون مع أي مرشح يحمل الثوابت الوطنية ومبادئ بكركي التاريخية. واوضح البطريرك انه إذا اتفق الاقطاب الموارنة الاربعة على مرشح من بينهم فسيؤيده، وإذا ما اتفقوا على مرشح من خارجهم فسيؤيده أيضا. وأبدى استعداده للاستجابة لأية مبادرة من خارج الطائفة المارونية اذا أراد أصحابها أن تكون برعاية البطريرك لانتخاب رئيس للجمهورية. وفي هذا الاطار أبلغ البطريرك عون وغيره من المرشحين أنه لا بد من تقويم مرحلة الترشح حتى الان واستخلاص العبر منها إذا لم تكن سالكة.

وشدد على انه لا يدعو الى انسحاب أي مرشح من أجل الانسحاب، متخوفاً من ان اطرافا يبلغون المرشحين كلاً على حدة أنهم معه من أجل تضييع الفرصة للوصول الى مرشح جدي ونهائي. وقد استرعى الانتباه ان وفد "حزب الله" أبلغ البطريرك أن مرشح الحزب "حتى الان" هو العماد عون. كما كانت مشاركة السفير الاميركي ديفيد هيل في قداس الميلاد لافتة. في المقابل، عبّر الراعي عن اقتناعه بـ "دور مسهل" للحزب في الانتخابات.

عون - جعجع

وفي شأن اللقاء المرتقب لعون ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، علمت "النهار"، كما أوردت الخميس، ان التواصل قائم بشكل فاعل، وان المواضيع المختلفة ستكون مدار بحث بين ممثلين للطرفين، بما يمهد للقاء للزعيمين لا يكون مجرد صورة، بل يثمر بعض التفاهمات.

وقالت مصادر مطلعة لـ"النهار" ان الموضوع الرئاسي سيبقى شائكا، لان جعجع يطمح من التواصل مع عون الى اقناعه بالبحث عن مرشح ثالث، لكن عون غير مستعد حتى الساعة للتخلي عن هذه الورقة والتنازل عن حقه في الترشح.

من جهة أخرى، علمت "النهار" ان الرئيس الجميل تلقى اتصالا من ولي ولي العهد السعودي الامير مقرن بن عبد العزيز في مناسبة الاعياد، وتخلل الاتصال حديث عن التطورات وخصوصاً الانتخابات الرئاسية، وتشجيع على الاتفاق الداخلي على مرشح، وترحيب بزيارة الجميل للسعودية.

العسكريون المخطوفون

وفي ملف العسكريين المخطوفين لا جديد، في ما عدا حركة لقاءات يقوم بها ذووهم في اتجاه كل المرجعيات السياسية، لضمان دعم مطالبهم، وأبرزها المقايضة، من كل الافرقاء في الحكومة، وتحدث أمس الوسيط الجديد نائب رئيس بلدية عرسال احمد الفليطي الى "المركزية" فقال: "إن المطالب التي نقلتها من "داعش" وصلت الى الحكومة، وسيحدَّد موعد لاجتماع خلية الازمة قريباً، وهي التي تبت الامر. وسأنقل الجواب الى "داعش" فور تبلغي اياه ". وأضاف ان "لا جديد يذكر في الملف، ولم أبلغ رسمياً أي جديد، ربما لاننا في فترة أعياد".

وعن اعلان وزير العدل أشرف ريفي انه يعوّل على دور للفليطي، قال: "لا دور شخصياً لي في الموضوع. أنا وسيط، حضرنا عرضا أقنعت به "داعش"، ويبقى ان نقنع الحكومة اللبنانية به"، رافضا الخوض في تفاصيل هذا العرض.
وعن تعاون محتمل مع الوسيط الاخر الشيخ وسام المصري، قال الفليطي: "لا أعرف الشيخ المصري ولا تواصل بيننا. ولكن اذا كان لديه دور ايجابي فنحن نباركه، ففي نهاية المطاف، المهم النتيجة لا الوسيط".

وعن امكان تواصله مع "النصرة"، أكد أن "لا تواصل حاليا مع أحد، لا "داعش" ولا "النصرة".

الأخبار

حوار «تهدئة الأعصاب»: جدول أعمال... ولكن

قبل انقضاء السنة التأم الحوار الاول والمباشر بين تيار المستقبل وحزب الله منذ اطاحة حكومة الرئيس سعد الحريري. لا يتوهم المتحاوران مما يتوقعانه، وليسا مستعجلين على ملفات أكثر من متأخرة لا يحملان مفاتيحها.

