قالت مصادر متطابقة لوكالة فرانس برس إن مشاورات مكثفة تجري في مدينة بنغازي بين أعضاء المجلس الوطني الانتقالي لوضع اللمسات الأخيرة على الحكومة الإنتقالية
قالت مصادر متطابقة لوكالة فرانس برس إن مشاورات مكثفة تجري في مدينة بنغازي بين أعضاء المجلس الوطني الانتقالي لوضع اللمسات الأخيرة على الحكومة الإنتقالية التي يحتمل الإعلان عنها اليوم.
ووسط تكتم شديد، يحاول أعضاء المجلس بقيادة رئيسه مصطفى عبد الجليل "تذليل الخلافات القائمة بين القوى المكونة للمجلس، لإعلان تشكيل الحكومة لتنطلق الفترة الإنتقالية الجديدة التي من المقرر أن تستمر ثمانية أشهر". في هذه الأثناء، أشارت قنوات ليبية محلية خاصة الى أن إعلان الحكومة الإنتقالية سيتمّ اليوم وأنها ستضم ثلاثين عضواً من مختلف مناطق ليبيا"
وشهدت كل من منطقتي بني وليد وسرت مواجهات عنيفة بين الثوار الليبيين وقوات العقيد معمر القذافي. وأكد المتحدث العسكري باسم المجلس الوطني الإنتقالي أحمد باني أن السيطرة على سرت وبني وليد تتطلب بضعة أيام فقط.
ميدانياً، تحدث مقاتلون عائدون من سرت وبني وليد عن مقاومة شديدة أبداها المقاتلون الموالون للقذافي الذين استخدموا الصواريخ والقذائف والمدفعية الثقيلة دفاعاً عن معقليهما. وفي سياق متصل، أضاف مراسل فرانس برس أن مواقع الثوار الليبيين تتعرض لقصف بصواريخ غراد فيما يردّ الثوار الليبيون بالمدفعية الثقيلة، في موازاة محاولات من جانبهم لتمشيط مواقع القناصة داخل المدينة. وشنت القوات الموالية للقذافي أمس هجوماً مضاداً بالصواريخ استهدف موقعاً للثوار الليبيين، ما ادى الى وقوع إصابات في صفوف هؤلاء. كما قام الثوار الليبيون بانسحاب تكتيكي من مدينة بني وليد لتفادي التعرض لنيران القناصة المتمركزين في شوارعها.
من جانبه، أعلن مكتب رئاسة الوزراء التركية أن تركيا قدمت 22 طناً من المساعدات الإنسانية، القتها بالمظلات على بني وليد. وفي سرت، مسقط رأس القذافي، واصلت قوات المجلس الإنتقالي تقدمها لكنها سرعان ما تراجعت بسبب تعرضها لنيران قوات القذافي. وقالت مصادر طبية في مستشفى عسكري إن عشرة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب أربعون آخرون، مرجحة أن يكونوا جميعاً من الثوار الليبيين. وأعلن قائد المجلس العسكري في مدينة مصراتة سالم جحا أن ستة آلاف مقاتل على الأقل تابعين للسلطات الليبية الجديدة منتشرون على جبهة سرت. وأضاف جحا "إننا نركز الآن على مجموعة من مباني المدينة وضواحيها لا سيما في وادي أبو هادي حيث تتجمع قوات القذافي". وتابع حجا "ربما كانت هناك جيوب مقاومة لكنهم لن يتمكنوا من التفوق على القوات الثورية الكثيرة".
في المقابل، لم يبد عبد الرؤوف المنصوري، أحد المقاتلين العائدين من الجبهة، تفاؤلاً كبيراً قائلاً إن أحداً لم يسيطر بعد على المطار وعلى المدينة. ولفت جحا أن نصف المدنيين غادروا المدينة، مشدداً على أن الثوار الليبيين يبذلون ما في وسعهم لتجنب أي خسائر في صفوف هؤلاء. وحلقت طائرات الحلف الأطلسي في أجواء المدينة، حيث تحدث الحلف عن إصابة عشرين هدفاً في هذه المنطقة.
دولياً، منحت الجمعية العامة للأمم المتحدة المجلس الوطني الإنتقالي الذي تعترف به حتى الآن تسعون دولة، مقعد ليبيا. وأتاح هذا التصويت لرئيس المجلس مصطفى عبد الجليل المشاركة في الإجتماع السنوي في نيويورك ولقاء الرئيس الأميركي باراك اوباما على هامشه الثلاثاء. وأعلن مجلس الأمن الدولي الرفع الجزئي لتجميد الأموال الليبية وإرسال بعثة لكتابة دستور جديد والمساعدة على تنظيم انتخابات. وأعرب مجلس الأمن في قراره عن قلقه من "انتشار الأسلحة في ليبيا وتأثيرها المحتمل على السلام والأمن في المنطقة". ونصّ القرار على إمكانية تسليم أسلحة خفيفة لحفظ الأمن والنظام وتقديم مساعدة تقنية الى الحكومة الإنتقالية في المجال الأمني.