25-11-2024 02:24 AM بتوقيت القدس المحتلة

أين موقع طرابلس من حوار «المستقبل» وحزب الله؟

أين موقع طرابلس من حوار «المستقبل» وحزب الله؟

يهرب كثير من مسؤولي تيار «المستقبل» في طرابلس الى الأمام عند سؤالهم عن حوارهم مع «حزب الله»، وعن «المارد السني» الذي استفاق غضبا على قبول نجيب ميقاتي بترؤس حكومة بالشراكة مع «حزب الله»

 

 

غسان ريفي

 

يهرب كثير من مسؤولي تيار «المستقبل» في طرابلس الى الأمام عند سؤالهم عن حوارهم مع «حزب الله»، وعن «المارد السني» الذي استفاق غضبا على قبول نجيب ميقاتي بترؤس حكومة بالشراكة مع «حزب الله»، وعن الثمن الذي دفعته طرابلس طيلة ثلاث سنوات خلت، ليعود بعدها «المستقبل» الى النقطة التي انطلق منها ميقاتي والى مواقفه وشعاراته، بدءا بـ «النأي بالنفس» مرورا بالحوار.. وصولا الى الحفاظ على الاستقرار.

وبغض النظر عن الأجوبة الزرقاء، سواء أقنعت السائلين أو لم تقنعهم، فان كثيرا من الطرابلسيين، حتى أولئك الذين يدورون في الفلك الأزرق، باتوا على قناعة بأن مدينتهم دفعت ثمنا باهظا من أمنها واستقرارها وأرواح أبنائها وممتلكاتهم ومن إقتصاد المدينة، بسبب مغامرات سياسية وأمنية أظهرت كل الوقائع والأحداث أنها كانت تهدف فقط الى إسقاط ميقاتي، ليس لأنه قبل بمبدأ الشراكة مع «حزب الله»، بل لأنه جلس على الكرسي الثالث بدلا من الرئيس سعد الحريري.

الكلام المتداول في طرابلس صار مباشراً: عندما يُستبعد تيار «المستقبل» من رئاسة الحكومة يصبح التعاطي مع «حزب الله» من «الكبائر»، وعندما يعود إليها يصبح الحوار «ضروريا لمصلحة لبنان.. حتى بما فيها زيارة سوريا وإيران»، ولو كان ذلك قائما على كثير من التنازلات.

تذكّر جمعيات وهيئات سلفية طرابلسية بالحملة التي شنها تيار «المستقبل» عليها بأدوات إسلامية عندما وقعت وثيقة تفاهم مع «حزب الله» من أجل تخفيف الاحتقان المذهبي عندما احتدم الصراع بين «المستقبل» و«الحزب» خلال فترة الفراغ التي سبقت انتخاب الرئيس ميشال سليمان، ما أدى الى تجميدها، ويومها أُبلغت هذه الجمعيات والهيئات بأنه «لا يمكن لكم التفاهم مع حزب الله أو الجلوس معه قبل أن يجلس الرئيس سعد الحريري مع السيد حسن نصر الله».

ويستعيد مقربون من الرئيس نجيب ميقاتي الحملة التي شنها التيار الأزرق عليه والتي أفقدت طرابلس الأمن والاستقرار على مدار ثلاث سنوات تحت شعار محاربة حكومة «حزب الله» والنظام السوري، قبل أن تضع عودة «المستقبل» الى الحكومة وبشراكة «حزب الله»، حدا لكل أنواع التحريض السياسي والشحن المذهبي والفلتان الأمني بخطة أمنية وضعت في عهد الحكومة الميقاتية لكن تنفيذها احتاج الى شراكة سياسية لم تكن موجودة.

أيضاً يمكن استعادة الحملة التي شنها عدد من نواب «المستقبل» على الجيش اللبناني واتهامه بالانحياز الى «حزب الله» من دون أن تحرك القيادة الزرقاء ساكنا، الأمر الذي أفقد المؤسسة العسكرية الغطاء السياسي للقيام بواجباتها في حفظ الأمن والتصدي للمجموعات المسلحة التي تجرأت على العسكريين مرات عديدة، قبل أن يصبح التعرض للجيش من المحرمات بعد عودة «المستقبل» الى السلطة.

لا يلتقي اثنان في طرابلس إلا ويكون الحديث عن حوار «المستقبل» و»حزب الله» ثالثهما، خصوصا أن شراكتهما في الحكومة قبل انطلاق الحوار قد أقفلت صندوق البريد الناري في المدينة، وأغلقت المحاور التقليدية الساخنة فيها الى أجل غير مسمى، وأعادت الفيحاء الى حياتها الطبيعية بعد سنوات أمنية عجاف كانت الكلمة الفصل فيها لأمراء الأحياء وقوى الأمر الواقع.

لكن الايجابيات التي حققتها هذه الشراكة ومن ثم الحوار، لا تلغي جملة من التساؤلات: أين موقع طرابلس في هذا الحوار؟ ومن يعوض ما فاتها؟ وكيف سيكفّر «المستقبل» عن كل ما لحق بطرابلس خلال الفترة الماضية؟ وما دام الحوار لا بد منه في بلد محكوم بالشراكة، فلماذا انتظر «المستقبل» كل هذا الوقت ليبادر باتجاهه؟ أم ان مبادرته لا تتحقق إلا عندما يكون في السلطة؟ ولماذا أباح «المستقبل» لنفسه ما حرمه على ميقاتي وعلى غيره؟ وما دام «المستقبل» سبق ميقاتي بأشواط لجهة التعاطي مع «حزب الله» فلماذا يستمر في حربه عليه وتحت أي عنوان؟ وهل سيستثمر «المستقبل» حواره مع «حزب الله» في استكمال حصاره على كل القوى السياسية السنية في طرابلس، بما فيها الاسلامية، لاستكمال مهمة الالغاء؟ ومتى سيقتنع «المستقبل» بوجود شركاء له في الطائفة لم يعد بمقدوره تجاوزهم؟


http://assafir.com/Article/1/392799

 

موقع المنار غير مسؤول عن النص وهو يعبّر عن وجهة نظر كاتبه