نقولا ناصيف

خلّفت الجولة الاولى من حوار تيار المستقبل وحزب الله اصداء اتسمت بالايجابية، عوّلت على استكماله اكثر منها ترجيحها نتائج ملموسة وجدية في الملفات الوفيرة التي يختلف عليها الطرفان. باستثناء رغبتهما في تبريد العلاقات السنية ــــ الشيعية وتجنيبها الاحتقان المذهبي، يكاد لا يلتقيان على اي من الملفات الرئيسية الملحة.

يصح ذلك على انتخابات رئاسة الجمهورية وقانون الانتخاب واسلوب ادارة حكومة الرئيس تمام سلام وصلاحياتها، مقدار ما يصح على الموقف من الحرب السورية وتدخلهما المتفاوت فيها، وعلى معالجة ملف النازحين السوريين، وسلاح حزب الله، كما على السياسة الخارجية التي لا تجعلهما يساويان في تقييم موقفي الرياض وطهران من لبنان.

في حساب كل منهما على نقيض من الآخر، احداهما ملاك والاخرى شيطان. لا يتفق المتحاوران كذلك على طريقة مقاربة خطف العسكريين والتفاوض ونطاق المقايضة وسبل اطلاقهم، ولا على تفسير واحد للارهاب كما على تبرير وصول التيارات التكفيرية والارهابية الى الاراضي اللبنانية وتحوّلها جزءا لا يتجزأ من الصراع الداخلي. ناهيك بعدد لا يحصى من الملفات الداخلية المتشابكة الاقل اهمية، والمستعصية الحل بدورها. ليست سلة المشكلات هذه، المتراكمة، الا استمرارا لمسار الصراع المحتدم بين فريقي 8 و14 آذار ما دام المتحاوران رأسي حربتهما.

لا تعني تلك الجردة سوى استنتاج طبيعي وحتمي، هو ان تنفيس الاحتقان السني ــــ الشيعي يصبح أهون الملفات القابلة للتفاهم عليها. يكفي ان يلتقيا مرة تلو اخرى الى طاولة حوار وجها لوجه، بجدول اعمال ذي شأن او من دونه، كي يفصحا في الظاهر عن رغبتهما في انهما لا يريدان تسعير الشارع.

في سبيل ذلك اطرت مواقف حلفاء الطرفين طاولة الحوار فحسب. عوّلوا على الاجتماع لا على الاتفاق. الامر الذي يحمل متتبعين عن قرب مرحلة التحضير لحوار الثلثاء على ابراز بضع ملاحظات نجمت عن مداولات اليوم الاول:
اولاها، ان اهمية حوار لبناني بين الطرفين الاكثر تمثيلا لموازين القوى الداخلية والاحتدام السني ــــ الشيعي في المنطقة، تكمن في مدى مواكبته حوارا اقليميا مماثلا تقوده المرجعيتان اللتان يرتبط الفريقان المحليان بهما، وهما السعودية وايران.

الا ان واقع ما حدث اخيرا لا يعكس تزامن حوارين محلي واقليمي، بل اظهر اجتماع تيار المستقبل وحزب الله على انه مبادرة مستقلة في ذاتها، تحظى بتشجيع خارجي من دون ان يوجّه مسارها في اي حال او يحدد برنامجها، او يتوقع تبعا لذلك وصولها الى تسوية ما. لا حوار ايرانياً ـ سعودياً وشيكاً، ولا العلاقات المتنافرة بين البلدين تتسم بالايجابية وابداء الرغبة في مناقشة الملفات الساخنة في المنطقة.

واقع الامر ان التحركين الاخيرين، الايراني في بيروت بزيارة رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني والسعودي في الرياض باستقبال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وما قيل فيهما، افصح مجددا عن ان العاصمتين ــــ بعدما اعاد الزوار هنا وهناك تأكيد المواقف المتصلبة ــــ تقاربان الاستحقاق الرئاسي عن بعد ليس الا. ليستا مستعجلتين على بته، وتكتفيان بالحض على الاستقرار. بذلك تقصران الدعوة على اطفاء الاحتقان المذهبي في الوقت الحاضر على الاقل.

