ويشارك في مهرجان الشعر 16 شاعراً من 13 دولة عربية اضافة الى شعراء محليين. وستعقد جلستان نقديتان تتناولان قضية ضرورة الشعر في العصر الراهن، وسيشهد المهرجان خمس أمسيات شعرية تليها جلسات حوارية مع الشعراء والضيوف.
ينطلق في الخامس من كانون الثاني (يناير) مهرجان الشارقة للشعر العربي في دورته الثالثة عشرة في قصر الثقافة -الشارقة. واختارت الدائرة الثقافية وادارة المهرجان تكريم الشاعر محمد علي شمس الدين بصفته شاعراً عربياً «مجلياً وذا حضور فاعل وما نظم من شعر بليغ وما قدم للمكتبة الشعرية من إرث ثقافي وشعري».
أما على مستوى الامارات فاختير الشاعر عبدالله الهدية ليكرم ايضاً. ويتسلم الشاعران درع التكريم من حاكم الشارقة سلطان القاسمي في احتفال خاص. ويشارك في مهرجان الشعر 16 شاعراً من 13 دولة عربية اضافة الى شعراء محليين. وستعقد جلستان نقديتان تتناولان قضية ضرورة الشعر في العصر الراهن، وسيشهد المهرجان خمس أمسيات شعرية تليها جلسات حوارية مع الشعراء والضيوف.
ولعل تكريم الشاعر شمس الدين كشاعر عربي يعد تتويجاً عربياً له، هو الذي يمثل احدى اهم التجارب الشعرية الحديثة وقد ارتقى بالقصيدة الحرة الى ذروة التجلي الجمالي والايقاعي. وفي اتصال بالشاعر شمس الدين الذي يزور الشارقة قال:
«إن شعوري تجاه هذا الاختيار هو شعور اعتزاز بالشعر العربي كقيمة إبداعية جوهرية تؤكد حضور الذات العربية على امتداد العصور. ففي الجاهلية لم يكن سوى الشعر يصدح في صحراء بلا نهاية. وقد نزل الكتاب بلغة هذا الشعر بالذات فعزز الانتماء للغة... ثم ما لبثت أسرار الذكر ورموزه في الآيات المتشابهات أن غدت ملهماً لروح الكثير من الشعراء من ابن الفارض إلى ابن عربي في القرون الوسطى وهي لا تزال حتى هذه اللحظة عامل جذب بل حب لتوحيد الأمة حول لغتها. كانت اللغة تصاب في عصور الانحطاط وتئن، وكانت الاصابة في العصب في الشعر...
كذلك كان الأمر في أيام الاستعمار الغربي للمغرب العربي وللشمال الأفريقي. وفي بلاد الشام والعراق... كان الشعر الأداة الإبداعية للغة لتثبيت الهوية المهددة... النهضة العربية كانت نهضة لغة وشعر. اليوم، ومع تفسخ الكيانات العربية ودخول الجماعات في حالة من التآكل باتت معها المشكلة تتعدى انهيار السلطة السياسية وتشظيها باتجاه الخوف من موت الجماعة نفسها، ومعها حضارتها وتاريخها وأسس وجودها وكيانها... من المهم أن نلتفت للشعر لأنه حارس الكينونة العربية».
ويضيف متحدثاً عن معنى ان يجيء التكريم من الشارقة: «يعني لي أمراً لا بد من الانتباه له. وهو تبدل أدوار عصمة الثقافة والشعر بين العواصم العربية. إن التدمير المنهجي للحضارة بجميع أشكالها في العواصم العربية دمر معه الشعر في هذه العواصم. وأعني بها على وجه الخصوص بغداد ودمشق والقاهرة وبيروت... مع موت اجيال الريادة تباعاً وسكوت الباقين أحياء أو ما يشبه السكوت... ومع تدمير عواصم الشعر مراراً... الشارقة منتدبة اليوم لدور خطير.
صار الخوف على الشعر العربي خوفاً على الكينونة بالذات.... اليوم لحظة الشعر لحظة شديدة التعقيد. متعسرة، خائفة، دامية، موحلة، تتحرك بين إرث شعري إيقاعي وجودي وتاريخي للأمة، وبين تشظ لحظوي راهن: لا جبل الشعر الهائل القديم بقادر على أن يعصم الشعراء ولا اللحظة قادرة على العبور بسلام. الشعر العربي اليوم في برزخ حرج هو محك الحال وبوصلة الأحوال».
ويختم متحدثاً عن اهمية الشعر وعصره الدائم الذي لن يسبقه عصر الرواية: «إنه عصر الشعر. ما يقوله الشعر لا تقوله الرواية. الشعر برق واختزال وجرح من أقدم جروح الغيب. أنظر مثلاً إلى ما يقوله الروائيون المكرسون عالمياً في الشعر. ولنأخذ الروائي الفرنسي موديانو الفائز بنوبل الآداب 2014، فهو في خطبته في الأكاديمية السويدية يضع المراتب التالية: الشعر والموسقى ثم تأتي الرواية».