06-05-2025 12:52 AM بتوقيت القدس المحتلة

قبرص تبدأ اعمال التنقيب عن الغاز.. وانقرة ستباشر "قريبا جدا"

قبرص تبدأ اعمال التنقيب عن الغاز.. وانقرة ستباشر

اعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الاثنين ان بلاده ستبدأ "قريبا جدا" عمليات تنقيب عن الغاز قرب سواحل قبرص. وذلك ردا على عمليات تنقيب بداتها الجمهورية القبرصية.

اعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الاثنين ان بلاده ستبدأ "قريبا جدا" عمليات تنقيب عن الغاز قرب سواحل قبرص. وصرح اردوغان للصحافيين "سنباشر قريبا جدا. ربما هذا الاسبوع. بهذه الاعمال في منطقتنا الاقتصادية الحصرية". واعرب اردوغان عن الاسف لان قبرص بدات عمليات التنقيب في البحر "في مناطق تدور بشانها خلافات" على رغم معارضة بلاده. وشدد على ان هذه المناطق ستكون "تحت رقابة دائمة" لسلاحي الطيران والبحرية التركيين.

وبدأت شركة نوبل اينيرجي الاميركية اعمال التنقيب عن الغاز قبالة جزيرة قبرص. واوضح مدير خدمات الطاقة في قبرص سولون كاسينيس ان عمليات التنقيب بدأت مساء الاحد على منصة افروديت في المنطقة الاقتصادية القبرصية الحصرية بالرغم من معارضة تركيا التي لا تعترف بالسلطات القبرصية اليونانية للجزيرة المقسومة وهددت بالقيام من جهتها بعمليات تنقيب خاصة بها. وتامل شركة نوبل اينرجي التي يوجد مقرها في تكساس في ايجاد "كميات كبرى" من الغاز في تلك المنطقة لكن تركيا تعهدت باتخاذ اجراءات مضادة.

وكانت ردت تركيا بلهجة قاسية الاثنين على مشاريع قبرص القيام بالتنسيق مع الكيان الاسرائيلي باعمال استكشاف الغاز والنفط قبالة الجزيرة المقسومة، مهددة باطلاق اعمال تنقيب خاصة بها على الفور تحت حماية عسكرية. وقال وزير الطاقة التركي تانر يلديز للصحافيين "اذا احترم الجانب اليوناني البرنامج الزمني الذي اعلنه للرأي العام (لبدء الاستكشاف) سنسمح لانفسنا ايضا ببدء اعمال حفر في قاع البحر الاسبوع المقبل".
  
وتعارض تركيا ان تقوم جمهورية قبرص باعمال استكشاف الغاز في شرق المتوسط المرتقبة في مطلع تشرين الاول/اكتوبر، معتبرة ان السلطات القبرصية اليونانية ليس لديها الحق بالقيام بذلك طالما ان الجزيرة مقسومة. وقبرص مقسومة بين شمال تركي وجنوب قبرصي يوناني منذ الغزو التركي لشمال قبرص عام 1974 ردا على انقلاب في نيقوسيا بدعم من اليونان بهدف توحيد الجزيرة ذات الغالبية اليونانية مع اليونان.
  
وطالب الوزير التركي مرة جديدة الحكومة القبرصية بوقف مشاريع استكشاف الغاز الطبيعي قبالة قبرص، محذرا من ان سفنا حربية تركية سترافق سفن الاستكشاف التي تعمل لحساب تركيا من اجل التنقيب عن حقول للغاز في حال مضى الجانب اليوناني بخططه. وابدت شركة النفط التركية تباو استعدادها للعمل في مياه شمال قبرص بعد التوصل الى اتفاق بين انقرة و"جمهورية شمال قبرص التركية" غير المعترف بها دوليا حول ترسيم الحدود البحرية كما اعلن الوزير. واضاف ان انقرة وقعت اتفاقا مع شركة نروجية لم يكشف اسمها من اجل القيام "باعمال سبر عمق البحر".
  
ودعا الوزير التركي مرة جديدة قبرص لعدم المضي في مشاريعها لاستكشاف الغاز التي تشكل بحسب قوله "استفزازا سياسيا". وكانت تركيا اعلنت الجمعة انها ستوقع اتفاقا لترسيم الجرف القاري في المتوسط مع "جمهورية شمال قبرص التركية" التي لا تعترف بها سوى انقرة اذا بدأ الجانب اليوناني اعمال الاستكشاف.
  
وتؤكد نيقوسيا ان استكشاف الغاز سيفيد كل القبارصة وقد وقعت مع الكيان الاسرائيلي اتفاقا يحدد المناطق الاقتصادية الحصرية بين البلدين في المتوسط بهدف مواصلة البحث عن حقول تحت البحر بدون مخاوف من نزاعات حول حقوق الاستغلال. لكن العلاقات بين انقرة و"اسرائيل" متوترة حاليا ما يزيد من تعقيد الوضع. واشتكت قبرص لدى الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي من تصرف انقرة.

وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان حذر الكيان الاسرائيلي في مقابلة تلفزيونية 9 ايلول/سبتمبر من مشاريعها مع قبرص في مجال الطاقة. وقال ان "تركيا ستكون حازمة بالنسبة لحقها في مراقبة المياه الاقليمية في شرق المتوسط" و"اتخذت اجراءات لمنع اسرائيل من استغلال الموارد الطبيعية بشكل احادي الجانب" في تلك المنطقة.
  
وفي بروكسل. دعا الاتحاد الاوروبي الاثنين تركيا الى "الامتناع عن اطلاق اي تهديد" يمكن ان يؤثر على علاقاتها مع قبرص. وقالت مايا كوسييانسيك الناطقة باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون "في ما يتعلق باعمال التنقيب عن النفط قلنا عموما اننا ندعو تركيا الى الامتناع عن اي تهديد او مصادر احتكاك او اعمال يمكن ان تؤثر بشكل سلبي" على علاقاتها مع قبرص.
  
وكانت تركيا الدولة الناشئة التي تطمح للانضمام الى الاتحاد الاوروبي ولا تملك موارد كبرى من الطاقة. هددت بـ"تجميد" علاقاتها مع الاتحاد الاوروبي اذا لم يتم التوصل الى حل لازمة انقسام الجزيرة خلال الرئاسة الدورية للاتحاد التي ستتولاها قبرص في تموز/يوليو 2012. وحول هذه النقطة قال يلديز ان مشاريع التنقيب القبرصية يمكن ان تسرع قرار انقرة بخصوص علاقاتها مع الدول الاعضاء الـ27. وقال حسن سليم اوزرتم من مركز الدراسات "أوساك" ان "المسالة سياسية وتجارية. تركيا لا تريد ان تترك الجانب القبرصي اليوناني واسرائيل يحصلان لوحدهما على الموارد في تلك المنطقة".