ثانيها، وفق ما ابداه سفراء غربيون بارزون على هامش لقاءات المعايدة في الاعياد، وجدوا في حوار الثلثاء افضل مقومات «تهدئة الاعصاب». اعتبروه مفيدا وايدوه، الا انهم شددوا على الاخذ في الاعتبار عاملين لا يسع احد تجاهلهما: الاول ان حوارا داخليا لا يسعه ان يسبق حوارا اقليميا، والثاني تعذر فصل الملفين اللبناني والسوري احدهما عن الآخر وفصلهما خصوصا عن التسوية الايرانية ـ السعودية.

ثالثها، ان الجولة الاولى لم تفضِ سوى الى تحضير جدول اعمال الجلسات اللاحقة، وتركزت بنوده على: سبل تثبيت موقف مشترك من الارهاب في ضوء قراءات متناقضة للاحداث الامنية في طرابلس والشمال وعرسال، تفعيل العملين الحكومي والنيابي اللذين يُعنى بهما الطرفان على السواء، الخوض في الاستحقاق الرئاسي بحذر تفاديا لاي ايحاء بوضع يديهما عليه ما يثير حفيظة الافرقاء المسيحيين المعنيين، اضف الموقف المعلن لحزب الله من انتخابات الرئاسة، وهو انه يترك مناقشتها لمرشحه الوحيد الرئيس ميشال عون. وما قاله وفد الحزب امس في بكركي وتأكيد تمسكه بترشيح عون، يكرّس ذلك الموقف ونأيه بنفسه عن البحث فيه مع اي احد. الا انه يعني كذلك ايصاد الابواب حتى اشعار آخر امام اي خيار لديه سوى رئيس تكتل التغيير والاصلاح.

رابعها، لن تقتصر طاولة الحوار على تيار المستقبل وحزب الله فحسب، بل سيكون الوزير علي حسن خليل ثالثهما اليها ممثلا رئيس المجلس نبيه بري، الحاضر دائما في مراحله اللاحقة بغية توفير مظلة الامان لاستمراره، والحؤول دون ما يمكن ان يتسبب بتصدعه. يتعيّن على معاون رئيس المجلس، بعد انقضاء الاعياد، معاودة الاتصال بالطرفين لتحديد موعد الجولة الثانية التي ستباشر الخوض في جدول اعمال تنفيس الاحتقان ليس الا.

المستقبل

محادثات الرابية «ودّية وجدّية» لتحديد مواطن «الاختلاف والاتفاق» بين عون وجعجع
بري عن الحوار: أفضل مما توقّعت

تواصل بذور الحوار بين «تيار المستقبل» و«حزب الله» حصد المزيد من قطاف الانفتاح والارتياح على أرضية الوطن، حيث حلّ الميلاد والوعد الصادق بـ«العيدية» برداً وسلاماً على نفوس اللبنانيين تحت وطأة تباشير اليوم المجيد والإيجابية المتسرّبة من لقاء «كسر الجليد» في عين التينة. وبينما كانت بكركي وجهة مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري يوم الميلاد لنقل أجواء جلسة الحوار الأولى إلى البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي الذي التقى كذلك أمس وفداً من «حزب الله» للغاية نفسها، أشاد راعي الحوار رئيس مجلس النواب نبيه بري بنتائج أولى جلساته قائلاً لـ«المستقبل»: «حقيقةً كانت أفضل مما توقعت»، وأضاف: «وفدا «المستقبل» و«حزب الله» الستّة، سواءً رئيسي أو أعضاء الوفدين، كانوا أكثر من جدّيين»، لافتاً في هذا الإطار إلى أنّ «الأخوة في الفريقين بدوا، كل على حدة، وكأنهم متفقون على الكلام الوحدوي الذي ساد في جلسة الحوار الأولى».

وإذ كشف أنّ الجلسة الثانية ستُعقد «في الأسبوع الأول من العام الجديد»، أعرب بري عن تفاؤله بوصول الحوار إلى نتائج ملموسة انطلاقاً من قاعدة «تفاءلوا بالخير تجدوه». وعما إذا جرى وضع آلية أو جدولة معيّنة لأعمال الحوار في جلساته المقبلة، أجاب: «بجدول أو بغير جدول «الاخوان» متفاهمون على كل الأمور»، وأردف رئيس المجلس ممازحاً: «المتفق عليه حتى الساعة هو ألا أكون حاضراً في هذه الجلسات».

