برزت في الفترة الاخيرة حركة دبلوماسية نشطة للمبعوثين الفرنسي جان جيرو والروسي بوغدانوف لها علاقة بملف انتخابات الرئاسة في لبنان،
هاني قاسم
برزت في الفترة الاخيرة حركة دبلوماسية نشطة للمبعوثين الفرنسي جان جيرو والروسي بوغدانوف لها علاقة بملف انتخابات الرئاسة في لبنان، ترافقت مع الكلام عن مناخ ايجابي حول الملفات الساخنة في منطقة الشرق الاوسط ومنها الملف النووي الايراني الذي سوف ينعكس ايجابا على الازمات فيها، ودعوة امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله تيار المستقبل الى الحوار في مواضيع عدة ومنها الاستحقاق الرئاسي.
هل نضجت امام هذه الاجواء الدولية الاقليمية انتخابات الرئاسة في لبنان ؟ ومن قال ان التفاهم الايراني ـ الاميركي سيصل إلى اتفاق نهائي، حتى يبنى على الشيئ مقتضاه؟ ومن قال ان الخارج قد ربط الملف الرئاسي في لبنان بالملفات الاقليمية؟ وهل وضع ملف الرئاسة في لبنان على نار حامية، لان الدولة تعيش اليوم ازمة سياسية ومؤسساتها التشريعية والتنفيذية معطلة، وهي غير قادرة على مواجهة الاستحقاقات الرئيسة كمحاربة الارهاب التكفيري الذي يهدد صيغة العيش المشترك في لبنان؟
ما هي حقيقة التحرك الفرنسي وهل جاء جيرو بمبادرة محددة وجال بها على الفرقاء السياسيين؟ وما هي الافكار التي حملها بوغدانوف إلى لبنان في ملف الرئاسة ؟
تقول مصادر مطلعة ان الزيارتين اقتصرتا على تحريك الملف الرئاسي، والحث من اجل التوصل الى انتخاب الرئيس في اسرع وقت ممكن لتأمين الاستقرار، وانه لا وجود لاقتراحات محددة تم عرضها على الفرقاء السياسيين في لبنان.
وقد اصبح معلوماً لدى الدول صاحبة التأثير المباشر في الملف اللبناني بان الازمة الرئاسية في لبنان، هي ازمة مسيحية- مسيحية بامتياز، لان الجنرال ميشال عون لديه وجهة نظر خاصة تتعلق بالرئيس المنتخب، حيث يشترط ان يكون قوياً ويستمد قوته في كونه الاكثر تمثيلاً للشارع المسيحي، وهو يرى ان هذا الشرط ينطبق عليه دون غيره من المرشحين،ولهذا السبب يطرح الجنرال نفسه لموقع الرئاسة، وللسبب ذاته يتبنى فريق 8 آذار وعلى راسه حزب الله ترشيحه للرئاسة ، ولان جعجع يرى في نفسه الاهلية للتصدي لموقع الرئاسة، ولديه دعم اقليمي من السعودية ومن فريق 14 اذار.
من الواضح ان ملف الرئاسة في لبنان امام عقدة داخلية لها علاقة بالتفاهم المسيحي- المسيحي ، ولا مجال لربط هذه العقدة الداخلية بالملفات الاقليمية والمراهنة على التقدم في المفاوضات الايرانية الامريكية من اجل حلها، والطلب من ايران ان تضغط على حزب الله في الملف الرئاسي، من اجل ان يضغط على عون ليتخلى عن الترشح وافساح المجال للوصول الى رئيس توافقي. والى حين الاتفاق على الرئيس المقبل، يجب ان لا يبقى البلد في حالة شغور فعلي من خلال تعطيل المؤسسات بحجة الفراغ الرئاسي لانها كلمة حق يراد بها باطل.