من الراعي إلى نصرالله

وكان وفد «حزب الله» برئاسة رئيس المجلس السياسي السيد ابراهيم أمين السيد قد نقل عن البطريرك الراعي «تقديره الكبير للنهج الحواري» وقال السيد من بكركي: «وضعتُ غبطته في الأجواء التي حصلت في جلسة الحوار الأولى، والانطباع العام لهذه الجلسة هو انطباع إيجابي من كلا الطرفين، ونتمنى أن يتمكّن المتحاورون من الوصول إلى سبل مفيدة لحل الكثير من الملفات والقضايا»، كاشفاً رداً على سؤال أنّ البطريرك الماروني حمّل الوفد رسالة إلى أمين عام الحزب السيد حسن نصرالله تتضمّن «تحياتٍ ورغبةً في أن نجد حلاً لموضوع رئاسة الجمهورية».

عون ـ جعجع

في الغضون، تبرز على ساحات ومحاور التحاور الوطني المحادثات الجارية على خط مرشحَي قوى الثامن من آذار والرابع عشر منه للرئاسة، رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، من خلال اللقاءات النشطة التي يعقدها رئيس جهاز التواصل والإعلام في «القوات» ملحم رياشي في الرابية مع عون والنائب ابراهيم كنعان في سبيل وضع «أجندة» الالتقاء واللقاء مع جعجع. وفي هذا السياق أفادت مصادر قواتية رفيعة «المستقبل» أنّ محادثات الرابية «ودية جداً في الشكل، وتتناول في المضمون كل الملفات الدسمة، من الملفات السيادية ذات العلاقة بالدولة والكيان إلى الملفات الأخرى ذات البعد الوطني والمتصلة بمسألة الخيارات الوطنية»، مشيرةً رداً على سؤال إلى أنّ اللقاءات التي تُعقد في الرابية يتخللها «تبادل للأفكار ومحادثات جدية في العمق لتحديد مواطن الاختلاف والاتفاق» بين الجانبين.

وفي حين لفتت إلى أنّ هذه المحادثات أثمرت «اتفاقاً على احترام آداب التخاطب الإعلامي» على جبهة «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية»، حرصت المصادر القواتية على لفت الانتباه إلى أنّ اللقاء الذي يتم التحضير لعقده بين جعجع وعون «لن يكون تتويجاً لاتفاق أو تفاهم معين، إنما سيأتي في سبيل دفع عجلة التفاهم إلى الأمام»، وأضافت: «قد يُعقد أكثر من لقاء بين الجانبين، إلا أنّ الأمر الأساس يبقى في وجوب التعاطي مع اللقاء باعتباره جزءاً من كُل، انطلاقاً من إصرار «القوات» على ألا يكون مجرد لقاء فولكلوري للصورة فقط»، بمعنى أن يأتي اللقاء عملياً يكرّس ما سبقه من محادثات ويؤسس لما يليه من تفاهمات.

اللواء

الخلاف على الرئيس أول تحدٍ أمام حوار عين التينة وعون - جعجع
«حزب الله» ينهي القطيعة مع بكركي ... وقضية العسكريين تدخل مرحلة البحث عن «الثمن»

حضر ملف انتخابات رئاسة الجمهورية بقوة في عيد الميلاد، سواء عبرعظة البطريرك الماروني بشارة الراعي في بكركي، في حضور مرشحين للرئاسة هما الرئيس أمين الجميل والعماد ميشال عون، حيث توقف عند ما وصفه بالاستهتار لدورالرئيس، متسائلاً: «لماذا التمادي منذ ثمانية أشهر بالاستغناء عنه واقناع النّاس بإمكان تسيير البلاد من دون رئيس؟، أو سواء عبر لقاءات المعايدات أو الاتصالات الهاتفية، حيث كررت الأطراف مواقفها من الاستحقاق استعجالاً وترشيحاً، كما فعل «حزب الله» بعد معايدة البطريرك الراعي، إذ أعاد رئيس المجلس السياسي في الحزب إبراهيم أمين السيّد، على مسامع الرأي العام ان المرشح التمثيلي هو النائب عون لغاية تاريخيه.

ولئن كان هذا الموقف شكل عقبة امام الحوار الدائر بين تيّار «المستقبل» و«حزب الله» وفقاً لما أعلنه وزير الداخلية نهاد المشنوق «انهم يبحثون في بند واحد في الرئاسة يقول انه حان الوقت لتخلي 8 آذار التي يمثلها حزب الله عن مرشحها، وتخلي 14 آذار التي نمثلها نحن عن مرشحنا، وندخل في منطق يُحدّد الطبيعة الوفاقية للرئيس وليس اسمه»، فإن اوساطاً سياسية مواكبة للحدث قللت من أهمية كلام السيّد عن تمسك الحزب بعون، على اعتبار انه موقف قد يكون مبرراً، طالما ان الحوار مع «المستقبل» لم يتوصل بعد إلى تحديد مواصفات الرئيس التوافقي، وبالتالي لم يكن متوقعاً أن يتخلى الحزب عن ترشيح عون قبل بلورة اتجاهات الحوار حول الاستحقاق الرئاسي في الجلسات المقبلة.

وتوقعت هذه الأوساط أن يأخذ الاستحقاق الرئاسي فترة أطول من الحوار نظراً لتعقيداته المحلية والخارجية، وفي ظل غياب التوافق السعودي - الإيراني حول هذا الملف بالذات، على النحو الذي حصل في تشكيل «حكومة المصلحة الوطنية» برئاسة الرئيس تمام سلام.

وفي سياق وضع البطريرك في أجواء الحوار، زار مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري بكركي مساء الأربعاء، حيث نقل إليه معايدة الرئيس الحريري، وأطلعه على أجواء ما طرح في الجلسة الأولى من حوار المستقبل - حزب الله، وأن «المستقبل» و14 آذار مصرّة على إنهاء الشغور الرئاسي في أسرع وقت ممكن.

الخلاف على الرئيس

إلا أن ذلك لم يحجب المخاوف من أن يؤدي الخلاف على إسم الرئيس الى إيجاد عقبات كأداء أمام الحوار الدائر، واللقاء المتوقع بين العماد عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع.

وفي معلومات «اللواء» أن الجلسة الثانية التي ستعقد الاثنين في 5 أو الثلاثاء في 6 كانون الثاني في عين التينة، ستتطرق الى الملف الرئاسي بقوة، باعتبار أن هذا الملف هو المفتاح لسائر الملفات الأخرى، وسيتجدد النقاش، وفقاً للمعلومات، انطلاقاً مما انتهى إليه الثلاثاء الماضي في 23 كانون أول الحالي، حيث اقترح فريق «المستقبل» أن يتولى «حزب الله» إجراء حوار مع عون لإقناعه بالعزوف عن الرئاسة، نظراً لعدم توفّر الشروط المناسبة التي تؤدي إلى انتخابه، فضلاً عن أن ترك الأمور على ما هي عليه يجعل من المتعذر الاتفاق على رئيس.

إلا أن، وفقاً للمعلومات، اعتذر وفد الحزب عن القيام بهذه المهمة لأسباب وصفها بالمبدئية والأدبية، مقترحاً أن يستأنف «المستقبل» حواره مع التيار العوني ويفاتحه بهذا الموضوع، وعند هذه النقطة انتهى النقاش حول هذا الموضوع.

اما مسيحياً، فمعلومات «اللواء» تُشير إلى أن عون أبلغ الوسطاء الذين يتحركون على خط التحضير للقاء جعجع انه يريد من خصمه المسيحي موقفاً يحصر الرئاسة بينهما، أو أن يدعم جعجع ترشيح عون ما دام ابدى استعداده للخروج من المعترك الرئاسي.

وإذا كان التيار العوني يروّج، على هامش المساعي لعقد اللقاء، إلى ما يسميه «بحقوق المسيحيين» فان الإصرار العوني على التمسك بترشيح رئيس التيار الوطني الحر، والطلب من «القوات» أن تسلفه موقفاً يمكن أن يرده التيار في مرحلة مقبلة، من شأن ذلك ان يضعف فرص استعجال اللقاء الذي يحرص العاملون على خط انعقاده في ان يعقد قبل نهاية هذا العام، او على الأقل، بالتزامن مع الجلسة الثانية من حوار عين التينة.

وأكدت مصادر نيابية في تكتل «الاصلاح والتغيير» لـ «اللواء» أن الاجتماع أضحى قريباً، من دون ان يكون هناك موعد دقيق لانعقاده.

ولفتت إلى أن ما يُحكى عن موعد معين في الإعلام ليس سوى تكهنات، مشيرة إلى انعدام وجود أي عرقلة في حصوله، وأن عون أبلغ التكتل في اجتماعه الأخير انه سيجتمع مع جعجع، معقباً على ذلك قائلاً: «بس طولوا بالكن علينا شوية».

واستبعدت المصادر الاعلان المسبق عن موعده لضرورات أمنية تتصل بكل منهما، مؤكدة بأن هناك تكتماً يحيط بهذا الموضوع، وأن ثمة تفاصيل يصار إلى دراستها على ان تؤدي لاحقا إلى تحديد الموعد.

من جهته، كشف رئيس قسم الإعلام والتواصل في حزب القوات ملحم رياشي لـ «اللواء» بأن هناك محادثات تجري في العمق مع التيار العوني، مشيراً إلى انه بقدر ما تتقدّم هذه المحادثات بقدر ما يكون لقاء جعجع - عون ناضجاً ومنتجاً أكثر، خاصة واننا لا نسعى إلى «لقاء فولكلوري» لافتاً إلى انه من الأفضل ان تأخذ الاتصالات وقتها حتى يأتي اللقاء بنتيجة إيجابية.

وأوضح رياشي أن المحادثات تجري حول اعداد جدول أعمال اللقاء، سيما وأن هناك نقاطاً كثيرة موضع خلاف في مقابل وجود ملفات أخرى قريبة من بعضها، مشدداً على أن العمل يتركز على إيجاد مساحة مشتركة، سيما وأن التواصل يجري بشفافية وبشكل صريح للغاية وبنوايا مصالحة جدية».

قضية العسكريين

في غضون ذلك، انعكست عطلة الأعياد الميلادية مراوحة في مفاوضات تحرير العسكريين المحتجزين لدى «داعش» و«جبهة النصرة»، من دون أن تحمل الأيام الماضية أي جديد، باستثناء سقوط الطائرة الأردنية في الرقة السورية، وسقوط طيارها في قبضة تنظيم «الدولة الاسلامية»، ومعرفة المسار الذي ستسلكه الحكومة الأردنية لتحرير الطيار، سواء بالمفاوضات غير المباشرة التي دخلت على أطرافها كل من تركيا وقطر والولايات المتحدة، أو في مفاوضات مباشرة.

وفي تقدير مصادر مطلعة أن معرفة المسار الذي ستسلكه السلطات الأردنية وكيفية ادارتها لهذا الملف، والثمن الذي ستدفعه سيعطي الجانب اللبناني صورة عن كيفية إدارة «داعش» لمسار المفاوضات، على الجبهتين الأردنية واللبنانية، خصوصاً وأن ثمة نساء معتقلات لدى الطرفين الأردني واللبناني.

اما على خط وساطة نائب رئيس بلدية عرسال أحمد الفليطي، فقد لاحظ الأخير أن المطالب التي نقلها من «داعش» وصلت إلى الحكومة وأن خلية الأزمة هي التي ستبت بالأمر، مشيراً إلى انه فور تبلغه جواب الحكومة سينقله إلى تنظيم «الدولة الاسلامية»، وأن لا جديد في الملف، ربما لأننا في فترة اعياد.

تجدر الإشارة إلى أن وفداً من أهالي العسكريين المحتجزين زار أمس معراب، حيث التقى جعجع، الذي دعا الحكومة إلى إيجاد حل لقضية العسكريين اليوم قبل الغد مهما كان الثمن والمقاربة والمقايضة.

وكان الأهالي قد زاروا أمس الأوّل عرسال والتقوا الشيخ مصطفى الحجيري (أبو طاقية) الذي أشار إلى انه سيتابع جهده لاطلاق العسكريين بمبادرة شخصية على رغم أن جبهة «النصرة» لم تكلفه بذلك رسمياً، وكانت مناسبة هنأ فيها الأهالي  الحجيري على إطلاق سراح ابنه براء الذي كان موقوفاً منذ أشهر لدى السلطات اللبنانية، فيما شرح «ابو طاقية» للأهالي تفاصيل عملية خطف العسكريين إبان معركة عرسال.

الموضوعات المدرجة تعرض أبرز ما جاء في الصحف، وموقع المنار لا يتبنى مضمونها